محتويات العدد 9 سبتمبر (أيلول) 2004
م
يوان لونغ بينغ... أبو الأرز الهجين

ماجد تشنغ بوه رونغ

بدعوة من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة حضر يوان لونغ بينغ مؤتمر الأرز العالمي الذي عقد في روما يوم 13 إبريل عام 2004

يوان لونغ بينغ في حقول الأرز الهجين

 

في استطلاع للرأي  حول أشهر خمسة مخترعين، أجرته مصلحة الدولة للمعارف، جاء العالم الصيني الكبير يوان لونغ بينغ في المركز الأول. من هو هذا الرجل الذي يعرفه كل صيني، وما هي أسباب شهرته؟ المحلية. وحتى

أشهر وأغنى فلاح في الصين

ولد يوان لونغ بينغ في مدينة بكين في 7 سبتمبر عام 1930، وتخرج في كلية العلوم الزراعية في جنوب غربي الصين عام 1953. يعتبر من الجيل الأول للجامعيين الذين تخرجوا في الصين الجديدة. وبعد تخرجه عمل في مجال التعليم والأبحاث العلمية المتعلقة بالزراعة، وقد اكتشف واخترع سلالات جديدة من الأرز الهجين العالي الإنتاجية والجيد الطعم في الستينيات والسبعينيات، وسجل رقما قياسيا في العالم في مجال إنتاج الحبوب، وقدم مساهمات حاسمة في حل مشكلة الأمن الغذائي في الصين التي يبلغ تعدادها  3ر1 مليار نسمة. كما أن نجاحه بشر بآمال كبيرة لحل مشكلة المجاعة العالمية في القرن الجديد. يتولى يوان حاليا منصب مدير المركز الوطني للأرز الهجين ومدير مركز بحوث الأرز الهجين في مقاطعة هونان، وهو عضو في الأكاديمية الصينية للهندسة، ويتولى أيضا منصب نائب رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي الشعبي لمقاطعة هونان. المحلية. وحتى

كان متوسط إنتاجية الأرز لكل مو( المو الواحد=0667ر0 هكتار)  في عام 1950  141 كيلوجراما فقط، وبفضل مساهمة يوان لونغ بيغ وصل متوسط إنتاجية الأرز لكل مو 450 كيلوجراما في عام 1984، أي زاد 2ر3 أضعاف! ومن عام 1976 إلى عام 1998 بلغت كمية الأرز المضافة 350 مليون طن قيمتها 322ر42 مليار دولار أمريكي، وهي كمية تكفي خمسة ملايين فرد لمدة سنة كاملة. وحتى الآن نصف حقول الأرز على نطاق البلاد يزرع فيها الأزر الهجين و60% من إنتاج الأرز يأتي من الأرز الهجين. وقد حققت زيادة إنتاجية الأرز ربحا أكثر للفلاحين وكمية أوفر من الحبوب لسكان المدن، لذلك يذكر الصينيون يوان لونغ بينغ بالخير. المحلية. وحتى

يوان لونغ بينغ الذي حقق الكثير من النجاح وكرمته الدولة كثيرا يقول متواضعا إنه ما زال فلاحا عاديا يعمل في الحقل ويعيش بين عامة الشعب، ولكنه في الواقع أشهر الفلاحين في الصين بل أغناهم. بسبب مساهماته البالغة للبشرية نال منذ نجاحه في تربية الأرز الهجين جوائز وشهادات وطنية وعالمية عديدة، وأهمها: لقب العامل النموذجي على مستوى البلاد عام 1979؛ جائزة الاختراع الوطني من الدرجة الخاصة عام 1981، وهي الأولى من نوعها منذ تأسيس الصين الجديدة (هو أول من  فاز بهذه الجائزة في الصين)؛ اختير عضوا في الأكاديمية الصينية للهندسة عام 1995 – وهو أعلى تقدير للعلماء في الصين.  تم إنشاء الشركة المساهمة باسم يوان لونغ بينغ وطرح الأسهم بنفس الاسم في سوق البورصة في مايو عام 2000، وهي الشركة الأولى والأسهم الأولى التي تحمل اسم عالم صيني في تاريخ البورصة الصينية؛ تم تأسيس معهد يوان لونغ بينغ للعلوم والتكنولوجيا في مقاطعة هونان في أغسطس عام 2000، ويتولى يوان لونغ بينغ شخصيا منصب المدير الفخري له، وهذا المعهد هو الأول من نوعه في التعليم العالي الصيني. أما على الصعيد الدولي فقد حظي يوان لونغ بينغ بتقدير كبير أيضا، حصل على جوائز من الأمم المتحدة وأمريكا واليابان والمكسيك وغيرها، وتعتبره المنظمات الدولية المتخصصة "أبو الأرز الهجين" و"صاحب الابتكار الخامس الصيني (بعد البوصلة والبارود والورق والطباعة) الذي يقود الثورة الخضراء الثانية في العالم". وفي يونيو عام 1998 أعلنت إحدى شركة متخصصة في تثمين الأصول أن  قيمة ماركة الأرز الهجين التي يملكها يوان لونغ بينغ قد وصلت 2ر12 مليار دولار، وبالإضافة إلى ذلك يملك 5% من أسهم الشركة المساهمة التي تحمل اسمه، فهو أغنى فلاح في الصين! المحلية. وحتى

