محتويات العدد 9 سبتمبر (أيلول) 2004
م

النفط يقود العلاقات الصينية الخليجية

ون جينغ

مع ارتفاع أسعار البترول تظهر فوائض مالية لدى دول الخليج، والصين اختيار جيد لاستثمار البترودولار الخليجي المجالات،   

الزيارة التي قام بها في يوليو الماضي وفد وزراء المالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وترأسها الأمين العام للمجلس، كانت دون شك نشاطا هاما على الأجندة الدبلوماسية للحكومة الصينية، ذلك أن التنافس الدولي على الطاقة جعل علاقات الصين مع هذه المجموعة من الدول النفطية مثار اهتمام المراقبين في العالم. المجالات،   

مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يضم في عضويته الكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسعودية وسلطنة عمان وقطر، أحد أهم وأنشط المنظمات الخليجية بل والعربية، حيث يلعب دورا هاما في الشؤون الإقليمية سياسيا وأمنيا واقتصاديا. وقد أقامت الصين علاقات صداقة وتعاون مع دول المجلس في سبيل تطوير آلية للتعاون الشامل في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية والثقافية والعسكرية وفي الطاقة. زيارة وزراء مالية الدول الست للصين في وفد واحد له مغزى هام. أولا، شهدت العلاقات الثنائية السياسية متانة، كما أن مشكلة العراق على طريق الحل، ويتحسن الوضع الأمني فيه نوعا ما، وتلك أخبار طيبة لدول الخليج، لأن استقرار العراق يعني استقرار الخليج. لذلك تدعم دول الخليج الست جهود حكومة العراق المؤقتة لاستعادة الاستقرار الداخلي. الصين، كونها إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لعبت دورا هاما في قرار مجلس الأمن 1546 الذي يدعم استقرار العراق. لذلك الموقف السياسي للطرفين متطابق بدرجة كبيرة مما يهيئ أجواء مناسبة للتعاون في مختلف المجالات. المجالات،   

لقد دفعت الزيارة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة علاقات التعاون في مجال الطاقة. دول مجلس التعاون الخليجي  مصدر هام للطاقة في العالم، فهي دول تعوم على النفط، بها45% من احتياطي البترول العالمي، وتنتج 20% من نفط العالم. في عام 2003 استوردت الصين من دول الخليج 27 مليون طن نفط، أي30% من وارداتها البترولية. وفي السنوات الأخيرة، ومع نمو الاقتصاد الصيني بمعدلات عالية، يزداد الطلب على الطاقة زيادة كبيرة وسريعة، وحلت الصين محل اليابان كثاني أكبر مستهلك للبترول في العالم عام 2003. في العام الماضي ازداد الطلب على البترول في الصين بنسبة 9%، حيث بلغ 270 مليون طن، بزيادة ضعف عن عام 1992، فاستوردت 90 مليون طن من البترول، بزيادة 30% عن عام 2002. المجالات،   

الزيادة الكبيرة والسريعة لطلب الصين على البترول تلعب دورا هاما متعاظما في سوق البترول العالمية، وهذا هو ما يثير اهتمام دول مجلس التعاون الخليجي. في هذه الزيارة، أكد القادة الصينيون أن التعاون في مجال الطاقة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي له مستقبل واعد وأن الصين تريد إمدادات مستقرة وطويلة المدى من النفط، ومن جانبهم أعرب وزراء مالية دول مجلس التعاون الخليجي عن أن دولهم ترغب في إقامة علاقات شراكة تعاون استراتيجية في مجال الطاقة مع الصين، لضمان إمداد الصين بالنفط. وقد اقترح الجانب الصيني على دول مجلس التعاون الخليجي زيادة التعاون في التنقيب عن البترول والغاز وتطويرهما وفي مجال البتروكيماويات، وأن يتيح الجانب الخليجي للشركات الصينية الفرصة للمشاركة في عمليات المجرى الأعلى للتنقيب عن النفط وتصدير العمالة والأجهزة ذات العلاقة بالطاقة. ورحب الجانب الصيني بالاستثمارات الخليجية في المشروعات البتروكيماوية الصينية. المجالات،   

