الرجوع إلى الصفحة الرئيسية
المحتويات
      
العدد 12 ديسمبر(كانون الأول) 2001
مقالات خاصة

سنتان بعد عودة إلى الوطن الأم .. انطلاق ماكاو بخطوات ثابتة


الثقافة والآثار
العالم كله يرحب باللغة الصينية
الثقافة والآثار

قصة مخرج سينمائي صيني وعائلات أمريكية تتبني يتامي صينيين

نساء أسرة تانغ
تحليلات اقتصادية
ولاية يانبيان الذاتية الحكم اليوم
إعادة الصفاء إلى سماء مدينة داتونغ
السياحة في الصين
مطلع قوس قزح لدى قومية تو
الووشو:
حيلة من ألعاب الووشو
الصين والعالم العربي:
جناح الآثار الإسلامية بمتحف تشيوانتشو للمواصلات البحرية
ف
هذه حضارتنا:
الفن العماري (4) الحدائق الكلاسيكية
الطب:

مدخل لفهم الطب التقليدي الصيني(22)


من القراء واليهم

ولاية يانبيان الذاتية الحكم اليوم

لي جيا لين مراسلة "الصين اليوم"

قبل أكثر من ثلاثمائة سنة هاجرت الدفعة الأولى من أبناء قومية كوريا من شبه جزيرة كوريا إلى شمال شرقي الصين، ومع مرور الأيام وزيادة عدد السكان تشكل في المنطقة الحدودية لمقاطعة جيلين مكان رئيسي يتجمع فيه أبناء القومية الكورية، وفيما بعد تأسست فيه ولاية يانبيان الذاتية الحكم للقومية الكورية. والقومية الكورية قومية شجاعة ومجتهدة ومولعة بالغناء والرقص، وقد خلق أبناؤها ثقافة مميزة وباهرة في أرضهم الخصبة الجميلة، وبدأوا صفحة تاريخية جديدة في القرن الجديد.

استثمار 30 مليار دولار أمريكي في يانبيان

في 24 ديسمبر 1991 أعلن برنامج الأمم المتحدة للتنمية بأنه يجمع 30 مليار دولار أمريكي خلال عشرين سنة للقيام بتنمية دلتا نهر تومن بالتعاون الدولي. هذه الخطة العظيمة تجعل منطقة نهر تومن- مقر ولاية يانبيان الذاتية الحكم لقومية كوريا بالصين- أرضا خصبة للتنمية الاقتصادية، تثير انتباه العالم. سيستغل أبناء يانبيان تفوق الموارد الطبيعية وموارد الثقافة الإنسانية لجذب المستثمرين والسياح من كل حدب وصوب.

الموقع الجغرافي المتفوق

تقع ولاية يانبيان الذاتية الحكم للقومية الكورية البالغة مساحتها 7 ر42 ألف كيلومتر مربع، عند ملتقى الحدود الصينية الروسية الكورية الشمالية، وهي مركز الاقتصاد في إقليم شمال شرقي آسيا وهمزة الوصل بين آسيا وأوروبا وأمريكا.

يانبيان أكبر منطقة يتجمع فيها أبناء القومية الكورية في الصين، وهم يحافظون على علاقة وثيقة مع أشقائهم وشقيقاتهم الذين يقطنون في روسيا واليابان والولايات المتحدة وكندا واستراليا وهونغ كونغ وماكاو.. الخ. وهذه العلاقة الوثيقة تتيح ليانبيان ظروفا ممتازة لاستقدام رؤوس الأموال والتكنولوجيا والأكفاء المؤهلين، ولتطوير الاقتصاد الموجه إلى الخارج، وللقيام بالتعاون الدولي. أضف إلى ذلك أن يانبيان- مركز التعاون الاقتصادي لشمال شرقي آسيا- تمتلك عشرة موانئ منفتحة على الخارج، تلعب دورا هاما في دفع عجلة اقتصاد يانبيان. ووفقا للإحصاءات وصل مجمل حجم الصادرات والواردات ليانبيان عام 2000 إلى 310 ملايين دولار أمريكي.

