((تاريخ
العلاقات الصينية العربية))
تأليف:
قوه ينغ ده
ترجمة: تشانغ جيا مين
(بقية الباب الثاني)الباب
الثاني
3-
التطور المستمر للعلاقات الودية بين الصين وبلاد العرب
في عهد أسرة سونغ(960-
1279) وعهد أسرة لياو (907- 1125 )الباب الثاني
أوشكت الاتصالات الصينية العربية على التوقف التام
نتيجة للاضطرابات السياسية داخل الصين في أواخر عهد تانغ
وعهد الأسر الخمس، وكذلك لأسباب أخرى، ولم تعد إلى مجرى
تطورها تدريجيا إلا مع ظهور أسرة سونغ.
اهتمام أسرة سونغ برسل العرب ووصول الشيخ (Wuxi Huluhua) (موسي مروح ؟) إلى الصين
في العام الرابع من فترة تشيان ده في عهد تاي تسو-
سونغ (966) أكثر الرهبان من زياراتهم إلى المناطق الغربية،
وحملوا معهم خطابات ودية من حكومة سونغ إلى الخليفة العباسي.
فلم تلبث الدولة العباسية أن بعثت رسولها إلى الصين في العام
الأول من فترة كاي باو (968). وقد أثبت الأستاذ تشن يوان
(1880- 1971) بإحصاءاته الخاصة أن الإمبراطورية العربية
أوفدت تسعا وثلاثين بعثة رسمية خلال 284 عاما، من العام
الثالث من فترة تيان تسان من أسرة لياو (924) إلى فترة كاي
شي من أسرة سونغ (1207) (1)، وكان بعض أعضاء هذه البعثات
يوفد من لدن (Kelifu) (أي الخليفة) و(Ami) (لعلها لفظة مختصرة من أمير
المؤمنين)، أما سواد أعضائها فكانوا أصحاب سفن أو "زوارا
أجانب" أي تجارا. وكانت الحكومة الصينية تعاملهم جميعا
معاملة حسنة، وتغدق عليهم الهدايا كما في عهد أسرة تانغ.
وفي العام الرابع (971) قدمت داشي منتجات محلية إلى البلاط
الصيني، "فمنح مبعوثها الخاص (Likemu)
لقب أمير سلاح ‘هواي هوا’ ووثيقة الاعتماد الإمبراطوري المكتوب
على ورق ملون مذهب من مادة الحرير"(2). وفي العام الخامس
من فترة شي نينغ من عهد شن تسونغ من أسرة سونغ (1072) صدر
مرسوم إمبراطوري يقول "إننا نعلن منح (Xinyatuoluo) سفير دولة ووشيون (Wuxun)
الذي وفد إلى الصين ليقدم الهدايا باسم دولته فرسا أبيض
مجهزا بسرج ولجام" (3). ولفظة "ووشيون" جاءت
ترجمة صوتية للفظة "Mezoen"، وهي صحار في عمان حاليا.
وذلك يدل على أن أسرة سونغ كانت تعامل حكومة داشي المركزية
والحكومات المحلية في أقاليم هذه الدولة معاملة ود وصداقة.
وقد ورد في المعلومات التاريخية أن الرسل الذين جاءوا لتقديم
الهدايا كانوا يحظون بحسن المعاملة من الموظفين الصينيين
في كل مكان وصلوا إليه. فكانت تقام لهم، على سبيل المثال،
حفلات غناء ورقص عند الاستقبال والتوديع، وتقام على شرفهم
الولائم، ويركبون الهوادج ويمتطون الخيول ويقابلون كبار
الموظفين في المناطق الإدارية(4).