وخلال المحادثات قدم المسؤولون الصينيون  أفكارا لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري على المدى الطويلة ولمستويات عميقة. في عام 2003 بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الصين ودول الخليج الست 17 مليار دولار أمريكي، سيتجاوز 20 مليار دولار أمريكي في هذا العام. وأصبحت الدول الست ثامن أكبر شريك تجاري للصين في العالم وثامن أكبر سوق في العالم للمنتجات الصينية، وتاسع أكبر سوق تصدير للصين. وحقق تعاون الطرفين في مجال المقاولات والطاقة والاستثمار تقدما إيجابيا. هناك طلب كبير على الأزياء والمنسوجات والإلكترونيات ومنتجات الاتصالات الصينية في السوق الخليجية، كما أن الطلب كبير على البترول والغاز والمنتجات الكيماوية في السوق الصينية. ولكن على الرغم من ذلك، وبالنظر إلى القوة الاقتصادية وإجمالي حجم التجارة الخارجية للطرفين، تعتبر التبادلات التجارية بينهما قليلة ولهذا قرر الطرفان البدء في مفاوضات  حول منطقة التجارة الحرة للصين ومجلس التعاون الخليجي على أمل أن تقام عام 2006. اقترح الطرف الصيني زيادة حجم التجارة الثنائية وقيمة الاستثمار في الصين إلى 100 مليار دولار أمريكي كل على حدة في السنوات الخمس القادمة. ويرى وزراء مالية الدول الست أن الصين بلد لها وزنها، وهم سعداء بنمو الاقتصاد الصيني، ويرغبون في المزيد من تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع الصين في مختلف المجالات وليس في الطاقة فقط، بل يجب تعزيز التعاون في الاستثمار والبتروكيماويات والمواصلات والاتصالات والخدمات والسياحة وغيرها من المجالات. المجالات،   

استراتيجيات التنمية التي تنفذها الصين ودول الخليج تكاملية. تواصل الصين انفتاحها وجذب الاستثمار الأجنبي. وسجلت مجموعة كبيرة من مؤسساتها المملوكة للدولة في البورصة بعد تغيير نظام ملكيتها أو إصلاحها بالإضافة إلى استراتيجية التنمية الكبرى للمناطق الغربية واستراتيجية نهوض القواعد الصناعية القديمة في شمال شرقي الصين. بينما تمتلك دول الخليج قدرات مالية كبيرة. ومع ارتفاع أسعار البترول تظهر فوائض مالية لدى دول الخليج، والصين اختيار جيد لاستثمار البترودولار الخليجي. ومن ناحية أخرى، تنفذ الصين استراتيجية "الاتجاه إلى الخارج"،  والشركات والمؤسسات الصينية لديها خبرات  وافرة في مجالات كثيرة، ويمكنها أن تقوم بتنفيذ مشروعات الموانيء والسكة الحديد والطرق العامة في دول الخليج. في هذه الزيارة، وقع الطرفان اتفاقيات لمشاركة الجانب الصيني في مشروع بناء سكة حديد في السعودية ومشروع واحة العلوم والتكنولوجيا العالية والبناء الأساسي وصناعة الحديد والصلب في قطر. على الجانب الآخر تتبنى دول الخليج استراتيجية تنويع الاقتصاد على أمل التخلص من اعتمادها على البترول، وزيادة نسبة الصناعات غير البترولية لتحقيق التنمية المستدامة، ومن ذلك الخدمات المصرفية في البحرين والسياحة في دبي تشهد تطورا كبيرا. من هذه الناحية هناك فرص تجارية كثيرة أمام الشركات والمؤسسات الصينية. المجالات،   

بعد زيارة وزراء مالية مجلس التعاون لدول الخليج للصين  ينطلق قطار العلاقات بين الجانبين، قاطرته التعاون النفطي وعرباته كافة المجالات، وسوف تكون محطته القادمة أكثر ازدهارا وتطورا. المجالات،   

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.