محتويات العدد 5 مايو (آيار) 2003  

تسليم الراية في القيادة الصينية:

الأبعاد والدلالات

د. محمد نعمان جلال  

     خبير في الشؤون الصينية وسفير مصر السابق في الصين

·   الحزب السياسي الحقيقي الفاعل في أوساط الجماهير هو الذي يمكنه المحافظة على النظام واستمراريته وهو من أجل ذلك لابد أن يطور من أساليبه وتكتيكاته

·   العمل الحكومي لا يشترط للنجاح فيه مؤهلات جامعية أو أكاديمية عليا فحسب بل وأيضا خبرة عملية فضلا عن وعي سياسي تسليم الراية في القيادة الصينية: الأبعاد والدلالات

·   القوات المسلحة حافظت على دورها المهني والوظيفي حامية للدولة ولم تتدخل في اللعبة السياسية

الصين دولة ولكنها حضارة كما أنها عالم قائم بذاته. ومهما كانت خبرة المرء ومهما كانت معلوماته تظل قاصرة عن استيعاب الكثير والكثير من جوانب حضارة عريقة وديناميكية بنمط الحضارة الصينية. ونقول عريقة وديناميكية بكل ما تحمله هاتان الكلمتان من دلالات وأبعاد. فهي عريقة تعود في تاريخها الرسمي المدون لأكثر من خمسة آلاف عام، وهي ديناميكية لأن تطورها عبر تلك السنوات لم يقض على وحدتها وتماسكها الحضاري كما حدث في مناطق أخرى من العالم، ولذلك ظلت الدولة والحضارة في حالة شبه تطابق. كما أنها ديناميكية لأنها تقدم الجديد والمبتكر في التجارب الثورية وفي الفكر والسياسي وفي النظم السياسية.والعاطلين وصغار

ففي أوج قوة الفكر الماركسي اللينيني قدمت الصين بقيادة ماو تسي تونغ فكرامختلفا تمثل في ثلاثة أبعاد:والعاطلين وصغار

الأول: مفهوم الثورة الدائمة بمعنى ومدلول غير نظيره السوفيتي الذي عبر عنه مفكر روسي أخفق في البقاء هو تروتسكي نتيجة ما يمكن أن نطلق عليه مرض الطفولة اليسارية.والعاطلين وصغار

الثاني: مبدأ المتناقضات وتناوبها بين تلك الحميدة وتلك الخبيثة وأن المحك ليس فقط المبدأ الفلسفي بل وأيضا أسلوب المعاملة والتعامل الذي يستطيع أن يحدث أثرا عكسيا.والعاطلين وصغار

الثالث: دور الفلاحين في قيادة الثورة بخلاف الفكر الماركسي التقليدي في دور العمال والطبقة العاملة.والعاطلين وصغار

