محتويات العدد 12 ديسمبر (كنون الأول) 2002

وانغ تاو .. رجل أحلامه طاقة

وانغ تشي مين

 

..النفط لمن يعمل في مجال الطاقة دم يجري في العروق، وعندما يجف هذا السائل الأسود تنتهي حياته. هذه الكلمات ليست مستغربة لمن رجل أعطى حياته كلها لذلك الزيت الملقب بالذهب الأسود.

 وانغ تاو، الذي اختير ليكون نائبا لرئيس جمعية الصداقة الصينية العربية هو وزير البترول الصيني السابق، عضو اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب ونائب رئيس لجنة البيئة والموارد بالمجلس الوطني لنواب الشعب ونائب رئيس المؤتمر العالمي للنفط ورئيس المجلس الصيني للمؤتمر العالمي للنفط.

انضم وانغ تاو للحزب الشيوعي الصيني وكان عمره لا يتجاوز السابعة عشرة. في عام 1952 التحق بمعهد تشانغتشون للجيولوجيا وبعد سنة أوفده المعهد للدراسة بالاتحاد السوفيتي السابق. بعد 8 سنوات من الدراسة في الاتحاد السوفيتي حصل وانغ تاو على شهادة الدكتوراه في الجيولوجيا وفي سبتمبر عام 1963عاد إلى الوطن.

في فبراير عام 1965 وأثناء الاجتماع السنوي بفندق السلام ببكين لمسئولي وزارة صناعة البترول قدم  وانغ تاو ورقة أشار فيها إلى أن خليج بوهاى به حقول كبيرة للبترول والغاز، وتضمنت ورقته المزايا الجيولوجية لمنطقة خليج بوهاى وتقيما لمستقبل حقول البترول والغاز. وخلال أكثر من ثلاثين عام من التنقيب والاستثمار اكتشف بالمنطقة  عشرات حقل البترول والغاز تساهم بحوالي 40% من إجمالي إنتاج البترول والغاز في الصين.

في مايو عام 1965  عين الجيولوجي الكبير وانغ تاو  نائبا لرئيس المجموعة القيادية للتنقيب عن البترول بمنطقة شمالي الصين ليبدأ الرجل تحقيق أحلامه في الطاقة بتدشين حملة للتنقيب عن الزيت الخام لم تكن تقل أهمية عن حملة حقول بترول داتشينغ. شارك بنفسه في عمليات التنقيب وقيادة البحوث الجيولوجية في منطقة شمالي الصين حتى ظهرت علامة البشائر في بئر برنتشيو بعد سنة.

 اقترح وانغ تاو تشكيل مجموعة للتنقيب عن نفط البحر في داقانغ لتبدأ أول خطوة في التنقيب عن البترول البحري في الصين. 

في مارس عام 1970 ذهب وانغ تاو الى مصب خليج بوهاى منطقة لياوخه وبدأ التنقيب عن البترول بها، وتولى منصب نائب رئيس مصلحة تنقيب البترول بلياوخه،  وكتب ورقة معنونة " المزايا الجيولوجية لنفط الأرض المنخفضة في منطقة لياوخه وتقديرات مستقبل البترول والغاز بها"، وبفضل جهود العاملين وقيادة وانغ تاو اكتشف أن منطقة الأرض المنخفضة لغرب لياوخه أغني منطقة بالنفط، وأن الاحتياطي الجيولوجي من البترول بها يبلغ 270 مليون طن.

عمل وانغ تاو في منطقة خليج بتشلي 17 عاما، اكتشف خلالها أكثر من عشرين حقل بترول وغاز، تم استثمار 14 منها وبلغت طاقة الإنتاج  ستة ملايين طن من الزيت الخام و6ر1 مليارات متر مكعب من الغاز. في عام 1979 عين وانغ تاو مديرا عاما لشركة البترول بمنطقة شرقي بحر الصين الجنوبي لتكوين الشركة جديدة، وأصبحت هذه الشركة مؤسسة  بترول حديثة تتعاون مع شركاء من الخارج في استثمار حقول البترول البحري، وبلغ متوسط نصيب الفرد بها من إنتاج النفط عشرة آلاف طن سنويا.

في يونيو عام 1985 عين وانغ تاو وزيرا للبترول في وقت كانت الصين تواجه تحديا كبيرا في مجال الطاقة؛ فمعظم حقول البترول المستثمرة في الصين دخلت مرحلة ارتفاع نسبة المحتوى المائي ونقص الإنتاج. كانت مهمة جد صعبة. قام  وانغ تاو بتحليل خصائص توزيع النفط في الصين مع دراسة قواعد وأوضاع تطور صناعة البترول في الصين وخارجها ووضع ثلاث استراتيجيات لتطور صناعة البترول أعلنها في فبراير عام 1991 أثناء اجتماع مسئولي صناعة البترول الصينية هي: الحفاظ على استقرار المنطقة الشرقية وتطوير المنطقة الغربية، والاهتمام بالموارد الاحتياطية لزيادة إنتاج البترول والغاز إضافة إلى تطوير أعمال التجارة المتعددة الأغراض لتخفيف العبء عن الشركات والتعاون مع شركات من الخارج.

