![]() |
![]() |
||||
المحتويات
|
|||||
العدد
12 ديسمبر(كانون الأول) 2001
|
|||||
إعادة الصفاء إلى سماء مدينة داتونغ سون تسوي بينغ ويوي جيه يعود تاريخ مدينة داتونغ إلى ما قبل أكثر من 2400 عام، وتقع في الشمال الأقصى من مقاطعة شانشي، بين سور الصين العظيم الداخلي والخارجي. إنها المدينة الثانية بمقاطعة شانشي من حيث حجمها، وتشتهر بكهوف يونقانغ وجبل هنغشان (الجبل الشمالي من الجبال الخمسة الصينية المشهورة) والمعبد المعلق وجيولونغبي (جدار التنانين التسعة) الخ، وهي من المناظر الجميلة والمواقع التاريخية المشهورة، وفي الوقت نفسه تتمتع بلقب "عاصمة الفحم الصينية" لطبقة الفحم الغنية والواسعة الانتشار التي تهديها إياها الطبيعة. ومنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية تحتل داتونغ مكانة حاسمة في تشكيل استراتيجية التطور الاقتصادي الصيني، وتعد أكبر قاعدة لمصادر الطاقة الفحمية في الصين. يشكل الفحم ثروة لداتونغ، وفي الوقت نفسه يسبب لها تلوثا بيئيا، خاصة خلال عملية نقل الفحم من مقاطعة شانشي إلى خارجها. وقبل بضع سنوات لاحظ الناس في داتونغ أن السماء مكفهرة من الصباح إلى المساء، والتنفس ثقيل، وهذا أضر بهذه المدينة التاريخية والثقافية المشهورة، لذلك أمل الناس أن تعود سماؤهم صافية. يقول سون بو تشي رئيس مدينة داتونغ إن القرن الحادي والعشرين قرن للمدن، وإن تحقيق المزيد من العوائد الاقتصادية باستخدام كلفة بيئية أقل وتحقيق التنمية المستديمة هما موضوع جديد لهذا القرن. ومع إنجاز داتونغ مهمتها التاريخية باعتبارها "قاعدة مصادر الطاقة الفحمية" تحدد مهمتها الجديدة، وهي بناء "قاعدة مصادر الطاقة النظيفة". وبينما تستفيد من تفوقها باستمرار من حيث كونها مدينة وافرة الموارد، فإنها تسعى لتهدي "الثروة الخضراء" لخلفها. إن تطوير صناعة الفحم النظيفة الطراز (تعميم تكنولوجيا تنظيف الفحم) أمر هام لتحقق داتونغ تحويلها من قاعدة مصادر الطاقة الفحمية إلى قاعدة مصادر الطاقة النظيفة، لذلك أصبح المزيج الفحمي المائي (Coal Water Mixture) نوعا من منتجات المحروقات لتوفير الطاقة وحماية البيئة الجديدة الطراز القابلة لتطوير أكبر. المزيج الفحمي المائي نوع من المحروقات السائلة تتخذ الفحم أحد مركباتها الرئيسية، وقد بدأ هذا المزيج يطور في أواسط السبعينيات من القرن العشرين، وله صفة السيولة والثبات مثل النفط تماما، وفي الوقت نفسه له فعالية الاحتراق الأعلى وحجم تصريف المواد الملوثة الأقل مقارنة مع النفط، ويتميز بالكلفة المنخفضة والتخزين والنقل السهل الخالي من التلوث، لذلك يمكن تخزينه ونقله باستخدام الأنابيب لمسافة طويلة، وهذا المزيج لا يؤدي استخدامه الواسع إلى تخفيف أوحل أزمة موارد النفط الدولية إلى أبعد حد فحسب، بل يفيد في تقليل الأضرار البيئية بصورة أكبر خلال حلقة نقل المحروقات واحتراقها، ويتحكم بمشكلة التلوث البيئي بصورة فعالة أيضا. منذ ظهور المزيج الفحمي المائي وهو يحظى باهتمام مختلف الدول لفوائده الجيدة في مجال الاقتصاد وحماية البيئة. ومع ازدياد مسألة أمن مصادر الطاقة بروزا يوما بعد يوم وهذا المزيج يطور ويستخدم باستمرار باعتباره احتياطي تكنولوجيا مصادر الطاقة، وقد أصبح في الوقت نفسه فرعا هاما لتكنولوجيا تنظيف الفحم في الصين. في يناير 1996 أشار الرئيس جيانغ تسه مين إلى أن نفكر في مسألة تكنولوجيا المزيج الفحمي المائي باعتبارها مسألة استراتيجية. لقد طورت داتونغ منتجات المزيج الفحمي المائي بخطوات هامة لأنه شيء ذو مغزى خاص بالنسبة لها، فهو يوسع لديها ضيق التطوير الناتج عن اعتمادها الأحادي رئيسيا على نقل الفحم إلى خارجها، ويتطلب اختيارا صارما لأنواع الفحم لأنه يحتوي العلوم والتكنولوجيا بصورة عالية، وداتونغ مناسبة لصنع مزيج فحمي مائي ممتاز النوعية وسهل النقل إلى خارجها لأن الفحم فيها ذو نوعية جيدة وموارده وافرة وكلفة استخراجه منخفضة وموقعها الجغرافي مناسب، لا سيما أن هذا المزيج الفحمي المائي ذو فعالية احتراق عالية ونظيف الاحتراق بالمقارنة مع النفط، ثم أنه يقلل التلوث البيئي خلال الإنتاج والنقل بصورة كبيرة جدا، لذلك له أهميته الكبيرة في تحسين ظروف البيئة بالنسبة لداتونغ والمناطق التي حولها. منذ عام 1998 بدأت لجنة الحزب بمدينة داتونغ وحكومتها تنظم سلسلة من الأعمال مثل القيام بتحقيق ودراسة للسوق واستيراد تكنولوجيا جديدة وتجميع أموال وتهيئة مشروعات الخ. في مايو 2001 تأسست شركة هويهاي داتونغ المحدودة المسئولية للمزيج الفحمي المائي بداتونغ، وبلغ مجمل قيمة الاستثمار لديها 130 مليون يوان، وحجم الإنتاج مليون طن سنويا. إنها أكبر شركة لإنتاج المزيج الفحمي المائي بالصين حاليا، وبفضل إتمام البناء وبداية الإنتاج في مشروع تحسين التكنولوجيا للمزيج الفحمي المائي ارتفعت قوة الإنتاج الصينية لهذا المزيج إلى الضعف تقريبا، وبفضل إنتاج 10 ملايين طن من هذا المزيج سنويا، وهو الهدف الذي يسعى هذا المشروع لتحقيقه، ستصبح داتونغ أكبر قاعدة لإنتاج المزيج الفحمي المائي في الصين، وهكذا ستحقق داتونغ تحولها من "قاعدة مصادر الطاقة الفحمية" إلى "قاعدة مصادر الطاقة النظيفة"، ولا يعود الأمل في إعادة الصفاء إلى سماء داتونغ مجرد حلم.
|
|||||
|