محتويات العدد 5 مايو (آيار) 2003

الملفات الشائكة في العلاقات الصينية المصرية

في هذا الشهر تكون سبع وأربعون سنة قد مرت على إقامة العلاقات الديبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربية، أول دولة عربية وأفريقية أقامت علاقات مع الصين الجديدة. خلال هذه الفترة جرت مياه كثيرة في نهر هذه العلاقات التي اتسمت في معظمها بأنها علاقات وثيقة مميزة، غير أن بعض ملفاتها، وخاصة الملف الاقتصادي، تعاني أعراضا غير صحية، في هذا الحوار مع سفير مصر لدى الصين على حسام الدين الحفني اخترنا أن نفتح هذه الملفات الشائكة إيمانا منا بأن هذا هو السبيل لمزيد من تعميق أواصر التفاهم والصداقة والتحقيق المصلحة المشتركة لشعب البلدين.مرحلة جديدة من مراحل

الصين اليوم: بعد مرور 47 سنة عل إقامة العلاقات هل تعتقد أن التفاهم والتنسيق بين بكين والقاهرة الآن على نفس المستوى الذي كان عندما أقيمت العلاقات؟مرحلة جديدة من مراحل

السفير: هناك استمرارية في العلاقات وهناك تغيير يفرضه التفاعل بين مجتمعاتنا المحلية ومحيطنا الإقليمي والدولي. ظروف اليوم تختلف عن ظروف منتصف القرن الحادي والعشرين. ولا شك أن العلاقات المصرية الصينية خطت خطوات عديدة في اتجاه المزيد من تعميق التفاهم ومزيد من الارتباط عبر شبكة مكثفة من المصالح في كافة المجلات، ويتضح ذلك في القدر الهائل من التبادل في القطاع الثقافي، وأشير هنا إلى افتتاح المركز الثقافي الصيني في القاهرة، وهو خامس مركز في العالم وإقامة أسبوع ثقافي صيني في القاهرة هو السادس من نوعه في العالم. لقد تجاوزت العلاقات كثير من المراحل ووصلت النضج. إن ما حدث عام 1999 من توقيع لاتفاق التعاون الاستراتيجي بين البلدين هو علامة فارقة في علاقات البلدين وما نسعى إليه هو أن تصل العلاقات درجة الشراكة الاستراتيجية وكان من نتائج ذلك وضع مصر على قائمة المقاصد السياحية للصينين في يوليو 2000 وفي يناير 2001 تم توقيع مذكرة تفاهم لتسيير رحلات طيران مباشرة بين البلدين بكل ما يحمله ذلك من دلالات سياسية، وبدأ تسيير رحلات مصر للطيران بين القاهرة وبكين في يناير 2002، وسيتم تسيير رحلات شركة الخطوط الجوية الصينية الجنوبية قريبا. لقد زادت السياحة الصينية إلى مصر في عام 2002 بنسبة 76% والآن بدأت السياحة المصرية تفد إلى الصين.مرحلة جديدة من مراحل

إننا في بداية القرن 21 وصلنا إلى درجة متقدمة تستجيب، لا أقول للقدر الأكمل لطموحات القيادتين والحكومتين، وإنما إلى حد كبير طموحات الدولتين. هناك الكثير الذي يجب عمله.مرحلة جديدة من مراحل

الصين اليوم: هل هناك تنسيق في مواقف البلدين في القضايا الدولية، قضية العراق مثلا؟ مرحلة جديدة من مراحل

السفير: العلاقات بين البلدين تتميز بالامتياز؛ ليس هناك صراعات مصالح، هناك تشابه يصل إلى حد التطابق في أحيان كثيرة في المواقف. بخصوص الأوضاع في الخليج الدولتان متفقتان بشأن تقييم هذا الوضع كأحد المشاكل التي طرحت مؤخرا على المنظومة الدولية وتشكل تحديا للنظام الدولي. هناك تشابه فيما نسعى إلى تحقيقه من نظام دولي قائم على ديمقراطية العلاقات الدولية والحفاظ على ما حققناه من مكاسب في أعقاب الحرب العالمية الثانية وما اتفق عليه في ميثاق الأمم المتحدة. نحن نرفض منطق الإطاحة بنظم الحكم. هناك توافق في الرؤى والسياسات بشأن ما كان وما هو كائن وما نتمنى أن يكون عليه في المرحلة القادمة.مرحلة جديدة من مراحل

