سفير جامعة الدول العربية في الصين محمد فؤاد سري، تحدث إلينا بشكل مستفيض عن كافة جوانب العلاقات الصينية العربية، وقد خص "الصين اليوم" بالكشف عن أن الأيام القليلة القادمة ستشهد إعلان المنتدى الصيني العربي، في خطوة تضيف معلما جديدا إلى سجل العلاقات الصينية العربية. كافة المجالات

في لقائنا الشامل مع السفير سري، كان لنا هذا الحوار.. كافة المجالات

الصين اليوم: سعادة السفير، بعد هذه الشهور التي قضيتموها في الصين، كيف ترون هذا البلد وشعبه كمواطن عربي وكممثل لجامعة الدول العربية؟ كافة المجالات

السفير: كمواطن عربي وكممثل لجامعة الدول العربية في الصين لا أشعر أنني غريب في هذا البلد، فمنذ الوهلة الأولى لوصولي بكين أدركت أن ما يربطنا كعرب بإخواننا الصينيين ليس مجرد علاقات سياسية واقتصادية وثيقة وإنما أشياء أخرى ربما لا أستطيع أن أجد المصطلحات التي تؤدي معناها بدقة، ربما هي وشائج نفسية تاريخية جغرافية فلسفية، ولا شك أن الصين لها رصيد كبير في الذاكرة العربية ولعله من نافلة القول أن أذكّر بالقول العربي المأثور "اطلبوا العلم ولو في الصين" الذي يؤكد أن هذا البلد محفور في الذاكرة العربية منذ قديم الزمان.  لم يدهشني أن أرى هذه الانجازات التي يحققها الشعب الصيني لأن شعبا بهذه الجدية وتلك القيم الرفيعة قادر على أن يتقدم ويواصل التقدم مع التمسك بجذوره الحضارية، وهذا يجعلني أقول إن أكثر ما يربط الشعبين العربي والصيني هو انتمائهما لحضارتين عريقتين ربما لا يتوفر لشعب آخر مثل هذا الرصيد الحضاري. كافة المجالات

إن ما يبعث على الإعجاب أكثر في الصين أنك كلما أمضيت فيها وقتا أطول تكشّفت أمامك حقائق ناصعة لهذا الشعب، حقائق ما كان يمكن أن تدركها وأنت بعيد عن الصين؛ مهما قرأت ومهما شاهدت، ومن هنا فإنني أعتبر وجودي في الصين فرصة نادرة، فالصين ليست ككل البلاد والصينيون ليسوا ككل الشعوب. كافة المجالات

الصين اليوم: ما هو تقييمكم للعلاقات الصينية-العربية  في الوقت الراهن على ضوء التغيرات التي تشهدها الساحة الدولية، والتطورات المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط؟ كافة المجالات

السفير: لا يمكن لأحد أن ينكر أن العالم شهد وما زال يشهد تغيرات كبيرة. والحقيقة أن هذه التغيرات تطال كافة الدول، ومنها الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، وحيث أن الدول العربية والصين يتبنيان توجهات تكاد تكون متشابهة في كافة القضايا الدولية فإن توثيق وتنسيق علاقاتهما ضرورة تفرضها مصالح الطرفين، وإذا أضفنا إلى هذا الخلفية الراسخة لهذه العلاقات، سواء في الماضي أو في الحاضر، فإن لدينا، عربا وصينيين، الأسباب الكافية لتعزيز العلاقات العربية- الصينية ودفعها إلى الأمام. كافة المجالات

ولعلي أشير هنا إلى أن افتتاح معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى مع سفير الصين السابق بالقاهرة ليو شياو مينغ لقاعة الصداقة العربية الصينية بمقر الجامعة بالقاهرة، يضيف معلما آخر إلى سجل الصداقة العربية الصينية، فالقاعة بزخارفها وأثاثها وعبقها الصيني تتربع في قلب مقر الأمانة العامة للجامعة شاهدا على عمق الروابط العربية- الصينية والاهتمام الذي يوليه كل طرف للطرف الآخر. ونأمل أن نستطيع قريبا افتتاح قاعة عربية في مقر وزارة الخارجية الصينية لتكون هي الأخرى لبنة جديدة في صرح العلاقات بين العرب الصينيين. كافة المجالات

ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أؤكد على أن جامعة الدول العربية تقدر عاليا مواقف الصين المؤيدة للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فالدعم الصيني المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني في نضاله العادل لاستعادة حقوقه المشروعة لا يتوقف، وجهود الصين من أجل التوصل لتسوية سلمية لمشكلة الشرق الأوسط لا تتوقف، والكل يعلم أن الصين لها حاليا مبعوث خاص للشرق الأوسط هو الدبلوماسي المخضرم السفير وانغ شي جيه. الدول العربية من جانبها تقف موقفا مؤيدا للصين في قضاياها، وبخاصة في قضية تايوان، فجميع الدول العربية تؤكد على أن هناك دولة واحدة للصين هي جمهورية الصين الشعبية وكذلك تؤيد وجهة نظر الصين فيما يتعلق بحقوق الإنسان وضرورة إقامة نظام سياسي واقتصادي دولي عادل ومنصف. إن التنسيق بين الدول العربية والصين في المحافل الدولية نموذج طيب للعلاقات بين دول العالم الثالث بل وبين كافة الدول. كافة المجالات

