محتويات العدد4 إبريل (نيسان) 2004
م
مستقبل علاقات الصين مع القوى الكبرى

وو شينغ تانغ

شركة كلين اليابانية تعمل في شحن الحاويات بالصين

الأخشاب الروسية في ميناء منتشولي الصيني

رئيس مجلس إدارة الشركة الصينية المساهمة المحدودة للتأمين على الحياة في حفل افتتاحها ببورصة نيويورك

    التحرك الصيني النشط، سياسيا واقتصاديا على الساحة الدولية في السنوات الأخيرة يثير الانتباه حقا؛ ففي عالم متغير ملئ بالاضطرابات والأزمات  تلعب الصين دورا بناء يقوم على الحوار والتشاور دون المساس بمواقفها المبدئية، وقد حققت سياستها الخارجية متعددة الأطراف نجاحا ملحوظا، ليس في تطوير علاقاتها مع الدول الكبرى فحسب ، بل أيضا في علاقاتها مع الدول النامية، ودول جنوب شرقي آسيا على وجه الخصوص. في هذا المقال أحاول إلقاء نظرة استشرافية على علاقات الصين مع الدول الكبرى، استنادا إلى المستجدات في علاقات الصين مع هذه الدول. الاعتراف بأن هاتين

     إن مستقبل علاقات الصين مع القوى الكبرى في العالم، وهي تحديدا الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية واليابان والاتحاد الأوروبي، تحكمه مواقف هذه القوى من القضايا الصينية المحورية وعلى رأسها قضية تايوان وقضايا العملة الصينية والطاقة والتاريخ وحقوق الإنسان والبيئة، وهي التحديات التي ينبغي على الصين أن تتجاوزها لتطوير علاقاتها مع هذه القوى. الاعتراف بأن هاتين

العلاقات الصينية الأمريكية الاعتراف بأن هاتين

      شهدت العلاقات الصينية الأمريكية خلال العام الماضي تطورا صحيا. وقد أكد الرئيس جورج بوش ووزير الخارجية كولين باول أكثر من مرة على " تمسك الإدارة الأمريكية بأن هناك "دولة واحدة للصين"  وبروح ومبادئ مذكرات التفاهم المشتركة الثلاث، وبمعارضة "استقلال تايوان" . ولكن في الوقت الذي تعبر فيه الولايات المتحدة عن رضاها لسير وتطور العلاقات مع الصين لم تكف عن إثارة موجات متتالية من حملات التطويق والهجوم على العملة الصينية. الاعتراف بأن هاتين

      ومن هنا فإن التوقعات تشير إلى أن قضية تايوان التي تشكل حجر الزاوية في العلاقات الصينية الأمريكية  سوف تتراجع العام الحالي أمام قضية سعر صرف العملة الصينية، الرنمينبي، شديدة التعقيد. فقد شنت الولايات المتحدة موجات متتالية من حملات انتقاد السياسات النقدية للصين ومارست ضغوطا مكثفة لكي ترفع الصين سعر صرف عملتها إضافة إلى تحريض أطراف دولية مثل اليابان والاتحاد الأوروبي ودول شرق آسيا للضغط على الصين لتغير سعر صرف عملتها المستقر منذ عام 1994. الاعتراف بأن هاتين

       إن الولايات المتحدة، من رئيسها إلى أعضاء الكونجرس إلى تنظيماتها العمالية ومن الرأي العام ووسائل الإعلام إلى خبراء الاقتصاد والاستثمار والإحصاء، لم يفت أحد منهم توجيه لائحة اتهامات طويلة إلى العملة الصينية مؤكدين أن انخفاض سعر صرفها هو السبب الرئيسي وراء حالة التراجع الاقتصادي وتضخم العجز في الميزان التجاري وتفاقم ظاهرة البطالة وركود البضائع الأمريكية داخل المخازن مقابل رواج البضائع الصينية لتكتسح وتغرق الأسواق الأمريكية. فما هي الدوافع التي تقف وراء هذه الحملة؟ الاعتراف بأن هاتين