إن مصر والصين تنتميان إلى ناد محدود العضوية، نادى دول الحضارات. لقد لعبنا ولا نزال نلعب دورا بناء، ونحن معروفون بما ساهمنا به من إثراء للعلوم والفنون والثقافات. نحن بناة حضارات نسعى إلى الحفاظ على ودعم ما يحقق الاستقرار والسلام والأمن. هناك تنسيق مستمر على كافة المستويات الرسمية والشعبية، يدخل في ذلك الزيارات على مستوى قيادات البلدين والتبادلات البرلمانية والحزبية. مرحلة جديدة من مراحل

الصين اليوم: في عام 1996 وأثناء انعقاد اللجنة الصينية المصرية الاقتصادية المشتركة في بكين قالت السيدة وو رى، وزير التجارة آنذاك، لوزير التجارة المصري آنذاك د.أحمد جويلى.. إن الصين راغبة فعلا في زيارة وارداتها من مصر ولكن السؤال ماذا يمكن أن نستورد؟ نسأل سعادتك نفس السؤال.مرحلة جديدة من مراحل

السفير: الميزان التجاري يشهد تغيرا، أو نقول عودة إلى التغير المأمول؛ أي تشجيع المزيد من الصادرات المصرية للصين. في العام الماضي زادت الصادات المصرية للصين بنسبة 16%، وهذا اتجاه محمود نسعى بشكل مشترك لتكريسه، والآن هناك العديد من الصادرات المصرية التي يمكن ترويجها في الصين مثل البترول، القطن، مواد البناء من رخام سجاد ونجف، الأثاث، المنسوجات والمنتجات الزراعية مثل الموالح وغيرها من المنتجات المصرية وبخاصة المواد المصنعة، وهذا ما نأمل أن نحققه في الفترة القادمة. يمكننا أن نتعاون مع الصين في تضيع المواد المصرية من خلال الاستثمارات المشتركة وهذا يتوقف على المستثمرين أنفسهم، نحن نهيئ المناخ الملائم للمستثمرين.مرحلة جديدة من مراحل

إن الصين بعد أن انضمت إلى منظمة التجارة العالمية بدأت تزيل الكثير من القيود الجمركية على الواردات، فقد أصبح السوق الصيني أكثر انفتاحا. وقد بدأ المصريون يتعودون على السوق الصينية ويتضح ذلك من مشاركة المستثمرين المصريين في معارض داخل الصين ومنها معرض ستون تك لثالث مرة. إن افتتاح خط مصر للطيران ييسير نقل البضائع ويمكن استثماره في نقل البضائع السريعة التلف. مرحلة جديدة من مراحل

على الجانب الأخر زار مصر وفد من المستثمرين الصينيين من مدينة شنتشن ضم أكثر من 500 فرد على أسهم نائب عمدة شنتشن وأقيمت ندوة لبحث التعاون بين رجال الأعمال من شنتشن ومصر، ويعد هذا من نتائج زيارة الرئيس مبارك لشنتشن في يناير 2002.مرحلة جديدة من مراحل

وأشير هنا إلى ما تقرر مؤخرا بتعويم الجنيه المصري، فقد أصبح مناخ الاستثمار مناسبا أكثر للمستثمرين الصينيين حيث أصبحت التكلفة أقل وهذا يفيد الصادرات. في العام الماضي أبرم عدد من الصفقات منها توقيع اتفاق تصدير الأنسولين الصيني إلى السوق المصرية بكميات كبيرة ويتضمن الاتفاق البدء بهذه المرحلة ثم نقل المعرفة بتصنيع الأنسولين من الصين إلى مصر وإنشاء مشروع مشترك لتضع الأنسولين في مصر، توقيع صفقتين لتصدير معدات تدوير المخلفات الزراعية من الصين إلى مصر وتم الاتفاق على تصدير 250 سيارة مرسيدس يتم تجميعها في مصر إلى السوق الصينية، وكذلك شراء مصر 200 عربة سكة حديد في إطار خطة الدولية للنهوض بمرفق السكك الحديدية.مرحلة جديدة من مراحل

الصين اليوم: افتتح مؤخرا مكتب للتمثيل التجاري المصري في شانغهاي إضافة إلى المكتب الموجود في بكين، وسعادتك تعلم كم يكلف مثل هذا المكتب الميزانية المصرية بالدولار الذي هو مشكلة حاليا، هل تعتقد أن حجم صادرات مصر للصين يتناسب مع وجود مكتبين للتمثيل الخارجي؟مرحلة جديدة من مراحل