إن الموارد الطبيعية الوافرة أساس هام لتطبيق التنمية القافزة في يانبيان. حيث زادت نسبة غطاء الغابات عن 2ر78% ، وأصبحت يانبيان قاعدة رئيسة منتجة للمواد الخشبية في الصين؛ وبلغ عدد المعادن الحديدية وغير الحديدية الثابتة نحو مائة نوع، كما يوجد هناك 1460 نوعا من النباتات البرية ذات القيمة الاقتصادية و250 نوعا من الحيوانات البرية ذات القيمة الاقتصادية، الأمر الذي يفيد يانبيان في تطوير صناعاتها الرئيسية مثل التجارة الخارجية والمواد الخشبية والطاقة والأدوية، وفي تشكيل منظومة تطوير الاقتصاد الموجه للخارج.

قومية مولعة بالغناء والرقص

القومية الكورية قومية تحب الغناء والرقص والرياضة. وقد توارث أبناء يانبيان هذه العادة عن أسلافهم، فدائما ما يغنون ويرقصون ويقومون بالنشاطات الرياضية المتنوعة سواء في الأعياد أم في عطلة نهاية الأسبوع.

فكرة القدم والمصارعة واللوح النابض والأرجوحة العالية والتزلق على الجليد نشاطات رياضية مألوفة لدى أبناء يانبيان. والمصارعة رياضة خاصة بالرجال، وهي تجسد قوتهم ومهارتهم في المصارعة، أما الأرجوحة العالية فهي لعبة تحبها النساء. يثبت حبلا الأرجوحة العالية على أغصان متينة لشجرة كبيرة باسقة، وتعلق على الغصن الأعلى أمام الأرجوحة أشرطة ملونة أو جرس، وتهز النساء الأرجوحة بمهارتهن، فترتفع الأرجوحة من الأسفل إلى الأعلى تدريجيا، وعندما تصدم الأشرطة الملونة أو الجرس تنبعث من المتفرجين هتافات الاستحسان.

ورقصة "الطبل الطويل" أروع الرقصات الكورية، يعود تاريخها إلى اكثر من ألف سنة، وتبدو جاذبيتها الخاصة بالحركات الخفيفة لليد والكتف والقدم والقوام الرشيق وحركة الطبل البارعة. وإن سمعة رقصة "فرحة الفلاحين" ورقصة "المروحة" ورقصة "السيف" ورقصة "جرة الماء" قد ذاعت في الصين والعالم.

المناظر الطبيعية الرائعة

أعجب كل زوار يانبيان بمناظرها الطبيعية الرائعة. وأصبحت تنمية الصناعة السياحية من الموضوعات الرئيسية لدفع تطوير اقتصاد يانبيان.

إن جبال تشانغباي على الحدود الصينية الكورية الشمالية هي رمز لولاية يانبيان الذاتية الحكم للقومية الكورية، ولها مليونا سنة من التاريخ. ولما كانت الجبال مكسوة بالثلج على مدار السنة، وقمتها الرئيسية مغطاة بأحجار بيضاء إلى جانب الثلج فقد دعيت "جبال تشانغباي". وتشانغباي في اللغة الصينية معناها الأبيض الدائم.

كان الشتاء كلما حل بجبال تشانغباي تسد الثلوج الكثيفة ممراتها الجبلية، وقلما يذهب الناس إليها. لكن في نهاية عام 1995 حطمت مصلحة السياحة لولاية يانبيان الذاتية الحكم العرف القديم: لا رحلة إلى جبال تشانغباي في الشتاء، واستقبلت السياح من داخل البلاد وخارجها، ليستمتعوا بمشاهدة المناظر الثلجية الخلابة، ويركبوا عربة الجليد، وينزلقوا على الثلج في جبال تشانغباي. وهكذا انتهت جبال تشانغباي من تاريخ "سبات الشتاء" الأبدي.

جبال تشانغباي بركان ساكن، وتضم أعلى قمة في منطقة شمال شرقي الصين والمنطقة الشرقية لأوروبا وآسيا. وبموقعها الجغرافي وتكوينها الجيولوجي المميزين تشكلت فيها الملامح الطوبوغرافية البركانية الرائعة والبيئة الإيكولوجية المختلفة وموارد الحيوانات والنباتات الوافرة، فمن أسفل الجبال إلى أعلاها ظهرت أربعة أحزمة نباتية متباينة باختلاف المناخ والتربة هي: الغابات التي تضم خليطا من الأشجار العريضة الأوراق والأشجار الصنوبرية، وغابات الأشجار الصنوبرية، وغابات أشجار البتولا، والتندرا الشاهقة، ولذلك أطلق على جبال تشانغباي "خزان جينات الأحياء" و"متحف الطبيعة". فيمكن للسياح أن يستمتعوا هناك بمشاهدة هذه المناظر الرائعة والحيوانات الثمينة النادرة.

