أثيرت قضية أمن الخليج على مدى أكثر من خمسين عاماً ارتباطاً بخمسة تطورات. المتنوعة مع مصالح ذ

الأول:  بروز حركة المد القومي العربي بعد إنشاء جامعة الدول العربية وبروز الزعامة القومية العربية في ظل قيادات عربية في مقدمتها جمال عبد الناصر.المتنوعة مع مصالح ذ

الثاني: تصاعد حركة المد التحرري في العالم بأسره وبروز حركة تحرر وطني ولو محدودة وصغيرة في منطقة الخليج.المتنوعة مع مصالح ذ

الثالث: تراجع دور الإمبراطورية البريطانية عالمياً وانحسارها ومن ثم قرارها بالانسحاب من شرق السويس ومنح الاستقلال لدول الخليج.

الرابع: ظهور الانقسام الدولي الثنائي القطبية والحرب الباردة والتصارع على عدة مناطق ومن بينها منطقة الخليج ذات الأهمية الاستراتيجية. المتنوعة مع مصالح ذ

الخامس: ظهور الكيان الإسرائيلي في فلسطين التاريخية وتطلعاته المتعددة في المنطقة العربية للتوسع الأرضي والتغلغل الاقتصادي والثقافي من ناحية والدور الذي لعبته الدول الخليجية في مساندة القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين. المتنوعة مع مصالح ذ

وانعكست كل هذه الأمور على توجهات دول الخليج بما في ذلك إيران والعراق وعلى سيناريوهات وخطط الأمن في المنطقة.  ولهذا ظهرت الأحلاف المرتبطة بالغرب مثل حلف بغداد – السنتو – وكذلك التوجه لإنشاء ما سمى بالحلف الإسلامي فضلاً عن التواجد العسكري والثقافي والاقتصادي بصورة مختلفة في كل دولة من دول المنطقة وفقاً للظروف والارتباطات السياسية ومراحل التطور التاريخي في كل منها. المتنوعة مع مصالح ذ

وتوالت الأحداث وتغيرت الشخصيات والقيادات والمواقف في المنطقة العربية ومن بينها منطقة الخليج.  وفي معظم المراحل لعب العراق في ظل النظام الملكي ثم النظام الجمهوري ثم نظام حزب البعث تحت قيادات صدام حسين دوراً محورياً ورئيسياً في المنطقة حتى غزو الولايات المتحدة للعراق وإخضاعه لسلطة الاحتلال.  ولن نتطرق لتفاصيل الدور في كل مرة واتجاهاته وإنما نركز على نقطتين تتصلان بموضوع أمن الخليج وهما: المتنوعة مع مصالح ذ

النقطة الأولى:  تأثير التطورات في العراق:  ولعل أبرز تطور هو السيناريو المقترح للعراق بأن يتحول إلى دولة ديموقراطية بجيش محدود لا يتجاوز 40 ألف وهذا السيناريو لو تحقق سوف يطرح ثلاثة إشكالات: المتنوعة مع مصالح ذ

1)      هل يمكن أن يقدم العراق نموذجاً ديمقراطياً للمنطقة وما تأثير هذا النموذج على دول الخليج العربية الست ونظم الحكم فيها ووضع الأقليات والطوائف والأعراق. المتنوعة مع مصالح ذ

2)     هل يستطيع الجيش العراقي محدود العدد أن يلعب دوراً في أمن الخليج سواء في إطار إقليمي أو إطار دولي. المتنوعة مع مصالح ذ

3)     ما هي علاقة النظام العراقي الجديد بالتطورات الأخرى المرتبطة بأزمة الشرق الأوسط والاستراتيجية العالمية للولايات المتحدة.المتنوعة مع مصالح ذ

وسنترك الإجابة عن هذه الإشكالات في هذه المرحلة انتظاراً لبلورة الاستراتيجية الأمريكية تجاه العراق والشرق الأوسط.  ولكن يكفي فقط الإشارة إلى أن غزو الولايات المتحدة للعراق طرح مشكلة أمن الخليج على أوسع نطاق لدى النظم والجماهير والمثقفين.المتنوعة مع مصالح ذ

النقطة الثانية:  الوسائل التي تم تجريبها حتى الآن لتحقيق أمن الخليج:  وهنا يهمنا الإشارة إلى مجموعة من الوسائل والأساليب والآليات التي استخدمت عبر السنوات الماضية وحتى الآن ونشير لثماني آليات على النحو التالي:المتنوعة مع مصالح ذ

