العدد 3 مارس(آذار) 2002

كتاب ((تاريخ العلاقات الصينية العربية))ل

المؤلف: قوه ينغ ده

المترجم: تشانغ جيا مين

تعريف بالكتاب

لقد بدأت الأمة الصينية والأمة العربية التعاملات الودية في القرن الأول قبل الميلاد، وخلال هذه الحقبة الزمنية التي تزيد عن ألفي عام، وعبر الجهود الشاقة التي بذلها رسل الصداقة من الجانبين، أقامتا اتصالات وثيقة في الشؤون السياسية والعسكرية والاقتصادية والدينية والثقافية وغير ذلك من المجالات، وسجلتا صفحات مشرقة من الصداقة القائمة بينهما.

وقد ورد في هذا الكتاب ذكر واف لتشانغ تشيان أول من وصل إلى المناطق الغربية، وتشنغ خه الذي نزل إلى المحيط الهندي، وأبي عبيد التاجر، والرحالتين وانغ دا يوان وابن بطوطة، وغيرهما من الرواد الأوائل الذين سبق لهم أن اسهموا في التعاملات الودية بين الصين وبلاد العرب.

يتكون الكتاب من خمسة أبواب  تشمل خطوط المواصلات الصينية العربية، والتعاملات الودية الصينية العربية، والعلاقات الاقتصادية، ودخول الإسلام إلى الصين، والتبادلات الثقافية بين الصين والبلدان العربية؛ وفيها يوضح المؤلف توضيحا دقيقا أحوال التعامل الودي بين الصينيين والعرب خلال ما يزيد عن ألفي عام، مستندا إلى الوثائق التاريخية المعتمدة وبعض المعلومات الأجنبية المتعلقة بهذا الشأن. ولا يعتبر هذا الكتاب مجرد خدمة لمن يرغب في الاطلاع على العلاقات الودية بين الصين وبلاد العرب، بل يعد أيضا مصدر معلومات قيمة للدارسين.  

المؤلف: قوه ينغ ده

ولد قوه ينغ ده في محافظة رنشو بمقاطعة سيتشوان في 21 سبتمبر 1922. هو أستاذ في مركز بحوث الحضارات الشرقية ومعهد البحوث العربية الإسلامية في جامعة بكين، وعضو في لجنة التأليف لتاريخ آسيا ضمن الموسوعة الصينية الكبرى، وعضو في مجمع دراسات الشرق الأوسط.

تخرج في كلية السياسة الحدودية بالجامعة المركزية الحكومية (جامعة نانجينغ حاليا)، وحصل على ليسانس في الحقوق. عمل في جامعة بكين سكرتيرا في كلية اللغات الشرقية وآدابها (1952-1960)، ورئيسا لقسم اللغة العربية وآدابها (1980-1985)، وعضوا في مجلس العلوم في كلية اللغات الشرقية وآدابها (1986-1987)، ونائبا لرئيس تحرير مجلة ((العالم الشرقي)) (1987-1988).

أمضي أكثر من أربعين عاما في التدريس والبحوث العلمية، وقد شمل مجال دراسته تاريخ العرب والحضارة العربية الإسلامية وتاريخ العلاقات الصينية العربية وتاريخ العلاقات بين الصين وغربي آسيا وتاريخ الحركة الصهيونية وتاريخ الترك وتاريخ القومية الويغورية ولغتها. وحاضر في اللغة الويغورية وتاريخ الترك وتاريخ العرب وتاريخ العلاقات الصينية العربية وفي الحركة الصهيونية..الخ.

لقد نشر عشرات المقالات، نذكر منها ((الخلفيات التاريخية لنشوء الإسلام)) و((العلاقات الحضارية بين الصين وبلاد العرب في العصور القديمة)) و((حول الحركة الصهيونية)) و((مذاهب علم الشريعة ومدارس علم الفقه)) و((حركة التحرر الوطني في سوريا 1925-1927)) و((نضال الشعب المصري ضد بريطانيا في نهاية القرن التاسع عشر)) و((حركة التحرر الوطني في الجزائر بين الحربين العالميتين)).. الخ.

كما أصدر عدة مؤلفات منها ((لمحة عن تاريخ القومية الويغورية)) (دار الشرق- بكين 1952) و((الطبعة الموجزة لتاريخ العرب في القرون الوسطي)) (دار جامعة بكين- بكين 1987) و((معجم الصينية- العربية)) (دار الشؤون التجارية- بكين 1989) و((الخطوط العريضة لتاريخ العرب)) (دار العلوم الاجتماعية- بكين1991) ..الخ.

