العدد 2 فبراير(شباط) 2002
 

إقامة جمعية الصداقة الصينية العربية

رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية تيمور داواماتي يلقي كلمة في حفل الاستقبال بمناسبة إقامة الجمعية.

أقيمت جمعية الصداقة الصينية العربية رسميا يوم 21 ديسمبر 2001 في مدينة بكين نتيجة للجهود التي بذلتها الشخصيات الصديقة من مختلف الأوساط الصينية والعربية، الأمر الذي يعتبر حدثا هاما في تاريخ التبادلات الشعبية بين الصين والعالم العربي.

هدف الجمعية هو تعميق التعارف والصداقة بين الشعب الصيني والشعوب العربية وتوسيع مجالات التعاون الدولي وصيانة السلم العالمي.

انتخبت الدورة الأولى لأعضاء مجلس إدارتها تيمور داواماتي نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني رئيسا للجمعية. قال تيمور داواماتي عن هدف الجمعية في هذه الدورة إننا نتطلع، عبر أعمالنا وجهودنا، إلى تنشيط التبادل والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتربوية على مستوى الدولة ومستوى السلطات المحلية بين الجانبين وتعزيز التفاهم والثقة المتبادلين بين الشعب الصيني والشعوب العربية باستمرار مما يساهم مساهمة إيجابية في إقامة العلاقات الودية المواجهة للقرن الحادي والعشرين بين الجانبين.

نائب رئيس مجلس الدولة تشيان تشي تشن مع رئيس مجلس السفراء العرب أمين المكتب الشعبي الليبي لدى بكين مفتاح ماضي في حفل الاستقبال

هذا وقد حضر تشيان تشي تشن نائب رئيس مجلس الدولة حفل الاستقبال بمناسبة إقامة الجمعية نيابة عن الحكومة الصينية، مما يدل على اهتمام حكومة الصين الخاص والبالغ  بالعلاقات الصينية العربية والصداقة بين الشعبين الصيني والعربي، وألقى كلمة هامة قال فيها:

"يطيب لي بهذه المناسبة أن أعرب نيابة عن الحكومة الصينية عن التهاني الحارة  بإقامة جمعية الصداقة الصينية العربية، وأنا على ثقة بأن إقامة هذه الجمعية سيقدم بالتأكيد إسهاما إيجابيا في زيادة الفهم المتبادل وتعزيز عرى الصداقة بين الشعبين الصيني والعربي، وكذلك في دعمها للتواصل والتعاون بين الجانبين على المستوى الشعبي. و ستقدم الحكومة الصينية من جانبها دعما قويا لأعمال جمعية الصداقة الصينية العربية، وأتمنى للجمعية أن تحقق إنجازات باهرة في دعم قضية الصداقة الشعبية الصينية العربية."

وبعد أن استعرض تاريخ العلاقات الودية الصينية العريقة الحافل استطرد قائلا: " وفي التاريخ الحديث، كانت الصين والدول العربية تتبادلان التعاطف والتأييد في نضالاتهما لمقاومة الحكم الاستعماري وكسب الاستقلال الوطني مما يبلور صداقة عميقة بينهما. أما اليوم، فتزداد عرى التعاون بيننا توثيقا إذ كلنا نواجه مهمة مشتركة لتحقيق السلام والتنمية. لقد ظلت الصين تساند بثبات لا يتزعزع الشعوب العربية في قضاياها العادلة وتدعم على الدوام عملية السلام في الشرق الأوسط وتؤيد الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة. كما تؤيد جهود الدول العربية الرامية إلى تعزيز التضامن والتعاون بهدف حماية مصالحها وصيانة السلام والاستقرار في المنطقة. ومن جانبها، قابلتنا الدول العربية الصديقة أيضا بالدعم الثمين على مدى السنوات الطويلة حيث لا يمكن أن ننسى التأييد القوي الذي قدمته الدول العربية للصين في نضالها لاستعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة وكذلك في قضية تايوان وقضية حقوق الإنسان. فخلاصة القول إن العلاقات الصينية العربية صمدت أمام تغيرات الأوضاع الدولية وتداعياتها، واستطاع الجانبان إقامة علاقات صداقة وتعاون على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي تتميز بالإخلاص والاستقرار وتبادل المنافع.

