مكافحة الفقر

تذكر كتب التراث أن الخليفة العربي عمر بن الخطاب قال يوما "لو كان الفقر رجلا  لقتلته". وهذا أبلغ تعبير عن الرغبة في التخلص من الفقر، الذي يشكل أكبر عائق للتنمية البشرية والارتقاء بالأمم. والصين لها مع الفقر تاريخ طويل، لأسباب متعددة. وعلى مدى عصورها المختلفة لم تول حكومة صينية اهتماما بالفقراء مثلما فعلت حكومة الصين الجديدة التي تأسست عام 1949، غير أن الظروف الاقتصادية للبلاد والطبيعة المعقدة للمناطق الفقيرة كانت دائما معوقا لحملات مكافحة الفقر. وتقول الأرقام الرسمية، إنه في عام 1978 كان عدد الصينيين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر، المحدد من قبل الدولة، 250 مليون نسمة، منهم 30% من سكان الريف. ذلك يضمن دفاعهم

ويتركز الفقراء في المناطق الحدودية ذات التضاريس المعقدة والظروف المناخية الصعبة وندرة الموارد، وعلى رأسها المياه. كما أن معظم الفقراء من أبناء الأقليات العرقية، وهو ما يضيف عامل توتر آخر في التصدي لمشكلة الفقر. وقد أسفرت حملات التخلص من الفقر العديدة التي دشنتها الصين عن نتائج ملحوظة، حيث انخفض عدد الفقراء، بالمعايير الصينية، إلى 80 مليون نسمة حاليا، وهو رقم كبير على إطلاقه، ولكنه متواضع أمام رقم مليار وثلاثمائة مليون نسمة، هم عدد سكان الصين. ويزيد من صعوبة أعمال التخلص من الفقر ظاهرة عودة الفقر إلى المناطق والسكان الذين تخلصوا من الفقر نتيجة لسوء الظروف الطبيعية، وهو ما أدركت معه الحكومة الصينية أهمية تبني سبل مبتكرة للتعامل مع مشكلة الفقر، والتعاون مع الهيئات الدولية المعنية بهذه القضية، وعلى رأسها برامج الأمم المتحدة والبنك الدولي. كما اكتشف القائمون على أعمال التخلص من الفقر أن أفضل السبل هي التشاور مع الفقراء أنفسهم في ما يرونه مناسبا لحل مشكلتهم وفق ظروفهم البيئية والاجتماعية، واقتراح المشروعات التي يرغبونها، لأن ذلك يضمن دفاعهم عنها وتحمسهم لها.ذلك يضمن دفاعهم

إن تجربة الصين في مكافحة الفقر تجربة رائدة ونموذج يُحتذى للدول النامية، ومرة أخرى تقدم الصين المثل والقدوة في مجال آخر، لتتواصل المسيرة المظفرة لهذه الأمة.ذلك يضمن دفاعهم

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top