       أولا: الانتخابات الرئاسية القادمة. في المعركة الانتخابية الرئاسية عادة ما تظهر سلطة الدولار في استمالة الناخبين..الحزب الجمهور المتربع على سدة الحكم يسعى إلى فترة رئاسة ثانية بينما الحزب الديمقراطي الموجود خارج السلطة يسعى إلى انتزاعها.. وخلافا للقضية العراقية، ثمة معضلة أخرى تواجه بوش الابن في معركة إعادة انتخابه تتشابه إلى حد كبير مع ذات المشكلة التي ألقت بوالده خارج البيت الأبيض وتتمثل في حالة التردي التي يعانى منها الاقتصاد الأمريكي حيث تجاوز العجز في الموازنة الفيدرالية ثلاثمائة مليار دولار وهو أمر غير مسبوق يزيد من فداحته أن بوش الابن عندما تسلم الرئاسة كان هناك فائض يتجاوز المائتي مليار دولار. وهنا تحديدا تظهر الصين كبش الفداء الذي يتعين ذبحه حتى يستعيد الاقتصاد الأمريكي عافيته وتحل كافة مشاكله، ولذلك فإنه من المستبعد تماما أية إمكانية لتخفيف الضغوط الأمريكية على العملة الصينية قبل إسدال الستار على انتخابات الرئاسة الأمريكية أواخر العام الحالي. الاعتراف بأن هاتين

     ثانيا: حالة التذبذب في العلاقات الصينية الأمريكية. لم تغير الولايات المتحدة من سياستها تجاه الصين والتي تواصل تكتيك الاحتواء مع الإبقاء على الاتصال وسوف تراوح هذه العلاقات بين الصعود والهبوط والإقدام والإحجام وتكتفي بما حققته من تطور سلس على الصعيدين السياسي والأمني لتحول بؤرة اهتمامها إلى المجال الاقتصادي والتجاري رغبة في تجاوز كافة المستجدات الناجمة عن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية التي وفرت لها فرصا مواتية للتنمية الاقتصادية ولمسيرة الإصلاح والانفتاح ولانتزاع حقوقها ومصالحها الذاتية من خلال تسخيرها للأنظمة والقواعد الدولية. الاعتراف بأن هاتين

      ثالثا: مستجدات انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية. إن بروتوكول الانضمام الذي وقعته الصين مع منظمة التجارة العالمية يتضمن بعض البنود غير العادلة للصين خاصة الاتفاقية الثنائية المبرمة بين الصين والولايات المتحدة الأمر الذي أدخل الصين في العديد من المواقف الحرجة لدى وقوع خلافات تجارية بينها وبين الدول الغربية وفى مقدمتها الولايات المتحدة إذ تنص بنود تلك الاتفاقية على أن (تعتبر الولايات المتحدة الصين طوال الخمس عشرة سنة الأولى على انضمامها للمنظمة ليست من دول النظام الاقتصادي الحر ومن ثم يحق للولايات المتحدة اتخاذ إجراءات حمائية استثنائية ضد وارداتها من المنتجات الصينية لمدة اثنتي عشر سنة، وفرض ما شاء لها من قيود على صادرات الصين لمدة ثماني  سنوات، واللجوء إلي آلية المداولة حول سياسات الصين التجارية وكلها تشكل تحديات هائلة يتحتم على الصين اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمواجهتها بالتعاون مع بقية الدول النامية الأخرى مع اعتباراتها المهمة الرئيسية العاجلة التي يتعين إنجازها لتصويب قواعد اللعبة التجارية غير العادلة. الاعتراف بأن هاتين