وفي عهد أسرة سونغ كان عدد العرب الوافدين إلى
الصين كثيرا أيضا، ومعظمهم من التجار. وهناك من كان يأتي
لمجرد الزيارة. وقد جاء في التقرير الذي قدمه والى
كانتون إلى البلاد في العام الخامس من فترة دا تسونغ شيانغ
فو (1012) أن رجلا عربيا في المائة والثلاثين من عمره، يدعي
(Wuxihuluhua)
(موسي مروح؟)، ادعى أنه جاء الصين في سفينة لدولة قالون
(Quilon،
هي الميناء الكبير على الشاطئ الجنوبي الغربي لشبه جزيرة
الهند) رغبة في زيارتها، لأنه كان معجبا بهذا البلد العظيم.
وقد أبدى الإمبراطور الصيني اهتماما خاصا بهذا الضيف العربي
الذي أربت سنه على مائة عام، وأمر بمنحه رداء من القماش
المقصب وحزاما فضيا ومنسوجات حريرية وهدايا أخرى تعبيرا
عن رعايته وحسن معاملته له.
كانت الصين في عهد أسرة
سونغ تعتمد على الطريق البحري في معظم اتصالاتها بالعالم
الخارجي، ذلك لأن كلا من دولة لياو ودولة شيشيا حكمت مناطق
الشمال الغربي من الصين، ووقفت في وجه حركة المرور في ممر
خشي، الأمر الذي جعل التجار الوافدين من الأقطار العربية
المتعددة يحتشدون في المناطق الساحلية من جنوب الصين الشرقي،
حيث كانت لهم أحياء خاصة. ففي كانتون كان حي الأجانب يقع
في الشطر الغربي منها، ويدعي زقاق الأجانب، أو سوق الأجانب،
وكان له رئيس ينتخب من التجار الأجانب، ثم تقوم بتعيينه
الحكومة الصينية. وكان الجهاز الإداري في حيهم يسمى رئاسة
الأجانب. وكان حي الأجانب في الزيتون يقع على شاطئ نهر جين
في جنوبي المدينة ويسمى تشيواننان. ولم يكن هناك ذكر لحي
الأجانب في هانغتشو في عهد أسرة سونغ، ولكن من المحتمل جدا
أن الأرض الواقعة بين جسر جيانتشياو وزقاق وونجينفانغ في
عهد أسرة يوان كانت موقعا من مواقع الأجانب في عهد أسرة
سونغ أيضا. وكانت حكومة سونغ، شأنها شأن حكومة تانغ، تحترم
ديانات التجار الأجانب وتقاليدهم ولا تتدخل فيها. لذلك تمتع
العرب بحرية المعيشة في الصين، فكان زيهم يختلف عن زي الصينيين،
وكانوا يأكلون من المواشي التي يذبحونها بأنفسهم، ولا يأكلون
لحم الخنزير (5). وكانت لهم مساجد يؤدون فيها صلواتهم، ومقابر
خاصة لأمواتهم. وتزوج كثير منهم في الصين، واستقروا فيها
وتكاثروا. وكان أولئك العرب وغيرهم من الأجانب الذين أقاموا
في الصين جيلا بعد جيل يدعون "الأجانب الصيني الولادة"
أو "الأجانب من الجيل الخامس".
المصاهرة بين داشي ولياو
في النصف الأول من القرن العاشر بدأت بلاد العرب اتصالاتها
الودية بدولة لياو في شمال الصين. ففي العام الثالث من فترة
تيان تسان (924) من عهد تاي تسو مؤسس دولة لياو، بعثت داشي
رسلا محملين بالهدايا إلى لياو. وفي العام التاسع من فترة
كاي تاي في عهد شنغ تسونغ من أسرة لياو (1020) أوفد أحد
السلاطين العرب بعثة من رسله إلى لياو ليقدموا فيلة ومنتجات
محلية، ويطلبوا يد أميرة لولي عهده. وفي العام التالي أوفد
هذا السلطان بعثة ثانية ليكرر الطلب، فمنح الإمبراطور شنغ
تسونغ الفتاة كولو ابنة الأمير هوسلي لقب أميرة، وأرسلها
إلى بلاد هذا السلطان العربي ليتم زواجها من ذلك الأمير
العربي(6). وفي فترة الحملة التي شنتها دولة جين على لياو
كتب يليداشي سلطان دولة لياو إلى بيلكو سلطان هوي عام 1123
طالبا منه أن يسمح له بالتوجه إلى داشي عبر أراضيه (7).
