أصداء الإكسبو- المجايدة: إكسبو شانغهاي 2010 علامة فارقة في تاريخ المعارض الدولية
( 2010-08-11 )

视频播放位置

下载安装Flash播放器

 

أصداء الإكسبو

لا تزال أصداء إكسبو شانغهاي 2010 تحتل مكانة بارزة في الصحف وأجهزة الإعلام العربية، فخلال الأشهر الثلاثة الماضية توافد على معرض الإكسبو دبلوماسيون ورجال أعمال وكتاب كبار لمشاهدة الحدث التاريخي. في هذا العدد نرصد رؤية عربية جديدة، عرضها من دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور جمال المجايدة، الكاتب الفلسطيني والمدير بالإنابة بوكالة أنباء الإمارات، والصحفي الشاب نور علي، الذي جاء من الصومال في رحلة شاقة عبر كينيا ودبي إلى الإكسبو بما يؤكد أن معاناة البشر لا تمنعهم من التواصل مع من يحبون أو تحول دون حبهم للمعرفة وتطلعهم لكل جديد وفره إكسبو شانغهاي لملايين الزائرين.

المجايدة: إكسبو شانغهاي 2010 علامة فارقة في تاريخ المعارض الدولية

كتب الدكتور جمال المجايدة تقريرا طويلا عن مشاهداته التي رآها خلال زيارة خاصة قام بها لإكسبو شانغهاي، استغرقت عدة أيام. يقول المجايدة: "يبدو معرض إكسبو شانغهاى الدولي 2010 مختلفا تماما عن كل المعارض السابقة من حيث عدد الزوار والفعاليات والعروض الفنية والموسيقية والثقافية التي تتواصل بزخم كبير وسط عروض فنية مبهرة، وتكنولوجيات فائقة تبعث على البهجة للزوار من داخل الصين وخارجها." وينقل لنا المجايدة صورة عن الأنشطة التي تعرض أمام الجمهور بقوله: "تقام الفعاليات يوميا وطوال الليل في مركز إكسبو شانغهاي الثقافي بمجمع المعرض، الذي يغطى مساحة 28ر5 كم مربعة على جانبي نهر هوانغبو. ويضيف: "لا يزال زوار المعرض يتحدثون عن حفل الافتتاح الأسطوري الأكثر تميزا في تاريخ الإكسبو الذي يرجع إلى 159 عاما، فيما يستمتع مئات الآلاف الذين يزورون الإكسبو يوميا بالأضواء والنافورات، ومنتزه الميناء والمباني الشاهقة المحيطة بالمعرض."

ويقول المجايدة: "لقد اشتهر معرض الإكسبو تاريخيا بعرض المعالم التاريخية مثل برج إيفل، واختراع التليفزيون، بيد أن التاريخ سيسجل لإكسبو شانغهاى أنه أول إكسبو في العالم يقام في دولة نامية، بالإضافة إلى المعروضات العظيمة والعمارة، وأفكار التنمية المستدامة في المناطق الحضرية. ويواصل: "نظرا لأنه أول إكسبو عالمى مسجل تستضيفه دولة نامية، فإن إكسبو شانغهاى يصبح فرصة للصين وأيضا للعالم، حيث تقدم 189 دولة أفضل ما لديها من تراث حضاري وثقافي خلال المعرض الذي يستمر ستة أشهر، ومتوقع له أن يجتذب 70 مليون زائر من الصين والخارج، وأن يكون أعظم إكسبو عالمي في التاريخ".

ويعرج المجايدة في تقريره على الأثر الاقتصادي للإكسبو على حركة الأسواق العالمية مشيرا إلى أنه: "بالرغم من أن الأزمة المالية ما زالت تخيم على العالم، إلا أن المحللين يعتقدون أن الإكسبو أعطى دفعة ليس فقط للاقتصاد الصيني، وإنما لتعافي الاقتصاد العالمي، خاصة أن الجميع لا يريد إضاعة هذه الفرصة". ويشير المجايدة إلى أن منظمي الإكسبو شهدوا بأن الصين، باعتبارها ثالث أكبر اقتصاد في العالم، وأول دولة تخرج من الأزمة المالية العالمية، أصبحت أكثر جاذبية بالنسبة للتجارة العالمية، بسوق يضم 3ر1 مليار شخص. وأعرب عن أمله في أن يسهم معرض إكسبو شانغهاي الذي يحمل شعار"مدينة أفضل، حياة أفضل"، في يقظة اجتماعية على المستوى الدولي، حتى تصبح المدن أكثر جمالا، وأمنا، وتناغما.

ويبين المجايدة أن ما سعت إليه الصين عندما أقامت حفل افتتاح منخفض الكربون لمعرض إكسبو شانغهاي وأطلقت الأفكار الخضراء خلال الحفل، بدءا من نظام الإستريو المخفض الاستهلاك للطاقة، والشاشات المشعة ثنائية الصمام (إل آي دي)، إلى الألعاب النارية الخالية من الدخان، وصنع برامج الحفل والكتيبات وهدايا حقائب اليد من الورق المعاد تدويره، كما تحولت صناديق الألبان المستعملة إلى 2000 مقعد لكبار الشخصيات واستخدام موقع الإكسبو نظاما للطاقة الشمسية بقوة 7ر4 ميجاوات، وهو الأكبر من نوعه في الصين، وتركيب ألواح شمسية على مباني الإكسبو.

