م
التعاون
الإقليمي يدفع عجلة التنمية
تشانغ
ده جيانغ
يشهد عالم اليوم تطورا
هائلا في التكنولوجيا الحديثة ممثلة في تكنولوجيا المعلومات،
وهذا ما يدفع طاقة الإنتاج إلى مرحلة جديدة. ومع تعميم التكنولوجي
الجديدة على نطاق واسع، تظهر دفعة تلو أخرى من المنتجات
الحديثة. وهكذا طرأت تغيرات جذرية على طرق الإنتاج، وسائل
التبادل، أنماط الاستهلاك، تطورات المجتمع الاقتصادي.التعاون
يمكن القول إن ثورة
التكنولوجيا الجديدة تدفع تعديل الهياكل الصناعية في دورة
أخرى بالعالم، وتزيد الاستثمار الدولي، وتعزز التعاون بين
الدول والمناطق وكل ذلك يحث خطى العولمة الاقتصادية. التعاون
غير أن تحقيق العولمة
الاقتصادية يسير على طريق غير ممهد. ولأن الشروط والظروف
التي تعتمد عليها التنمية الاقتصادية تختلف من بلد إلى آخر،
ومن منطقة لأخرى، أصبح فهم عبارة العولمة الاقتصادية يقوم
على أساس المصالح الواقعية وهذا أوجد اختلافات كبيرة بين
مختلف البلدان. فالذي لا جدال فيه أن تعميم العولمة الاقتصادية
يواجه مسيرة طويلة.التعاون
هذا الوضع يشجع الدول
ذات الثقافات الممتدة والمتشابهة إلى التعاون الإقليمي.
خلال السنوات الماضية، تحقق التعاون الإقليمي في دول الاتحاد
الأوروبي، منطقة التجارة الحرة في شمال أمريكا، منطقة اتحاد
دول جنوب شرقي آسيا. والآن يضم الاتحاد الأوروبي 25 دولة،
تغطي أربعة ملايين كيلومتر مربع، عدد سكانها 450 مليون نسمة،
حجم اقتصادها عشرة تريليونات (000ر000ر000ر000ر10) دولار
أمريكي. التعاون
قاطرة التنمية الاقتصادية
لقد حققت الصين معجزات
في التنمية الاقتصادية منذ تطبيق سياسات الإصلاح والانفتاح،
فقد ارتفع إجمالي الناتج المحلي من 3ر147 مليار دولار أمريكي
عام 1978 إلى أكثر من 1400 مليار دولار أمريكي عام 2003،
بزيادة 4ر9% سنويا، ووصل حجم التجارة الخارجية 2ر851 مليار
دولار أمريكي، احتياطي العملات الصعبة 3ر403 مليار دولار
أمريكي؛ وقفز حجم الاقتصاد الصيني إلى المرتبة السابعة عالميا
وأصبحت الصين في المركز الرابع العالمي من حيث حجم التجارة
الخارجية.التعاون
التنمية الاقتصادية
الإقليمية تدفع الاقتصاد الصيني، والمناطق الاقتصادية المحورية
الثلاث الموزعة على دلتا نهر اليانغتسي، دلتا نهر اللؤلؤ،
محيط بحر بوهاي تحولت إلى قاطرة للتنمية الاقتصادية بالصين.التعاون
قوانغدونغ كان لها خبرات ناجحة في تطبيق سياسة
الإصلاح والانفتاح، وتطوير التعاون الإقليمي. اليوم، تجني
قوانغدونغ ثمار جهودها بعد أن امتد التعاون الاقتصادي والتجاري
بين قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو إلى منطقة دلتا نهر اللؤلؤالموسعة.
لقد ازداد إجمالي الناتج المحلي لها من 5ر18 مليار
يوان عام 1978 إلى 1345 مليار يوان عام 2003 بمعدل 4ر13%
سنويا؛ ووصل حجم التبادل التجاري لها 6ر283 مليار دولار
أمريكي؛ ومن حيث إجمالي قيمة الإنتاج، الإيرادات الضريبية،
قيمة الاستثمار الأجنبي المستخدم فعليا، إجمالي حجم التجارة
الخارجية، تحتل قوانغدونغ 9/1، 7/1، 4/1، 3/1 كل على حدة
بالنسبة للصين. التعاون
قوانغدونغ حددت أهدافها
في العشرين سنة الأولي من القرن الحادي والعشرين على النحو
التالي: زيادة متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي إلى 3450
دولار أمريكي عام 2010، أي ضعف عام 2000؛ ثم إلى 7000 دولار
أمريكي عام 2020.التعاون
ثمار التعاون الاقتصادي والتجاري إقليميا
مع التوسع في تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح،
أخذت هونغ كونغ وماكاو تنقل صناعاتها إلى قوانغدونغ لدرجة
أن قوانغدونغ تسمى " ورشة هونغ كونغ وماكاو".
