محتويات العدد 9 سبتمبر (أيلول) 2004
م

ناصر عبدالعال.. أنا نصف صيني

 

أقامت العاصمة الصينية معرض بكين السياحي الدولي في الفترة من 22 إلى 25 يوليو. المعرض الذي استضافه متحف بكين شارك فيه ما يربو على أربعين وكالة وشركة سياحية دولية. وقد كان من أبرز معالم هذا المعرض الحضور المصري القوي، حيث عرض الجناح المصري مجموعة من الكتب والألبومات التي تعكس جمال مصر. زوار المعرض تدفقوا نحو جناح مصر مشاهدين ومستفسرين عن كيفية السفر إلى مصر، وكان في استقبالهم مسؤول الجناح، المستشار السياحي المصري في الصين الدكتور ناصر عبدالعال، بابتسامته ولغته الصينية الطليقة التي أثارت الزوار. "الصين اليوم" كانت شاهدة على هذا الحدث، والتقت الدكتور ناصر عبدالعال.

مع الأسرة في الصين

تعاون على المستوى الشعبي

في نهاية عام 2002 افتتحت السفارة المصرية في بكين مكتبا سياحيا، تولى رئاسته ناصر عبدالعال، أستاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس المصرية، والذي عمل أيضا في القسم العربي بإذاعة الصين الدولية. يقول الدكتور عبدالعال "لقد شرفت وسعدت بهذا التكليف" وقال "إن السياحة تعاون على المستوى الشعبي، وهو يختلف عن التعاون على مستوى القيادات. فالقيادة تضع الخطط ودورنا هو تطوير العلاقات على المستوى الشعبي، مع الوكالات السياحية وأجهزة الإعلام، فعلمنا يرتبط بالشعب والهيئات الشعبية. فالتبادلات عبر جمعيات الصداقة والمؤسسات الاقتصادية والجامعات والمعاهد والشركات التجارية يكون هذا التفاعل صفحة مضيئة لنا كمواطنين".ويستشهد في حديثه عن السياحة بين الصين ومصر، بالمثل الصيني " رب صورة أغنت عن ألف كلمة"، ويضيف "ليس من سمع كمن رأى" وقد سمعنا كثيرا عن بلادكم وسمعتم كثيرا عن بلادنا، وشاهدنا في التلفزيون وقرأنا في الصحف، ولكن أن يذهب المواطن الصيني إلى مصر، فهذا دورنا."وبحب كأنه

في بداية افتتاح المكتب السياحي المصري في بكين، كان الصينيون يزورون مصر في المواسم الرئيسية مثل إجازات عيد الربيع والعيد الوطني وعيد العمال، وكان معظمهم من بكين وشانغهاى. ناصر عبدالعال الذي تولى مهمة التنشيط السياحي لمصر في الصين وضع قاعدة متينة للتعريف مصر في كل مقاطعات الصين، وقام بالكثير من نشاطات الترويج، وقد بلغ عدد الصينيين الذين زاروا مصر خلال الشهور الخمسة الأخيرة سبعة عشر ألفا، وأضحى الصينيون يزورون مصر على مدار العام.وبحب كأنه

ناصر عبدالعال يسأل دائما أصدقائه الصينيين:"هل زرت مصر؟ لترى بنفسك وتجرب وتتذوق الأطعمة المصرية، تتعرف على الثقافة المصرية، تمتع عينيك بالأزياء المصرية والمتاجر وأشكال بيوتها وديكوراتها وشوارعها وطقسها. يجب أن تذهب إلى مصر، بلدي، لتعرفها بنفسك!"وبحب كأنه

يتحدث عبدالعال كثيرا عن زيارة الصينيين لمصر، ولما سألته عن زيارة المصريين للصين، قال، متلطفا "نعتقد بأن خط الطيران بين مصر والصين سيعمل عام 2005، وعندما يعمل الخط الجوي، وتحمل الطائرة المواطن الصيني من الصين إلى مصر، فإنها لن ترفض أن تحمل المصري إلى الصين، لهذا نقول إنه تعاون شعبي."  وبحب كأنه   

خبير الصين

ناصر عبد العال، يدهشك بلغته الصينية التي ينطق بها كأهلها. درس ناصر الصينية بجامعة عين شمس من عام 1983-1986 وعمل في السلك الجامعي معيدا ومدرسا مساعدا ثم حصل على درجة الدكتوراه في اللغة الصينية وحضارتها في عام 1996.وبحب كأنه

عاش في الصين سبع سنوات حيث درس في الصين بجامعة اللغات والثقافة ببكين. وقدم عددا من الأبحاث والترجمات وألف قاموس الصينية العربية وشارك مع بعض الزملاء في تأليف وترجمة أعمال أدبية مثل" روائع الأدب الصيني القديم" إلى العربية، و"روائع الأدب العربي القديم" و"العادات والتقاليد العربية الصينية" إلى الصينية. وألقى العديد من المحاضرات في الجامعات الصينية حول التاريخ والثقافة العربية وتاريخ وحضارة مصر. وقد جاء إلى الصين أكثر من عشر مرات، ويقول زملاؤه إنه "خبير في الشئون الصينية"، لكنه يسمى نفسي" نصف صيني!"وبحب كأنه

