الرجوع إلى الصفحة الرئيسية
المحتويات
      
العدد 11    نوفمبر (تشرين الثاني) 2001
مقالات خاصة

الصين تستعد لإنضمامها إلى منظمة التجارة العالمية


الثقافة والآثار
فلاش .. رسوم متحركة تفئ الصين
الامبراطور الديمقراطي
تحليلات اقتصادية

العاصفة الخضراء تجتاح الأرض الخصبة

جواد ينطلق في غرب الصين
شي فا ليانغ .. رائد بناء الطرق في خنان
الانفتاح على الخارج وجذب المستثمرين
السياحة في الصين
جبال وويي.. السياحة لها وجه آخر
رحلة إلى تشجيانغ
أبواب ثابتة
هذه حضارتنا: الفن العماري (3)  البيوت الشعبية
فنون ونجوم:
لي يا بنغ والقلب العادي
هذه حضارتنا:
الفن المعمارى (3)
ف
الطب:
مدخل لفهم الطب التقليدي الصيني (21)
الووشو:
القتال باليد في ملاكمة وودانغ (5)
من القراء واليهم
تفضل باختيار ما يعجبك:

 

فلاش .. رسوم متحركة تضئ الصين

تشاو جي

أضحت رسوم فلاش FLASH المتحركة نوعا جديدا من الفنون الجماهيرية التي تأسر قلوب الصينيين، وفلاش هو برنامج لأفلام الكارتون طورته شركة MARCOMEDIA الأمريكية للبرمجيات ويستخدمه متخصصو الكمبيوتر بالطبع بيد أن أحدا في أوساط الكمبيوتر لم يتوقع أن يحقق هذا الانتشار الكبير.

لا شك تعميم الكمبيوتر وشبكاته سبب قوي يدفع انتشار فلاش، فالأرقام تقول إن الصين بها حاليا أكثر من 10 ملايين جهاز كمبيوتر وأكثر من عشرين مليون مستخدم للإنترنت، وهذا العدد الضخم قوة لا تستمتع برسوم فلاش المتحركة بل تساهم في إبداعها.

"مسرح الإنترنت"

"لاو جيانغ" من أشهر فناني رسوم فلاش المتحركة في الصين، في يونيو عام 2000 أبدع عملا كارتونيا FLASH MTV "ROCK على طريق المسيرة الطويلة الجديدة"، وخلال أيام قليلة كان عشرات الآلاف قد قاموا بتحميله من الإنترنت على القرص الصلب (الهارد دسك) في حاسباتهم، ويصل عدد الذين يستمتعون به حاليا أكثر من 300 ألف مستخدم.

عبارة "لاو جيانغ" تعني باللغة الصينية، جيانغ العجوز، والحقيقة أن الرجل يتجاوز العشرين بقليل، ولكنه يوقع أعماله باسم "لاو جيانغ" فشاع الاسم بين الناس، والاسم يبدو غريبا ولكنه مثل أسماء أخرى "بي سان" و"باي دينغ" و"بي بي لو" و"شاو شاو" و"بيان تشنغ لانغ تسي" للمبدعين الصينيين لأعمال فلاش، يستخدمونها في أعمالهم، ولعل سهولة هذه الأسماء وإن خلت من الأناقة واللياقة أحد أسباب شيوعها على الإنترنت.

لقد شاعت رسوم فلاش المتحركة في الصين بفضل هؤلاء الشباب المحبين للحياة الحرة، الساعين إلى الظهور والتألق، يستخدمونه في التعبير عن شخصياتهم الفردية، ولعل هذا هو السبب في أن فلاش لم يتخذ لديه أي سمة سلعية.

مع موجة الإنترنت التي بدأت عام 1998 بالصين ظهرت عشرات الآلاف من المواقع على الإنترنت، وازداد بصورة كبيرة عدد الشباب الذين يعملون في مجال الكمبيوتر، وفي الجامعات يزداد الإقبال على الكمبيوتر والإنترنت أكثر.