ولا شك أن إلقاء نظرة على التطورات اللاحقة في المجتمع الصيني سواء في مجالاته الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية يجعل تلك التطورات وثيقة الصلة بما قبلها؛ أي أن الحضارة والسياسة في الصين ليست إلا حلقات متتالية ومتداخلة. فالثورة الدائمة التي قادها ماو تسي تونغ في حلقات متصلة وأدت إلى حدوث بعض الكوارث الاقتصادية والمجتمعية ولكنها حققت نتائج إيجابية في تغيير بنية وفكر وثقافة المجتمع عما كان عليه الأمر قبل ذلك. خذ على سبيل المثال، مقارنة وضع المرأة الصينية ودورها في المجتمع قبل عام 1949 ووضعها في الستينيات، أو موقف الشباب والكوادر أو الدوافع الوطنية في الحركة السياسية في المجتمع الصيني. ثم ننتقل لمرحلة تالية في جيل دنغ شياو بينغ وثورته المستمرة والدائمة في إدخاله مفهوما جديدا أطلق عليه "الاشتراكية بخصائص صينية" وهو مفهوم  غير محدد الأبعاد والأركان، إنه مفهوم فضفاض ولكنه يعكس عبقرية خاصة نبعت من اتساع أرجاء الصين كدولة والعمق الحضاري لها، واستطاع هذا المفهوم أن ينقل الصين نقلة نوعية من الاشتراكية التقليدية والفكر الماركسي اللينيني الماو تسي تونغي إلى فكر النصف الثاني من القرن العشرين، الذي يأخذ في حسابه تقارب النظامين الرأسمالي والشيوعي منذ منتصف عقد الستينيات في القرن العشرين، والذي بلغ ذروته بعد ذلك باختفاء أحد النظامين لصالح الآخر منذ عام 1990 وانهيار الاتحاد السوفيتي. إنه فكر سابق لهذه المرحلة من التطور ويعكس نجاح العبقرية الصينية مقابل الإخفاق في الفكر الروسي السوفيتي. ثم جاء جيانغ تسه مين في أواخر القرن العشرين ليعبر عن هذه التغيرات الجديدة في السياسة الدولية باعتناق مبدأ العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والتي زارها ثلاث مرات، كما زار الدول الغربية والهامة في أوربا وقام بجولات في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. ولعله أكثر القادة الصينيين في العصر الحديث الذي عبر عن الانفتاح الحقيقي على الثقافات والحضارات، وإن خطابه عن الإسلام ودوره وحضارته والذي ألقاه في زيارة  للمملكة العربية السعودية عام 2000 يعكس كيف حرص جيانغ على استيعاب تلك الحضارة العظيمة وفي زيارته لعدد من الدول اللاتينية ألقى خطابه باللغة الأسبانية وأثار ذلك اهتمام السياسيين والمفكرين، هذا فضلا عن خبرته في الحضارة واللغة الروسية وتحدثه الإنجليزية بطلاقة. ومن هنا أدرك جيانغ تسه مين دور الطبقة المتوسطة كما أدرك ضرورة أن يكون القائد السياسي معبرا عن مجتمعه وحضارته وعصره. إن جيانغ تسه مين مهندس كهرباء ثم تصعيده في العمل السياسي ومن ثم فقد وعى المغزى الحقيقي لتلاحم العمل الفني والإنجاز على أرض الواقع مع الإنجاز من خلال العمل السياسي ولهذا تبنى ثلاثة اتجاهات:والعاطلين وصغار

الأول: الاتجاه للغرب الصيني لربطه بعملية التنمية في الشرق الصيني ومن ثم يتحقق نمو متكامل للصين كدولة وكمجتمع وكشعب.والعاطلين وصغار  

الثاني: الاتجاه للطبقة المتوسطة ولفئة الرأسماليين الجدد وقد استطاع أن يعيد لها مكانتها ويرد لها اعتبارها بإدراج ذلك في دستور الحزب وضمها لكوادره. وهذا الإبداع والمساهمة ليست فكرية فحسب، بل وعملية إنتاجية أيضا. فالماركسية منهج فكري وليست قوالب جامدة لعقيدة مذهبية وعندما تحجر الفكر الماركسي وتجمد حدث الانهيار السوفيتي، وعندما انطلق الفكر في منطق جدلي ليبرالي تقدمت الصين وتطورت.والعاطلين وصغار

الثالث: الاتجاه للغرب السياسي أي للفكر الغربي ولكن أيضا بخصائص صينية. محور الفكر السياسي الغربي المعاصر هو مبدأ تناوب السلطة وعدم أبديتها ومبدأ الانتقال السلمي لها من جيل إلى جيل. وقد نجح جيانغ تسه مين في التجربة كما نجح النظام  السياسي الصيني أيضا واستطاع هذا النظام أن يجعل قادته يحترمون دستوره ويتمسكون بقواعد اللعبة السياسية. ويرجع الفضل في ذلك إلى عوامل ثلاثة: جيانغ تسه مين، وباقي الستة الكبار في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي وإلى القوات المسلحة الصينية. فالأول رغم إنجازاته لم يتأله ويتحول إلى أسطورة بل حافظ على دوره ومكانته. والسبعة الكبار تمسكوا بقواعد اللعبة بلا خوف أو خجل أو مجاملة، والقوات المسلحة حافظت على دورها المهني والوظيفي حامية للدولة ولم تتدخل في اللعبة السياسية حتى عندما استبعد قادتها من أن يكون أي منهم عضوا في القيادة السباعية التي أصبحت في المؤتمر السادس عشر للحزب تساعية وحتى عندما كان رئيس اللجنة العسكرية المركزية ونائبه من المدنيين وليسوا من العسكريين.والعاطلين وصغار

