محتويات العدد 9 سبتمبر (أيلول) 2004
م

المشاعأبناء يي يحتفلون بالنار ويقيمون لها عيدا!المشاع

هو شياو بينغ

قومية يي، التي عرفتها من الصحف، أقلية صينية انتقلت من مجتمع العبودية إلى العصر الحديث بخطوة واحدة. في الثمانينات بدأت موجة جديدة اسمها " عيد المشاعل" في ولاية ليانغشان الذاتية الحكم لقومية يي بجنوب غرب مقاطعة سيتشوان. سافر إليها رسامون ومصورون وسائحون من أرجاء المعمورة. وظلت نفسي تهفو نحو ليانغشان لأحتفل بالمشاعل مع أهلها، هذا العيد الذي يعتبر لغزا وأمنية بعيدة المنال لأمثالي. ركبت القطار إلى تشنغدو -- عاصمة سيتشوان، ثم أخذت سيارة من تشنغدو إلى ليانغشان. قيل لنا إن الاحتفال بعيد المشاعل سيبدأ غدا في المكان الذي ولد فيه هذا العيد -- محافظة بوتوه. بعد أربع ساعات وصلنا منطقة تفوح بعبق ثقافة قومية يي التقليدية، التي لم تتأثر تقريبا بالثقافة الحديثة. المشاعل

أحد موظفي المركز الثقافي هناك قدم لنا شرحا حول قومية يي وعيد المشاعل فعرفت المزيد عن أبناء يي وأعيادهم. المشاعل

ولاية ليانغشان الذاتية الحكم بمقاطعة سيتشوان هي أكبر منطقة مأهولة بقومية يي في الصين. يبلغ عدد أبناء يي حوالي 7ر1 مليون نسمة يعيش هنا 23% من إجمالي عددهم في الصين. هنا نشأ وترعرع أبناء يي على هذه الأرض الساحرة التي تزيد مساحتها على ستين ألف كيلومتر مربع، وحافظوا على أقدم وأبسط التقاليد الثقافية وأكثرها خصوصية. إنها قومية النار وهم أحفاد النار، يقدسونها ويعبدونها ويجلونها جيلا بعد جيل. لقد آمن أسلاف قومية يي أن النار امتداد للشمس، ورمز للشجاعة والحماسة والضياء. منذ آلاف السنين، تحمل النار توق وأمنيات أبناء يي لحياة سعيدة. المشاعل

 

عيد المشاعل عيد تقليدي هام يحتفلون به مرة في السنة. النار هي روح قومية يي في ليانغشان، التي يقولون فيها "إن الفرد من قومية هان يهتم بالمنصب الحكومي ولكن أبناء قومية يي يهتمون بالنار المقدسة". في ملحمة ليانغشان المشهورة ((لهأتهيي))، تحكي الأسطورة أن كرة نار نزلت من السماء، وسقطت عند سفح جبل، وأشعلت النيران اللهب، الذي استمر تسعة أيام بلياليها." ومازال أبناء قومية يي في ليانغشان يحافظون على عادة إشعال النار بالاحتكاك. المشاعل

النار شديدة الارتباط بالناس، في حياتهم وفي عملهم، وفي قومية يي فهم ومشاعر خاصة للنار. النار تطهو الطعام بدون قدر أو إناء، والنار ملبس نحتمي به من البرد، والنار سماد يخصب الأرض، كما أنها سلاح نتصدي به للوحوش. النار نور. النار شيء مقدس، يعتقد أبناء يي أن النار تطهر كل شيء، والنار مركز يجتمع الناس حوله. النار صديقة للحياة والموت. يولد أبناء يي بجانب الموقد، وتحرق جثثهم بعد موتهم. المشاعل

في البدء كان العيد تقليد لطرد الديدان والحشرات بالنار. ولكن هذه العادة التقليدية تحولت إلى عيد ومناسبة ثقافية راضية شعبية، عمرها يزيد على الألف عام. المشاعل

قضيت الليل بلا نوم، في الصباح توجهت إلى بلدة توهجيويه بمحافظة بوتوه، لم أصل المكان المقصود، رأيت أبناء قومية يي يسرعون إلى موقع المشاعل من كل حدب وصوب؛ يساندون العجوز ويأخذون بيد الطفل، يقودون الثيران والغنم ويركبون الخيل ويسوقون العربات. رأيت الفتيات من يي مرتديات ملابس العيد الزاهية، وتحمل كل منهن مظلة صفراء ذهبية، وعلى الرأس قبعة مثلثة سوداء، ويلبسن شال اللباد الصوفي الأبيض الناصع والتنورة المكسرة المزهرة. الفتيات تحت السماء الأزرق والسحب البيضاء اشبه بالحوريات. ويأتي الشباب اليافع بشجاعة فوق صهوات الجياد وعلى رؤوسهم قبعات من الخيزران، ليتحول موقع العيد إلى كوكبة من الألوان الزاهية في لمح البصر. المشاعل

يستمر الغناء والرقص احتفالا بهذا العيد ثلاثة أيام بلياليها. في صبيحة اليوم الأول يذبح الرجال البقر والغنم ويوزعون اللحوم على ضفة النهر، وتعد النساء عشاء العيد الفخم في البيت. الأصيل هو وقت الشرب لأفراد الأسرة وتناول اللحم الشهي، بعد تقديم القرابين للآلهة والأسلاف. بعد ذلك يذبحون الدجاج ويدققون في لسانها ومرارتها وعظامها كجزء من عملية التنجيم، مع الدعاء بالخير للأسرة وبالسلامة للمواشي. المشاعل

في اليوم الثاني يصل الاحتفال بالعيد إلى ذروته، حيث يشهد سباقات مصارعة الثيران، مصارعة الأغنام، سباق الخيل، المصارعة، رهان الديكة، خطف الغنم، الرماية، مسابقة الغناء، اختيار ملكة الجمال، رقصة "دوهلهخه"، لعب المشاعل الخ. إن هذه كلها نشاطات مفعمة بالأصالة والنكهة المحلية. في الليل يجتمع الناس وفي أيديهم المشاعل، ويمشون وينشدون ((غناء المشاعل)): "احرق واحرق، احرق هذه الحشرة الضارة؛ واحرق المرض المزمن! احرق احرق!!" القرية تفيض بالحماسة والحبور. تحت ضوء القمر يرقصون يدا بيد رقصة داتي الطروب ويعزف الشيوخ على آلة يوه – تشين (الموسيقية الصينية) وينفخ الشباب المزامير. يدعو الناس من أجل حصاد وافر وسلامة المواشي وأسرة يزداد عددها.     المشاعل  

تستمر الاحتفالات حتى غروب اليوم الثالث. يقود الشيوخ الثيران التي نجحت في مصارعة الثيران، يحمل الأطفال الديوك، يتجمع الشباب حول حسناء المشاعل، تتكلم الفتيات مع بطل المصارعة ثم تُشعل المشاعل احتفالا بوداع إله النار.المشاعل

إن عيد المشاعل عيد المرفع الشرقي لأبناء قومية يي في ليانغشان، وعيد العشاق الشرقي لشباب قومية يي. إن عيد المشاعل استنتاج لثقافة النار في ليانغشان والمظهر الجديد لمشاعر وذوق أبناء قومية يي.المشاعل

عيد المشاعل في ليانغشان حقا حفلة وقصيدة النار! المشاعل



--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.