- الندوة الثانية للبحث الإسلامي بمقاطعة قوانغدونغ  -

عبد الله محمد وانغ ون جيه إمام في الجمعية الإسلامية بقوانغدونغ

أوائل الشتاء هي موسم البرد الشديد في معظم المناطق الشمالية، وهي أوان ذبول الأزهار، ولكنه وقت رائع عندنا، ولاسيما مدينة تشوهاي المنفتحة اقتصاديا. تقع هذه المدينة على شاطئ البحر، وهي مفعمة بالحيوية والنشاط والازدهار. وتظهر مدينة جميلة وقوية وغنية. إنها قريبة من ماكاو، وقد تطورت بفضل سياسة الإصلاح والانفتاح، وحصلت على نتائج جيدة في مختلف النواحي، وأسهمت إسهاما كبيرا في خدمة القضايا الوطنية. وفي الوقت نفسه تنهض القضية الإسلامية في تشوهاي تبعا لتطور مختلف القضايا الأخرى.

بمدينة تشوهاي حاليا 1000 مسلم وثلاثة مطاعم إسلامية. ويقال إن المسلمين هناك يجتهدون في تأسيس جمعية إسلامية وبناء مسجد. والواقع أن الدوائر الحكومية هناك تساعد على إنجاز هذا الأمر، فنرجو من الله أن يتحقق هذا قريبا. وفي مثل هذا الوضع الجيد عقدت الجمعية الإسلامية بمقاطعة قوانغدونغ الندوة الثانية للبحث الإسلامي وإحياء لذكرى مرور 1350 سنة على دخول الإسلام إلى الصين عام 651م. وقد اختارت الجمعية مكان انعقاد هذه الدورة في فندق جينيي في تشوهاي تحت رعاية ودعم لجنة الشؤون القومية والدينية بمقاطعة قوانغدونغ.. هذا وكانت الندوة الأولى قد انعقدت في شنتشن في نوفمبر 2000م. لقد لخصت هذه الندوة المسيرة المجيدة للإسلام في الصين منذ 1350 سنة، وأرست أساسا متينا لدفع البحث الإسلامي في قوانغدونغ ولقضية تشوهاي الإسلامية. بلغ عدد المشاركين في الندوة 60 فردا من بينهم علماء ومؤرخون ورجال دين. أما الأبحاث التي ألقيت في هذه الندوة فقد وصل عددها إلى 27 بحثا. وقد ركزت هذه الأبحاث على ضرورة تلاؤم الإسلام مع المجتمع الصيني. وعلى أثر الأخلاق الإسلامية في إدارة الدولة بالقانون والأخلاق في الصين وعلى دمج الأخلاق الإسلامية بحضارة الروح الصينية الخ. لقد اشترك السيد ليو شو شيانغ نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية في هذه الندوة، ولقي بحثه "الفرصة والتحدي أمام المسلمين الصينيين في القرن الواحد والعشرين" تقديرا خاصا.. حيث استعرض فيه مسيرة الإسلام المجيدة في الصين وإسهامات المسلمين الصينيين في خدمة المجتمع الصيني عبر مختلف العصور منذ دخول الإسلام إلى الصين في عهد أسرة تانغ. وقال إن الصين ستنضم إلى منظمة التجارة العالمية في 10 نوفمبر 2001، وأنها حققت استراتيجية انفتاح المناطق الصينية الغربية، وهذا يتيح فرصا طيبة أمام المسلمين الصينيين. وقال إنه على المسلمين الصينيين مواكبة خطوات التطور العصرية، لأن التخلف ضد روح الإسلام. قال الله تعالي "كنتم خير أمة أخرجت للناس" ولا يمكن أن يظهر معنى "خير أمة" إلا المستوى العالي الثقافي. وقد أسهم المسلمون الصينيون إسهاما بارزا في خدمة العلم والاقتصاد والسياسة منذ القرون الوسطى في عهد أسرة يوان (1271-1368)، فظهر 17 رئيسا مسلما للوزراء من بين 50 رئيسا، و32 وزيرا مسلما بالإضافة إلى كثير من العلماء المشهورين، مثل جمال الدين عالم الفلك ويحيى الدين عالم الهندسة وغيرهما. الحقيقة أن المسلمين الصينيين اليوم قد ابتعدوا كثيرا عن صفة "خير أمة". وأكد أن العمل الديني والدراسات الدينية لهما ارتباطهما الوثيق بمبادئ وحدة الوطن ووحدة الأمة وحماية القانون واستقرار المجتمع. كان لكلام السيد ليو التأثير الشديد في الحضور، فقد شجعهم على التكلم بكل حيوية حول كيفية تحسين قضية قوانغدونغ الإسلامية والتناسبية الجيدة بين الإسلام والمجتمع الصيني الحالي.

كان جو المناقشة مفعما بالحماسة، واتفق المشاركون على تعزيز الدراسات الإسلامية وتطوير قضية السياحة الإسلامية، وإعادة تحقيق الصورة الباهرة الماضية للإسلام والمسلمين في الصين.. هذا وقد نظمت جمعية قوانغدونغ الإسلامية المشاركين في زيارة لحديقة يوانمينغيوان الجديدة المشهورة في تشوهاي لتوسيع مجال رؤيتهم وانشراح صدورهم.

استمرت الندوة ثلاثة أيام، وهذا وقت قصير بالقياس إلى مهام الندوة، ولكنها حصلت على نتائج جيدة. وكان صدى هذه الندوة مؤثرا بين جماهير المسلمين. وقد حظيت باهتمام حكومة تشوهاي، فاشترك فيها السيد يان جينهوا نائب رئيس مؤتمر تشوهاي الاستشاري السياسي ومدير قسم الجبهة المتحدة لحكومة تشوهاي وكوادر مصلحة تشوهاي للشؤون الدينية.

لقد تركت هذه الندوة انطباعا جميلا، وأفكارا جيدة في أذهان جميع المشاركين. وطلبت من كل مسلم أن يجتهد في محاربة روح العزلة والتكتم لأنها ضد الإسلام، وأ ن يتقدم مواكبا العصر، وأن يتمسك بالتضامن والكفاح ووراثة الماضي وشق طريق المستقبل وإظهار صورة الإسلام المشرقة ليتوافق هذا مع التطور الجيد بين المجتمع الإسلامي ومجتمع الصين الحالي.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top