تبلغ القيمة المتراكمية للاستثمارات الأجنبية المستخدمة
فعليا 5ر176 مليار دولار أمريكي، أكثر من 70% منها
قادمة من هونغ كونغ وماكاو. في قوانغدونغ قرابة 80 ألف مشروع
باستثمارات من هونغ كونغ أو ماكاو؛ معظم تجارتها من الواردات
والصادرات تكون عبر هونغ كونغ أو ماكاو؛ أكثر من 80% من
السياح القادمين إلى قوانغدونغ يأتون من هونغ كونغ أو ماكاو؛
العديد من مشروعات قوانغدونغ تخرج عبر هونغ كونغ أو ماكاو
إلى العالم؛ بواسطة هونغ كونغ وماكاو تستفيد قوانغدونغ من
التكنولوجيا المتقدمة وخبرات الإدارة الناضجة، ومعلومات
السوق الخارجية؛ التبرعات المالية من هونغ كونغ وماكاو لأعمال
الثقافة، التعليم، التربية، العلوم، الصحة في قوانغدونغ
لا تحصى.. جملة القول إن التعاون مع هونغ كونغ وماكاو أرسي
قاعدة التنمية الاقتصادية في قوانغدونغ.التعاون
وبالنسبة لهونغ كونغ وماكاو، قوانغدونغ
شريك لا غنى عنه في التنمية الاقتصادية. خلال الفترة ما
بين عامي 1978 و2003، ارتفع إجمالي قيمة الإنتاج بها من
356 مليار دولار من هونغ كونغ إلى 1361 مليار دولار من هونغ
كونغ؛ خلال العشرين سنة الماضية انتقل 80% من مشروعات التصنيع
في هونغ كونغ إلى قوانغدونغ بينما يعتمد 70% من حجم التداول
السلعي الذي تحققه هونغ كونغ على قوانغدونغ. وفي السنوات
الأخيرة، يمثل أبناء قوانغدونغ 50% من أبناء مناطق الصين
الداخلية الذين يزورون هونغ كونغ وماكاو. التعاون
التقدم نحو مستقبل أفضل
أضحت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المناطق
الداخلية وهونغ كونغ وماكاو وثيقة أكثر عام 2004، وعليه،
وضعت حكومة قوانغدونغ مع هونغ كونغ وماكاو: مبادئ التعاون
القائمة على" التطلع إلى الآفاق؛ المراعاة الشاملة؛
الاهتمام بالفاعلية الواقعية؛ تبادل المنفعة"؛ وحددت
أهداف ومشروعات وتدابير التعاون. الأهداف خلال الفترة
من العشر إلى العشرين سنة المقبلة هي أن تصبح قوانغدونغ
قاعدة هامة لصناعة التصنيع بالعالم؛ وأن تكون هونغ كونغ
مركزا دوليا للخدمات التجارية في صناعات التداول السلعي
وأسواق المال؛ في حين تعزز ماكاو وضعها كمركز عالمي لصناعات
الترفيه والسياحة، الخدمات الإقليمية في التجارة.التعاون
التعاون الإقليمي في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ
الموسعة
في ظل العولمة الاقتصادية،
وخلال العشر سنوات المقبلة ستقام منطقة الصين- اتحاد دول
جنوب شرقي آسيا للتجارة الحرة. الوضع الذي يدفع منطقة دلتا
نهر اللؤلؤ الاقتصادية إلى زيادة قواعدها الإنتاجية. في
يوليو عام 2003، طرحت قوانغدونغ اقتراحا بالتعاون الإقليمي
في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ الموسعة التي تضم، باستثناء قوانغدونغ
وهونغ كونغ وماكاو، ثماني مقاطعات أخري. التعاون
تضم منطقة دلتا نهر
اللؤلؤ الموسعة قوانغدونغ، قوانغشي، فوجيان، هونان، جيانغشي،
هاينان، سيتشوان، قويتشو، يوننان، هونغ كونغ، ماكاو. مساحة
هذه المنطقة 2005 ألف كيلومترات مربعة أي 9ر20% من مجموع
مساحة الصين؛ عدد سكانها 450 مليون نسمة- 8ر34% من إجمالي
عدد سكان الصين؛ مجمل القيمة الإنتاجية بها 63ر3884 مليار