العلاقات الصينية الروسية الاعتراف بأن هاتين

      واصلت العلاقات الصينية الروسية القائمة على الشراكة الاستراتيجية تطورها السلس إلا أنها واجهت العام الماضي بعض المتاعب نتيجة تجميد مشروع خط أنابيب نقل النفط الخام من روسيا إلى الصين المعروف اختصارا باسم خط (إن دى)، وهي الأحرف الأولى للمدينة الروسية التي سينطلق منها الخط، والمدينة الصينية التي سيصب فيها. الواقع أن روسيا هي التي بادرت في نوفمبر 1994 بطرح هذا المشروع حيث وقعت اتفاقية بين الحكومتين في هذا الصدد في يوليو وسبتمبر عام 2001 ، وفى بداية ديسمبر عام 2002 أعلنت الحكومة الصينية أنها انتهت من دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع وخاطبت الجانب الروسي خطيا بالموافقة عليه. وفي مايو عام 2003 قامت المؤسسة الصينية للنفط والغاز الطبيعي وشركة يوكس الروسية للنفط بالتوقيع على الاتفاقية العامة للمشروع . إلا أن الحكومة الروسية قامت فجأة، وبعد شهر من توقيع الاتفاقية، بتغيير رأيها، مفضلة التعاون مع اليابان أولا في المشروع  بدلا من الصين عبر مد خط أنابيب أطلق عليه اختصارا خط (إن إن) وهو ما أدى إلى تجنيب مشروع خط (إن دى) ومنذ ذلك الحين لم يتخذ بشأنه خطوة واحدة إلى الأمام رغم كافة الوعود الصادرة عن الجانب الروسي بالالتزام بتشييده. الاعتراف بأن هاتين

      فما هي الدروس المستفادة من تغير الموقف الروسي؟ الاعتراف بأن هاتين

     أولا: إن الجانب الروسي لم يغير رأيه إلا نتيجة لتعارض المصالح بين التكتلات الاقتصادية الكبرى وانعكاسات ذلك على مؤسسات صنع القرار السياسي داخل روسيا. وفى مجال تنمية موارد الطاقة يبدو الصراع محتدما للغاية بين مؤسسات القطاع العام ممثلة في شركة إنتاج النفط والغاز الطبيعي وبين مؤسسات القطاع الخاص ممثلة في شركة يوكس وامتدت نيران ذلك الصراع لتشمل المشروعين المذكورين (إن دى) الصيني و (إن إن) الياباني. الاعتراف بأن هاتين

ثانيا: إن روسيا بين دورتين من الانتخابات العامة وأغلب الظن أن الجدل لن يحسم قبل انتهائهما. الأولى تلك المتعلقة بانتخابات الدوما والتي جرت بالفعل في ديسمبر الماضي بينما الأخرى تتعلق بانتخابات الرئاسة والمقرر إجراؤها خلال مارس العام الحالي. الاعتراف بأن هاتين

       ثالثا: إن العلاقات الصينية الروسية رغم تميزها ليست استثناء من علاقات الصين بدول العالم الكبرى حيث المصالح الذاتية فوق كل اعتبار.. وانطلاقا من هذا المفهوم يتعين على الصين مراقبة العواصف والمتاعب والتقلبات بهدوء شديد دون الاكتفاء بمقولة استحالة تفريط روسيا في السوق الصيني النفطي باعتباره من أكبر أسواق النفط العالمية والمسارعة باتخاذ خطوات حاسمة لإعادة صياغة إستراتيجية نفطية شاملة ترتكز على محاور تنويع مصادر الاستيراد وتعزيز التعاون مع دول آسيا الوسطى وإيجاد موارد طاقة بديلة وتكثيف الاستثمارات في مشاريع التنقيب عن النفط خارج الأراضي الصينية. الاعتراف بأن هاتين

        رابعا: إن النفط عامل مؤثر في رسم الاستراتيجيات العالمية للدول الكبرى ولم يكن هناك سلاح أقوى من سلاح النفط منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لقد كان الشرارة الوحيدة التي أشعلت لهيب الصراعات العسكرية ومع توالى الحروب في منطقة الشرق الأوسط وآخرها حرب العراق، اتجهت الأبصار صوب بترول بحر الشمال الأمر الذي أتاح لروسيا الغنية بمواردها النفطية فرصة ممارسة دبلوماسية النفط داخل دائرة يتسع نطاقها لتشمل اليابان وكوريا الجنوبية شرقا والصين جنوبا والاتحاد الأوروبي غربا وصولا إلى الولايات المتحدة، وهى في هذا كله تسعى إلى تحقيق أقصى حد ممكن من مصالحها الذاتية. هذا التوجه لا يمكن لأحد أن ينكره على روسيا فيما يبقى على الصين أن تعيه جيدا وتتقبله لاستحالة تغييره وتتعامل معه بما لا يناقض مصالحها. الاعتراف بأن هاتين