الأولى:  في إطار الأمن القومي العربي باعتبار أن أمن الخليج جزء من الأمن العربي ولذلك ساهمت الدول الخليجية في بحث هذا الموضوع وبلورته منذ أن طرحته مصر على جامعة الدول العربية عام 1992م. ولكن هذا الأمر يحتاج لإعادة الدراسة ولمنهج جديد في التعامل في ظل المستجدات الدولية والإقليمية.  ورغم كل مشاكل الإطار العربي الشامل ونقاط ضعفه فأنه ساعد في الحفاظ بقدر ما على الأمن من خلال حشد الطاقات السياسية والإعلامية وتقديم غطاء دولي في بعض الأحيان هذا فضلاً عن أثره في تعبئة المشاعر القومية لصالح قضايا أمنية وسياسية معينة من حين لآخر.المتنوعة مع مصالح ذ

الثانية: في إطار التنسيق مع دول إعلان دمشق الذي تبلور في مارس 1991م وضم كلاً من مصر وسوريا بالإضافة لدول مجلس التعاون الخليجي وقد أثبت هذا التعاون فعاليته في حرب تحرير الكويت، ولكن بعد انتهاء الحرب اتفق على التعاون في إطار ثنائي مع كل دولة وليس في إطار جماعي.  وقد واجه هذا الإطار صعوبات واعتراضات من بعض الدول الكبرى (الولايات المتحدة) والدول الإقليمية (إيران) فضلاً عن الحساسيات التقليدية في منطقة الخليج تجاه كل السياسات ذات النزعة القومية لدى مصر وسوريا.المتنوعة مع مصالح ذ 

الثالثة:  الإطار الدولي أي من خلال مجلس الأمن وقراراته الدولية باعتبار أن هذا المجلس تقع عليه المسئولية الأولى في صد العدوان أو التهديد باستخدام القوة.  وبالفعل فقد صدرت عدة قرارات من مجلس الأمن في إطار الفصل السابع للميثاق أثناء حرب الخليج الثانية.  وهذا الإطار يصلح في حالة الاتفاق بين القوى العظمى، أما في حالة الاختلاف فأن مجلس الأمن يعجز عن اتخاذ قرار فعال.المتنوعة مع مصالح ذ

الرابعة: الاتجاء لمحكمة العدل الدولية في منازعات الحدود على غرار ما تم بالنسبة للنزاع على بعض الجزر بين البحرين وقطر، وأدى قبول الطرفين لحكم المحكمة إلى إعادة الوئام بينهما ومن ثم تحقيق الأمن والسلام في المنطقة.  ولاشك أن الإطار القضائي هو أحد وسائل التسوية السلمية للمنازعات، ولكنه يحتاج لموافقة الطرفين على الاتجاء إليه وقبول الحكم. المتنوعة مع مصالح ذ

الخامسة: إرساء مبادئ حسن الجوار كإحدى الوسائل الناجحة في تحقيق الأمن ويأتي في هذا الصدد زيارة جلالة الملك الشيخ حمد لإيران عام 2002م وزيارة الرئيس الإيراني محمد خاتمي للبحرين في مايو 2003م، وقد أكد ذلك حرص كل من الطرفين على احترام سيادة كل طرف وعدم التدخل في الشئون الداخلية له، وهو الأمر الذي أحدث قلاقل في الماضي، وأدى إلى توتر في علاقات البحرين مع إيران خاصة في عقد التسعينات من القرن العشرين. المتنوعة مع مصالح ذ

السادسة: تعزيز الطابع الوطني للوظائف في كل دولة خليجية بما يساعد على تماسك المجتمع والقضاء على مشاكل مثل البطالة وضعف الانتماء والولاء وتعزيز الثقافة الوطنية في مواجهة ثقافة العمالة الوافدة.  وهذا كله مما يمثل تهديداً للأمن الخليجي في المدى البعيد بل والمتوسط. المتنوعة مع مصالح ذ

السابعة: تعزيز القدرات الدفاعية الجماعية في إطار مجلس التعاون الخليجي من خلال قوات درع الجزيرة، وقد شاركت تلك القوات في مد مظلة الحماية على الكويت أثناء الغزو الأمريكي للعراق مارس/أبريل 2003م.  إلا أن هذا الإطار مازال محدود الفعالية نتيجة ضعف القدرات البشرية لدول المجلس، وبعض الحساسيات بين الدول الأعضاء فضلاً عن عدم تشجيع الدول الكبرى لذلك. المتنوعة مع مصالح ذ