ولعل غايته من هذه الرحلة هي طلب العون من داشي بعد المصاهرة
التي تمت بين الدولتين.
إن مصاهرة تلك الدولة العربية لدولة لياو في شمال الصين،
واتصالاتهما الودية مع أسرة سونغ في جنوب الصين، وزيارة
الشيخ العربي إلى الصين برغم مشقات السفر، وازدياد عدد التجارة
والرسل الوافدين من الأقطار العربية إلى الصين، كل هذه دلائل
على التطور الجديد التي شهدته التبادلات الصينية العربية
في عهدي سونغ ولياو.
((دليل ما وراء الجبال الجنوبية)) و((سجلات البلدان
الأجنبية)) ومؤلف الإدريسي في الجغرافيا
إن ((دليل ما وراء الجبال الجنوبية)) و((سجلات البلدان
الأجنبية)) كتابان جيدان يتناولان العادات والتقاليد والطبيعة
والإنتاج في الأقطار العربية وغيرها من الأقطار. قد صدر
كل منهما نتيجة للتطور العظيم الذي حققته أسرة سونغ في مجالي
الاتصالات البحرية والاتصالات الودية بين الصين والشعوب
المختلفة في الأقطار العربية والأقطار الأخرى. إن التعاملات
المكثفة بين الصين والأقطار العربية قد أسفرت عن التفاهم
المتبادل بينهما. وقد جاء في ((دليل ما وراء الجبال الجنوبية))
ذكر بأن داشي اسم جامع للأقطار المتعددة التي تقع بين بحر
داشي الشرقي وبحر داشي الغربي (8)، وأن (Baida)
(بغداد) هي عاصمة مشتركة للأقطار المختلفة في بلاد داشي،
وأن (Majia) (مكة المكرمة) هي مسقط رأس
(Maxiawu) (يقصد به النبي محمد)، وفيها
كعبة مربعة الشكل مغطاة بثوب مزركش، ويحج إليها سنويا أقوام
من مختلف البلدان (9). وورد في ((سجلات البلدان الأجنبية))
ذكر لـ(Wunman)
(عمان) بأنها بلد ينتج "العناب المعمر" (البلح)
بكثرة، واللؤلؤ على امتداد شواطئها، وأن (Bisiluo) (البصرة) بلد خاضع لحكم (Baida)، ويشتهر بتربية الإبل والغنم
و"العناب المعمر"، ويقبل عليه أهل (Wunman) كل عام ليبتاعوا هذا النوع
من "العناب" (10). وفي هذه الفترة التاريخية ازدادت
الصين معرفة بالأقطار العربية الواقعة في أفريقيا. وقد ورد
في ((دليل ما وراء الجبال الجنوبية)) أن " (Mulanpi) (المغرب) يقع غرب
بحر داشي الغربي، وأن السفينة العظيمة التي تمت صناعتها
في هذا البلد تتسع لألف راكب" (11). وورد في ((سجلات
البلدان الأجنبية)) أن "(Wusili) بلد خاضع لحكم (Baida)، وأن سكانه يطعمون الخبز واللحم
لا الأرز، وأرضه يعمها الجفاف، وأنه ينقسم إلى ست عشرة ولاية،
طول محيطها مسيرة أكثر من ستين يوما. إن نزل فيه المطر،
تشكلت سيول تجرف الزروع على عكس ما هو عندنا. وفيه نهر لا
يعرف منبعه، مياهه بالغة الصفاء والعذوبة، ويستمر في جريانه
كالمعتاد برغم أن أنهار البلدان الأخرى تغيض في سنوات القحط.
