![]() |
![]() |
||||||||||||||||||||||||||||
المحتويات
|
|||||||||||||||||||||||||||||
العدد 11
نوفمبر (تشرين الثاني) 2001
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
الفن المعماري (3)ف البيوت الشعبية الصين دولة مترامية الأطراف، تتباين الظروف الجغرافية والمناخية في أرجائها، وتختلف قومياتها، في تاريخ تطورها وعاداتها وتقاليدها، كذلك تختلف البيوت الشعبية أسلوبا وشكلا. في الشمال، الدار الرباعية هي الشكل الرئيسي للبيوت الشعبية. الدار الرباعية عبارة عن بناء الغرف علي جوانب الفناء الأربعة، الشرقي والغربي والجنوبي والشمالي، وتفتح كل نوافذها نحو داخل الفناء، مما يجعل الفناء منفصلا عن الخارج بصورة نسبية ويخلق فضاء معيشيا مستقلا داخل الفناء. تنقسم الدار الرباعية النموذجية إلى فناء أمامي وفناء خلفي. الغرف الجنوبية بالفناء الأمامي لاستقبال الضيوف ومكتبة ومخزن. والغرف في الفناء الخلفي لصاحب البيت، الغرف الشمالية لكبير الأسرة، لأنها أوسع ومضاءة وجيدة التهوية، الغرف الشرقية والغربية للجيل الصغير سنا، بين الغرف ممرات. على جانبي الغرف الشمالية (الغرف الرئيسية) غرفة جانبية يمنى وغرفة جانبية يسرى وفناءان جانبيان لبناء المطبخ والمرحاض والمخزن فيهما. تتكون الدار الرباعية الكبيرة من 4 أفنية أو 5 أفنية، في بعضها حديقة. كان أبناء القوميات البدوية بشمال الصين يقيمون في الخيام المنغولية السهلة الفك والتركيب؛ بعد أن بدأوا حياة الاستقرار، أقاموا في البيوت المسطحة الخشبية. مناطق شمال غربي الصين وهضبة اللوس ذات الجو الجاف والبارد والمطر القليل، طبقات التربة بها مستقيمة وثابتة، فيحفر الناس هناك الكهوف على جروف المرتفعات لبناء بيوت داخلها. في نفس الوقت يوجد من يحفر "بئرا " على سطح الأرض ثم يحفر من جوانب البئر الداخلية الأربعة أفقيا إلى الداخل لبناء بيت فيه، بينما يحول قاع البئر إلى فناء لزراعة الأشجار والأزهار، فيبني بذلك دارا رباعية تحت الأرض. يقول الناس عنها "لا ترى أثر إنسان، وتسمع نباح الكلب فقط". هذه البيوت الكهوف، سواء كانت على الجروف أو تحت الأرض، كلها مبنية وفقا لظروفها المحلية، تكاليف بنائها رخيصة، وتكون دافئة في الشتاء وباردة في الصيف، مناسبة للإقامة.
في فوجيان وجنوب جيانغشي، نوع خاص من البيوت الشعبية يسمى "تولوه" - العمارة المبنية من الصلصال. تبدو البناية مستديرة أو مربعة، ترى من الخارج جدارا سميكا سمكه 1-2 متر وارتفاعه 4-5 طوابق، على الجزء الأعلى من هذا الجدار بعض النوافذ، وهذا الشكل يشبه القلعة القديمة. قطر المحيط الخارجي للبنايات الباقية من هذا النوع اليوم من 50 إلى 90 مترا، تتكون كل بناية من ثلاثة طوابق دائرية من الغرف؛ من الداخل إلى الخارج. ويكون الطابق الدائري الخارجي أعلى ويتكون عادة من 4 أو 5 طوابق، الطابق الأسفل هو المطابخ والمخازن، الطابق الثاني لتخزين الحبوب، الطابق الثالث وما فوقه للسكن؛ الطابق الدائري الأوسط معبد العشيرة الذي يتشاورون فيه حول شئونهم الهامة وتقام به حفلات الزفاف ومراسم الجنازة والنشاطات العامة الأخرى. بناية "تولوه" الكبيرة يقيم فيها دائما عشرات الأسر من عشيرة واحدة. ظهور هذا النوع النادر من المساكن الشعبية في تاريخ البناء الصيني والعالم لم يكن مصادفة. في الصين القديمة وبسبب اضطرابات الحروب انتقل كثير من الشماليين إلى فوجيان وقوانغدونغ الحاليتين، فسماهم المحليون "إنسان كجيا" بعد وصولهم إلى الجنوب، وبسبب عادات الحياة والطبيعية الثقافية والمصالح العشائرية، وقعت نزاعات بل صراعات مسلحة بين مختلف العشائر، لذلك كانوا يقيمون عشائر منفصلة وبنوا "تولوه" للدفاع عن أنفسهم. في نفس الوقت، هذا الأسلوب حافظ على الثقافة والعادات الأصلية للعشيرة. مناطق الأقليات القومية بجنوب غربي الصين من المناطق الجبلية، المناخ فيها رطب كثير المطر وحار، من أجل التهوية والوقاية من الرطوبة والحشرات والحيوانات، البيت محمول من أسفله بالأعمدة والعوارض الخشبية، فيسمى هذا الطراز "البيت بأسلوب العوارض والأعمدة (لانقان)". منطقة أبناء قومية داي تنتج الخيزران كثيرا، لذلك يبنى هذا البيت بالخيزران ويسمى "البناية الخيزرانية". الجزء الأسفل من هذا البيت حظيرة للحيوانات ومستودع، بينما يكون الطابق الأعلى صالة استقبال وغرف للنوم، يمتد ممر معلق من جوانب البيت، يمكن لأفراد البيت أن يجلسوا فيه للعمل أو للراحة.
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|