الثامنة: تعزيز القدرات الدفاعية الوطنية لكل دولة خليجية باعتبار أن هذه هي المرتكز الأول للدفاع لتحقيق الأمن ويمكن تحقيق ذلك عبر طرق ثلاثة هي: المتنوعة مع مصالح ذ

1-             تطوير أسلوب تدريب القوات المسلحة ودرجة استعدادها وكفاءتها. المتنوعة مع مصالح ذ

2-             تزويد القوات المسلحة بأحدث المعدات التكنولوجية العسكرية.المتنوعة مع مصالح ذ

3-             توسيع قاعدة المشاركة الوطنية في القوات المسلحة للدول الأعضاء. المتنوعة مع مصالح ذ

وختاما نقول: لاشك أن قضية الأمن تعتبر الهاجس الرئيسي لكل دولة ويزداد هذا الأمر صعوبة وإلحاحا إذا كانت الدولة تقع في مكانة استراتيجية أو في منطقة احتكاك دولي أو محاطة بجيران لا يتقبلون وجودها أو سياساتها أو تتعارض مصالحهم مع مصالحها. المتنوعة مع مصالح ذ

ولاشك أن التطورات في منطقة الخليج تعكس وضعا بالغ الدقة لأكثر من اعتبار: المتنوعة مع مصالح ذ

الأول:    الموقع الاستراتيجي للمنطقة كممر لطرق بحرية وجوية. المتنوعة مع مصالح ذ

الثاني: المكانة الاستراتيجية للمنطقة بحكم امتلاكها ثروات طبيعية بالغة الأهمية وفي مقدمتها النفط، والغاز الطبيعي. المتنوعة مع مصالح ذ

الثالث: وجود مطامع إقليمية بالنسبة للمنطقة أو في بعض دولها. المتنوعة مع مصالح ذ

الرابع: وجود مطامع دولية وخاصة من القوى العظمى. المتنوعة مع مصالح ذ

الخامس: ضعف البنية السكانية والعسكرية والتكنولوجية للمنطقة. المتنوعة مع مصالح ذ

السادس: وجود تصورات وسيناريوهات متعددة تسعى للتأثير على المنطقة ورسم خريطتها المستقبلية. المتنوعة مع مصالح ذ

السابع: الوجود الثقافي والسياسي الأجنبي في المنطقة مما يترك أثره في بنية النظم وتماسكها. المتنوعة مع مصالح ذ

الثامن: التطورات الجديدة المتصلة بالغزو الأمريكي البريطاني للعراق وعدم استقرار الأوضاع فيه. المتنوعة مع مصالح ذ

التاسع: السياسة الأمريكية الراهنة المستندة إلى عنصرين: المتنوعة مع مصالح ذ

1) أيديولوجية الهيمنة بحكم كونها القوة العظمى الوحيدة. المتنوعة مع مصالح ذ

2)      استراتيجية الأمن الأمريكية التي أدخلت عناصر جديدة في الفكر السياسي والاستراتيجي، كما أحيت مفاهيم قديمة، ومن ذلك. المتنوعة مع مصالح ذ

أ‌-  من ليس معي فهو ضدي (أو مع الإرهاب) المتنوعة مع مصالح ذ

ب‌-        رفض مفهوم المساواة بين الدول الذي يمثل أساس التنظيم      الدولي بل أساس العلاقات الدولية منذ مؤتمر وستفاليا عام 1648. المتنوعة مع مصالح ذ

ج-  رفض مبدأ السيادة المطلقة وإعطاء حق التدخل في الشئون الداخلية للدول مفهوماً جديداً أطلق عليه التدخل الإنساني. المتنوعة مع مصالح ذ

د-    جعل الشرعية الدولية مرتبطة وجوداً أو عدماً بالقرار السياسي الأمريكي. المتنوعة مع مصالح ذ

من كل هذه الاعتبارات وغيرها، يمكن أن نتصور أهمية موضوع الأمن الوطني وحساسيته في نفس الوقت خاصة لتقاطع هذه العوامل المتنوعة مع مصالح ذاتية وطنية تسعى النظم السياسية في المنطقة للحفاظ عليها وحمايتها. المتنوعة مع مصالح ذ