نهر تومن أكبر الأنهار في ولاية يانبيان الذاتية الحكم، ينبع من شييشوي بجنوب شرقي جبال تشانغباي، ويبلغ طوله 525 كيلومترا، ويمر بفانغتشوان الواقعة على الحدود المشتركة بين الصين وكوريا الشمالية وروسيا، ويصب أخيرا في بحر اليابان. تنطلق السفينة من ميناء فانغتشوان،  وتتجه إلى الأمام على امتداد النهر، فيمكن للركاب أن يشاهدوا ملامح المباني بالأساليب المعمارية المختلفة للدول الثلاث على ضفتي النهر، والمشهد الرائع لطلوع الشمس أو غروبها، والطيور التي تحلق في السماء والدواجن المائية التي تسبح في النهر. بالإضافة إلى ذلك يمكنهم تذوق سمك السلمون اللذيذ من نهر تومن.

إزاء استثمار 30 مليار دولار أمريكي يقول رئيس الولاية نان شيانغ فو إن له أمنية واحدة خلال توليه رئاسة الولاية، ألا وهي تطوير اقتصاد يانبيان بأسرع وقت ممكن.. "علينا أن نستفيد جيدا من السياسة التفضيلية لتنمية منطقة الصين الغربية، وأن نقوم بقوة بتنمية الاقتصاد المميز، وبتحسين معيشة الشعب، الهدف الأساسي لتحقيق التنمية القافزة اقتصاديا واجتماعيا في يانبيان.

مدينتان حدوديتان مفعمتان بالحيوية

في أواخر العصر الحجري القديم ظهر الإنسان البدائي في يانبيان. وفي عام 713 تأسست دولة بوهاي وعاصمتها مدينة آودونغ (مدينة دونهوا حاليا) بيانبيان، وبعدها أصبحت خاضعة على التوالي لإدارة أسرة شيا الشرقية، ويوان، ومينغ، وتشينغ التي أقامت هناك الدائرة الحكومية لها. أما ولاية يانبيان الذاتية الحكم للقومية الكورية فتأسست في 3 سبتمبر عام 1952 . والآن تدير يانبيان خمس مدن: يانجي، تومن، دونهوا، لونغجينغ، هويتسون وثلاث محافظات: آنتو، خلونغ ووانغتشينغ. ومدينة يانجي عاصمة هذه الولاية.

تومن - نافذة للانفتاح على الخارج

تقع تومن في شرق مقاطعة جيلين، على المجري الأسفل لنهر تومن، مقابل  كوريا الشمالية عبر النهر، وتحيط بها الجبال من ثلاث جهات، وتطل على النهر من جهة واحدة. إنها غنية بالمعادن والموارد، وهي مدينة حدودية وميناء بري، وتعتبر نافذة هامة لانفتاح يانبيان على الخارج.

كان ميناء تومن مزدهرا، وذا تاريخ عريق. وبعد تأسيس الصين الجديدة أصبح ميناء من الدرجة الأولى للدولة، وواحدا من الدفعة الأولى من الموانئ الحدودية البرية لدخول وخروج الصينيين والأجانب. وفي أوائل الخمسينيات أقامت الدولة في ميناء تومن الجمرك وهيئات للفحص الصحي والتجاري والحدودي. ومع زيادة أعمال التجارة الخارجية أقيم فيه مركز استلام وتسليم لبضائع النقل الدولي وهيئة الفحص المشترك المتعلق بالأجانب، مما جعله ميناء هاما في شمال شرقي الصين، يتحمل مهمات نقل الواردات والصادرات بين الصين وكوريا الشمالية وروسيا واليابان وغيرها، ويلعب دورا هاما في شحن البضائع وتفريغها، ولا يمكن أن يحل محله غيره. وحسب الإحصاءات وصلت أكبر كمية من الواردات والصادرات السنوية لميناء تومن إلى 7ر2 مليون طن، وبلغ أكبر عدد للداخلين والخارجين منه120 ألف فرد.