كافة أعضاء مجلس إدارة جمعية الصداقة الصينية العربية

إن الحكومة الصينية تهتم اهتماما بالغا بتطوير علاقاتها مع الدول العربية. وفي السنوات الأخيرة، دخلت علاقات الصداقة والتعاون الصينية العربية إلى مرحلة جديدة. إذ قام الرئيس جيانغ تسه مين بثلاث زيارات للدول العربية. وكان خلال زيارته لمقر جامعة الدول العربية في عام 1996 قد كتب بخط يده شعار "الخلود للصداقة الصينية العربية إلى الأبد". كما قام في السنوات الأخيرة السيد لي بنغ رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والسيد لي روي هوان رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني والسيد هو جين تاو نائب رئيس الدولة بجولات عربية كل على حدة. أما أنا شخصيا فزرت 18 دولة عربية عندما كنت وزيرا للخارجية. وبالضبط في هذا الوقت الذي نحتفل فيه بإنشاء جمعية الصداقة الصينية العربية، يتواجد وزير الخارجية تانغ جيا شيوان في الشرق الأوسط في زيارة عدة دول عربية، كل ذلك يدل على أن الاستمرار في توطيد وتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع الدول العربية هو مبدأ ثابت تتمسك به الدبلوماسية الصينية على المدى الطويل. فأنا هنا أجدد التأكيد على ما طرحته خلال زيارتي لمقر جامعة  الدول العربية عام 1997 من الاقتراح ذي  النقاط الأربع حول كيفية تطوير علاقات التعاون الصينية العربية الدائمة الاستقرار والموجهة نحو القرن الـ21، ألا وهي الاحترام المتبادل والتعامل على قدم المساواة والإبقاء على الحوار والتعاون وتعزيز التعاون المتبادل المنفعة والعمل على التنمية المشتركة وتبادل التأييد في الشؤون الدولية.

إننا نلاحظ بارتياح أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية قد قطع أشواطا متقدمة تحت دفع العلاقات السياسية الممتازة حيث تتوسع باستمرار مجالات التعاون وتتنوع أشكاله مع مرور الأيام. وتحتفظ التجارة الصينية العربية بزخم متصاعد في هذه السنة على أساس النمو الكبير الذي حققته في السنة الماضية. وفي ظل الأوضاع التي تشهد تطورا مستمرا للعولمة الاقتصادية واحتداما متزايدا للمنافسة الدولية، تحرص الصين على زيادة تعزيز التعاون مع الدول العربية في مجالات الطاقة والاستثمار المتبادل ونقل التكنولوجيا وغيرها من المجالات التي توجد فيها إمكانية قوية للتكامل بين الجانبين بالإضافة إلى بذل الجهود لاستكشاف طرق وأساليب فعالة أخرى للتعاون حتى نتمكن من تفعيل كافة الإمكانيات للتعاون بيننا. إنني على ثقة بأن التعاون الاقتصادي بين الصين والدول العربية سيشهد آفاقا ارحب في المستقبل وفي ظل نجاح الصين في الحصول على حق استضافة الألعاب الأولمبية لعام 2008 وانضمامها إلى منظمة التجارة العالمية.

لقد طرأت على الأوضاع الدولية تغيرات هامة . إن أحداث 11 سبتمبر وعمليات الحرب في أفغانستان تبين بجلاء أكثر أن طريق السلم والتنمية للبشرية ما زال طويلا وشاقا. غير أنني على قناعة بأن السعي إلى السلم والتنمية لا يزال رغبة مشتركة لجميع شعوب العالم، والاتجاه العام لتعدد الأقطاب والعولمة الاقتصادية لا يمكن أن يتغير. إن تبادل التفاهم والثقة يشكل أساسا للحفاظ على علاقات الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية على المدى البعيد والتضامن في السراء والضراء والمشاركة في المصير الواحد يمثلان نواة الصداقة الصينية العربية. إننا نسجل هنا امتناننا العميق لما تقفه  الدول العربية تجاه الصين من موقف التفهم والثقة. فإنني أود أن أؤكد من جديد على أن الحكومة الصينية ستواصل العمل على تعزيز التنسيق والتعاون مع الدول العربية وتعزيز التضامن بين الشعب الصيني والشعوب العربية وأتمنى من صميم قلبي أن يحقق التعاون الصيني العربي تطورات جديدة ومتواصلة في القرن الجديد.

 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.