السفير: قرار فتح مكتب يتم على أساس دراسة يقوم بها متخصصون ينتهون إلى فتح هذا المكتب أو ذاك، وفتح المكتب لا يشكل عبئا على ميزانية الدولة، المكتب مشروع اقتصادي إذا كان يكلف حاليا فإنه يحقق عائدا في المستقبل. نحن نتوسع طالما أن هناك حاجة ونفتح المكاتب ومن ذلك فتح المكتب السياحي المصري في الصين وفتح مكتب لمصر للطيران وأنا سعيد أن أرى التواجد المصري في الصين يتعزز ولن نكتفي بهذا القدر وإنما نسعى للمزيد لأننا في حاجة إليها. إن العلاقات حينما تنمو تتطلب تواجدا تمثيليا للمؤسسات المختلفة في الدولة المعنية لتتابع عن كثب تطور العلاقات. إن فتح مكتب تجاري في شانغهاي يسهم في تعزيز صلاتنا بمجتمعات الأعمال في نظاق الإقليم الذي تغطيه القنصلية العامة المصرية بشانغهاي. إن العبرة ليست بالتوسع في فتح هذه المكاتب الخارجية وإنما تتم دراستها وطالما يثبت أن لها جدوى اقتصادية في هذه الحالة نفتح المكاتب؛ خاصة مع دولة مثل الصين ينتظر أن يكون لها دور أكبر على الساحة الدولية، وأطمئنكم أننا عندما نفتح هذه المكاتب نحد من الانفاق بها بقدر الإمكان وهناك أجهزة تراقب ذلك.مرحلة جديدة من مراحل

الصين اليوم: في حوار صحفي مع السفير هاني شرف الدين، خبير الشئون الصينية ونائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية قال بالحرف الواحد.. إن اهتمامنا بالصين يأتي في صورة فورات تتوافق مع زيارات الرئيس مبارك لها؛ الكل يتكلم ويهتم ويكتب ثم ماذا؟ يسود الصمت. ما تعليق سعادتك؟مرحلة جديدة من مراحل

السفير: علاقات مصر والصين ضاربة في جذور التاريخ. لقد قال الرئيس الصيني السابق جيانغ تسه مين عندما زار الإسكندرية في إبريل 2000 إن الصين كان لها سفير في مصر عام 137 ق م. هناك اهتمام متبادل، هناك رؤية لمصلحة أكيدة في انفتاح البلدين على بعضها.مرحلة جديدة من مراحل

لقد شهدت العلاقات المصرية الصينية طفرة مع تولى الرئيس مبارك منصب نائب الرئيس عام 1975 ثم منصب الرئيس عام 1981، وهو يحرص شخصيا على دفع هذا التبادل، وهو حرص نابع من أن مصر والصين لعبتا في الماضي دورا رائعا في تطور البشرية، وقدر مصر والصين أن يستمرا في لعب هذا الدور. إن العلاقات بين البلدين وإن كانت تشهد طفرات في أعقاب زيارات السيد الرئيس للصين فهي طفرات في إطار من الاستمرارية، ولكن هناك اهتمام كبير في مصر على كافة المستويات بتعزيز العلاقات مع الصين؛ تلك القوة الاقتصادية البازغة والتي ستلعب دورا متعاظما في شئون العالم في غضون العشرين عاما القادمة. الآن اللغة الصينية تُدرس في تسع مؤسسات تعليمية وثقافية واجتماعية بمصر.مرحلة جديدة من مراحل

لا شك أن زيارات السيد الرئيس تعطي دفعة قوية للعلاقات بين الدولتين، أي دولتين وإلا ما قام الملوك والرؤساء بزيارات خارجية! فهم يعلمون أن الزيارات تعطي زخما للعلاقات وعلينا كمؤسسات، كسفارات ومكاتب فنية أن نستعى للحفاظ على هذا الزخم لأطول وقت ممكن.مرحلة جديدة من مراحل

الصين اليوم: يتزايد عدد السائحين الصينيين لمصر بعد إدراجها على قائمة المقاصد السياحية للصينيين، هل يتم تشجيع السائح المصري ليغير وجهته من أمريكا وأوروبا إلى الصين؟مرحلة جديدة من مراحل

السفير: مذكرة التفاهم بشأن السياحة التي وقعت في يناير 2002 ليس فقط لتشجيع السياحة الصينية إلى مصر، إنما أيضا السياحة المصرية إلى الصين، وهناك أربع شركات سياحة مصرية لها مكاتب استشارية سياحية في بكين وشانغهاي وغيرهما من المدن الصينية. وفتح خط مصر للطيران بين القاهرة وبكين ييسر حركة السفر ويشجع على مزيد من السياحة بين البلدين.مرحلة جديدة من مراحل