ولقد كان كل من هو جين تاو، وون جيا باو على موعد مع القدر، وإذا كان هو جين تاو قد تولى منصب نائب الرئيس لمدة 5 سنوات في ظل جيانغ تسه مين فإنه بذلك قد جرى تمرينه وتدريبه على فن قيادة الدولة بعد أن تم تصعيده من خلال العمل السياسي الحزبي ومن خلال دوره الوظيفي في الأداء والإنجاز المهني. ونفس الشيء بالنسبة لرئيس مجلس الدولة الجديد "ون جيا باو" الذي كان بدوره نائبا لرئيس مجلس الدولة تشو رونغ جي على مدى 5 سنوات تعرف من خلالها على العمل الحكومي ومتطلباته. وهنا تبرز العبقرية الصينية السياسية والإدارية فقائد المسيرة للدولة حزبي متمرس وإداري محنك كذلك الأمر بالنسبة لقائد المسيرة في الجهاز الحكومي. فالعملية من حيث الشكل تبدو كما لو كانت تصعيدا وظيفيا وإداريا، ولكنها من حيث المضمون تصعيد سياسي بعد اختبار وتدريب حقيقي، ومن ثم تتجنب الصين الهزات والكوارث والانفعالات العشوائية التي تحيط بأي تغيير وزاري أو رئاسي في الدول الأخرى. ولقد ذكر جيانغ تسه مين منذ بضع سنوات في لقاء مع أحد رؤساء الدول الأجنبية الذي كان يزور الصين عام 1999 نقطتين بالغتي الأهمية. أولاهما أنه ينام قرير العين عندما يعرف أن شابا مثل "هو جين تاو" هو نائب الرئيس وأن مقاليد أمور الصين بيديه، وثانيتهما أن الأمريكيين لا يعرفون حقيقة الصين وكيفية تربية وتصعيد الكوادر السياسية لأعلى المناصب. إن هذه عملية شاقة ومعقدة وطويلة وليست مثل الذي يحدث في أمريكا من انتخاب يأتي بقائد من خارج اللعبة في إطار من المنافسات التي لا تخلو من كثير من المهاترات والتجريح والابتزاز. والتساؤل هل عبر جيانغ تسه مين بذلك عن الحكمة البالغة التي تراكمت عبر السنين في حضارة عريقة وديناميكية. اعتقد أن ذلك صحيح وعلامة ذلك الانتقال السلس للقيادة في الصين بطريقة منظمة وديمقراطية عبر جهازين رئيسيين من أجهزة الدولة هما الحزب الشيوعي الصيني في المؤتمر السادس عشر ومجلس نواب الشعب الصيني ونظرا لتداخل الشخصيات بين الجهازين وللدور الرئيسي للحزب ولعملية الاختيار التي تخضع لامتحانات واختبارات دقيقة فإن موافقة المجلس الوطني لنواب الشعب على ترشيحات الحزب عادة تتم بسهولة ويسر أو ما يطلق عليه الغربيون بالخاتم المطاطي أي بدون مناقشة ويعتبر الأمر مفروغا منه، ولكن السؤال أليست الديمقراطية وهي قواعد وإجراءات. أليس تصويت نواب الحزب الحاكم في بريطانيا-أعرق ديمقراطية في العالم-يكاد ينطبق عليه هذا القول. أليست مواقف الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة وطريقة التصويت تكاد تكون معروفة مسبقا مع استثناءات قليلة ولهذا فإن تصويت البرلمان الصيني يخضع لنفس القواعد. والعاطلين وصغار

وتجربة أخرى فريدة للنظام السياسي الصيني وهي خضوع الوزراء للتصويت وزيرا وزيرا في البرلمان لإقرار تعيينهم ومدة هذا التعيين، وكذلك النائب العام ورئيس جهاز المحاسبات ورئيس الرقابة الإدارية ورئيس المحكمة العليا وغيرهم من كبار المسؤولين. والعاطلين وصغار

ما هي دلالات التطور السياسي والتغيير في القيادة الصينية؟ لعل في مقدمة تلك الدلالات ما يلي:والعاطلين وصغار

