م
ل
كلمة
المحرر: الحياة في غرب الصين جد صعبة، فالظروف
الطبيعية البالغة القسوة لا تترك للبشر أرضا يزرعوها إلا
ما ندر، ومياه المطر والآبار حلم لا يأتي إلا قليلا. الفقر
هنا لا يتصوره أحد ورغبة الناس في نفض أثقاله لا حدود
لها. الحكومة من جانبها تولي اهتماما كبيرا بهذه المناطق،
ويخوض أبناء الغرب الصيني معارك مستميتة للتغلب على صعوباتهم، والجمعيات
الخيرية وفاعلو الخير، من الداخل والخارج، يمدون يد العون
لهم، في محاولة لتخفيف وطأة الفقر.الحكم
لقومية
تخزين
المياه ينقذ الحياة
مراسلة
مجلة "الصين اليوم" والتز
محافظة
دونغلان بمنطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ الواقعة في جنوب غربي الصين
شحيحة
المياه برغم أن السماء تجود بمطرها من حين إلى آخر، غير أن الأرض ذات التضاريس الكارستية
الخاصة تبلع الماء سريعا فلا يبقى منها على السطح شيء. تشقق الأرض في هذه المناطق
الجبلية يجعل المياه تهرول إلى الأنهار الجوفية وقاع الأودية، وتحرم سفوح الجبال
من قطرة ماء. الالأنهار
هوانغ
مي أر،
البالغة من العمر ثلاثين سنة، نموذج للبؤس في قرية شياودونغ التابعة
لمحافظة دونغلان. هذه المسكينة
منذ زواجها في هذه القرية الفقيرة تتولى مسؤولية حمل الماء لبيتها
من
كهف يبعد عن بيتها ثلاثة كيلومترات. في
كل يوم تستيقظ مبكرة وتحمل جرارها لتقطع الطريق الجبلي
إلى الكهف عند سفح الجبل، الذي
مصدر المياه الوحيد لسكان القرية
البالغ عددهم 300 نسمة وكذلك لحيواناتهم. في
كل صباح يكون طابور الانتظار أمام
مدخل الكهف طويلا، بعد ساعتين من الانتظار
يأتي دور هوانغ، فتهبط
خمسين مترا منحدرا إلى قاع الكهف
في درب ضيق متعرج لا يتسع إلا لشخص واحد فقط،
ثم تصعد وعلى ظهرها برميل مياه، يد بها شعلة تضئ طريقها
وتمسك بالأخرى الصخور لتصعد إلى أعلى. وحيث أن أسرة هوانغ تتكون من ستة أفراد إضافة إلى بعض المواشي،
تضطر لإحضار الماء
من الكهف ثلاث أو أربع مرات يوميا،
تنفق في كل مرة أكثر من ثلاث ساعات، وهذا يعني أن توفير
الماء لبيتها يلتهم كل وقتها. الالأنهار

ندرة
المياه جعلت القرويين يقتصدون للغاية في استخدامه، فالأسرة كلها تستخدم وعاء واحدا لغسل الوجوه والأيدي من الصباح حتى المساء، ثم يغسلون به أقدامهم، وأخيرا
يصبونه في حوض لتشربه المواشي، والماء
الذي يغسل به الخضار يعاد استخدامه لغسل أواني الطعام بعد
الأكل. وفي مثل هذه الظروف يصبح الاستحمام ترفا لا يقدر عليه أحد هنا، وغاية المنى
مسح الجسم بفوطة مبللة. الماء أمسى
هاجس الناس هنا، ينامون به ويصبحون عليه.. في موسم الجفاف يخرجون جميعا، باستثناء
الأطفال الصغار، لهدف واحد، جلب الماء. الالأنهار
الحاجة
هي أم الاختراع، كما يقال. من أجل توفير مزيد من الماء ابتكر البعض
طريقة لجمع مياه الأمطار قبل تسربها
إلى جوف الأرض، بأن حفروا حفرة في
منطقة منخفضة وبطنوا جدرانها بالأحجار،
وبذلك استطاعوا أن يجمعوا قدرا من الماء بها في مواسم المطر
يستخدمونه في وقت الجفاف. ولكن حفرة واحدة لا يمكن
أن تسد حاجة الجميع، كما أنه ليس بمقدور كل أسرة أن
تكون لها حفرتها الخاصة، ولهذا لم تُحل المشكلة. الالأنهار
في
عام 2001 قرر صندوق المرأة الصينية تنفيذ مشروع " حفر تخزين المياه"
في منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ، وقد تبرعت مؤسسة أفلام لهكاي الصينية
بمائتي ألف يوان (16 ألف دولار أمريكي) لإنشاء حفرة تخزين المياه لنحو388
أسرة في محافظتي دونغلان ولونغآن، وهما الأكثر صعوبة في ظروف المياه بقوانغشي، وهكذا تخلص نحو ألفي فرد من مشلكة المياه.