المترجم: تشانغ جيا مين

 أستاذ جامعي، ولد عام 1935 في محافظة دافونغ من مقاطعة جيانغسو. تعلم في كلية اللغات الشرقية بجامعة بكين فيما بين عامي 1955-1960 . حضر بصفته مترجما من وفد الشباب الصينيين، مهرجان الشباب العالمي الذي أقيم في فيينا عام 1959 ، وبين العام نفسه وعام 1961 تعلم في كلية الآداب بجامعة بغداد، وبعد إكمال الدراسة عاد إلى جامعة بكين فبدأ تدريس اللغة العربية في كلية اللغات الشرقية. ثم تعلم في السودان بين عامي 1979- 1989 كطالب مسجل في الدراسات العليا جامعة الخرطوم، وعاد منها بدبلوما اللغة العربية وأدبها (لدرجة ما فوق مرحلة الجامعة).  في عام 1985 رقى إلى مساعد الأستاذ في جامعة بكين، كما عين عضوا للدورة الثانية للجنة تأليف وتحقيق مقررات اللغات الأجنبية لوزارة التربية والتعليم، وفي العام نفسه زار مصر والمغرب بصفته عضوا من وفد التربية والتعليم الصيني. زاول التدريس في كلية الألسن بجامعة عين شمس في القاهرة بين عامي 1987-1989 . رقى إلى وظيفة أستاذ جامعة بكين عام 1992 وفي نفس العام انتخب نائب رئيس مجمع تدريس اللغة العربية وبحوثها في الصين واستمر في هذا المنصب العلمي لحد عام 1989. تم تعيينه مشرفا لدكتوراه اللغة العربية في جامعة بكين وعضوا في مركز بحوث ودراسات إفريقيا في جامعة بكين عام 1994.

قد زاول الأعمال في تدريس اللغة العربية وبحوثها والترجمة من وإليها لمدة طويلة، كما بدأ البحوث والدراسة فيما يختص بقوانين وأحكام الترجمة التحريرية من الصينية إلى العربية. أما الآثار العلمية التي جرى تأليفها تحت إشرافه أو بمشاركته أو بجهوده الخاصة، والتي تم طباعتها، فقد بلغ أجمالي حجمها حوالي مليوني مقطع من الرموز الصينية بما فيها البحوث والترجمات في مجالات اللغة العربية والأدب العربي والثقافة العربية، وكذلك المعاجم والمواد الدراسية. في عام 1995  حصل على الجائزة الأدبية للدرجة الثانية للدورة الثالثة للمواد التدريسية المميزة في الجامعات العامة والتي منحتها وزارة التربية والتعليم، كما حصل في عام 1998 على جائزة "تونغ شان" للتدريس من جامعة بكين، ونال لقب الشخص النموذجي لمسابقة "حب البلاد وأداء الخدمات" الذي منح من قبل نقابة المعلمين في بكين.

قد أشرف على إعداد ((المنهج الأساسي لتعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية))، وشارك في تأليف ((معجم الصينية العربية)) وكتابي ((جدول مفردات اللغة العربية للجامعات الصينية)) و((منهج تعليم اللغة العربية للصفوف المتقدمة في الجامعات الصينية)) بصفته أول المؤلفين.

كلمة المؤلف

 إن كلا من الصينيين الذين يعيشون في آسيا، والعرب الذين يعيشون في غربيها، أمة عظيمة تتميز بتاريخ عريق وحضارة مشرقة. وقد توثقت الاتصالات بين هاتين الأمتين منذ فجر التاريخ، برغم ما يفصل بينهما من مسافات شاسعة تتلاحق فيها السلاسل الجبلية والامتدادات المائية اللامتناهية. وإني إذ أستعيد ذكريات ما قد نشأ بين الصين والعرب منذ ألفي عام من أواصر الصداقة، وأستعرض ما نحن عليه اليوم من علاقات ودية، ليغمرني إحساس عارم بالفرح والسعادة. لقد سبق لعدد من مبعوثي أسرة هان الغربية (206 ق.م- 25 م) أن وصلوا عبر طريق الحرير إلى أرض "التازيان" في القرن الأول قبل الميلاد، وذلك بعد أن ذللوا ما لا يحصى من المخاطر التي كانت تحف بهم في السفر. عبر الجهود الشاقة التي بذلها الكثير من رسل الصداقة من الطرفين الصيني والعربي على امتداد ألفي عام، أقام أبناء شعبينا علاقات وثيقة في مجال السياسة والشؤون الحربية والاقتصاد والدين والثقافة وغيرها من المجالات، وأنشأوا روابط صداقة  أخوية عميقة، وسجلوا في هذا الميدان أنصع الصفحات. واليوم أزهرت التبادلات الصينية العربية في المجالين الاقتصادي والثقافي إزهارا زاهية الألوان، ثم أثمرت ثمارا يانعة وفيرة، مما قدم إسهامات بارزة في تقدم العالم اقتصاديا وثقافيا.

