في أيام خاصة يراها الصينيون مباركة يزداد عدد السيارات المزركشة بالزهور وأشياء أخرى إنها سيارات الأفراح التي تجوب الشوارع بقلبين عاشقين. كانت أيام إجازة العيد الوطني، وهي أسبوع كامل، في خريف هذا العام ضمن هذه الأيام المباركة، وكانت فرصة لرؤية طوابير السيارات المزينة على الطريق الدائري الثاني والثالث تسير مزهوة متباهية، في مشهد أضحى من معالم العاصمة الصينية القديمة.

علماء النفس يقولون إن حفل الزفاف هو المناسبة الأكثر أهمية في حياة الإنسان، خاصة بالنسبة لفتاة بسيطة من أسرة عادية، ففي ذلك اليوم تكون هي البطلة، بطلة المناسبة ونجمة النجوم. ومن أجل هذا تبذل الأسرة كل غال ونفيس للتعبير عن فرحتها، والسيارات هي الصفحة التي تكتب عليها الأسرة حبها وعنايتها بابنتها في يوم العمر كله. تزين السيارات التي تكون مختلفة العدد والنوع وإن كان الصينيون يميلون في هذه المناسبة للماركات الفخمة التي قد تكون رولز رويس، لينكولن، مرسيدس وانضم إلى القائمة مؤخرا بي إم دبليو.

في هذا الخضم قد تتوه المعالم الخاصة، فالكل في نفس الأبهة، بيد أن البعض اختار أن يكون نفسه وأن يكون زفافه مرآة لشخصيته، وهذا ما حدث في إجازة العيد الوطني.. رأى الناس رتلا من السيارات غريبا ولكنه لطيف، إحدى عشرة سيارة مرسيدس تتقدمها سيارة صغيرة صينية الصنع من ماركة سايوو. لماذا؟ قال العريس وهو صاحب هذه الفكرة إن سايوو هي سيارتي الخاصة، وأنا أفضل أن استقبل عروسي بسيارتي وأن تلحق بي السيارات المرسيدس التي استأجرتها!

ما أروع هذا الاختيار! إنه لا يظهر فقط شخصية العريس، بل يعكس ثقته بالحياة. إنه يمتلك سيارة سايوو، أي أنه ليس من كبار الأثرياء، لكنه سعيد واثق بأنه قادر على "قيادة" الأعمال الكبيرة.

اليوم يزداد عدد مالكي السيارات الخاصة. بالطبع السيارة ليست رمزا للحياة السعيدة، ولكن الصينيين الذين كان همهم قبل الإصلاح والانفتاح، أي منذ أكثر من عشرين عاما، تأمين غذائهم وكسائهم يرون وهم يقودون سياراتهم الخاصة أن الحياة حقا حلوة!