وتكثر هناك الحقول التي يحرثها الفلاحون عاما بعد عام. ومن
بين سكانه من يبلغ الثمانين من العمر دون أن يرى المطر ولو
مرة واحدة"(12). و(Wusili)
هذه لفظة جاءت ترجمة صوتية للفظة "Misr"
أي مصر. أما أنها بلد خاضع لحكم (Baida)
فلأن مصر كانت اسميا تتبع للخلافة العباسية في بغداد المسماة
في المصادر الصينية (Baida). أما النهر الذي ذكر في الكتاب
فهو النيل الذي تعتمد مصر عليه في الري اعتمادا كليا بسبب
الجفاف المستديم في هذا البلد. وقد ورد في ((سجلات البلدان
الأجنبية)) وصف دقيق لتبعية مصر لبغداد سياسيا، ولمناخها
ونفع النيل لزراعتها.
وفي الوقت نفسه عمق العرب كذلك معارفهم عن الصين. فقد
جاء في ((نزهة المشتاق في اجتياز الآفاق)) مؤلف الإدريسي
(1100- 1166 ) أن الصين كانت وقتذاك دولة مترامية الأطراف
كثيرة السكان، إمبراطورها يدعي "ابن السماء" ويتمتع
بهيبة وسلطة عظيمتين. وأنها كانت تشارك الهند في ديانة واحدة
باستثناء اختلافات طفيفة. ولها كثير من الموانئ الصالحة
بالقرب من مصبات الأنهار. فإن أردت الوصول إليها، فادخل
من مصب النهر واصعد فيه. وفي كل منها سكان كثيرون وحركة
تجارية قوية، وخانفو (Khanfu)
أكبرها، وهي المحطة النهائية للدول الغربية في حركاتها التجارية.
وورد فيه أيضا أن شمال الصين الغربي كان خاضعا لحكم قطرين
صغيرين أحدهما "تانغوت" (Tangut أرضه تماثل المنطقة الواقعة
في الجزء الشمالي من نينغشيا وقانسو والجزء الجنوبي الشرقي
من تشينغهاي في الوقت الحالي)، والثاني "تاغزغاز"
(Taghazghaz
أي هويخة إحدى القوميات الصينية القديمة)، وأن جنوب غربي
الصين هو أرض "تبوت" أي التبت (13).
4-
التطور الجديد للعلاقات الصينية العربية في عهد أسرة يوان
(1271-1368) الباب الثاني
انتشار المسلمين في أنحاء الصين في عهد أسرة يوان
نهض المنغوليون في شمال الصحراء المنغولية، وسرعان
ما احتلوا أراضي واسعة، كأنما هبت ريح عاتية وأسقطت كل الأوراق
اليابسة عن الأشجار، حتى أمست معظم الأقاليم في الصين وغربي
آسيا خاضعة للإمبراطورية المنغولية، ولم تعد هناك حدود دولية
تفصل فيما بينها. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل حققوا
تقدما عظيما في المواصلات البحرية، وأقاموا مع البلدان العربية
اتصالات أوثق من ذي قبل.
وفي عهد أسرة يوان وفد إلى الصين كثير من المسلمين
من بلاد العرب والبلدان الأخرى، وأقاموا فيها دون قيود،
مما أدى إلى "انتشار المسلمين في أنحاء الصين في ذلك
العهد"، بحيث استقر في البلاد من العرب عدد غير قليل،
سواء في الشمال أو الجنوب أو الموانئ الساحلية أو المدن
الداخلية. وكان منهم التجار والجنود والصناع والاختصاصيون
والعلماء وكبار الشخصيات. وكان مما يميزهم عن العرب الوافدين
إلى الصين في عهدي تانغ وسونغ، ويدل على قيام علاقات أوثق
بين الصين وبلاد العرب، أنهم كانوا كثيري العدد، وينتسبون
إلى أوساط واسعة، ويتوزعون في أنحاء الصين، ويقيمون فيها
مدي الحياة غالبا، حتى إنهم صاروا تدريجيا يعتبرون أنفسهم
من الصينيين.