بفضل تفوق الميناء وشبكات النقل والمواصلات المتطورة تحددت مكانة مدينة تومن الاستراتيجية الهامة في انفتاح مقاطعة جيلين والصين على الخارج، مما جعلها تصبح من المدن الرئيسية التي تقوم بتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول المتعددة. وأقامت تومن حتى الآن العلاقات التجارية مع 20 منطقة ودولة، وبلغت قيمة استخدام رؤوس الأموال الأجنبية 20 مليون دولار أمريكي، وتجاوز حجم الواردات والصادرات السنوي 100 مليون دولار أمريكي.

هذا وتعتمد تومن على مواردها الوافرة للقيام بتطوير الصناعة البلاستيكية والصناعة البتروكيماوية والصناعة المعدنية والأدوية..الخ. ونظرا لما يتمتع به أساس الصناعة البلاستيكية من قوة فقد أصبحت تومن أكبر قاعدة لإنتاج المشغولات البلاستيكية في مقاطعة جيلين، وقدرتها في الإنتاج وإبداع المنتجات الجديدة بارزة بين مثيلاتها بأنحاء البلاد. والأغشية البلاستيكية المتعددة الأغراض التي أنتجتها تومن ماركة "السنونو" منتجات بديلة من الأغشية البلاستيكية القديمة في الصين، ولها قوة كامنة هائلة تفتتح بها السوق. الخشبين ( Lignin) مادة نادرة لا غنى عنها في تطوير الصناعة البتروكيماوية، ومصنع تومن الكيماوية يمكنه إنتاجها، لذا تتمتع تومن بتفوق إنتاجي فريد في الصناعة البتروكيماوية. أما الصناعة المعدنية فلها مستقبل واعد، حيث امتلكت تومن الموارد المعدنية والميناء المتفوق، فاستقدمت مشروعين لاستثمار منجم الصخر البلوري ومنجم الرصاص والزنك عن طريق جذب المستثمرين واستيراد رؤوس الأموال، ومن المتوقع بعد تشغيل هذين المشروعين أن تتجاوز قيمة إنتاجهما وأرباحهما وضريبتهما المدفوعة للدولة 100 مليون يوان، كل على حدة، ولا شك في أن الصناعة المعدنية ستصبح العمود الفقري لمدينة تومن.

يانجي- عاصمة ولاية يانبيان الذاتية الحكم

يانجي عاصمة ولاية يانبيان بغرب مدينة تومن. وهي مدينة حدودية منفتحة ذات طابع قومي مميز، تبعد عن الحدود الصينية الروسية 60 كيلومترا من شرقها، وتبلغ المسافة بينها وبين بحر اليابان 80 كيلومترا، ولها ظروف ملاحة بحرية ممتازة. وهي أيضا مدينة محورية في منطقة نهر تومن التي استثمرها برنامج الأمم المتحدة للتنمية.

يانجي غنية بالموارد الطبيعية، ففيها غابات كثيفة تزيد مساحتها على 700 كيلومتر مربع، وهي المركز السياسي والاقتصادي والعلمي والثقافي ومركز المواصلات في الولاية. كانت يانجي منذ القدم مكانا يتجمع فيه أبناء القومية الكورية الصينية، مما يجسد ثقافتها الباهرة العريقة بشكل أفضل، ويميز خصائص انفتاحها على الخارج بوضوح.

وقد تحدث عمدة مدينة يانجي عن خطة التطور فقال: تقوم يانجي بالانفتاح الأوسع على الخارج في القرن الجديد، وتعمل على تطوير الاقتصاد الموجه للخارج بكل قوة، لذا علينا أن نحسن بيئة الاستثمار فيها." ولخلق بيئة الاستثمار الجيدة ركزت يانجي القوة الجبارة ماديا وماليا وبشريا على بناء المنشآت الأساسية للمدينة، وفي عام 2000 وحده بلغت قيمة الاستثمار فيها 120 مليون يوان. وبإتمام بناء الطرق والجسور والمواصلات السلكية واللاسلكية والمحطة الكهرمائية تحسنت ظروف حياة سكانها وبيئتها الاستثمارية تحسنا كبيرا. وتقوم الآن بتنظيف المدينة وتجميلها وتخضيرها، مما يغير ملامح المدينة جذريا.

