في الأول من يوليو تكون خمس سنوات قد مضت على عودة هونغ كونغ إلى وطنها الأم وإقامة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة. الاستعدادات التي قامت بها كافة الأوساط في هونغ كونغ للاحتفال بهذه المناسبة هي تعبير صادق عن مشاعر أبناء المنطقة. وقد صدر في وقت مبكر من هذا العام تقرير مجموعة هونغ كونغ الخاصة بالكونجرس الأمريكي الذي يثني على المنطقة لاحترامها روح النظام القانوني وضمان حرية التعبير والتجمع وتعهدها بحماية الاقتصاد الحر في هونغ كونغ الخ، وأكد التقرير أن هونغ كونغ هي المدينة الأكثر حرية اقتصادية في العالم. وهذا دليل  على الإجماع الدولي بأن هونغ كونغ  تنفذ بكفاءة سياسة "دولة واحدة ونظامان" وحققت إنجازات في مختلف المجالات تحت قيادة تونغ تشي هوا المسئول التنفيذي للمنطقة.

قبل خمس سنوات تخوف كثيرون من مستقبل هونغ كونغ بعد عودتها إلى الصين، وساورتهم شكوك في تطبيق "القانون الأساسي" و"إدارة أبناء هونغ كونغ لهونغ كونغ والدرجة العالية من الحكم الذاتي" معتقدين أن تطبيق سياسة "دولة واحدة ونظامان" من المستحيلات، وظنوا أن "هونغ كونغ قد ماتت". لكن الحقائق تثبت أن هذه الآراء لم تكن إلا مثل المخاوف من هبوط السماء على الأرض. غير أن طريق هونغ كونغ خلال السنوات الخمس المنصرمة لم يكن خاليا من الأشواك فبعد فترة قليلة من إقامة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة واجهت المنطقة الأزمة المالية الآسيوية، ولم تكد تتخلص من ظلالها حتى تأثرت بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وأحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. إن أبناء هونغ كونغ يشعرون بالسعادة، ومعهم كل الحق، لأن منظومة "دولة واحدة ونظامان" و"إدارة أبناء هونغ كونغ لهونغ كونغ ودرجة عالية من الحكم الذاتية" أرست قاعدة متينة لاستقرار منطقتهم، وجعلتها قادرة على التصدي للصدمات الخارجية، وعززت مكانتها كمركز مصرفي وتجاري ومركز للشحن. فكانت الخسائر الاقتصادية التي تعرضت لها هونغ كونغ صغيرة نسبيا مقارنة مع بعض البلدان والمناطق في جنوب شرقي آسيا. وقد كشف استطلاع للرأي قام به مركز للبحوث في هونغ كونغ أن غالبية من أجري عليهم الاستطلاع عبروا عن ثقتهم في سياسة "دولة واحدة ونظامان".

تواصل هونغ كونغ جذب المستثمرين من مختلف البلدان لاحتفاظها بخصائصها وللدور الهام والمميز الذي تلعبه في ظل الوضع الجديد لانفتاح الصين على العالم الخارجي. في العام الماضي واصل صندوق النقد الدولي  تقييم هونغ كونغ كإحدى المناطق الأفضل لتشغيل التجارة في العالم. وفي نفس الوقت حصلت هونغ كونغ  على دعم قوي من مناطق الصين الداخلية، فارتقى التبادل والتعاون بين الجانبين إلى مستوى جديد ومجالات أوسع تشمل الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والثقافة والرياضة والخدمات الاجتماعية، وارتفعت الحماسة للتعاون بينهما ويظهر مردود هذا التعاون واضحا. وإلى جانب ذلك، وقعت هونغ كونغ بموافقة الحكومة المركزية 63 اتفاقية ثنائية ومتعددة الأطراف مع دول ومناطق العالم. وإلى الثلاث الأول من فبراير هذا العام منحت 108 دول ومناطق الإعفاء من تأشيرة الدخول لحاملي جواز سفر منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة.

إن ما حققته هونغ كونغ خلال السنوات الخمس الماضية يجعلنا على ثقة من أن مستقبلا أفضل ينتظر هذه المنطقة وأنها قادرة على مواجهة العواصف والأنواء لتواصل مسيرة تقدمها.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top