ملف العدد < الرئيسية

الدائرة الاقتصادية والتجارية العالمية لمنظمة شانغهاي للتعاون

: مشاركة
2018-06-28 11:25:00 الصين اليوم:Source تشو لين:Author

منذ تأسيسها قبل سبع عشرة سنة، تطورت منظمة شانغهاي للتعاون من التعاون في مجال الأمن في البداية إلى التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية والإنسانية، فأطلقت قدرات قوية للتعاون في المحافظة على سلام واستقرار المنطقة، والسعي إلى التنمية المشتركة والازدهار المشترك وتعزيز التبادلات والاستفادة المتبادلة بين الحضارات، مما جلب مزيدا من المصالح الأمنية والتنموية الملموسة لشعوب دول هذه المنطقة.

قوة اقتصادية محركة جديدة

في الاجتماع الثامن عشر لمجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون، الذي عقد يومي التاسع والعاشر من يونيو 2018 بمدينة تشينغداو، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ خمسة مقترحات تشمل التضامن والثقة المتبادلة والسلام والأمن والتنمية والازدهار والتبادل الإنساني والتعاون الدولي وغيرها من المجالات. إن "بناء محرك قوي لتحقيق التنمية المشتركة والازدهار المشترك" يشير إلى اتجاه منظمة شانغهاي للتعاون نحو التعاون الاقتصادي والتجاري في المستقبل. وقد أشار الرئيس شي إلى: "دفع الربط بين إستراتيجيات التنمية ودفع بناء "الحزام والطريق" والإسراع في مسيرة تيسير التجارة الإقليمية وتنفيذ اتفاقية تسهيل النقل على الطريق الدولي وغيرها من اتفاقيات التعاون"، وفقا لمبادئ التشاور المشترك والبناء المشترك والاستفادة المشتركة. كما أعلن الرئيس شي أن الجانب الصيني سيقيم مؤسسة إقراض خاصة بقيمة 30 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 4ر6 يوانات) في إطار تحالف بين بنوك الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون.

وقد أعرب الصحفيون الأجانب الذين حضروا القمة عن تقديرهم الإيجابي لأهمية التعاون الاقتصادي في المحافظة على استقرار مناطق منظمة شانغهاي للتعاون، ورأوا أن التعاون الاقتصادي لا يساعد على دفع التنمية الاقتصادية للدول الأعضاء ورفع مستوى معيشة شعوبها فحسب، وإنما أيضا يعزز التنمية المتناغمة بين مختلف الدول الأعضاء للمحافظة على النمو الاقتصادي المتوازن في هذه المنطقة.

قالت الصحفية ستلماخ ناتاليا من القناة الثانية لمحطة التلفزيون الوطني في بيلاروسيا: "أكد رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو في المحادثات أن التعاون الاقتصادي والتجاري يلعب دورا هاما في التوصل إلى توافق بين الأطراف المختلفة لمنظمة شانغهاي للتعاون". وفقا للمعلومات، دخلت 35 مؤسسة إلى حديقة "الحجر العظيم" الصناعية الصينية- البيلاروسية حتى نهاية مايو 2018، من بينها مؤسسات من الصين وبيلاروسيا وإسرائيل وألمانيا، ومؤسسات باستثمار مشترك من الصين ودول أخرى. إن سرعة تطور الحديقة الصناعية في ظل العولمة، زادت من جاذبيتها الصناعية بشكل ملحوظ.

قال سفير بيلاروسيا لدى الصين، كيريل رودي، إن عام 2018 يصادف عام السياحة البيلاروسية في الصين، ويعمل الجانبان على دفع التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والإنسانية التي تشتمل على سياسة الإعفاء من تأشيرة الدخول وفتح خطوط جوية ورحلات سياحية جديدة، وغيرها من النشاطات التي تجذب الزوار الصينيين. من ثمار قمة تشينغداو الاتفاقية الحكومية بين الصين وبيلاروسيا التي وقعها وزيرا خارجية البلدين بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات حاملي جواز السفر العادي، الأمر الذي يوفر مزيدا من التسهيلات الملموسة للتعاون بين المؤسسات الصينية والبيلاروسية والزيارات المتبادلة للسياح من البلدين.

تعزيز تيسير التجارة

في العاشر من يونيو، أشار وانغ يي عضو مجلس الدولة الصيني ووزير الخارجية إلى أن قمة تشينغداو أجازت العديد من وثائق التعاون العملي التي تشتمل على تسهيل التجارة وسلامة الغذاء والتعاون الجمركي وغيرها من المجالات الهامة والواسعة، وتساعد على تعميق وتنفيذ التعاون بين مختلف الدول. وقد أصدرت القمة بيانا مشتركا بشأن تيسير التجارة يدعو إلى المحافظة على النظام التجاري التعددي الذي يستند إلى قواعد منظمة التجارة العالمية وبناء الاقتصاد العالمي المنفتح، مما أظهر الموقف المشترك في التمسك بالتعددية ومعارضة الحمائية. وقال: "يدرك المزيد من الدول أن البناء خلف بوابة البلاد المغلقة لا ينفع، وأن التنمية المنسقة هي الاتجاه العام."

على مدار 17 سنة، وقعت الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون ((منهاج التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون)) و((الاتفاقية الحكومية للدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون حول تسهيل النقل على الطرق الدولية)) وغيرهما من الوثائق العديدة، الأمر الذي حقق تقدما مرحليا في دفع تكامل الاقتصاد الإقليمي وتيسير التجارة والاستثمار والتواصل والترابط.