إننا إذ نخلد ذكرى الأجداد الذين بنوا جسرا من الصداقة بين الصين والعرب وشقوا طريقا للصداقة الصينية العربية، لنذكر جميلهم بامتنان عظيم، آملين من صميم قلوبنا أن تشهد هذه الصداقة تطورا أوسع وأعمق على أرضية جديدة.

الباب الأول

خطوط المواصلات بين الصين وبلاد العرب في العصور التاريخية القديمة

ورد في السجلات التاريخية الصينية والأجنبية أن خطوط مواصلات برية وبحرية قد ربطت بين الصين وبلاد العرب منذ القديم، وقد ورد ذكر تفصيلي لخطوط المواصلات هذه في كتاب ((مواصلات الصين الإمبراطورية مع البلدان الأخرى)) الذي ألفه جيا دان (730-805) رئيس الوزراء في فترة تشن يوان (785-805) من عهد الإمبراطور ده تسونغ في أسرة تانغ، ثم أعيد ذكر ذلك شاهدا في ((كتاب تانغ الجديد- سجل الجغرافيا))، ثم ورد بعد أكثر من نصف قرن ذكر لخطوط المواصلات الصينية العربية في كتاب ((المسالك والممالك)) الذي ألفه ابن خرداذبة (زهاء 820-912) مدير البريد والاستعلامات في عمالة الجبال من الإمبراطورية العربية في العهد العباسي، وقد اتفقت هذه المعلومات على وجه العموم مع ما في ((مواصلات الصين الإمبراطورية مع البلدان الأخرى)).

1- الخطوط البرية الرئيسية

طريق الحرير هو الاسم الجامع لخطوط المواصلات البرية، وأهمها كما يلي:

(1) خط كان ينطلق من تشانغآن (شيآن حاليا) عبر ليانغتشو (ووي) الواقعة في ممر خشي، وقانتشو (تشانغيه) وسوتشو(جيوتشيوان) وآنسي حتى يصل إلى دونهوانغ حيث يتفرع إلى الخط الشمالي والخط الجنوبي. أما الخط الشمالي فكان يجتاز الصحراء من دونهوانغ، ويتقدم مع السفوح الجنوبية من جبال تيانشان، فيمر بما يقع على امتدادها من توربان ويانتشي وتشوتسي (كوتشار) حتى يصل إلى كاشغر. أما الخط الجنوبي فكان يبدأ من دونهوانغ، ويتقدم مع السفوح الشمالية من جبال ألتن وجبال كونلون حيث يمر من شانشان (روتشيانغ) ويويتيان (ختيان حاليا) وشاتشه حتى كاشغر أيضا. وكانت دونهوانغ التي تقع عند ملتقى خطوط المواصلات بين الصين والغرب، تعتبر همزة مواصلات بين الصين وآسيا الوسطى وغربي آسيا وأوربا، ومركزا للتبادلات الحضارية بين الصين والغرب. أما كاشغر التي تحتل الموقع الاستراتيجي من طريق الحرير، فقد كانت تعتبر البوابة الغربية من الصين، كما كانت تعرف بدرة طريق الحرير لما فيها من واحات وارفة الظلال غنية بشتى الإنتاجات.

(2)  خط كان يمتد من كاشغر باتجاه الغرب متفرعا إلى خطين آخرين يدخل أحدهما  في فرغانة عبر فجاج تيريك دافن (Terek Davan Pass )، ثم يمر بسمرقند وبخاري حتى مرو (مدينة ماري بتركمنيستان حاليا)، والآخر يجتاز هضبة البامير ويخرج من قلعة البرج الحجري (Stone Tower ) ويمر ببكترا حتى مرو أيضا. وقد كانت كل من سمرقند وبخاري مدينة معروفة على طريق الحرير. أما سمرقند فهي ما ذكر في ((كتاب وي)) باسم مدينة شيوانجين، وما ذكر في ((كتاب تانغ الجديد- سجل المناطق الغربية))، وفي ((أخبار المناطق الغربية من تانغ الكبرى)) باسم مدينة ساموجيان، وهي أيضا سمرقند التي ذكرت في ((تاريخ مينغ)). أما بخاري فهي مدينة بوهوه التي وردت في ((كتاب تانغ الجديد- سجل المناطق الغربية))، وبوهه التي وردت في ((أخبار المناطق الغربية من تانغ الكبرى)). أما مرو فمدينة قديمة تدعى "مولو" في كل من ((كتاب أسرة هان الأخيرة- سجل المناطق الغربية)) و((سجل بلاد التازيان)) من كتابي تانغ الجديد والقديم، كما أنها تسمى "ماليوو" في ((تاريخ يوان)). أما مرو فقد كانت ملتقى عدة فروع من طريق الحرير، الأمر الذي جعل منها مركزا هاما في خط خراسان من طريق الحرير. أما بكترا فهي ما ذكر في ((الأخبار التاريخية)) باسم المدينة الزرقاء، وما ذكر في ((تاريخ يوان)) باسم "بلخ".