العلاقات الصينية اليابانية الاعتراف بأن هاتين

     شهدت العلاقات الصينية اليابانية العام الماضي مرحلة تطور جديدة  ولكن ما زال ثمة جدل شديد حول مستقبل هذه العلاقات ويتمحور هذا الجدال حول مسألة كيفية التعامل مع التاريخ أو بعبارة أخرى هل يمكن تجاوز القضايا التي خلفها التاريخ. في هذا الإطار نطرح عددا من الأفكار. الاعتراف بأن هاتين

     أولا: ضرورة الجمع بين التعلم من عبر التاريخ  وبين  التطلع إلى المستقبل. والواقع أن  الصين تتخذ من "التعلم من عبر التاريخ  وبين  التطلع إلى المستقبل" سياسة أساسية لها في علاقاتها السياسية مع اليابان. في الفترة الأخيرة قام رئيس الوزراء الياباني جينشيرو كوزوياما بالتأكيد مجددا على تمسك اليابان بسياسة "التعلم من عبر التاريخ  وبين  التطلع إلى المستقبل" . إنها خطوة تطور إيجابية تشير إلى وجود لغة مشتركة بين قادة البلدين. لا يمكن قطع حبل الربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. الصين دائما تبرز مسألة التاريخ في العلاقات الصينية اليابانية وتعطيها أهمية خاصة، ويحدوها الأمل في أن تتخذ اليابان من هذه المسألة مرآة، أو إرثا تستخلص منه العبر والدروس والسير على طريق التطور السلمي لتجاوز التأثيرات السلبية في العلاقات الصينية اليابانية ودفعها باتجاه النمو والتطور. الاعتراف بأن هاتين

    ولكن قد يكون من الممكن الفصل بين التعلم من التاريخ والتطلع إلى المستقبل على نحو يتم فيه تجاوز الأول وترجيح كفة الأخير  مع التأكيد على أن تجاوز التاريخ لا يعني بالضرورة إغفاله أو التغاضي عنه ولكن فقط عدم اتخاذه شرطة مسبقا للسير باتجاه المستقبل وهذا يتطلب بالتبعية الشروع فورا في استئناف الزيارات المتبادلة بين القادة على أعلى المستويات مع اكتفاء الصين بما عبرت عنه القيادة اليابانية والأحزاب الرئيسية المشاركة في الائتلاف الحاكم في أكثر من مناسبة بخصوص مسألة التاريخ من مراجعة للذات والاعتراف بالأخطاء، فلا تتوقف طويلا أمام زيارة كبار المسئولين لضريح ياساكونى ولا تتعامل مع الأمر على أنه خطيئة لا تغتفر تشكل سدودا منيعة تحول دون إحراز أي تقدم في مسيرة العلاقات مع اليابان. الاعتراف بأن هاتين

       ثانيا: وضع العلاقات الصينية اليابانية في الإطار الدولي وتقييمها من هذا المنظور. يقصد الإطار الدولي  هيكل النظام العالمي المتعدد الأقطاب والعولمة الاقتصادية والتنوع الحضاري والثقافي ذلك أن اليابان تمثل أحد أهم هذه الأقطاب العالمية وهى قوة تحريك رئيسية للعولمة الاقتصادية فضلا عما تتسم به الحضارة اليابانية من خاصية فريدة تكاد تمتزج فيها الحضارات الشرقية بالغربية. الاعتراف بأن هاتين