يوان، أي 3ر33% مما تحققه الصين كلها. التعاون
التعاون الإقليمي في
منطقة دلتا نهر اللؤلؤ الموسعة لها مزايا، منها: الاختلاف
الصناعي بين منطقة وأخرى؛ التكامل الاقتصادي؛ المتخصصون
الأكفاء؛ الموارد الطبيعية إضافة إلى ما تتفرد به هونغ كونغ
وماكاو من طاقة استثمارية ومالية وتقنية متقدمة وسوق سلعية
مزدهرة مرتبطة بالأسواق العالمية..التعاون
لقد بدأ دوران عجلة
التعاون الإقليمي في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ الموسعة، ويشمل
هذا التعاون: الاقتصاد، التجارة، المواصلات، الطاقة، العلوم،
التربية والتعليم، السياحة، الزراعة، العمالة الخ. وأقيم
عدد من منظمات التعاون الاقتصادي الإقليمي، مما يدعم قوة
الاستثمار والتجارة. ومنذ تطبيق الخطة الخمسية التاسعة،
تجاوز عدد مشروعات التعاون بين قوانغدونغ والـثماني مقاطعات
الأخرى عشرة آلاف مشروع تتجاوز قيمتها التعاقدية 600 مليار
يوان. في إبريل العام الجاري، تم توقيع اتفاقات قيمتها 4ر84
مليار يوان لمشروعات تعاون اقتصادي وتجاري بين قوانغدونغ
وقوانغشي، وبين قوانغدونغ وهونان.التعاون
التعاون الإقليمي وثمار
مجني عليها
يجرى التعاون الإقليمي
في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ الموسعة على أساس التكامل الاقتصادي،
تبادل المنفعة، الدعم الحكومي، الإدارة وفق آليات السوق.
التعاون
إن التعاون الإقليمي
في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ الموسعة يتطلب تعزيز آليات التعاون،
توحيد الأهداف، التناسق في الإدارة والتسويق، إنشاء نظام
للعمل ذي فعالية عالية، ونظام للتنسيق بين الهيئات الرسمية
والوحدات المعنية؛ حث التعاون والتبادل غير الحكومي بمختلف
الأنواع، وإبراز دور الجمعيات المهنية وغرف التجارة، وإقامة
ندوة سنوية حول التعاون الإقليمي في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ
الموسعة، تشكيل آلية لحماية التعاون الإقليمي؛ آلية التعاون
الفعال، آلية توزيع الفوائد بشكل معقول، آلية استشارية للخدمات.التعاون
مشروعات التعاون الإقليمي
في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ الموسعة تركز حاليا على ما يلي:التعاون
1- الخدمات، الموانئ،
مرافق البنية الأساسية الضخمةالتعاون
2- المواصلات، الطاقة،
منشآت الري الأساسيةالتعاون
3- التعاون الصناعي،
التبادل التجاري، تنسيق الخدمات الحكومية، توسيع مجالات
التعاونالتعاون
4- الإسراع ببناء سوق
ذات كفاءة وانفتاح برعاية الحكومةالتعاون
5- وضع خطة لحماية
البيئة الإقليمية، إقامة آلية للتعاون في تأهيل البيئة الإقليمية
من أجل تحقيق التناسق بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة
ودفع التنمية الاقتصادية المستديمة.التعاون
دور قوانغدونغ في التعاون
الإقليمي
قوانغدونغ، باعتبارها
عضوا في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ الموسعة تتحمل كافة الواجبات
والمسؤوليات أثناء التعاون الإقليمي. كما أنها ستزيد مبادرتها
لتعزيز التعاون الإقليمي مع المقاطعات الثماني الأخرى ومنطقتي
هونغ كونغ وماكاو سعيا للازدهار المشترك. التعاون
كاتب
المقال- أمين لجنة الحزب في مقاطعة قوانغدونغ
