ملف العدد < الرئيسية

الحزام والطريق: صفحة جديدة للإصلاح والانفتاح في العصر الجديد

: مشاركة
2018-10-15 16:26:00 الصين اليوم:Source شيا يي بو:Author

طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ، في السابع من سبتمبر عام 2013، في خطاب له في جامعة نزارباييف بكازاخستان، فكرة بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير". كما اقترح الرئيس شي في خطاب ألقاه، في الثالث من أكتوبر 2013، خلال زيارته لإندونيسيا، أن تعزز الصين ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) التعاون البحري وبناء طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين. هذان المقترحان يشكلان مبادرة "الحزام والطريق". التبادل والترابط هما تيار تطور المجتمع البشري، كما أن الازدهار المشترك أمنية مشتركة لشعوب العالم. مبادرة "الحزام والطريق" تتفق مع تيار التطور الدولي، وطرحت على أساس الاهتمام بمستقبل الشعب الصيني ومستقبل البشرية وترسم مستقبلا يتم فيه تحقيق الازدهار المشترك والتبادل الثقافي والتفاهم بين الشعوب في العالم، وتقدم خطة صينية للعالم، كما تعتبر إجراء هاما لتوسيع الإصلاح والانفتاح في الصين.

جاء في التقرير المقدم للمؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني: "الانفتاح يدفع التقدم، في حين أن الانغلاق يؤدي إلى التخلف. باب الصين المفتوح لن يغلق وسيفتح أوسع فأوسع." بناء "الحزام والطريق" نقطة هامة في هذا العصر الجديد للمثابرة على الإصلاح والانفتاح في الصين، وهو يجسد اهتمام الصين بكل من إستراتيجية "جذب مزيد من الاستثمار الأجنبي" وإستراتيجية "الذهاب إلى خارج الصين لدراسة التكنولوجيا الحديثة"، ويعكس مبادئ "التشارك في التشاور والبناء والمنفعة."

تجسد مبادرة "الحزام والطريق" روح طريق الحرير المتمثلة في "السلام والتعاون، والانفتاح والتسامح، والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة، والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك"، كما أنها تعمل على بناء "عالم نظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والازدهار المشترك ".

طرحت الصين مبادرة "الحزام والطريق" في ظل تعددية الأطراف العالمية والعولمة الاقتصادية والمعلوماتية وتسعى إلى دفع توجه السوق للعوامل الاقتصادية والترتيب الفعال للموارد والإصلاح العميق للسوق، الأمر الذي يدفع تعميق الإصلاح والانفتاح في الصين وتحويل الفرص الصينية إلى الفرص العالمية. وقد قال الرئيس شي جين بينغ، إن طريق الحرير القديم ليس طريقا تجاريا فحسب، وإنما أيضا طريق للصداقة. يرجع تاريخ طريق الحرير القديم الصيني إلى زمن بعيد ويحمل تاريخ التبادل بين الصين والدول الأخرى والصداقة بينها، ومع دخول العصر الجديد، يجسد "طريق الحرير" ثقة الصين وعزمها وصدقها في التبادل الخارجي.

دعت الصين إلى بناء "الحزام والطريق" وإنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وغيرهما من الإجراءات الهامة، وإلى تعزيز التبادل الدولي في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيولوجية، والتعاون الدولي في مجالات الطرق العامة والسكك الحديدية والنقل البحري والجوي، والتعاون التكنولوجي والتعليمي والثقافي والصحي، والتبادلات الشعبية، وتساعد الدول الواقعة على "الحزام والطريق" لتحقيق المنافع المتبادلة. تدعو مبادرة "الحزام والطريق" الى تناسق السياسات وتواصل المنشآت وتيسير التجارة وتداول الأموال والتفاهم بين الشعوب. إن "التفاهم بين الشعوب" يعد أساسا وجوهرا إنسانيين في التبادل الدولي.

" التبادلات بين الدول تعتمد على الصداقة بين الشعوب، والصداقة بين الشعوب تكمن في اتصال قلوبها." إن التبادل على أعمق مستوى بين الدول هو التفاهم بين شعوبها، ورابطة المصير المشترك للبشرية تدعو إلى التفاهم بين الشعوب واهتمام الشعوب بالمصير المشترك وحرصهم على عالمنا. ينبغي للدول أن تقوم بالتبادل الدائم والمستقر والمنسجم على أساس الالتزام بمبادئ "التشارك في التشاور والبناء والمنفعة". وتعميق الصداقة بينها.

يدعو الصينيون إلى احترام الاختلافات بين الثقافات المتنوعة وقبولها. لذا، لا تعرض الصين إنجازاتها وتفوقاتها الذاتية ورسوخ ثقة أمتها بثقافتها فحسب، وإنما أيضا تهتم بدراسة منجزات الدول الأخرى، ثم تتقدم من دولة كبيرة إلى دولة قوية.

