الشهر الأثير

لشهر أكتوبر مكانة خاصة لدى كل صيني، ففي غُرة هذا الشهر من عام 1949 أعلن الزعيم الصيني الراحل  ماو تسي تونغ تأسيس جمهورية الصين الشعبية؛ لتُطوى صفحة مؤلمة من تاريخ الصين، ذاق خلالها هذا الشعب ألوانا شتى من الذل والاستعباد، في ظل حكم أسر إقطاعية تتابعت عليه ثم حرب أهلية ضروس حاول خلالها أعداء الصين أن تبقى هذه الأمة أسيرة الجهل والظلم والاستبداد. الأثير لديه،      

لقد استطاع الحزب الشيوعي الصيني أن يعبر بهذه الأمة إلى شاطئ الأمان. واليوم وبعد مضي أربعة وخمسين عاما على إقامة الصين الجديدة أضحت الصين نموذجا في التنمية الاقتصادية والسياسية، ليس فقط لدول العالم الثالث بل لكافة الدول. وإذا كانت التجربة الاقتصادية الصينية هي أكثر ما يلفت الانتباه فإن تجربة التحول الديمقراطي في الصين باتت الأخرى محور اهتمام الباحثين والدارسين، فما حققته الصين في التحول إلى دولة للقانون والمؤسسات لا يقل أهمية معدلات التنمية الاقتصادية العالية، بل إن هذه المعدلات، التي تثير دهشة وعجب العالم، ما كان لها أن تتحقق بدون أجواء من السلم الاجتماعي والاستقرار الداخلي في سياج من العلاقات الديمقراطية. هذه التجربة الديمقراطية كانت موضوعا لرسالة ماجستير نُوقشت بجامعة القاهرة، وننشر في هذا العدد عرضا لها، شهادة من باحث محايد على الخطوات التي قطعتها الصين في تحولها الديمقراطي واستشرافا لمستقبل تجربتها الديمقراطية. الأثير لديه،      

لقد ارتبط شهر أكتوبر في الصين بالإنجازات، ففي كل عام تُفتتح العديد من المشروعات العملاقة التي ينجزها الشعب الصيني في ظل قيادة الحزب والحكومة، تخليدا لذكرى هذا الشهر العظيم، وتكون الإنجازات في كل عام أروع من سابقه، ويتساءلون خارج الصين .. "الصينيون لماذا يتقدمون؟" وهو التساؤل الذي نحاول الإجابة عنه في أحد مقالاتنا بهذا العدد أيضا. الأثير لديه،      

إن التغيرات التي شهدتها الصين في السنوات الأربع والخمسين المنصرمة لم تشهدها دولة أخرى في العالم، وهي تغيرات تصب جميعها في مصلحة المواطن العادي، ويكفي أن نشير هنا إلى أن الصين استطاعت أن تقلل عد الذين يعيشون تحت خط الفقر بها من ربع مليار نسمة عام 1978 إلى ثلاثين مليونا فقط في عام 2000 وتخطط للهبوط بهذا الرقم إلى الصفر  في عام 2010. والصين التي كان عدد السيارات بها عند تأسيسها لا يُذكر باتت رابع أكبر دولة تنتج السيارات في العالم، بل إن مسيرة تطور إنتاج السيارات بالصين، والتي نرويها في هذا العدد، شاهد آخر على مستوى التطور الذي يتحقق في هذا البلد. الأثير لديه،      

إن كل مؤشر يلوذ إليه الباحث يؤكد أن الطريق الذي اختاره الحزب الشيوعي الصيني لتنمية الصين هو الطريق الصائب، لأنه طريق مدروس هدفه الإنسان الصيني، ولعل الدعوات الشائعة حاليا برفع قيمة العملة الصينية، على سبيل المثال، ورفض الحكومة الصينية الاستجابة لها، والمنهج التدريجي الذي تتبناه في فتح سوق المال بها لخير دليل على أن القيادة الصينية تقرأ بوعي تجارب الدول الأخرى ولا تنساق إلى مزالق تؤثر بالضرورة على مجمل تنميتها الاقتصادية. الأثير لديه،      

إن الشعب الصيني يتذكر، بكل فخر، شهر أكتوبر الأثير لديه، عاقدا العزم أن يكون كل أكتوبر إضافة جديدة ناصعة لتاريخ الأمة الصينية. الأثير لديه،