تجدر الإشارة إلى أنه في معرض يانجي السياحي لعادات القومية الكورية لعام 2000 عرض مائة نوع من المنتجات السياحية ذات طابع القومية الكورية بما فيها المشغولات الفنية والأدوية والأطعمة والآلات الموسيقية والأزياء. وهذا المعرض لم يعرف الناس بمدينة يانجي فحسب، بل أظهر أمامهم ثقافة العادات الشعبية للقومية الكورية، مما جعل كثيرا من الدول المجاورة ترغب في دخول هذه الأرض للتعرف على ولاية يانبيان الذاتية الحكم والصين. وفي نهاية عام 2000 استثمرت 12 دولة ومنطقة في مدينة يانجي، ووصل عدد مشروعات الاستثمار الأجنبي فيها إلى 641 مشروعا، وقيمة استخدام استثماراتها 270 مليون دولار أمريكي.

المؤسسات الإنتاجية العصرية

يتوفر في ولاية يانبيان الذاتية الحكم موارد طبيعية متنوعة، ففيها مائة نوع من المعادن، و1460 نوعا من النباتات ذات القيمة الاقتصادية، وكل هذا يساعد على تطور المؤسسات الإنتاجية المتميزة في يانبيان، ويدفع اقتصادها.

الصناعة البتروكيماوية-  نجمة صناعية في يانبيان

MEK (الكيتين المثيلي -الإثيلي)  مادة عضوية مذيبة هامة ومادة كيماوية  واسعة الاستخدام، يزيد إنتاجها في العالم على مليون طن. ولكن ما تزال قدرة إنتاج هذه المادة في الصين ضعيفة برغم ازدياد إنتاجها في السنوات الأخيرة، وتحتاج الصين إلى استيراد كمية ضخمة من منتجات MEK من الخارج. ولتغيير هذا الوضع لا بد من تقوية استثمار هذه المنتجات اعتمادا على النفس.

وفي مارس عام 2001 نشر في الصحف الصينية الرئيسية خبر سار، مفاده أن معدات إنتاج MEK بقدرة 20 ألف طن سنويا ستنشأ في كل من المؤسسات الثلاث في الصين، منها شركة تومنجيانغ يانبيان البتروكيماوية المحدودة التي بلغت قيمة الاستثمار فيها 160 مليون يوان. هكذا تتقدم هذه الشركة التي تجرأت على حمل  العبء الثقيل لنهوض الأمة الصينية بخطوات ثابتة إلى الأمام.

تقع شركة تومنجيانغ يانبيان البتروكيماوية المحدودة على الشاطئ الغربي لنهر تومن، وكان أصلها مصنع يانبيان لتكرير النفط. وفي تيار الإصلاح والانفتاح على الخارج تطورت هذه الشركة من صغيرة إلى كبيرة، فتبلغ مساحتها 645 ألف متر مربع، وأصولها الثابتة 353 مليون يوان، وهي مؤسسة صناعية ضخمة تضم ثلاث شركات بالاستثمار الصيني وشركة بالاستثمار المشترك الصيني الأجنبي، وتعد من الصناعات الركائزية لتطوير اقتصاد يانبيان.

وتحت شعار "تطوير المؤسسة بالعلوم والتكنولوجيا" ازدادت قيمة الإنتاج لشركة تومنجيانغ يانبيان البتروكيماوية المحدودة وازدادت أرباحها وضريبتها التي تدفعها للدولة عاما بعد عام، كما ازدادت أنواع المنتجات فيها من 8 أنواع من 4 أصناف إلى 19 نوعا من 12 صنفا. في عام 1999 حصلت منتجاتها على شهادة ISO9002  ، ونالت الشركة كثيرا من ألقاب الشرف مثل "الوحدة المتقدمة لإصلاح التكنولوجيا" على مستوى ولاية يانبيان الذاتية الحكم، و"المؤسسة الكيماوية المتقدمة لحماية البيئة لفترة الخطة الخمسية الثامنة والتاسعة" على مستوى وزارة الصناعة الكيماوية، و"المؤسسة المتقدمة للتشجير" على مستوى الدولة.

والآن هيأت الدولة إنشاء قاعدة بتروكيماوية في يانبيان مستغلة الوضع الجيد لتنمية حقل يانبيان النفطي، وهذا واحد من الإجراءات الاستراتيجية المتزامنة مع تنمية منطقة نهر تومن. ومع توسيع انفتاح منطقة نهر تومن على الخارج تظهر شركة تومنجيانغ البتروكيماوية المحدودة قوة حيوية جديدة.