 بفضل تنفيذ الاستراتيجيات الثلاث وضع الأساس المتين للتنمية المتواصلة لصناعة البترول الصينية، وخلال فترة 1985-1996 ازداد الاحتياطي المستكشف من البترول 8ر6 مليارات طن وارتفع إنتاج البترول الخام من 79ر124 ملايين طن إلى 41ر141 ملايين طن سنويا، وحقق إنتاج الغاز  قفزة كبيرة، وخلال فترة الخطة الخمسية الثامنة كان الاحتياطي المستكشف من الغاز يعادل مجموع الاحتياطي المستكشف خلال أربعين عاما منذ تأسيس الصين الجديدة و حققت صناعة البترول الصينية نجاحا في مجال التعاون الدولي و قد أقامت علاقات تعاونية مع بيرو وكندا وفنزويلا وقازخستان والسودان والعراق وتايلاند وغيرها من الدول.

في أواخر الثمانينيات بدأت الصين التنقيب عن النفط في حوض تاريم بمنطقة شينجيانغ ودعا وانغ تاو إلى تطبيق أسلوب جديد في  مجال الإدارة بحيث يعتمد على العقود بين الشركة والعاملين  وتحقيق الخدمة المتخصصة والضمان الاجتماعي للعاملين والفصل بين شركات البترولي والمؤسسات المتخصصة وبين المؤسسات الاجتماعية.

النظام الجديد حرر أفكار العاملين، والتقنية الجديدة حلت مشكلة التنقيب عن البترول والغاز حتى بلغ متوسط إنتاج العامل من النفط 30 ألف طن سنويا.

لم تكن التغيرات في السوق الدولية بعيدة عن فكر وانغ تاو؛ وقد أدرك أن صناعة الطاقة الصينية لابد أن تنخرط في السوق الدولية  من أجل ضمان أمن الطاقة. أعلن وانغ تاو عن ترحيب الصين بالشركات الأجنبية في مجال النفط لتستفيد الشركات الصينية من  تقنياتها المتقدمة وخبراتها الإدارية وبعثت الصين بعض الفنيين إلى الخارج للتدريب والتبادل، حتى أصبح لدى الصين فريق على المستوى الدولي يعمل في الصين وخارجها في مجال البترول والغاز.

خلال الفترة من عام 1993 إلى نهاية عام1996 دخلت الشركة الصينية العامة للبترول والغاز أسواق بيرو وكندا وتايلاند والسودان وغيرها، وتعهدت بإدارة حقل بترول تالالا ببيرو، وخلال ثلاث سنوات رفعت كمية الإنتاج من 80 ألف طن إلى 320 ألف طن من البترول سنويا.

في عام 1996 وبعد منافسة مع  أكثر من 130 شركة فازت الشركة الصينية بحقوق استثمار 15 حقل بترول بفنزويلا ، وبعد ثلاث سنوات للاستثمار زاد الإنتاج كثيرا.

في يونيو عام 1995 استقبل وانغ تاو وزير الطاقة والمعادن السودانية ووضع أساس التعاون مع السودان في مجال البترول، وفي نفس السنة حفر الصينيون أول بئر في السودان وبعد أقل من سنتين وصل إنتاج هذا الحقل  عشرة ملايين طن من البترول الخام سنويا، وأصبح مشروعا نموذجيا ناجحا في مجال البترول في خارج الصين.

في عام 1997، وبفضل قيادة وانغ تاو عقد مؤتمر البترول العالمي بنجاح في الصين كما عقدت الدورة الأولي لمؤتمر منطقة آسيا التابع لمؤتمر البترول العالمي بشانغهاي ولعب وانغ تاو كنائب لرئيس المؤتمر دورا كبيرا لدخول الصين سوق البترول الدولي، ويرى وانغ تاو كنائب لرئيس جمعية الصداقة الصينية العربية ورئيس جمعية الصداقة الصينية السعودية أنه من أجل اندماج صناعة البترول الصينية في صناعة البترول العالمية فلا بد من تعزيز التعاون مع الدول العربية ويعتقد وانغ تاو أن  جمعية الصداقة الصينية العربية  ستلعب دورا عظيما لتعزيز الصداقة بين الشعبين الصيني والعربي والتعاون بين الصين والعرب في مجال البترول وغيره وتعهد وانغ تاو ببذل كل الجهود لتحقيق هذا الهدف برغم أن جمعية الصداقة الصينية العربية منظمة غير حكومية.

في أواخر الثمانينيات بدأ وانغ تاو يهتم بتطوير الغاز الطبيعي. وخلال عشر سنوات استثمرت الشركة الصينية العامة للبترول والغاز حوالي مائة مليار يوان في التنقيب عن الغاز واستثماره.

 يواصل وانغ تاو  من موقعه الحالي في اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب قضيته.  في عام 1997 تم مشروع نقل الغاز من شمال غربي الصين إلى بكين، وفي عام 2000 استكشف حقل غاز كهلاأر الكبير في تاريم،  ويبلغ الاحتياطي الجيولوجي له من الغاز 500 مليار متر مكعب.

في اجتماع مسئولي الشركة الصينية العامة للبترول والغاز الذي عقد في 31 لديسمبر عام 1996  قال وانغ تاو: خلال أكثر من ثلاثين عام على عودتي من الاتحاد السوفيتي كرست نفسي للعمل من أجل الطاقة وسوف أظل وفيا لقضيتي.

 إنه رجل أحلامه طاقة ولهذا نقدم له شهادة تقدير

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.