       ثالثا: حفز التفاعل بين العوامل السياسية والاقتصادية وتعبئة المبادرات الرسمية والشعبية معا. إن ذلك حصيلة تجربة هامة استقتها العلاقات الصينية اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية وما زالت قابلة للتنفيذ. وقد طرأ على العلاقات الصينية اليابانية بعض التغييرات أسوة بالتحولات الجذرية التي شهدتها الأوضاع الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة. ولكنه برغم ما شهدته الأعوام الأخيرة من اتساع وتطور في التبادل والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ، نلاحظ فتورا في لاتصالات السياسية، وتقلصا في الزيارات المتبادلة بين الأفراد، خاصة الزيارات المتبادلة عالية المستوى تكاد تكون قد توقفت، وازدادت التناقضات والاحتكاكات بينهما. في الحقيقة انه من الصعب تجنب التناقضات أو الاحتكاكات في العلاقات بين الدول الكبرى، كما أنه من الممكن بروز مشاكل جديدة بين البلدين نتيجة تغيير البيئة الدولية وفي خضم عملية التنمية والتطور وخصائصها لكل منهما. ولكن علينا أيضا أن نرى أن القاعدة التي يبنى عليها التعاون السياسي بين البلدين لم يطرأ عليها أي تغيير وان نقاط الالتقاء بينهما اكثر من نقاط الاختلاف. واليوم نجد أن الدعائم التي يقوم عليها التعاون الاقتصادي والعلمي والتجاري بين البلدين اكثر قوة ومتانة مما كانت عليه في السابق، مما يوفر لنا مبررات الاعتقاد بأن العلاقات الاقتصادية ستدفع بدورها العلاقات السياسية نحو الأمام . أما الفعاليات والتبادلات الشعبية بين البلدين فقد تميزت العلاقات الصينية اليابانية بسعة نطاقها والمرونة والتنوع مما يمكنها من لعب دور يعزز الثقة المتبادلة وإذابة الشكوك القائمة. إنها تلعب دور وضع الأسس لدفع تطور العلاقات الرسمية بين البلدين نحو الأمام. إن الصين واليابان دولتان هامتان في قارة آسيا وتطوير علاقاتهما سينعكس إيجابيا على مناطق شرق آسيا وجنوب شرقها وشمال شرقها الأمر الذي يتعين معه تفعيل التعاون بينهما في شتى المجالات بدءا بالمجال الاقتصادي ومرورا بالمجال العلمي والتكنولوجي وانتهاء بالمجال السياسي. الاعتراف بأن هاتين

       رابعا: أن تلعب أجهزة الإعلام دورا إيجابيا. بصراحة أقول إن ما تقوم به وسائل الإعلام، الصينية واليابانية على حد سواء، في تناولها لبعض المسائل البسيطة القائمة في العلاقات الصينية اليابانية يؤدي إلى تعميق التنافر وعدم الثقة بين البلدين. يجب على أجهزة الإعلام الصينية واليابانية التمسك بالموضوعية والإنصاف، واتخاذ المصالح العليا للبلدين كأساس ولعب دور إيجابي والحرص على تطور هذه العلاقات. إنه من الصعوبة بمكان تجنب الاحتكاكات والتناقضات في العلاقات بين الدول الكبرى وتضارب المصالح نتيجة تغير البيئة الدولية لكن الحقيقة المؤكدة هي أن القاعدة التي ترتكز عليها العلاقات الصينية اليابانية راسخة ومتينة لم يطرأ عليها تغييرات جوهرية وأن نقاط الاتفاق أكثر بكثير من نقاط الخلاف-أو هكذا يتعين أن تكون-عملا بتعاليم البوذية وفى مقدمتها(فلتتسع النفوس البشرية للعظائم ولتنبذ التوافه). الاعتراف بأن هاتين

العلاقات الصينية الأوروبية الاعتراف بأن هاتين

     قال وزير فرنسي سابق في مقالة له "ينبغي على أوروبا أن تنظر إلى الصين بـعين أوروبية وليس بعين أمريكية". هذا قول حق، فالعلاقات الصينية الأوروبية لم تجد أساسا متينا لها إلا نتيجة النظر إلى الصين بـالعين الأوروبية. انطلاقا من هذه النقطة، يمكننا أن نرى بشكل أفضل نقاط التشابه ونقاط التقارب ونقاط الخلاف بين الصين وأوروبا. الاعتراف بأن هاتين