مجموعة آودونغ للأدوية- راية صناعة العقاقير الصينية

الطب والدواء الصيني التقليدي الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين كان وما يزال زهرة نادرة من أزهار الحضارة الصينية الباهرة والعريقة، وقد احتل مكانة مرموقة في تاريخ الطب والدواء العالمي. لكن، ومع نهوض الحضارة الغربية وإدخال الدواء الغربي إلى الصين وتعميمه فيها أصبحت صناعة العقاقير الصينية الجاهزة "صناعة غروب الشمس".

صرحت مجموعة آودونغ للأدوية بطريق تطورها أن صناعة العقاقير الصينية التقليدية لم تسقط في واد عميق، بل أفعمت بالنشاط والحيوية كشمس مشرقة.

ففي بداية الثمانينيات اتخذت مجموعة آودونغ للأدوية المنتجات ذات العلوم والتكنولوجيا العالية والقيمة المضافة العالية والجودة الممتازة هدفا إنتاجيا لها لكي تحمل العبء الثقيل التاريخي لتحقيق عصرنة إنتاج العقاقير الصينية.

وبتجديد التكنولوجيا غيرت مجموعة آودونغ الطريقة التقليدية المعقدة والمنخفضة الفاعلية لتركيب وإنتاج العقاقير الصينية. فالتكنولوجيا المتقدمة لا تحافظ فقط على العناصر الفعالة التي تحتوي عليها العقاقير، بل تقلل تكاليف الإنتاج واستهلاك الموارد وتلوث البيئة، مما جعل العقاقير الصينية منتجات عالية الجودة، تطابق حاجة السوق.

هذا وقامت مجموعة آودونغ بإصلاح المعدات الإنتاجية، وأتمت بناء عمارة عصرية لإنتاج العقاقير الصينية مساحتها 10 آلاف متر مربع وعمارة مركز اختبار جودة العقاقير؛ وخصصت 15 مليون يوان لبناء الخزان المتعدد الطوابق الذي يقوم بتخزين الموارد الخام والمنتجات بتحكم الكمبيوتر. وبالإضافة إلى ذلك استوردت من إيطاليا وألمانيا معدات من الدرجة الأولى لإنتاج الأدوية على شكل أقراص وشربة، وتعمل خطوط الإنتاج الرئيسية أوتوماتيكيا أو آليا. وفي الآونة الأخيرة ستتم آودونغ مشروع المرحلة الرابعة لمشروع إصلاح تكنولوجيا GMP ، قيمة الاستثمار فيه 150 مليون يوان. وكل هذا سيرفع مستوى فن إنتاج العقاقير الصينية.

وعبر بضع عشرة سنة من الجهود يمكن لمجموعة آودونغ إنتاج العقاقير الصينية على شكل أقراص و"كبسولات" وشربة.. الخ. وقد اخترعت مجموعة من العقاقير الصينية ذات العلوم والتكنولوجيا العالية والعقاقير الخاصة للمستشفيات المختصة.

في عام 1994 حصلت آودونغ علي شهادة ISO9002 ، فأصبحت أول مؤسسة حاصلة على هذه الشهادة بين مثيلاتها في الصين.

وفي عام 1996 نجحت شربة تقوية المخ التي أنتجتها آودونغ في اختبار FDA الأمريكي، فنزلت لأول مرة إلى السوق الأمريكية. وفي نفس العام انتخب 13 نوعا من العقاقير الصينية التي أنتجتها آودونغ منتجات ممتازة على مستوى المقاطعة ومستوى الوزارة، وأصبحت منتجات الماركة المشهورة للدولة، ولقيت تقديرا وإقبالا من المستهلكين، وحددت وزارة الصحة أن شربة تقوية المخ وشربة تقوية العظم من المنتجات الدوائية الصينية التي تحميها الدولة.

ويتقدم كوادر وعمال مجموعة آودونغ إلى الأمام بلا توقف، تحت إرشاد شعار "النهوض بإبداع الجديد" الذي رفعته مجموعة آودونغ، وتظهر أمامهم آفاق واسعة لتطور العقاقير الصينية التقليدية.

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn           
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.