الالأنهار
بفضل
هذا المشروع تغيرت حياة هوانغ مي أر وشقيقاتها
في العذاب بقرية شياودونغ. وتحت إرشاد الفنيين أقامت هوانغ
وجيرانها حفرا إسمنتية كبيرة أمام منازلهم، والحفر تتصل بسقوف غرف البيوت بواسطة أنابيب
بلاستيكية، وحينما ينزل المطر تتجمع مياهه على السقوف أولا ثم تجرى تلقائيا إلى تلك
الحفر التي تبلغ سعة كل منها 60 مترا مكعبا، وتكفي المياه المخزنة فيها أسرة واحدة.
الالأنهار
تحررت هوانغ من متاعب إحضار الماء، وأصبح لديها
وقت للراحة، بل إنها فكرت في عمل شيء، في وقت الفراغ الزراعي، يساعد في تحسين الحال،
فقررت أن تمارس تصنيع جبن فول الصويا وهي الحرفة التي تجيدها هي وزوجها وما منعها
عنها في السابق إلا نقص الماء. الزوجان أصبح لهما معمل لتصنيع فول الصويا،
وذاعت شهرته ويأتيه الناس لشراء منتجاته. من بيع جبن فول الصويا إلى زراعة الخضراوات في الحقول أخذت حياة هوانغ
تتحسن فاشترت جهاز تلفزيون ملونا
وغسالة أتوماتيكية. هوانغ تقول
إن حفرة تخزين المياه أنقذت حياتها،
ولهذا قررت توسيع عملها بإنشاء حفرة تخزين أكبر في العام القادم للاستفادة
من مياهها في ري مزرعة لأشجار البرتقال. أما الخطوة القادمة فهي بناء
بيت من طابقين، مثل جيرانها الذين انطلقوا في طريق الثراء.
الالأنهار
معلومات
تهمك
1
– إعانة الفقراء الالأنهار
وفقا
لأرقام مكتب إعانة المناطق الفقيرة التابع لمجلس الدولة
انخفض عدد الذين يعيشون تحت
مستوى خط الفقر، أي يقل دخلهم السنوي عن 637 يوانا (الدولار
الأمريكي يساوي 27ر8 يوانات)، من
250 مليون نسمة عام 1978 إلى 29 مليون نسمة عام 2003، وفي الفترة نفسها قلت نسبة
حدوث الحالات المتسببة في الفقر من 7ر30% إلى 1ر3%. وإلى جانب هؤلاء الفقراء يوجد
في الصين 17ر56 مليون نسمة يعيشون على مستوى "الضمان الأساسي"، أي
أن دخلهم السنوي يتراوح بين 637 يوانا و882 يوانا ، وتشكل
هاتان المجموعتان من الناس الهدف
الرئيسي للحكومة، حيث تعمل على
إعانتهم وتحسين ظروفهم المعيشية في المرحلة الراهنة. الالأنهار
وخلال
الخمس والعشرين سنة الماضية تبنت الصين سبلا شتى لإعانة الفقراء، منها الاستثمار الحكومي في المناطق الفقيرة؛ وتقديم المعونات
المالية والفنية إلى كل قرية فقيرة أو كل أسرة فقيرة؛ وتحديد علاقة ثابتة بين المناطق
المتقدمة والمناطق الفقيرة لتقدم الأولى
المساعدة للأخيرة؛ واعتماد الحكومة أموالا خاصة لتهجير الأسر الفقيرة من
أماكن إقامتهم إلى مناطق متطورة حسب
رغبتهم. وبالإضافة إلى ذلك نظمت الحكومة المركزية عددا من الحملات الهادفة إلى
تخليص الفقراء من حالتهم الصعبة، مثل "مشروع ذهاب الشباب المتطوعين إلى المناطق
الفقيرة لتحمل المهمات التعليمية في المدارس هناك أو لتقديم المساعدات المختلفة للسكان
المحليين" و"مشروع السعادة" و"مشروع براعم زهور الربيع"
و"القضية المشرقة" والخ. الالأنهار
مقاطعة
قويتشو نموذج لهذا العمل، ففي هذه المقاطعة أكثر السكان فقرا وأوسع الأراضي
جدبا مقارنة مع مقاطعات الصين الأخرى. كان يعيش
فيها 15 مليونا من الفقراء يمثلون 5ر57% سكانها في عام
1985، وقد انخفض هذا العدد إلى 9ر2 مليون نسمة في نهاية عام 2003. يقول شي شيو شي رئيس المقاطعة إن حكومة المقاطعة استخدمت ثلاثة طرق رئيسية
لمساعدة الفقراء: أولا، الاستثمار الحكومي في المناطق الفقيرة؛ ثانيا، تهجير الفقراء