في البداية استخدم برنامج فلاش للعمل فقط، وبسرعة أدرك هؤلاء الشباب إمكانية إبداع أعمال لأنفسهم باستخدام برنامج فلاش، وحتى تحول إبداع الرسوم المتحركة باستخدام برنامج فلاش ظاهرة ساخنة في الصين.

في عام 1999 لم يجد "لاو جيانغ" أي مرجع متخصص عندما بدأ يتعلم كارتون فلاش، ولم يكن أمامه إلا أن يتبادل الرأي والمعلومات مع هواة آخرين في محاولة لاكتشاف معالم هذا الطريق كما أنه اتجه للبحث عن المعلومات في مواقع إنترنت أجنبية، وهو نفس الشئ الذي فعله "بي سان" الذي بدأ علاقته مع فلاش في نفس الفترة تقريبا، وحاول إبداع أعمال كارتونية لفلاش بعد أسبوع واحد بعد أن بدأ علاقته مع فلاش فقط. "بي سان" الذي درس الرسم بالزيت لم يبدع كثيرا من رسوم فلاش المتحركة ذات الإنجاز الفني، ولكنه سعيد بهذا الإبداع.

 يمكن القول بأن فلاش منتج شعبي عادي يمكن أن يصبح فنا جماهيريا حقيقيا، فتعلمه ليس معضلة وليس بحاجة إلى متخصص في الكمبيوتر، ويتميز فلاش بالقدرة على إظهار الكلمة والصوت والصورة وتحقيق التبادل بينها، وهو برنامج يتيح للمبدع إظهار ملكاته وأفكاره بصورة تامة، ولعله التكنيك الوحيد الذي يمكن كل فرد تقريبا من إبراز مهارته، وبالنسبة لمبدعي رسوم فلاش المتحركة يكون إبداع عمل فلاش أسهل تحقيقا من التقاط فيلم، وأعمال فلاش تعبر عن إحساسات مبدعيها وانطباعاتهم في الحياة.

يتبادل هؤلاء الهواة أفكارهم حول استخدام فلاش عبر الإنترنت، وليس هناك من يجادل في أثر هذه الأعمال على أوقات الفراغ أو ما إذا كانت ستجعل هؤلاء مثل "لاو جيانغ" و"بي سان" طواطم معبودة. إنه شئ أشبه بمسرح الإنترنت الذي يتيح لكل مشاهد أن يصبح كاتبا مسرحيا، وحسبما يقول موقع إنترنت صيني ينشر أعمال فلاش :"يمكن لكل فرد أن يصبح مبدع فلاش".

السمات الشعبية العادية والتجارية

ظهرت الدفعة الأولى من مواقع الإنترنت الصينية التي تقدم أعمال فلاش في النصف الثاني لعام 1999، ومنها"FLASH EMPIRE" .وفي ذلك الوقت كانت هناك خمسة أعمال على الأكثر فقط خلال الأسبوع، وكان الذي يحصل منها على عشرين أو ثلاثين صوتا يتوج بطلا. الآن وبعد عامين تنشر مئات الأعمال كل أسبوع، ولا يقل عدد الأصوات التي يحصل عليها عن ألف صوت، ويزداد عدد مرات زيارة الموقع يوميا إلى أكثر من ثلاثين مرة.

الصين بها عدد من مواقع الإنترنت التي تلقى قبولا كبيرا مثل " FLASH EMPIRE " يخصص بعضها ركنا لفلاش، وتقدم هذه مواقع الإنترنت أماكن للحوار بين مبدعي وهواة فلاش. حتى الآن ما زال إبداع أعمال فلاش ونشرها هواية شخصية إلى حد كبير، لذلك له سمات شعبية عادية.