وبينما كان المنغوليون يفتحون المناطق الواسعة غرب
"الجبال الخضراء" (المناطق الواقعة بين هضبة البامير
وجبال كونلون وكالاكونلون من جهة وبين البحر الأسود من جهة
أخرى)، هجر عدد كبير من سكان آسيا الوسطى ومن الفرس والعرب
إلى الصين، ومن ثم ألحق الجنود منهم بالخيالة الطليعية الحمراء-
الوحدة العسكرية والزراعية المكونة من أبناء القبائل المنغولية
أساسا- ليقاتلوا إلى جنبهم، ثم انخرطوا في الحياة الاجتماعية
بصفة رعايا، إذ سرحوا لإحياء الأرض الموات أو بقوا يعيشون
حياة الجنود والمزارعين في آن واحد بحيث صاروا أسرا داخل
الجيش. وقد أقامت الدفعة الأولى منهم في أحياء خاصة بها،
بينما اختلطت الدفعة الثانية منهم بأبناء القوميات الأخرى،
فأصبحت تلك الأحياء الخاصة بهم الصور الأولية لقرى أبناء
هوي المسلمين فيما بعد. وكان معظم الجنود المسرحين من الخيالة
الطليعية الذين كلفوا بإحياء الأرض الموات موزعين في شمال
الصين الغربي وجنوبها الغربي وأواسطها وجنوب نهر اليانغتسي،
حيث تزوجوا ببنات قومية هان وأنجبوا مشكلين بذلك جذرا هاما
من جذور قومية هوي في بلاد الصين (14).
ملاحظات:
(1)
تشن
يوان: ((لمحة عن تاريخ دخول الإسلام إلى الصين)) ضمن ملاحق
((مخطوطات تاريخ الإسلام في الصين)) للأستاذ باي شو يي،
دار الشعب بنينغشيا عام 1982.
(2)
((تاريخ أسرة سونغ- سجل
داشي)).
(3)
مادة 92 من باب البلدان
الأجنبية 4 في ((مهمات أسرة سونغ)).
(4)
مادة 10 من باب الوظائف
44 في ((مهمات أسرة سونغ)).
(5)
تشو يو: ((أحاديث من
بينغتشو)) جـ 2 .
(6)
((تاريخ لياو- سيرة شنغ
تسونغ)).
(7)
((تاريخ
لياو- سيرة تيان تسوه)).
(8)
بحر داشي الشرقي يقصد
به المياه الواقعة بين الهند وجزيرة العرب، وبحر داشي الغربي
يقصد به البحر الأبيض المتوسط.
(9)
((دليل ما وراء الجبال
الجنوبية))، جـ 2: مادة ((بلدان ما وراء البحار))، جـ 3:
مادة ((الأقطار من بلاد داشي)).
(10)
تشاو رو كوه: المواد
المعنية في ((سجلات البلدان الأجنبية)).
(11)
مادة ((بلدان ما وراء
البحار)) من ((دليل ما وراء الجبال الجنوبية)) جـ 2، ومادة
((سفينة مولان)) من نفس الكتاب جـ 6.
(12)
مادة
((قطر ووسلي)) من ((سجلات البلدان الأجنبية)) جـ 1.
(13)
راجع
((مجموعة مصادر تاريخ العلاقات بين الصين والمناطق الغربية))،
الطبعة القديمة جـ 3 ص 168- 173 ، ((المواصلات بين الصين
وبلاد العرب في العصور القديمة)).
(14)
((موجز تاريخ قومية هوي))،
دار الشعب بنينغشيا عام 1978، ص 5-7.
(البقية في العدد
القادم)