محتويات العدد 12 ديسمبر (كنون الأول) 2002

صين جديدة بألوان الطيف

قبل أيام اختتمت أعمال الدور السادسة عشرة للحزب الشيوعي الصين. لأسباب كثيرة اشرأبت الأنظار نحو بكين تتلقف كل كلمة تقال أو بيان ينشر أو قرار يعلن أثناء هذا الاجتماع التاريخي، الذي يدشن لمرحلة جديدة في مسيرة الأمة الصينية، مرحلة ليست انقطاعا عما سبقها بل تواصل متناغم لاستراتيجيات ثابتة تصب كلها في مصلحة أبناء هذا الوطن؛ في بره الرئيسي وفي مناطقه الواقعة فيما وراء البحار بما فيها تايوان.

إن قراءة متأنية واعية لتاريخ الحزب الشيوعي في الصين، وما حققه الحزب من تطوير لنفسه وأمته خلال العقدين الأخيرين يكشف عن حقائق قد تكون صادمة للبعض. الحزب الشيوعي الصيني، وعلى عكس الاتجاه في عدد غير قليل من الدول النامية، وبعض الدول المتقدمة، لا يورث السلطة للأبناء والأحفاد وإنما ينتقي قياداته وفقا لمعايير موضوعية يأتي على رأسها الكفاءة والقدرة والنزاهة في العمل. وعلى مدى أكثر من خمسين عاما من عمر جمهورية الصين الشعبية قاد الحزب عملية انتقال السلطة بسلاسة وكفاءة. وقاد الحزب الصين على طريق التنمية الاقتصادية الذي جعل من الصين لاعبا أساسيا على الصعيد الاقتصادي العالمي، وقد يدهش البعض أن الصين أصبحت أكبر جاذب للاستثمار في العالم متقدمة على الولايات المتحدة.

الدورة الأخيرة للحزب حددت قادة المرحلة القادمة وسياسات عملها بما يتلاءم مع المتغيرات التي طرأت على الصعيدين الداخلي والخارجي.

لقد باتت الصين ثرية بتنوعها في كافة المجالات؛ في الاقتصاد لم تعدد المؤسسات المملوكة للدولة هي الوجه الوحيد لاقتصاد الصين وإنما برزت وازدهرت مؤسسات القطاع الخاص والأجنبية والمشتركة، وفي الثقافة انفتحت الصين على الثقافات الأجنبية فأفادتها واستفادت منها، وفي السياسة امتد الاهتمام الصيني إلى كل مكان وأصبح للصين ثقل في القضايا الدولية الهامة، وليس تعيين الصين مبعوثا خاصا لها إلى منطقة الشرق الأوسط إلا تعبيرا عن هذا التوجه.

إنها إذن صين متجددة وهذا التجدد هو الذي كان دافعنا هنا في "الصين اليوم" لأن نواكب هذا التجدد. ومن هنا يأتيك عزيزي القارئ هذا العدد في شكل جديد؛ ليس فقط في صفحاته الملونة وتصميماته الجديدة وإنما، الأهم، في موضوعاته والقضايا التي يتناولها. فمطبوعتنا التي احتفظت بمكانها كدليل أول لمن أراد أن يعرف الصين تواصل دورها كجسر بين الصين وأبناء الضاد انطلاقا من قناعتنا بأننا "كلنا شرق" وتفتح "ساحة الحوار" لكافة الأقلام الصينية والعربية" لتبادل الرؤى في مختلف الموضوعات، و تقدم لك رؤية "عين صينية" لكل ما يحدث في الداخل والخارج، كما أنها تضعك في قلب "مجتمع يتغير" وترشدك في سفرك وعملك بالصين لأنها "دليلك إلى الصين" ولا تغفل حقك في دراسة "الصينية بدون معلم" وتحيطك بتطورات "الأسواق الصينية" وتقدم لك علاجا مع "الطب الصيني" وتأخذك لتجلس "على مقهى في الشارع الصيني" وغير ذلك كثير.

لقد كانت "الصين اليوم" على مدى السنوات الخمسين من عمرها، ومازالت، مرآة لتطورات المجتمع الصين وتحولاته. وصدور العدد الأول الملون من "الصين اليوم" إطلالة جديدة لصين جديدة بألوان الطيف. 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.