سر النجاح: الاجتهاد والمعرفة + الفرصة والإلهام

يقول البعض عن نجاح  يوان لونغ بينغ إنه محظوظ وجد فرصة نادرة فاغتنمها بإلهامه حتى نجح في مساعيه. لا ينكر يوان لونغ بينغ هذا القول، إذ أن أبحاثه العلمية لتربية سلالات جيدة من الأرز الهجين بدأت فعلا من اكتشاف لم يكن مقصودا في مزرعة، ولكن نجاحه يعتمد رئيسيا على اجتهاده ومعارفه الواسعة. في خريف عام 1962 كان يوان لونغ بينغ يقوم بأبحاث علمية في إحدى المدارس الزراعية، وذات يوم وجد مصادفة سنبلة كبيرة غير عادية في حقل أرز فأخذها وعاد بها إلى مسكنه، وفي ربيع السنة التالية زرعها في الأرض، كان يتوقع أن يكون الحصاد من تلك السنبلة وافرا لان بذورها أكبر بكثير من غيرها، غير أن النتيجة كانت عكس ما توقع تماما، وأمام الفشل لم تفتر عزيمته بل حاول أن يستنتج السبب بكل أفكاره ومعارفه، وأخيرا أدرك فجأة أن تلك السنبلة كانت ثمرة لأرز هجين لها قدرات كامنة كبيرة في زيادة الإنتاجية، ومن هنا نشأت في عقله فكرة تربية سلالة جديدة من الشتلات الهجين بدلا من الشتلات الأصيلة التي كانت تستخدم دائما لتربية السلالات الجديدة في ذلك الحين. كانت هذه نقطة انطلاق جديدة ليوان لونغ بينغ. منذ ذلك الوقت كرس كل جهوده واهتمامه في تربية منظومة متكاملة لسلالات الأرز الهجين الممتازة، ومن أجل البحث عن الشتلات الهجين المثالية قام يوان لونغ بينغ ومساعدوه بجولات واسعة في جميع أنحاء البلاد، وتوصلوا إليها في حقول جزيرة هاينان بأقصى الجنوب بعد جهد جهيد، الأمر الذي أرسى أساس نجاحهم الأولي. بعد تسع سنوات متواصلة من الدراسات المضنية تمكن يوان لونغ بينغ من تربية الدفعة الأولى من سلالات الأرز الهجين العالية الإنتاج والجيدة الطعم، فقد زاد متوسط إنتاجها لكل مو بنسبة 20% عن معدل الأرز العادي، فأصبح يوان لونغ بينغ بذلك بطلا لا مثيل له في تاريخ الزراعة الصينية.المحلية. وحتى

الحلم

قال يوان لونغ بينغ "رأيت في شبابي حلما جميلا، فيه شتلات الأرز الذي زرعته في الحقل التجريبي نمت نموا خياليا، ووصل ارتفاعها إلى طول الذرة البلدية، وتطول سنابلها مثل المكنسة، وحجم الأرز مثل حبوب الفول السوداني، وأنا مع أصدقائي نتمشي بينها، ولما نشعر بالتعب نجلس تحت ظلال السنابل الضخمة..." لقد حقق يوان حلمه جزئيا في ثمانينات القرن الماضي، حيث رفع إنتاجية الأرز لكل مو إلى 500 كيلوجرام، أما اليوم فهو ومعاونوه على وشك نجاحهم الأعظم – جعل إنتاج الأرز يصل إلى 800 كيلوجرام لكل مو(أي 12 طنا لكل هكتار)، فيما يبشر بقرب تحقيق حلمه كاملا.المحلية. وحتى

لتحقيق الحلم ترك يوان كل مصالحه الخاصة جانبا، رغم أنه عالم كبير يتمتع بشهرة عظيمة في الداخل والخارج، ولكنه يرى نفسه فلاحا عاديا يعمل ليل نهار في معمل الاختبار وفي الحقول التجريبية، ويقيم في مسكن متواضع أثاثه سرير خشبي بسيط وكرسيان من الخيزران فقط، كان لديه جهاز تلفزيون ملون- هدية من القادة، ولكنه نقله إلى غرفة الاجتماع لكي يشاهده الجميع، وله موارد مالية عديدة من مناصبه الداخلية والخارجية ومن جوائزه المتنوعة وأيضا من الشركة المساهمة الحاملة اسمه، ولكنه يحول كل هذه الأموال إلى الصندوق المالي الذي أسسه لتمويل العلماء الشباب الموهوبين في موضوعاتهم العلمية، وهو يكتفي براتبه الشهري الثابت - 4000 يوان(حوالي 484 دولار أمريكي)، وقال إنه لا يحتاج أكثر من ذلك، فليس لديه فيلا ولا سيارة خاصة، ووسيلة مواصلاته الوحيدة هي دراجة نارية يركبها يوميا مرتين من المعمل إلى المزرعة. المحلية. وحتى

اختراع يوان لونغ بينغ اثار اهتماما عالميا، فقد قررت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) تعميم تقنيات زراعة الأرز الهجين في جميع دول العالم باعتباره خطة استراتيجية لها، واعتمدت ميزانية خاصة لدعم بعض الدول لتطوير زراعة الأرز فيها منذ تسعينيات القرن الماضي. وحتى الآن استقدمت أكثر من 20 دولة تقنيات زراعة الأرز الهجين من الصين، ومن عام 1981 إلى عام 1998 أقام مركز بحوث الأرز الهجين في مقاطعة هونان 38 دورة تدريبية اشترك فيها أكثر من 100 عالم من 15 دولة لتعلم فنون زراعة الأرز الهجين. ويسافر يوان وتلاميذه كل سنة إلى الهند وفيتنام وميانمار وبنجلاديش وغيرها من الدول لتقديم التوجيهات الفنية لتربية سلالات الأرز الهجين المناسبة للظروف المحلية. وحتى عام 1998 تجاوزت المساحة المزروعة بالأرز الهجين 100 ألف هكتار في فيتنام، و200 ألف هكتار في الهند، ووصلت كمية الزيادة لمردود الإنتاج بين طن واحد وطنين لكل هكتار. المحلية. وحتى

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.