(3)  خط كان يجتاز ( Hecatompylos ) عاصمة الأسرة الارساكسية (247 ق.م- 226م)، الواقعة في ايران الحالية، ويمر بـ"اكباتان" (همدان حاليا) حتى ينتهي إلى سلوقية وطيشفون وكانتا مدينتين على شاطئ دجلة. وطيشفون هذه قد سبق لها أن كانت عاصمة ساسان (226- 651)، والسلوقية القريبة منها كانت مبنية على الطراز الاغريقي، وقد سبق للعرب أن سموهما باسم "المدائن".

(4)  كانت هناك عدة طرق تمتد من سلوقية- طيشفون صوب سوريا وآسيا الصغرى ومصر حتى تنتهي إلى أوربا.

ذكرنا فيما سلف أربعة خطوط، أولها ورابعها كانا خطين محفوفين بالمخاطر أكثر من الخطين الآخرين، إذ اتفق أن رافقتهما تقلبات سياسية عديدة. أما الثاني فقد كان مشمولا أولا ضمن منطقة نفوذ يوتشي (Yuehzhih) التي سبق لها أن أنشأت الدولة القوشانية، ثم ضمن نفوذ (Haytal ) ثانيا، فيما بين أواسط القرن الثاني قبل الميلاد وأواسط القرن السادس الميلادي، ما عدا فترة ما بين 563م و567 م حيث احتل الاتراك هذا الخط، لذلك اعتبر هذا الخط مسيرة تجارية استتب فيها الأمن والاستقرار على الوجه التقريبي. أما الخط الثالث فقد كان معظمه يقع في ايران الحالية، فسيطرت عليه الأسرة الارساكسية والساسانيون، ثم تحكم به العرب بعد عام651م (*).

قد سبق للأمة الصينية بما فيها الأقليات أن باشرت تعاملات اقتصادية وثقافية مع الأمم القاطنة في آسيا الوسطى وغربي آسيا قبل أسرة هان (206 ق.م-220م). ولما دخلت الصين في عهد أسرة هان الغربية (206 ق.م- 25 م)، بدأت الاتصالات بينها وبين المناطق الغربية تنشط أكثر فأكثر، حيث كانت القوافل تتتابع وتتعاقب على مدى الأنظار. والفضل العظيم في هذا النشاط كله يعود إلى تشانغ تشيان الذي شق الطريق إلى المناطق الغربية، إذ رحل إلى المناطق الغربية بصفته مبعوثا إمبراطوريا مرتين، الأولى في العام الثاني من فترة جيان يوان (139 ق.م)- عهد الإمبراطور وودي من أسرة هان، الثانية في فترة شوسي (119 ق.م) من عهد الإمبراطور نفسه، وخط سفره هو ما سبق ذكره على الوجه التقريبي من الخطوط الممتدة بين تشانغآن و مرو، وقد سجل هو ومرافقوه مآثر مشرقة مع مرور الأيام، إذ أنهم أول من رحلوا عن الصين بصفة رسمية إلى تلك المناطق حيث قاموا بالاستطلاع الميداني وربطوا بين خطوط المواصلات بجهودهم المستمرة، مما مكنهم من إقامة الخط الرئيسي للمواصلات بين سينكيانغ وغربي آسيا عبر أواسطها والتعرف بعمق على أحوال البلدان التي تقع على امتداد هذا الخط، وبهذا أقاموا وعززوا روابط الصداقة بين أسرة هان وأبناء آسيا الوسطى ومن بينهم أبناء الأمة العربية، ودفعوا عجلة التبادلات الاقتصادية والثقافية بين الشرق والغرب إلى الأمام، بينما وثقوا الصلات بين أبناء أواسط بلاد الصين وأبناء الأقليات القاطنة في المناطق الغربية. إن رحلة تشانغ تشيان لتحمل مغزى بالغ الأهمية في تاريخ المواصلات بين الصين والغرب من جهة، وفي تاريخ العلاقات الصينية العربية من جهة أخرى.

* راجع يوسف نيدهام ف.ر.س ((تاريخ العلوم والحضارة في الصين))جـ 1 ص 181-182 ، المعلومات الخاصة بأحوال خطوط المواصلات المعنية- F.R.S:((Sience and Civilisation in China))Cambridge,1954,Joseph Needham .

من بداية العدد (3) مارس 2002 ننشر كتاب (( تاريخ العلاقات الصينية العربية)) بشكل مسلسل في باب "الصين والعالم العربي".

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.