إلى المناطق الخصبة والغنية نسبيا؛ ثالثا، تقديم المعونات الطويلة المدى لهم. وضخت الحكومة 70% من الأموال التي خصصتها الدولة لتنفيذ استراتيجية تنمية المناطق الغربية، في المناطق الفقيرة، واستخدمت هذه الأموال لمشروعات بناء الحقول الزراعية
الأساسية وشق الطرق وتوصيل المياه إلى المناطق القحطة وتركيب الخطوط الكهربائية والبريدية والإذاعة والتلفيزيون وبناء منشآت توليد غاز
الميثان، كل هذه المشاريع حسنت إلى حد كبير الظروف الإنتاجية والمعيشية لسكان المناطق
الفقيرة. الالأنهار
وفي
عام 1996 تمكنت الدوائر التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني التي تم تحديدها
لمساعدة المناطق الفقيرة في مقاطعة قويتشو، تمكنت من جمع
320 مليون يوان من داخل الصين وخارجها
لهذه المناطق، وأقامت 570 مشروعا لتطوير الاقتصاد وقدمت لها تبرعات من الأموال والمواد تجاوزت قيمتها 200 مليون يوان، وساعدتها على إنشاء 110 مدرسة
ابتدائية ومتوسطة ريفية، وتبرعت بمعونات مالية لأكثر من 13000 طالب فقير لمواصلة
دراستهم. ومن بين هذه الأعمال الخيرية مشروع إنشاء شبكة إنترنت لـ69 مدرسة ابتدائية
ومتوسطة في محافظة سينان قامت به وكالة شينخوا لتحقيق التعليم الميداني البعيد المدى
وهو ما مكن المدرسين والطلبة في
المناطق النائية من متابعة البرامج التعليمية التي تجري في المدن المركزية، مما جعل
محافظة سينان محافظة نموذجية في تعميم مشروع التعليم المعاصر على نطاق المقاطعة.
الالأنهار
لقد
حظيت جهود مقاطعة قويتشو الناجحة بتقدير مسئولي مكتب إعانة المناطق الفقيرة التابع لمجلس الدولة، الذين قالوا إن مقاطعة قويتشو ابتكرت
سلسلة من التجارب المفيدة الجديرة بالتعميم
في أنحاء البلاد. الالأنهار
2
- صندوق المرأة
الصينية ومشروع "حفر تخزين المياه " الالأنهار
غربي
الصيني من المناطق الجافة الاشد
فقرا في الماء بالعالم، حيث لا يزيد
متوسط سقوط الماء في السنة بها عن 300-400 مليلتر، بينما يبلغ المعدل السنوي لبخر
الماء بها بين 1500 و2000 مليلتر. لسد حاجة الإنسان والمواشي من الماء
أقام السكان المحليون حفر تخزين مياه المطر تحت الأرض لحل مشكلتهم، ولكن بسبب الفقر
عجزوا عن توفير المال اللازم لشراء الإسمنت لبناء تلك الحفر، لذلك كانت مياه المطر المتجمعة تتسرب بسرعة من قاع وجدران
الحفر، فظلت حياتهم صعبة والإنتاج المحلي متخلفا، والظروف التعليمية سيئة، ونسبة
الإصابة بأمراض النساء ونسبة وفيات المواليد مرتفعة، وكانت النساء
هناك يتحملن أضعاف ما تتحمله أخواتهن
في الأماكن الأخرى. الالأنهار
من
أجل تخليص المرأة في المناطق الجافة من المشقة بادر صندوق تنمية المرأة
الصينية التابع لاتحاد النساء لعموم الصين بحملة "تعميم حفر تخزين المياه للتعبير
عن حب الأرض للأمهات"، ومن خلال جمع التبرعات قدم الصندوق
التمويل اللازم للمناطق الواقعة في شمال الصين وغربها، حتى تستطيع كل أسرة هناك أن تبني
حفرة إسمنتية لجمع وتخزين مياه المطر التي تكفيها لسنة واحدة. وجدير بالذكر أن تكلفة
الحفرة الواحدة تبلغ 1000 يوان (121 دولارا أمريكيا).
الالأنهار
حتى
نهاية عام 2003 خصص صندوق المرأة الصينية التمويل اللازم لإقامة 90000 حفرة و1070 مشروعا صغيرا ومتوسطا لتموين المياه في 15 مقاطعة
ومنطقة في كل البلاد، و900 ألف
نسمة استفادوا منها، 70% منهم نساء وأطفال. الالأنهار
عنوان
صندوق المرأة الصينية: بكين – 15 شارع جيانقوهمنني، صندوق
تنمية النساء الصينيات الالأنهار
تليفون
تلقي التبرعات: 65263572-010 65140471-010