أعمال فلاش الرئيسية هي MTV والأفلام القصيرة وألعاب الكمبيوتر، وتعرض بأساليب عديدة ومتنوعة، ومنها أعمال فكاهية ومضحكة ونقدية، وهي الأكثر شيوعا. وأعمال تؤكد على قيم الحب والصداقة والتعاطف بين أفراد الأسرة، ولكن معظم الأعمال ليس لها أساليب محددة ربما لأنها تعبر عن إحساسات وانطباعات مبدعيها في حياتهم، أو لأنها تبرز مكنون صدورهم، أو لأنها تسعى لإمتاع الآخرين، ولكنها أيضا تشمل أعمالا جنسية ومرضية في الحدود المسموحة لأنها إذا تجاوزت هذه الحدود لن يقبلها معظم الناس.

المبدعون يعتبرون أنفسهم أصدقاء تجمعهم هواية مشتركة، ويتبادلون عبر الإنترنت أفكارهم ورؤاهم، ويتبادلون في إبداع الأفضل، ولكنها هواية ليست ذات قيمة تجارية.

في عام 2001 أقامت الصين الدورة الأولى لمسابقة أعمال فلاش على المستوى الوطني، وخلال بضعة شهور جمعت أكثر من 4000 عمل، وبعد الاختيار والتصويت حصل 12 عملا على جوائز، وفي أواخر أغسطس أقيم حفل تقديم الجوائز في أفضل مسرح ببكين، وهذا يعني أن أعمال فلاش ارتقت إلى مستوى أعلى.

ما أثار الاهتمام حقا ليس اشتراك أكثر من ألف هاو لفلاش من أنحاء الصين في حفل تقديم الجوائز، بل الدعم التجاري الذي قدمته شركة MARCOMEDIA وشركة INTEL. في الحفل قال مسئول من شركة INTEL إن انتشار فلاش يزيد الطلب في السوق على الحاسبات الشخصية، وهذا يعني أن فلاش قد استطاع أن يحقق عوائد تجارية بالصين.

اشتركت شركة قونشي لأقراص الليزر، وهي شركة لها تأثير كبير جدا في أوساط الموسيقى الصينية في حفل تقديم الجوائز، وقد تكون أعمال MTV هي المجال المؤهل أكثر بالصين لتحقيق أعمال فلاش قيمة تجارية، ذلك أن فلاش بأسلوبMTV أكثر رواجا.

ولأن أعمال فلاش لا تزال هواية لا يفكر المبدعون في شرعية استخدام الآخرين لأعمالهم، والدليل أن "ROCK على طريق المسيرة الطويلة الجديدة" وهو عمل FLASH MTV الأكثر روعة بالصين حاليا لا يستخدم لأغراض تجارية برغم روعته والاهتمام الكبير الذي يحظى به.

بيد أن هذا قد لا يستمر طويلا حيث بدأ بعض مبدعي فلاش إنتاج أعمال لأغراض تجارية بطلب من بعض الشركات، وهذا يثير القلق من أن تغير الطبيعة التجارية سمات فلاش، وتجعله يفقد أسلوبه البسيط والحر والفردي، ولكن السمات العادية والحرة والفردية هي خلاصة فلاش وهي السبب من أن فلاش يختلف عن الأفلام والرسوم المتحركة والأشكال الفنية الأخرى، وستكون سمات فلاش جامدة وتقليدية إذا سقط فلاش في هوة التجارة.

هذا القلق عند البعض قد لا يكون واقعيا لأن الإنترنت تقدم للناس ساحة للحرية، وما دامت هذه الساحة موجودة سيظل مبدعو فلاش ينشرون أعمالهم. وقد يكون القلق الحقيقي ليس تحول فلاش تجاريا وإنما هل هناك من سيكون راغبا في تقديم الفرصة لمبدعي فلاش لنشر أعمالهم بدون مقابل. نشر أعمال فلاش أو الاستمتاع بها في مقابل لا يكون واقعيا، وإذا حدث ذلك سيكون أمرا مؤسفا للغاية لأن مستخدمي الكمبيوتر بالصين تعودوا الاستمتاع بهذا الفن الجماهيري الحر بدون مقابل.

تشاو جي: كاتب حر. 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn           
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.