ويذكر المجايدة ما قاله منظمو الإكسبو بأن معظم المواد المستخدمة في إقامة الأجنحة سيتم إعادة تدويرها، فيما تستخدم مركبات عديمة الانبعاثات في النقل داخل أرض المعرض، وحرصهم على توزيع جواز سفر الإكسبو للزائرين وهو يشبه جواز السفر الحقيقي ويحوي معلومات شخصية وأرقاما مسلسلة ويباع الواحد منه مقابل 4ر4 دولارات أمريكية وبيع تميمة الإكسبو "هايباو" ذات اللون الأزرق، التي أصبحت مع جواز سفر الإكسبو من أكثر المبيعات رواجا في متاجر مجمع الإكسبو.

 

الصومال تجدد علاقاتها الشعبية مع الصين والعالم في إكسبو شانغهاي

 يقدم الكاتب الصحفي ومراسل إذاعة مقديشيو الشاب علي نور رؤية فريدة حول مشاركته في فعاليات إكسبو شانغهاي مشيرا إلى أن مشاركة الصومال في معرض شانغهاى العالمى لعام 2010 استهدفت توسيع نطاق معرفتها ببرامج التنمية الحضرية وعرض صورتها الحقيقية للعالم، التي شوهها الجاهلون في كتاباتهم عن الحروب والخراب والدمار فقط وإهمالهم الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية هناك، مما أدى إلى خلق أفكار مغلوطة وغير مرغوبة لدى العالم بأسره عن الصومال وأهله.

يقول علي نور عن جولته في جناح جمهورية الصومال في الإكسبو: "لقد عكس الجناح ثقافة الصومال الأصيلة والتاريخ العريق لأرض البخور في القرن الإفريقي وثقافة الإبل والرعي، وهي أحد مصادر الدخل الرئيسية للمواطنين." مشيرا إلى أن ذلك جذب كثيرا من الزوار الصينيين والأجانب خلال أيام المعرض.

ويبين على نور مدى تفاؤل السفير الصومالي لدى جمهورية الصين الشعبية السيد محمد عول بعوائد مشاركة بلاده في الإكسبو، وأنه وحكومته على قناعة تامة بالدور الريادي الذي تلعبه الصين في إدارة اقتصاد العالم مما جعل بلاده حريصة على تطوير العلاقة بين البلدين. وتمتد تلك العلاقة إلى خمسة عقود مضت إذ كانت الصين أول دولة شرقية أقامت علاقات قوية مع الصومال، وشيدت الصين الطرق الرئيسية بالبلاد، والمدينة الرياضية وملعب مقديشو الذي كان يوما من أحدث الملاعب في القارة. ويتذكر الصوماليون، كما يقول على نور، الصين بمسرحها الفريد في بنائه المعماري، والذي لم يتهدم حتى الآن رغم هطول قذائف المدافع عليه طيلة فترة الحروب الأهلية.

ويوضح علي نور أن التعاون بين الصومال والصين لم يقتصر على دعم بكين لبناء الجناح الصومالي، وإنما كان موجودا من قبل في مئات المشاريع بين الجانبين، نفذ بعضها والآخر مازال رهن الظروف، بعد أن حال اندلاع الحرب الأهلية في بداية التسعينات من القرن الماضي دون استكمالها طبقا للجداول المتفق عليها مسبقا. ويبين على نور مدى استجابة جمهورية الصين الشعبية للطلبات المتزايدة التي قدمها الصوماليون من أجل العمل على توفير المعدات والبرامج التقنية، وبخاصة المستخدمة في الطب، حيث أرسلت الحكومة الصينية، إلى الصومال فريقا طبيا لإجراء عمليات جراحية معقدة في عام 1973 شملت العمليات أثناء تواجدهم في الصومال، وبقي هذا الفريق الطبي في مقديشو قبل عودتهم إلى الصين في بداية التسعينات.

ويتناول على نور في مقاله الذي نشره على موقع إذاعة مقديشو، الذي يديره من العاصمة الكينية نيروبي مع مجموعة من زملائه الصحفيين، دور الصين في تطوير المشروعات الزراعية حيث تعد الزراعة ثاني أهم مصدر للدخل القومي بعد الرعي ويعتمد 40% من سكان الصومال عليها كمصدر للعيش. ويؤكد أن الصين ساهمت في تطوير الزراعة وتحويلها إلى النظم الحديثة وزيادة المحصول الزراعي بعد أن كانت تقليدية أو بدائية، وكذلك تحويل مساحات شاسعة من الغابات في جنوبي البلاد إلى أراض صالحة للزراعة بهدف زيادة الدخل القومي. ويضيف علي نور: "لم يخل الأمر من تبادل ثقافي ورياضي رغم بعد المسافة بين البلدين، فكانت العروض المسرحية الصينية خاصة السحرية منها، على المسرح القومي تجذب كثيرا من الصوماليين وازدهرت عمليات تبادل الفرق الغنائية والموسيقية وتعددت زيارات الوفود بين مقديشو وبكين. ويشير علي نور إلى تاريخ التعاون الصومالي الصيني الممتد في المجال الرياضي والذي شمل تشييد الملاعب وتنظيم مباريات ودية بين منتخبات البلدين.

ويؤكد علي نور على متانة العلاقات السياسية بين البلدين والتي انطلقت من قيم ومبادئ دول عدم الانحياز، بما جعل الحكومات الصومالية المتعاقبة تدعم الموقف الصيني كمتحدث في المحافل الدولية باسم الدول النامية في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ومشاركة المجموعة الأفريقية لطموحات الصين في استعادة مقعدها الشرعي الدائم بمجلس الأمن وهو الأمر الذي تحول إلى حقيقة بعد دعم ضخم من القارة السمراء وأصدقاء الصين في المجموعتين العربية والآسيوية، بما ساهم في تعزيز العلاقات بين بكين ومقديشو، وتبادل الجانبين للزيارات على كافة المستويات الرئاسية والوزارية.

 

السياحة في شانغهاي
الأطعمة المحلية في شانغهاي
المساجد بشانغهاي