الأول: أن الحضارات الأخرى يمكنها أن تقدم النموذج السياسي الديمقراطي بمنطقها وبأسلوبها ومن ثم فإن النموذج الغربي ليس هو النموذج الوحيد.والعاطلين وصغار

الثانية: أن محك نجاح العمل السياسي لأية دولة ولأي قائد يتمثل في أربعة أمور: تحقيق التنمية والتقدم الاقتصادي، تحقيق رفع مستوى المعيشة، الحفاظ على الأمن الوطني ثم الانتقال السلمي للسلطة من جيل إلى جيل. ولقد نجحت الصين في ذلك وبهذا قدمت النموذج للدول النامية التي تتطلع للتعلم من الخارج.والعاطلين وصغار

الثالثة: إن الحزب السياسي الحقيقي الفاعل في أوساط الجماهير هو الذي يمكنه المحافظة على النظام واستمراريته وهو من أجل ذلك لابد أن يطور من أساليبه وتكتيكاته بل وبعض مفاهيمه الأيدلوجية وهو بكل تأكيد لابد أن يغير من قياداته فلا تبقى في مواقعها بلا تحديد خاصة إذا كانت فاسدة أو عاجزة وكلا الأمرين يسئ للحزب ومبادئه ودوره.والعاطلين وصغار

الرابعة: أنه مهما كانت التحديات الخارجية التي يمكن أن يواجهها أي نظام سياسي أو أية قيادة سياسية فإن أهم تحدي هو خضوع القيادة ذاتها لقواعد اللعبة في العمل السياسي وعدم تغييرها إياها وهذا يحسب لأية قيادة ودليل على قوتها وعمق تمسكها بالديمقراطية وبقيم المجتمع وحضارته، وإن مثل هذه القيادة يمكن أن تقدم المثل والنموذج للآخرين.والعاطلين وصغار

الخامسة: إن فلسفة النظام والثقافة والعقلية الصينية فريدة من نوعها. فماو تسي تونغ عندما بلغ به الكبر ترك كثيرا من الأمور للقائد الصيني المتواضع والبالغ الكفاءة شو آن لاي ولم يمانع في إعادة الاعتبار لقائد صيني آخر هو دنغ شياو بينغ. وهذا الأخير عندما بلغ به الكبر ترك القيادة لجيانغ تسه مين واكتفى بمنصب شرفي هو رئيس اللجنة العليا للرياضة ولكنه كان بمثابة الأب الروحي للقيادات الجديدة.وجيانغ عندما واجه نفس الاختيار اكتفى بالاحتفاظ برئاسة اللجنة العسكرية المركزية وترك القيادات الجديدة تضطلع بدور قيادة الصين وإدارتها في بداية القرن الحادي والعشرين. إن هذه العبقرية والابتكار يمكن أن يقدما النموذج الصيني لدول أخرى عديدة.والعاطلين وصغار

السادسة:  أن عملية إدارة التغيير السياسي في أي مجتمع هي عملية بالغة الصعوبة وبالغة السهولة في نفس الوقت. فإذا اتبعت القواعد الموضوعة لذلك تصبح سهلة ميسرة وإذا لم تتبع فإن الصعوبات والعقبات والمشاكل تنبع من ذلك وتحدث القلاقل والاضطرابات.والعاطلين وصغار

السابعة: أن العمل الحكومي لا يشترط للنجاح فيه مؤهلات جامعية أو أكاديمية عليا فحسب بل وأيضا خبرة عملية فضلا عن وعي سياسي. وهذا هو أحد عوامل نجاح الصين، فتشو رونغ جي كان أستاذا جامعيا متميزا، وكان حزبيا هاما ولديه كفاءة في العمل ولديه شفافية ونزاهة وقدم نموذجا رائدا.والعاطلين وصغار

