العدد 3 مارس(آذار) 2002
وضع زواج  المرأة الصينية

لا عيب في الحديث عن الجنس

كانت مسألة الجنس لا تناسب المستويات العليا حتى لا يمكن الحديث عن انسجام الحياة الجنسية بين الزوجين، فبدا كأن الإنسان الشريف عليه ألا يهتم بالمتعة الجنسية، والذي يهتم بالمتعة الجنسية سيئ الأخلاق. أما الآن لم تكن مسألة الجنس فقط أحد المعايير الهامة لقياس نوعية الزواج، بل اصبحت سببا طبيعيا للطلاق، وسببا شرعيا للدعوى القضائية.

طلب إحدى الزوجات تعويضا عن المتعة الجنسية نشرت "صحيفة بكين المسائية" 19 ديسمبر 2001 خبرا يقول أن السيد لي قانغ وزوجته رفعا قضية ضد السيد تشانغ الذي صدم سيارتهما بسيارته مخالفا قانون المرور، لأن حادثة الصدم لم يخرب سيارتهما فقط بل جرح جهاز الزوج التناسلي حتى فقد كل وظيفته التناسلية، فلا يمكنه أن يمارس الحياة الزوجية الطبيعية، لذا طلبت الزوجة من السيد تشانغ تعويضا لعدم تمكنها من التمتع بالحياة الجنسية مع زوجها في المستقبل. وكسب الزوجان هذه القضية.

أصبحت مسألة الجنس حجة للطلاق عرفنا من بعض المحاكم أن مسألة الجنس التي كانت الناس يخجلون أن يتحدثوا عنها في الماضي قد أصبحت إحدى  الحجج لطلاق المسنين، بل تكتب بوضوح في كتاب تحكيم الطلاق، الأمر الذي يعكس تغيرات أفكار المسنين وسعيهم وراء حياة الشيخوخة ذات النوعية العالية.

اضطراب في وضع الزواج المستقر للمسنات

إن النساء المسنات هن أضعف مجموعة في المجتمع. لقد لخصت مقالة بعنوان "لا تعيش المسنات ببكين بسهولة" أحوالهن المعيشية كما يلي: التقاعد المبكر والدخل القليل، وضعف السلطة في البيت، ومعدل أعمارهن طويل، وفاة أزواجهن قبلهن دائما.

وأهم مشكلة لهن هي مسألة الزواج، تحتل 30% من حياتهن، ثم مشكلة العلاقات مع الناس الآخرين، تحتل 20%، ثم مشكلة الضمان الاجتماعي، تحتل 6ر12%. وأهم سبب لظهور أزمة الزواج  يعود إلى نقل أزواجهن حبهم إلى نساء أخريات. يرى الناس ان الحياة الزوجية للمسنين أكثر من الحياة الزوجية للشباب استقرارا، لكن الواقع يقول أن الإغراء الاجتماعي يؤثر في الرجال المسنين أيضا، خاصة الرجال الموفقون في أعمالهم يسعون وراء النساء الأكثر جمالا وشبابا. في هذا الحال وإذا حدث الطلاق، يقع معظم المسنات المطلقات في وضع ضعيف، ويتحملن مزيدا من الوحشة، فهن مجموعة ضعيفة.

تبين أحد الإحصاءات أن بعض النساء اللاتي أعمارهن 60 سنة يعشن في وضع التبعية في أسرهن، ذلك لأن دخلهن قليل أو ليس لهن دخل، فيعتمدن على أزواجهن أو أبنائهن. ويعتقد معظم الرجال أن الأعمال المنزلية ليست لها قيمة.

إن للمسنين والمسنات الذين فقدوا شركاءهم في الحياة رغبة في أن يتزوجوا مرة أخرى. لكن وضع زواج المسنين مرة أخرى أمر لا يقبل التفاؤل، حيث يصف الناس هذا الزواج بأن وقت للتعرف بينهما قصير، والمشاعر بينهم عادية، وتم الزواج بينهما سريعا، ثم حدوث الطلاق مرة أخري سريعا أيضا. قيل إن نسبة الطلاق بين المسنين الذين يتزوجون مرة أخرى تجاوزت 70-80%.

نساء الأرياف مرحات وراضيات

عرفت من زياراتي لبعض الأرياف الصينية أن النساء فيها مقتنعات بحياتهن الحالية، يمكنهن أن يشاركن أزواجهن في السراء والضراء وفي تحقيق الحياة الميسورة، كما أنهن يهتممن بتعليم أبنائهن متمنيات أن يكون لهم مستقبل جيد. ومع تعميم التلفزيون أصبحت لهن حياة ثقافية غنية نسبيا، وتتجدد مفاهيمهن ومعارفهن باستمرار.

مثلا، قالت لي الفلاحة تيان يا تشيوان (36 عاما) في قرية شيتسون بمحافظة ييجيون في مقاطعة شنشي التي لها بنت وولد إن أسرتي  تمتلك 5 موات (الهكتار الواحد=15موا) من  بستان التفاح، فنحصل على أكثر من10 آلاف يوان من محصولات 5 آلاف كغم من التفاح ومن بيع الحبوب الغذائية والمواشي والدجاج وأعمال النقل التي يمارسها زوجي. ومساحة بيتنا أكثر من 100 متر مربع، ويعاملني زوجي وحماتي معاملة ممتازة، فأنا راضية عن حياتي كثيرا. ونعمل في الحقول الآن بالماكينات الزراعية فلا نتعب كثيرا، بل نعمل بصورة حرة ولا نخاف تسريحنا من العمل لنعاني من البطالة. مع أن دخلنا أقل من دخل الناس في المدن، لكنني لا أغار عليهم، بل اقتنع أن أعيش في ريفي. إلى جانب ذلك أنا ممثلة رئيسية في فرقة فنية بقريتنا، فدائما نقدم عروضا فنية في الموسم غير الزراعي في الشتاء، نعيش مسرورين كل يوم.

لكن الواقع الريفي لا يزال يواجه صعوبات كثيرة، مثل انخفاض أسعار الحبوب الغذائية، وارتفاع تكاليف تعليم الأولاد، والتعب لممارسة الأعمال في مناطق أخرى ومخاطر فقدان هذه الأعمال، وارتفاع تكاليف العلاج الخ. لكن موقفهن الحماسي تجاه الحياة وصدورهن الواسعة يستحقان الإعجاب والتقدير.

جملة القول إن نوعية زواج المرأة الصينية تشهد تغيرات مع تقدم المجتمع، من هذه التغيرات الفرح الناتج عن ارتفاع نوعية زواجها والحزن ثمنا لما قدمت المرأة الصينية، لكننا نعتقد أن هذه النوعية سترتفع أكثر فأكثر مستقبل قريب. 

تشن شين شين: الباحثة المساعدة في معهد اتحاد النساء لعموم الصين، وباحثة محاضرة في مركز العلوم الأخلاقية العملية بجامعة بكين.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.