سبتمبر قادم ولو طال يوليو!

بقلم حسن وانغ

يوليو شهر غير عادي في حياة كل طالب بالصين، وربما خارجها، وبخاصة بالنسبة للخريجين الجدد وذويهم. في هذا الشهر تعقد امتحانات متنوعة هامة ويتقرر مصير العديد من الطلاب في شهر يعد أكثر شهور العام حرارة. في هذا العام لم يفقد يوليو أهميته برغم قرار أجهزة التعليم الصينية تقديم امتحان القبول بالجامعات من يوليو إلى يونيو، فقد أعلنت النتيجة في يوليو الساخن جدا. العام السابق.. علي كل حال

يحتل امتحان القبول بالجامعات الذي يؤديه طلاب المدارس الثانوية بعده امتحان النقل من المرة الإعدادية إلى المرحلة الثانوية. إن الامتحانات في الصين لها تاريخ عريق وذكريات محفورة في الذاكرة الصينية، فالامتحان هو الذي يقسم الناس طبقتين؛ طبقة حاكمة وطبقة محكومة، والامتحان يرتقي بالفرد في سلم الوظائف الحكومية وقد يصل به إلى مصاف كبار مسئولي الدولة. وقد قالوا قديما عن هذا في الصين قديما "نظام الارتقاء بالامتحان". وعلى الرغم من امتحانات اليوم  في الصين لم يعد مثل ما كان في التاريخ يظل الامتحان أهم حدث في حياة الفرد؛ ذلك أن النجاح في الامتحان أو الفشل يقرر مصير الفرد. والنجاح في امتحان القبول بالجامعات، مثلا،  يعني خطوة كبيرة في حياة الفرد، ولذلك يهتم الطلاب بهذا الامتحان اهتماما بالغا، ويعتبره ذويهم  أهم حدث في حياة أبنائهم، بل وحياتهم هم أنفسهم، ويبذلون من أجله أقصي الجهود من دروس خصوصية، إلى تهيئة بيئة المذاكرة. الفشل في هذا الامتحان كارثة تجلب الحزن للطالب وأهله   لأنه يعني فقدان فرصة حياة ناجحة إلى الأبد ويجب التفكير في سبيل آخر للحياة بعده، فهل يعاود الطالب المحاولة أم يشق طريقه على سوق العمل بشهادته الثانوية. الذين ينجحون يشعرون أنهم بلغوا من الحياة إلى قمتهم ويفرح بهم ولهم أهلهم وذويهم  غير مدركين أن الامتحان القادم الذي سيواجهونه سيكون أشد صعوبة ألا وهو امتحان البحث عن عمل ويكون هذا أيضا في شهر يوليو! العام السابق.. علي كل حال

أولياء أمور تلاميذ المرحلة الإعدادية ينتظرون أيضا شهر يوليو كل سنة؛ حيث يُحدد في هذا الشهر سنويا، المدرسة التي قُبل بها الطالب، فإن الالتحاق بمدرسة مميزة يعني الخطوة الأولى على طريق الوصول إلى الجامعة، وعليه لا يبخل أولياء الأمور بالجهد والمال لإلحاق أبنائهم بالمدارس الثانوية النموذجية. العام السابق.. علي كل حال

وفي شهر يوليو تزداد سخونة الامتحانات في أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ويكون الحديث عن الامتحانات الوجبة الحاضرة دائما على مائدة كل أسرة. أهمية الامتحانات في الصين أفرزت ما يطلق عليه "اقتصاد الامتحانات" الذي يشمل الرواج في وسائل المواصلات والاتصالات والأطعمة التي يعتقد أنها مغذية للمخ أو أن لها علاقة بالذكاء والاستذكار.  يوليو شهر فرحة للبعض وشهر حزن آخرين. العام السابق.. علي كل حال

ثم يأتي شهر سبتمبر بعد العطلة الصيفية التي تمتد شهرين، ويبدأ الذين فرحوا والذين حزنوا رحلة حياة جديدة في سبتمبر؛ فمنهم من يذهب للجامعة ومن يلتحق بالمدارس الثانوية النموذجية، ومنهم من يعيد المحاولة مع الثانوية العامة أملا في نتيجة أفضل من العام السابق.. علي كل حال يأتي سبتمبر مهما طال ومهما كان في يوليو. العام السابق.. علي كل حال