ملف العدد < الرئيسية

لماذا أطلقت الصين مبادرة "الحزام والطريق"؟

: مشاركة
2018-10-15 16:25:00 الصين اليوم:Source جين شين:Author

تجاوزت إنجازات مبادرة "الحزام والطريق" التي حققتها الصين على مدى السنوات الخمس الماضية التوقعات بكثير، وقد أصبح "الحزام والطريق" كلمة ساخنة في المجتمع الدولي.    

على الرغم من أن الصين هي التي طرحت أولا بناء "الحزام والطريق"، فإن مختلف دول العالم، وليس الصين فقط، تستفيد من الفرص والإنجازات التي تتحقق ضمن هذه المبادرة. في ظل تزايد نزعات الحمائية التجارية والأحادية والانعزالية وما شابه ذلك، التي تؤثر بشكل عميق على الاقتصاد العالمي المفتوح والنظام التجاري المتعدد الأطراف، تعكس مبادرة "الحزام والطريق"، المسؤولية التي تضطلع بها الصين وأهميتها على المستوى الدولي وقيمتها في العصر الحديث.

أولا، من منظور الاتجاه الاقتصادي العالمي، فإن الاقتصاد العالمي دخل في فترة نمو متواضع، إلا أن مبادرة "الحزام والطريق" قادرة على دفع "ثورة إنتاجية جديدة" في دول آسيا وأوروبا وأفريقيا وتعزيز تنمية الاقتصاد العالمي من أجل مواجهة الوضع الاقتصادي العالمي الحالي. وكانت كريستين لاغارد، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، قد حذرت من أن الاقتصاد العالمي مهدد بفترة جديدة من النمو المتدني.

في الوقت الراهن، يبدو من الصعب تشكيل هيكل النمو الاقتصادي الجديد على المدى القصير، فالعالم يمر بمرحلة بطء انتعاش الاقتصاد العالمي ونقص القوة المحركة لنمو الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى كون الإصلاح والتحديث في مجالات التكنولوجيا والتصنيع لا يزال في بداياته، وعدم كفاية الابتكار في مجالات التكنولوجيا الرئيسية والأشكال التجارية. في ظل تزامن اتجاهات العولمة والعولمة المضادة، تعكف العديد من الدول على الممارسات الحمائية في سعيها من أجل دفع انتعاش اقتصاداتها، مما يؤدي إلى احتكاكات تجارية. فشلت العولمة السابقة في تحقيق التنمية الكاملة والمتوازنة والشاملة، مما أدى إلى اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء وتغير الطبقات الاجتماعية. العديد من البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق"، والتي تجاهلتها وأهملتها الدول المتقدمة والشركات المتعددة الجنسيات، تعتبر مبادرة "الحزام والطريق" أفضل فرصة للتخلص من الفقر وتحقيق التنمية من خلال الاستفادة من مشروعات البنية التحتية والاستثمارات الصناعية التي توفرها هذه المبادرة. ستدفع مبادرة "الحزام والطريق" التكامل والتنمية المشتركة في أوروبا وآسيا وأفريقيا وتعزز تحديث البنية التحتية العالمية وتقدم أساسا لبناء الاقتصاد العالمي المستدام.

ثانيا، من منظور الآليات الدولية ، فإن هناك عجزا خطيرا في الحوكمة العالمية. ومبادرة "الحزام والطريق" مشروع مناسب تقدمه الصين من أجل تحسين الحوكمة العالمية. حاليا، ينبغي إيجاد حلول عاجلة للعديد من القضايا العالمية، مثل انتكاس العولمة الاقتصادية وتخلخل التعاون الإقليمي ومسألة تغير المناخ والهجرة ومكافحة الإرهاب. تحولت المشكلات الداخلية لبعض الدول إلى قضايا دولية، ويصعب على الآليات الدولية القائمة حاليا معالجتها الآن، مما يجعل إصلاح النظام الدولي مهمة صعبة التحقيق. على الرغم من الدور الهام الذي لعبته مجموعة العشرين في مكافحة الأزمة المالية الدولية، فإن ذلك على الأغلب لا يتعدى كونه إجراء مناسبا لمواجهة الأزمة المالية، حيث لا توجد هناك خطة واضحة للقيام بدمج آلية مجموعة العشرين مع الآليات الدولية من أجل زيادة فعاليتها. علاوة على ذلك، لا بد من معالجة قضايا الحوكمة العالمية والإقليمية كتلك التي تخص آليات التفاوض بشأن أسعار الصرف الدولية وآليات مراقبة تدفق رؤوس الأموال الدولية والمشتقات المالية، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه قواعد التجارة المتعددة الأطراف. من خلال إطلاقها مبادرة "الحزام والطريق"، تحمل الصين راية تعزيز العولمة الجديدة وتقوم بدفع العولمة الجديدة في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ من أجل تعزيز التجارة الحرة والحفاظ على النظام الدولي. الصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مصدر صناعي وأكبر شريك تجاري لأكثر من مائة وعشرين دولة ومنطقة في العالم، تقدم قوة محركة جديدة للعولمة الجديدة وتساهم في تحسين الحوكمة العالمية عن طريق مبادرة "الحزام والطريق".

ثالثا، من منظور المشاركين ، فإن "الحزام والطريق" مفتوح، يساعد على تعزيز التنمية المنسقة بين مختلف المناطق والبلدان. إن "الحزام والطريق"، التي تعكس سياسة الانفتاح التي تنتهجها الصين، تختلف عن مناطق التجارة الحرة التقليدية والاتحادات الجمركية وغيرها من آليات التعاون، من حيث أنها تتسم بالتسامح والانفتاح وتهتم بربط الآليات الدولية بإستراتيجيات التنمية للبلدان المختلفة بشكل مرن. وهي لا تفرض شروطا مسبقة على الدول الأخرى ولا تسعى إلى تحقيق مكاسب أنانية، بل تؤكد على تنوع وتكامل التعاون بين الدول المختلفة وضمان مصالح جميع الأطراف ومشاركتها في المبادرة. بالمقابل، يسعى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومنظمة الطيران المدني الدولية والمنظمة البحرية الدولية ومنظمة الصحة العالمية إلى البحث عن أهداف مشتركة مع مبادرة "الحزام والطريق"، كما قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتبني رؤية "الحزام والطريق" في العديد من القرارات وبرامج التنمية المعنية. كذلك، قام منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي ومنظمة شانغهاي للتعاون ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) والاتحاد الأوروبي بالعمل على ربط خططها واستثماراتها بمبادرة "الحزام والطريق". علاوة على ذلك، تربط الكثير من الدول، مثل كازاخستان ومنغوليا وفيتنام وإندونيسيا وتركيا، خطط التنمية لديها بمبادرة "الحزام والطريق". تتساوى جميع الدول المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق" في الحقوق والمنافع في إطار المبادرة، التي تهدف إلى بناء جسر للتعاون الاقتصادي بين مختلف الأقاليم والبلدان في مجالات مختلفة لتعزيز التنمية وتحقيق الفوز المشترك عن طريق التعاون والتبادل.

تثبت الممارسات على مدى السنوات الخمس الماضية أن مبادرة "الحزام والطريق" ليست "إستراتيجية جيو- سياسية" كما تدعي بعض مراكز الفكر الغربية، كما أن الهدف منها ليس توسيع "مجال النفوذ" الصيني أو تعميم "النموذج الصيني"، بل تعمل الصين من خلال هذه المبادرة على تعزيز تنمية الاقتصاد العالمي بشكل مستدام إلى أعلى المستويات من خلال تجربتها وممارساتها.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4