العالم ملك لكل من يعيش فيه، وللجميع مصير مشترك. الموارد محدودة، وفي مواجهة هذا الوضع، يمكن أن يثور تنافس شرير بين الناس للحصول على الحقوق والمصالح، فتحدث غالبا أزمات ضخمة. وفي نفس الوقت، يمكن أن يختار الناس التطور مع تيار العصر والمشاركة في مواجهة التحديات وإجراء التعاون العالمي، ومن المؤكد أن هذا الطريق سيخلق مستقبلا مشرقا للبشرية. إن مصير البشرية في المستقبل يعتمد في الحقيقة على اختيارهم.

بعد الحرب العالمية الثانية، دعت الدول الغربية إلى نظرية الاستقرار القائم على الهيمنة، وأكدت على أن "الاستقرار ينبع من الهيمنة، والاضطراب ينبع من عدم وجود الهيمنة"، وعلقت أملها على هيمنة الدول الكبرى. وفقا لهذه النظرية، تقدم الدول المهيمنة منتجات عامة في العالم بفائض قيمتها وتحافظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي بهذا الأسلوب، لكنها لا تتكلم عن هدف الدول المهيمنة من فرض مبادئها الذاتية في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية والثقافية على النظام الدولي والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وخلق الصراعات الإقليمية، وكل ذلك من أجل حماية مصالحها الذاتية.

أما الثقافة الصينية فتدعو إلى الانسجام وتهتم بحرية البشر ومصيرهم وتعارض بثبات الهيمنة وخرافة "أن الدولة تمارس سياسة الهيمنة حتما بعد أن تصبح قوية". وقد قال الرئيس الصيني شي جي بينغ: "تنمية الصين لا تضحي بمنافع الدول الأخرى، ولن تلحق الصين ضررا بالدول الأخرى من أجل مصالحها الذاتية"، وفي الوقت نفسه، الصين تسير في طريق التنمية السلمية، ولن تتخلى عن مصالحها الشرعية ولن تتخلى عن مصالحها الوطنية الجوهرية."
تلتزم الصين بالرؤية الصائبة في علاج العلاقة بين العدالة والمصلحة في التبادل الدولي. بناء المصير المشترك للبشرية لا يقتصر على المفاهيم والتمنيات المشتركة والثقة والصداقة بين كافة الدول، بل يحتاج إلى التشارك في التمتع بالمصالح. لقد تطرق الرئيس شي مرارا الى الرؤية الصائبة في علاج العلاقة بين العدالة والمصلحة، فيما تحدث حول موضوعي التنمية الوطنية والعلاقات الدولية منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، وفي رأيه أن الدولة لا تحصل على المصلحة والعدالة معا إلا اذا تهتم بهما معا، ولا يمكن تحقيق الفوز المشترك إلا إذا تحقق التوازن بينهما.

مبادرة "الحزام والطريق"، رابطة لتنسيق العدالة والمصلحة وتحقيق الازدهار المشترك بين كل الدول في ضوء الاهتمام بالعدالة والمصلحة معا. بعد الأزمة المالية العالمية، شهد الاقتصاد العالمي تعديلات عميقة وواجه اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء وظهور تيار مناهضة العولمة والشعبوية، واتخذت بعض الدول الكبرى سياسات دبلوماسية غير مناسبة من أجل مصالحها الذاتية. يولي بناء "الحزام والطريق" اهتماما بسعي شعوب العالم إلى السلام والتنمية، لذا فإنها تعد مبادرة للتنمية والتعاون. ترغب الصين في تقديم حكمتها وخططها لحل معضلات التنمية العالمية وتقديم منتجات عامة قيمة لشعوب العالم.

يجب الإشارة الى أن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية تختلف جوهريا عن خطة مارشال التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل السيطرة على أوروبا. في الحقيقة، تضمن هذه المبادرة أن تتمتع كل الدول الكبيرة والصغيرة الواقعة على "الحزام والطريق" بمكان وحق متساويين. تطبق الدول المشاركة في المبادرة مبدأ المساهمة الطوعية، وتشارك في التمتع بمنافع التنمية تحت إرشاد مبدأ التسامح والمنافع المشتركة. إن ما تدعوه  المبادرة سيشكل الوضع الطبيعي الدائم للصين في تطبيق الإصلاح والانفتاح وبناء هيكل جديد للانفتاح الخارجي ودخول النظام الاقتصادي العالمي، لذا تعد سياسة دائمة ومستقرة وشاملة تسعى إلى التوازن بين العدالة والمصلحة، الى المساواة والتنمية والفوز المشترك.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4