وفقا للبيانات المعنية، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الأعضاء الأخرى في منظمة شانغهاي للتعاون 1ر12 مليار دولار أمريكي فقط في عام 2001. وفي الفترة من عام 2013 إلى عام 2017، استوردت الصين من الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون بضائع قيمتها 340 مليار دولار أمريكي، في حين بلغ حجم الاستثمار المباشر للمؤسسات الصينية في دول هذه المنطقة نحو 15 مليار دولار أمريكي.

في الخامس عشر من يونيو عام 2017، انضمت الهند وباكستان إلى منظمة شانغهاي للتعاون، وبذلك صارت مساحة الدول الأعضاء في هذه المنظمة تتجاوز 60% من البر الأوراسي، ويبلغ عدد سكانها نصف عدد سكان العالم، ويشكل إجمالي الناتج المحلي لها أكثر من 20% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. إن انضمام الهند وباكستان إلى هذه المنظمة لا يجعلها أكثر منظمة إقليمية سكانا وأكبرها مساحة فحسب، وإنما أيضا يوفر سوقا واسعة وقوة محركة جديدة لتطور وتعاون المنظمة.

قال رشيد عليموف، أمين عام منظمة شانغهاي للتعاون: "لا شك أن تطور منظمة شانغهاي للتعاون سيقرر الوضع العام لمنطقة البر الأوراسي إلى حد كبير."

وفقا للإحصاءات من الجمارك الصينية، شهد حجم واردات وصادرات الصين مع الدول السبع الأخرى الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون (روسيا والهند وباكستان وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان) زيادة كبيرة في الشهور الخمسة الأولى لعام 2018، إذ وصل إلى 31ر636 مليار يوان، بزيادة نسبتها 3ر10% عما كان عليه في نفس الفترة من العام السابق، حيث بلغ حجم صادرات الصين إلى هذه الدول 09ر413 مليار يوان بزيادة نسبتها 5ر6%، وبلغ حجم واردات الصين من هذه الدول 22ر223 مليار يوان بزيادة نسبتها 2ر18%.

تنشيط السوق الخارجية الكبرى

بعد زيارة جناح مجموعة هاير لتذوق الأطعمة العالمية، قال بولوتسكي دنيس، الصحفي بمحطة تلفزيون روسيا اليوم: "كلنا في روسيا نعرف المنتجات الإلكترونية بماركة هاير، وتشهد أجهزة تكييف الهواء والثلاجات بماركة هاير رواجا في السوق الروسية. خلال هذه الزيارة، شاهدت الأفران بماركة هاير ومنتجات أخرى. أثق بأن هذه المنتجات ستشهد رواجا كبيرا في السوق في المستقبل أيضا."

مجموعة هاير التي تأسست في عام 1984 مؤسسة محلية في تشينغداو، وأصبحت ماركة عالمية حاليا، ونافذة يعرف المستهلكون الأجانب الصين من خلالها.

قال تشانغ تشينغ فو، نائب الرئيس التنفيذي للشركة المحدودة لصناعة الأجهزة الكهربائية التابعة لمجموعة هاير، إن روسيا باعتبارها من الدول الهامة الواقعة على "الحزام والطريق" هي من أكبر الدول من حيث حجم وإمكانات السوق. في عام 2008، دخلت ماركة هاير سوق روسيا، وأسست مجموعة هاير مصنعا فيها. قال السيد تشانغ، "بعد تشغيل المصنع في روسيا، انخفضت تكلفة وفترة إنتاج الثلاجات بماركة هاير في روسيا، بل أصبحت هذه المنتجات تُصدر إلى كازاخستان وأوزبكستان وغيرهما من الدول الواقعة في آسيا الوسطى، وتم تقليل المسافة والوقت لنقل الثلاجات إلى آسيا الوسطى وتقريب المسافة مع المستهلكين ورفع القدرة التنافسية للمنتجات."

في عام 2017، أصبحت ماركة هاير أسرع ماركة نموا في السوق الروسية. وفي الثامن والعشرين من مايو عام 2018، أقيمت مراسم وضع الأساس لحديقة هاير الصناعية وقاعدة هاير لإنتاج الغسالات الكهربائية في روسيا، ومن المتوقع أن تبدأ هذه القاعدة الإنتاج في يوليو 2019، وستسوق منتجاتها في روسيا ومنطقة آسيا الوسطى والسوق الأوربية.

وفقا لتقارير صحفية، يشكل إجمالي الناتج المحلي للدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون ربع إجمالي الناتج المحلي العالمي تقريبا. تشكل هذه الدول هي أكبر سوق إقليمية في أوراسيا. وقد تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الأعضاء الأخرى في منظمة شانغهاي للتعاون 200 مليار دولار أمريكي في عام 2017،.

يصل الغاز الطبيعي من آسيا الوسطى إلى بيوت الصينيين؛ ويستخدم الخشب الروسي في صنع الأثاث الصيني؛ وتتحول غزول القطن القادمة من باكستان وأوزبكستان إلى ملابس يرتديها الصينيون؛ بينما السيارات التي تسير في شوارع الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون ومحطات وشبكات الكهرباء التي توفر الكهرباء والتدفئة وأجهزة الهاتف النقال في أيدي عامة الشعب في هذه الدول، كثير منها مصنوع في الصين. إن العلاقات التجارية الوثيقة تعزز ازدهار أسواق مختلف الدول وتشكل هيكلا للمنفعة المتبادلة، يتمثل في "أنا أعيش بداخلك، وأنت تعيش بداخلي".

وكما قال قاو يوي شنغ، سفير الصين السابق لدى أوزبكستان، فإنه مع دفع الصين للتعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون في إطار "الحزام والطريق"، سيرتفع مستوى التعاون الاقتصادي بين مختلف الدول ويزداد التوافق بين مصالحها، وتتطور  كل هذه الدول في  نهاية المطاف نحو  رابطة المصير المشترك.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4