نظام جديد لاختيار المسئولين

مع اقتراب إعادة تشكيل الحكومة الصينية تنفتح عيون الصينيين أكثر على التغيرات التي شهدها نظام اختيار المسئولين. النظام الجديد الذي يقوم على انتخاب المسئولين في الحكومات المحلية تم تطبيقه في 31 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم ومدينة، حتى يوليو هذا العام.

وقد لاحظ الرأي العام، بانتباه شديد أن المجموعة القيادية في هذه الدورة أكثر شبابا مقارنة مع الدورة السابقة، حيث تمت ترقية عدد من المسؤولين الشبان (أعمارهم حول 45 سنة) والقادرين إلى مناصب قيادية هامة؛ وهم أفضل تعليما وأكثر تخصصا من مسئولي الدورة السابقة، فمنهم حاصلون على الدراسات العليا وحاملو شهادات الماجستير، بل إن بعضهم أساتذة جامعات ومشرفون على رسائل الدكتوراه. ومن حيث الانتماء الجغرافي والمهني هذه المجوعة أفضل فهم ينتمون إلى مختلف أنحاء البلاد ومختلف المجالات وتتواصل زيادة نسبة الكوادر من الأقليات القومية والنساء.

منذ تبني الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، وبخاصة في الفترة الأخيرة، تضيق الصين الخناق على الفساد، وتعمل على إقامة سياسة ديمقراطية، وتعزز باستمرار الإصلاح والابتكار في أسلوب تعيين الكفاءات، وبعد التجربة والممارسة توصلت إلى مجموعة من الآليات المفعمة بالحيوية والفعالة لاختيار الممتازين وتعيين الكفاءات. في الأرياف بات الانتخاب المباشر للقيادات القروية حيوية جديدة تنبض في أوصال الريف الصيني وأيقظ وعي أبناء الأرياف للمشاركة السياسية، وهذا لا شك يدفع التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي في الريف. وفي المدن، يجسد أسلوب انتخاب الجمهور "خدمهم" إرادة أبناء الشعب بشكل مستفيض، مما يجعل تفريخ الكفاءات عملية أكثر يسرا.  نظام الإعلان قبل التعيين اختراق، بمعنى الكلمة، على المستوى العميق لإصلاح نظام الكوادر الصيني، لأنه زاد من شفافية اختيار الكوادر وديمقراطية مراقبة الجماهير. ولم يكن ديفي بولان، رئيس الجمعية الدولية للعلوم الإدارية، مبالغا عندما قال  إن الصين تشهد ثورة إدارية عظيمة، متمنيا أن يدفع إصلاح النظام الإداري الصيني إصلاح النظام الإداري  في دول منطقة آسيا والمحيط الهادي بل كل الدول في العالم.

إن الصين تنتقل تدريجيا إلى الديمقراطية الاجتماعية انطلاقا من تطوير وإكمال وظائف الديمقراطية. وتحديث نظام الكوادر جزء هام من عملية الانتقال. لقد أصبح شرطا أن يمتلك المسئول على مختلف المستويات المعارف التخصصية المناسبة لمنصبه والقدرة الإدارية والقدرة على اتخاذ القرار والسيطرة على الوضع العام والتنظيم والتنسيق واختيار الممتازين وتعيينهم ومعالجة الأحداث المعقدة والتكيف معها، وأن يكون نموذجا في العمل والخلق والكفاءة والجرأة  والقدرة على الابتكار، حتى يكون فعلا  "خادما حقيقيا لأبناء الشعب" وممثلا للمصالح الأساسية للجماهير.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top