جاء إلى الصين لأول مرة في بداية عقد الثمانينات، وعاد إليها مرة ثانية في بداية التسعينات، معجبا ومتابعا للتغيرات وخطوات الإصلاح والانفتاح، وبعد ذلك كان يزور الصين كل سنة تقريبا ليشاهد هذا التطور التي تحققه الصين في حضرها وريفهاوبحب كأنه   

 بحكم عمله مستشارا سياحيا يحمل رسالة مصر الثقافية ويتوجه بها إلى كل مدينة صينية في كل مقاطعة. وبفضل إتقان اللغة الصينية زار الصين من الشمال إلى الجنوب خلال السنوات الماضية، حيث تركت المدن الكبيرة مثل بكين وشانغهاى وقوانغتشو انطباعا عميقا لديه. يقول :"لكل مدينة صينية سماتها. فبكين هي مركز الثقافة والإشعاع والتميز وعبقها التاريخي الثقافي والحضاري يجعلني أحبها. وعندما أكون مع أهل بكين، نتكلم بلهجتهم المميزة، ونتذوق مأكولاتهم، جياوتسى من دقيق القمح، في مطعمهم بالدار الرباعية." وبحب كأنه

و"في شانغهاى أتلمس طرقاتها الطرقات الصغيرة، التي تملأها غابات من ناطحات السحاب على أعلى مستويات الإدارة، فيها المشاريع الحديثة مثل مترو شانغهاى، وبرج التلفزيون، كورنيش بودونغ، لكل هذا أشعر بالطفرة الاستثمارية، والطفرة الاقتصادية الهائلة والقفزة التي قفزتها شانغهاى بأهلها. عشت بينهم لمدة سنة، فتعلمت منهم كثيرا من أساليب الإدارة. أعشق الجلوس معهم أتعلم منهم."وبحب كأنه

ويقول عن قوانغتشو، مدينة التجارة في جنوب الصين إنها تعود بي إلى القاهرة الزاهرة، حيث البنايات القصيرة والشوارع الواسعة ونهر اللؤلؤ الذي يشق المدينة، والقوارب والسفن المضيئة في الليل، والمطاعم والمقاهي والمتنزهات على كورنيش اللؤلؤ، تجعلني أشعر كأني عدت إلى القاهرة، خصوصا عندما يسقط المطر وأنا اتنزه وسط المدينة التي يزورها الآلاف من التجار العرب.وبحب كأنه

لكل مدينة في الصين ما يميزها، وهذا ما يجعل ناصر عبد العال يقول "لسنا في دولة، ولكننا في قارة، القارة الصينية بها من الثقافات العديدة، وبها من الألوان المتميزة العجاب."وبحب كأنه

"بنغيو"وبحب كأنه

في معرض بكين السياحي الدولي، كان الزوار يتسابقون للحديث مع ناصر عبد العال الذي دائما يبدأ حديثه قائلا "بنغيو (صديقي)، هل زرت مصر؟" فكل الصينيين الذين لا يعرفهم ولا يعرفهم "بنغيو".وبحب كأنه

بهذه الكلمة "بنغيو"، يتعرف السيد ناصر إلى كثير من الأصدقاء. يشارك الصينيين العديد من النشاطات، يحب السباحة، ويمارسها مع أصدقائه الصينيين في أيام الصيف كل ليلة، كما يلعب معهم كرة البولنغ. تسمعه دائما يقول" بنغيو، اليوم نخرج لنلعب بولنغ؟"ويقول "نعم.". كما أن عمله في مجال السياحة يتطلب منه أن يلتقي مع الصينيين دائما، يتسامر معهم في المقاهى في حديث لا ينتهي عن مصر والصين  والعالم، ويشاهدون مباريات كأس آسيا. وبحب كأنه

واختتم ناصر حديثه إلينا قائلا إن باب "كلنا شرق" بمجلة الصين اليوم، له دلالة فهذا يعني" أننا ننتمي إلى ثقافة واحدة، وثقافة الشرق كما نعلم هي ثقافة الكرم والود والضيافة، هي أن تشعر من تعامله بأنه صديق. هناك حديث عن سيدنا رسول الله (صل الله عليه وسلم) يقول:" تبسمك في وجه أخيك صدقة"، عندما تقابل شخص ما، تنظر إليه وكأنك تعرفه، فتبتسم في وجهه فيشعر بالفرح وبالاطمئنان، وهذا في الحقيقة ما يميز ثقافة الشرق عن الثقافات الأخرى، أهل صينيون يقابلوني بحماس وبتلقائية وبعاطفية ولا يتكلم إلا "بنغيو"، هذا ثقافتنا أيضا نحن العرب، أن تعامل الآخر بأخلاق كريمة وبحب كأنه أخيك، تقول له حتى عندما تناديه "بنغيو"، هذا النداء يجعله يشعر بالراحة. وبحب كأنه

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.