الصين اليوم: هناك شكوى من جهات مصرية بأن ثمة إغراق صيني للسوق المصرية وبالفعل طبقت الجمارك المصرية مؤخرا تعريفة جمركية لمكافحة الإغراق ضد الخزفيات الصينية. كيف تعالجون هذه المشكلة وهل مثل هذه الإجراءات يمكن أن تؤثر على صادرات مصر للصين؟مرحلة جديدة من مراحل

السفير: قضايا الإغراق لا تؤثر في علاقات الدول. هناك آلية أنشئت في إطار منظمة التجارة العالمية للتعامل مع قضايا الإغراق، هناك أيضا آليات مع المستوى الثنائي لمعالجة هذه القضايا ومنها مجلس رجال الأعمال المصري الصيني. ونتمنى أن يقوم وزير التجارة الصيني الجديد بزيارة مصر قريبا للتعرف على إمكانيات التعاون الاقتصادي. إن المشكلة الأهم هي عدم نفاذ الصادرات المصرية إلى الصين. علينا أن نهتم أكثر بالسوق الصينية التي باتت أكثر انفتاحا. يجب أن ندرس السوق الصينية وأن نستغل المتاح من الإمكانيات. يجب أن نقدم أنفسنا للسوق الصينية التي قوامها 3ر1 مليار مستهلك. يجب أن يسعى مجتمع الأعمال المصري إلى مزيد من التعرف على السوق الصينية وتعريف السوق الصينية بمنتجاته.مرحلة جديدة من مراحل

إننا نطالب الحكومة الصينية بأن تتعاون مع مصر أكثر من أجل إيجاد علاج لمشكلة العجز التجاري المزمن. نعلم أن الجهات الصينية تدرك هذه المشكلة وأبعادها ولديها القناعة التامة والنوايا الطيبة للتغلب على هذه المشكلة ولكن نطالبها بأن تستمر في بذل الجهد الحالي وأن نرى مزيدا من الصادرات المصرية تتدفق إلى السوق الصينية.مرحلة جديدة من مراحل

الصين اليوم: نرى في الصين موالح من دول مختلفة، منها إسرائيل، ونعلم أن هناك مباحثات منذ سنوات لتصدير الموالح المصرية للصين. لماذا كل هذا التعثر؟مرحلة جديدة من مراحل

السفير: موضوع تصدير الموالح يخضع لسلسلة من التدابير الفنية التي تعكف أجهزة من الجانبين على دراستها. لم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق بشأن تصدير الموالح المصرية إلى الصين ونأمل أن تشهد المرحلة القادمة اتفاقا يسمح بنفاذ الموالح المصرية إلى السوق الصينية.مرحلة جديدة من مراحل

الصين اليوم: سمعنا وقرأنا لسنوات طويلة حول مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة المصرية الصينية شمال غرب خليج السويس. أين وصل هذا المشروع؟مرحلة جديدة من مراحل

السفير: مشروع المنظمة الاقتصادية الخاصة شمال غرب خليج السويس شهد في الآونة الأخيرة تطورات كبيرة، فقد صدر التشريع المصري المتعلق بالمناطق الخاصة في يوليو 2002 وتبعه صدور اللائحة الخاصة بتنفيذه. وفقا للتشريع يتعين إنشاء كيان جديد لإدارة المنطقة، ونتوقع قريبا صدور القرار الخاص بتشكيل مجلس إدارة المنطقة، هذا المجلس عند تشكيله سيعني بإصدار الكثير من الإجراءات لانطلاق المنطقة الاقتصادية وإدارتها وهذا سوف يستتبعه العودة إلى نشاط الاتصالات المصرية – الصينية من أجل استطلاع آفاق الاستثمار الصيني في هذه المنطقة.مرحلة جديدة من مراحل

هناك فترة من الترقب انتظارا لمرحلة جديدة من مراحل إنشاء هذه المنطقة، وسوف تشهد الاتصالات بين الجانبين نشاطا بعد إنشاء هذا المجلس.مرحلة جديدة من مراحل

الصين اليوم: مرة أخرى نهنئكم بهذه المناسبة ونرجو أن توجه كلمة للشعبين الصيني والمصري ونحن نحتفل بمرور 47 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.لمرحلة جديدة من مراحل

 

 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

كلنا شرق
Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.