فازت أغنية وردة الصحراء بجائزة جرامي(Granmmy)  الدولية للموسيقى عام 2000. "ورد الصحراء" (Desert Rose) يؤديها المطرب الجزائري شاب مامي مع النجم البريطاني ستينغ  (STING)، بالعربية والإنجليزية. في ذلك الوقت، وأنا طالب جامعي، كنت أستمع كثيرا لهذه الأغنية ذات السمات العربية متجسدة في صوت شاب مامي وأجول بخيالي إلى امتداد الصحراء ووردها جميل. كنت أظن أن الذي ينبت في الصحراء زهور الورد الحمراء، ولكن في مدينة حاسي مسعود بالجزائر اكتشفت أن الورد الأحمر ليس إلا حجرا.. ماء بئرها ويحملون

ينمو ورد الصحراء تحت الرمل.  ليس نباتا، بل صخر بلوري أحمر وردي، ذو دوائر متعددة، له تويجات تشبه الورد تماما ولهذا أعطاه الجزائريون هذا الاسم توددا ومحبة. ماء بئرها ويحملون

الجو في صحراء الشمال الأفريقي قاس، فالحرارة تصل 50 درجة مئوية نهارا وتجعل الأرض تخرج ما في جوفها من معادن وفي الليل تنخفض الحرارة، فتتبلور المعادن، وتأتي عواصف الصحراء فيشكل "ورد الصحراء" بمرور الأيام.     ماء بئرها ويحملون  

في يوم من سبتمبر 2002، غادرنا العاصمة، الجزائر، وانطلقنا إلى الجنوب، وعبرنا شمال الجزائر حيث مناخ البحر الأبيض المتوسط، ثم تحولنا إلى أجواء السافانا وأخيرا إلى الصحراء. كانت اللون الأخضر على جانبي الطريق يقل شيئا فشيئا، ليحل اللون الأصفر محله.  ترنحت السيارة في الطريق أكثر من عشر ساعات حتى وصلت أعماق الصحراء . ماء بئرها ويحملون

بقينا في حاسي مسعود. هذه المدينة الصغيرة التي يمكن أن ندور حولها بالسيارة في عشرين دقيقة فقط ويقطنها ثلاثون ألف نسمة، موقع معروف على خريطة العالم، أكثر شهرا من حواضر جزائرية كبرى مثل وهران وبسكرة. السر هو النفط، فحاسي مسعود مدينة استراتيجية للصناعة الجزائرية. ماء بئرها ويحملون

من الذي اكتشف النفط بها؟ ماء بئرها ويحملون

يقال إن رجلا اسمه مسعود أخذ أسرته إلى هذه الأرض الموات واستوطنه. وعندما شرع يحفر بئر ماء كان الذي خرج منه نفط! لم يمر وقت طويل حتى جاء المستعمر الأوروبي فقتل مسعود وخمسة من أفراد أسرته، بطريقة وحشية، حتى تموت الأسرة ومعها سر النفط لينهبونه. ماء بئرها ويحملون

في عام 1962 تحررت الجزائر من الاستعمار وشهدت حاسي مسعود تطورا سريعا فضلا عن مواردها البترول والغاز الطبيعي. اليوم، ينعم أهلها بالماء العذب، ولم تعد هناك حاجة لمياه الآبار، ولكنهم يحافظون على البئر التي خرجت مدينتهم من رحمها، وهي البئر التي يسمونها "حاسي مسعود"، وحاسي تعني البئر باللهجة الجزائرية.، إحياء لذكر مكتشف هذه البقعة من الأرض وأول ساكن لها السيد مسعود. ماء بئرها ويحملون

لا تزال مياه هذه البئر صافية، واضحت البئر وحكايتها وورد الصحراء مصدر جذب سياحي للمدينة، يأتيها الناس من كل فج عميق، يحتسون من ماء بئرها ويحملون من ورد صحرائها ويؤوبون مندهشين لهذا الجمال وتلك القوة في الجزائر!.  ماء بئرها ويحملون

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top