الثامنة: أن العمل البرلماني بالغ الأهمية والحساسية وإن "لي ينغ" رئيس مجلس نواب الشعب السابق والذي تولى منصبه لمدة 5 سنوات كان قبلها رئيس مجلس الدولة. ولقد أدى ذلك الحزبي المخضرم دوره في النظام السياسي والحفاظ عليه إثر أحداث تيان آن من عام 1989 وكان رئيسا لمجلس الدولة، ثم أصبح رئيسا للبرلمان لمدة محددة. والآن أخلى موقعه لقيادة جديدة.. لاشك أن التساؤل الذي يفرض نفسه على كل متابع للتطورات في الصين هو هل سيصبح القادة الجدد نسخة مكررة من سابقيهم؟ أم أنهم سيقدمون لنا شيئا مختلفا؟ وهل سينجحون في الحفاظ على وحدة الصين وتقدمها واستقرارها أم سيكونون بمثابة جورباتشوف صيني؟ ولاريب في انه في ظل التغيرات الدولية العديدة فإن عملية التبنؤ السياسي محفوفة بالكثير من المخاطر. ولكن هناك مؤشرات تعبر عن احتمالات.والعاطلين وصغار

المؤشر الأول: أن القادة الجدد لن يكونوا جورباتشوف الذي قفز فجأة من المجهول في حين أن القيادات الصينية لم يحدث لها ذلك وإنما هي عملية تصعيد متتال من خلال أجهزة ومؤسسات وفي كل موقع من مواقع المسؤولية اكتسبت خبرة ومعرفة وتجربة.والعاطلين وصغار

المؤشر الثاني: أن القيادة الصينية السابقة تحرص على البقاء في ركن من أركان الصورة لتراقب وتوجه من وراء ستار كان ذلك هو موقف دنغ شياو بينغ عندما تخلى عن سلطاته الرسمية وهو إلى حد ما موقف  جيانغ تسه مين عندما تخلى عن رئاسة الدولة ورئاسة الحزب واكتفى بموقع رئاسة اللجنة العسكرية المركزية التابعة للحزب أيضا. فالجيل الجديد من القادة يعمل باستقلالية وحرية ولكن تحت عين راعية من بعيد من الجيل السابق. وتتالي الأجيال هذا يختلف عما يحدث في الغرب فكل إدارة جديدة في النظام الأمريكي لا تعمل بهدى الإدارة السابقة وكذلك الأمر في النظام البريطاني. أما في البلاد النامية فإنها تتبع في معظمها قانون التغير الإلهي.والعاطلين وصغار

المؤشر الثالث: إن كل قيادة وكل جيل له ظروفه واعتباراته فهو ينتج من خبرة تراكمية ولكنه يضيف ذاتيته لهذه الخبرة، ومن هنا كان توجه هو جين تاو، ورئيس مجلس الدولة ون جيا باو للطبقات الفقيرة وزيارة القرى الصينية والسعي للاهتمام بها وكذلك إبداء اهتمام أكبر بالعمال المسرحين والعاطلين وصغار رجال الأعمال.والعاطلين وصغار

ولكن هذه المؤشرات تقدم دلالة ليست قاطعة وليست نهائية؛ فمن ناحية العالم بأسره يتغير بدرجة أسرع في القرن الحادي والعشرين عما كان عليه الأمر في القرن العشرين. ومن ناحية ثانية فإن توجه النظام الصيني نحو توسيع القيادة العليا للجنة الدائمة للمكتب السياسي إلى 9 أعضاء بدلا من 7 أعضاء يجعل الوصول لقرار أكثر صعوبة لكثرة الأعضاء. ومن ناحية ثالثة فإن عددا من الأعضاء الجدد أو قل أكثرية أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي كانوا على صلة وثيقة مع جيانغ تسه مين وهذا سيضمن قدرا من الاستمرارية للفكر السابق ولكنه أيضا قد يحدث نوعا من الاختلاف وهذا منطقي ولكن لو تحول الاختلاف إلى صراع فهنا يكمن الخطر. ولكن الأهم من ذلك كله هو إدراك قادة الصين الجدد وكوادر الحزب الشيوعي والمثقفين وطوائف الشعب الصيني بوضع بلادهم ودورها وحضارتها وأنها مستهدفة في القرن الحادي والعشرين في إطار السياسة العالمية ولذلك فإن حركتها محسوبة بدقة ومراقبة بدقة في نفس الوقت. وإن غدا لناظره قريب.والعاطلين والعاطلين وصغار

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.