الصين اليوم: ما هو الدور الذي تلعبه بعثة الجامعة في الصين، وكيف يتفق هذا الدور أو يختلف مع الدور الذي تقوم بع السفارات العربية؟ كافة المجالات

بعثة جامعة الدول العربية في الصين هي بيت العرب جميعا، فهي صوت العرب الجماعي والمعبر عن المصالح المشتركة للدول العربية والبعثة تعمل في تعاون تام و كامل مع كافة السفارات العربية في بكين من أجل خدمة أهداف و مصالح الدول العربية وليس هناك اختلاف بين بعثة الجامعة والسفارات العربية فيما يتعلق بالمصالح المشتركة والأهداف الجماعية، فالبعثة بالتنسيق مع مجلس السفراء العرب في بكين تقوم ببحث ومناقشة كافة جوانب العلاقات العربية الصينية و تنظيم النشاطات العربية المشتركة من خلال اللجان الفرعية لمجلس السفراء العرب الذي ينعقد في مقر بعثة الجامعة. كافة المجالات

وتصدر البعثة مجلة دورية باللغتين العربية والصينية هي مجلة "بيت العرب" التي أصبحت مادة تدريس في عدد من الجامعات والمعاهد و المدارس الصينية، وهي مجلة جامعة تلقى الضوء على القضايا والثقافة العربية وتتابع تطورات العلاقات العربية الصينية. كافة المجالات

وتتعاون البعثة مع العديد من الهيئات والمنظمات الثقافية والاقتصادية والفنية في الصين من أجل تنسيق التعاون العربي الصيني. كافة المجالات

الصين اليوم: هناك شكوى، صينية وعربية، من أن حجم التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين لا يتناسب مع حجم علاقاتهما السياسية. ما تعليقكم؟ كافة المجالات

بداية لا بد أن نشير إلى أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول العربية والصينية حقق تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة، وجامعة الدول العربية تعي جيدا أنه برغم هذا مازال حجم هذا التعاون أقل من أن يرضى طموحاتنا ومن هنا فإن جامعة الدول العربية تعمل جاهدة من أجل زيادة وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي العربي الصيني من خلال إقامة ندوات ولقاءات حول الاستثمار والتجارة. وقد وصل حجم التبادل التجاري العربي- الصيني في عام 2002 إلى نحو 20 مليار دولار أمريكي، وهو رقم يزيد كثيرا عن الرقم قبل خمس سنوات. كافة المجالات

وأشير هنا إلى أن المجلس الاقتصادي العربي أصدر في فبراير 1999 قراره رقم 1278 والذي يدعو الدول العربية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين، كما أشير هنا إلى العديد من الفعاليات الاقتصادية المشتركة حيث تكونت مجالس أعمال مشتركة بين كل من مصر والسعودية والصين، وزار الصين خلال الفترة السابقة العديد من الوفود التجارية العربية. و لكننا مازلنا نأمل في زيادة حجم التعاون الاقتصادي و نتوقع أن يزيد هذا الحجم ويتنوع ويتشعب لما يربط الجانبين العربي الصيني من علاقات وثيقة و تقارب ثقافي و فكري. كافة المجالات

الصين اليوم: سعادة السفير، إلى أين وصل مشروع المنتدى الصيني العربي المقترح، وهل نأمل أن يرى المشروع النور قريبا؟ كافة المجالات

الحقيقة أن ما يربط الدول العربية والصين كثير ولا شك أن شبكة المصالح العربية – الصينية قد تنامت و تشعبت وهذا ما دفع جامعة الدول العربية إلى التفكير في إنشاء إطار مؤسسي للتعاون بين الجانبين يتم من خلاله مناقشة كافة جوانب هذا المصالح المشتركة وكيفية بلورتها و دفعها وقد أصدر مجلس جامعة الدول العربية في مارس عام 2000 قرارا بإنشاء منتدى عربي صيني يكون ساحة و آلية عربية صينية لتلاقح الأفكار وتبادل الرؤى بما يسهم في مزيد من تنسيق السياسات العربية الصينية ويشكل إطارا يحمى مصالح الجانبين في كافة المجالات ويكون أيضا منصة للتعاون و التبادل بين المفكرين العرب والصينيين. كافة المجالات

وقد تم عرض المقترح العربي على الجانب الصيني الذي أبدى ترحيبا كبيرا به وقام بدراسته وقد مؤخرا تصورا شاملا للمنتدى وقد تلقينا هذا التصور الذي يتفق في كافة الجوانب تقريبا مع المقترح العربي، وهنا  أخص مجلة "الصين اليوم" بالكشف عن أنه يجرى حاليا وضع اللمسات النهائية لمشروع المنتدى وتوقعوا قريبا الإعلان عن قيام المنتدى العربي الصيني. كافة المجالات

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top