     أولا: إعادة اكتشاف آسيا والاهتمام بالإنجازات الصينية. لقد أقدم الاتحاد الأوروبي بعد انتهاء الحرب الباردة على التصديق على العديد من الوثائق التي تدعو إلى إقامة علاقات تعاون شاملة مع الدول الآسيوية وفى مقدمتها الصين حتى أن الجانب الآسيوي وصف ذلك بأنه بمثابة منهاج مغاير تعيد فيه أوروبا اكتشاف القارة الآسيوية من جديد بعد أن ظلت ترفض الاعتراف بأن آسيا هي قلب العالم وتصر على التعامل مع اللفظ الآسيوي على أنه مرادف للتخلف والجهل والفقر وواقع الأمر أن العيون الأمريكية تنظر إلى تعاظم القوة الصينية نظرة برغم كل ما فيها من إعجاب وتقدير لكنها مليئة بالشك والريبة والتوجس انطلاقا من النظرية العتيقة المسماة (بتهديد الخطر الأحمر) .. لكن العيون الأوروبية تنظر إلى ذلك التعاظم على أنه الخيار الوحيد للحفاظ على موازين القوى العالمية. الاعتراف بأن هاتين

      ثانيا: تقارب الاستراتيجية الدولية الصينية مع نظيرتها الأوروبية. إن توجه هيكل النظام الدولي نحو التعددية القطبية هو حقيقة موضوعية تقرها الصين وأوروبا معا، كما تدعوان إلى إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب. إن التعددية القطبية، ونزعة القطبية الأحادية الأمريكية، القوى العظمى الوحيدة، للهيمنة المنفردة على العالم، اصبح يشكل التناقض الأساسي في الوضع الدولي الراهن. وان دعوة كل من الصين وأوروبا للتعددية القطبية ليست تحالفا ضد الولايات المتحدة، بل فقط من اجل كبح جماح أطماع سطوة الإمبراطورية الأمريكية على العالم. وان هذا الهدف يعتبر أساسا حيويا تبنى عليه العلاقات الطيبة بين الصين وأوروبا. الاعتراف بأن هاتين

      ثالثا: الاقتباس والاستفادة من النظم الاقتصادية. لقد أصبح الاتحاد الأوروبي اليوم ثالث أكبر شريك تجارى للصين، ورابع أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية، وأول مورد تكنولوجي لها .. ونموذج اقتصاد السوق الأوروبي  يحتوى على الكثير مما يمكن أن تستفيد منه الصين خاصة فيما يتعلق بالعناصر الاشتراكية ونزاهة المنافسة والعدالة الاجتماعية وإعمال حكم القانون وتناسق  التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية كما يمتلك الجانبان حضارة عريقة أسهمت في إثراء شتى المعارف والعلوم الإنسانية، ورغم التباين الشديد بين الحضارتين من حيث التاريخ والبيئة والجوهر، لكن تكفى قدرتهما على قبول الآخر والتعايش معه على أسس المساواة والاحترام المتبادل. الاعتراف بأن هاتين

      رابعا:  التحديات التي تواجه العلاقات الصينية الأوروبية. إن مجال الفضاء يمثل أحد أهم مرتكزات التعاون الصيني الأوروبي خلال القرن الجديد تأسيسا على برنامجي (جاليليو) و(النجم المزدوج) بينما تمثل قضيتا (حقوق الإنسان) و(البيئة) أكبر التحديات أمام تطور مسيرة العلاقات الصينية الأوروبية. وهنا فإنه في الوقت الذي تتقبل فيه الصين الانتقادات الأوروبية العنيفة والمتكررة بشأن قضايا البيئة ترحب بالتعاون مع الجانب الأوروبي للعمل سويا على تسويتها أملا في تخفيف الشروط القاسية والعراقيل الصحية والبيئية التي تحول دون تدفق المنتجات الصينية على الأسواق الأوروبية إلا أن الصين في الوقت نفسه لا تبدى أي مرونة بخصوص قضية حقوق الإنسان وترى أن الموقف الأوروبي لا يرتكز على أسس موضوعية ويغلفه الكثير من سوء  النوايا. ورغم اتفاق الجانبين على ضرورة تسوية كافة خلافاتهما عبر تكثيف التحاور والتشاور لكن ذلك لا يمنع من الاعتراف بأن هاتين القضيتين تحتاجان جهودا مضاعفة وفترات طويلة قبل تسويتهما نهائيا على نحو يأتي مرضيا للطرفين. الاعتراف بأن هاتين

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.