إكسبو شانغهاي جاهز للافتتاح (صور)
( 2010-04-27 )

وانغ سونغ وجياو فنغ

في 25 فبراير 2010، تم تدشين موقع "منصة التوزيع الموحد لسيارات الأجرة لإكسبو شانغهاي 2010"، التي تقدم خدماتها باللغات الأجنبية.

معرض إكسبو شانغهاي العالمي 2010، مأدبة فخمة اقتصاديا وثقافيا وعلميا، تعدها شانغهاي للعالم كله. المعرض الذي يستمر من أول مايو حتى نهاية أكتوبر وتشترك فيه 242 دولة ومنطقة وهيئة دولية، سيشهد أكثر من عشرين ألف نشاط فني وسلسلة من المحاضرات والمنتديات.

شانغهاي، وهي أكبر مدينة صينية، تعتبر مركز المال والاقتصاد والتجارة والشحن البحري في بر الصين الرئيسي، وبها أكبر قاعدة صناعية وأكبر ميناء للتجارة الخارجية في الصين، ويتجاوز عدد سكانها عشرين مليون نسمة. مع تعمق انفتاح الصين وتبادلاتها مع الخارج، تستضيف الصين الكثير من المهرجانات الفنية والمباريات الرياضية الدولية الكبيرة، حيث يقام بها مهرجان شانغهاي السينمائي الدولي ومهرجان شانغهاي الفني الصيني الدولي وسباق سيارات فورمولا 1 العالمي وغيرها.

استعدادا لاستضافة معرض الإكسبو العالمي، بدأت شانغهاي إصلاح المنطقة الحضرية قبل عشر سنوات. شمل ذلك معالجة البيئة الحضرية وتحسين المرور وصورة المدينة والارتقاء بجودة المواطنين. مع اقترابا فتتاح الإكسبو العالمي، دخلت الأعمال التحضيرية المختلفة مراحلها النهائية.

يمكن زيارة أجنحة الدول في الإكسبو على شبكة الانترنت

"مدينة أفضل، حياة أفضل"

"المدينة" هي موضوع إكسبو شانغهاي، انطلاق من حقيقة أن القرن الحادي والعشرين فترة مهمة للتنمية الحضرية. لقد صارت التطلعات إلى الحياة الحضرية المستقبلية موضوعا عالميا يثير صدى في نفوس شعوب العالم. وقد أكد ((بيان اسطنبول)) الذي أصدرته منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية عام 1996 على أنه "من الضروري أن نحول مدننا إلى مكان يعيش فيه الإنسان حياة كريمة وصحية وآمنة وسعيدة."

ولكن الحياة الحضرية تواجه سلسلة من التحديات مع تسارع التنمية الحضرية: نمط الحياة الحضرية العالية الكثافة يؤدي إلى انتهاكات الفضاء والاحتكاكات الثقافية ونقص الموارد إلى جانب تلوث البيئة. تؤثر تلك المشاكل على جودة الحياة الحضرية وتُفسد نشاط المدينة. وسبب ذلك هو خلل التوازن بين الإنسان والطبيعة وبين الإنسان والإنسان وبين الروح والمادة في مسيرة التحول الحضري. وإذا استمر هذا الخلل لمدة طويلة، فلا شك أنه سيؤدي إلى تراجع جودة الحياة الحضرية بل والثقافية. لذلك، أطلق إكسبو شانغهاي العالمي شعار"حياة متناغمة" و"مدينة متناغمة"، على أمل تقديم حلول لتلك المشاكل.

من خلال إقامة أنواع مختلفة من العروض والفعاليات، يسعى إكسبو شانغهاي للإجابة على ثلاثة أسئلة؛ الأول: ما هي المدينة التي تجعل الحياة أفضل وأكثر تناغما؛ الثاني: ما هو نمط الحياة الذي يجعل المدينة أفضل وأكثر تناغما؛ الثالث: ما هي التنمية الحضرية التي تجعل الأرض أفضل وأكثر تناغما. سيكون إكسبو شانغهاي الذي يرفع شعار "المدينة تجعل الحياة أفضل" مهرجانا ضخما للبحث في مسألة الحياة الحضرية للإنسان في القرن الجديد، حيث ستعرض الدول والمنظمات الدولية والمدن والشركات المشاركة المنجزات الثقافية الحضرية وتتبادل تجاربها في تنمية المدن وتنشر نظرية المدن المتقدمة، من أجل بحث ودراسة الأنماط الجديدة لمسكن الإنسان وحياته وعمله في القرن الجديد، وتقديم نماذج حية لخلق المجتمع الإيكولوجي المتناغم والتنمية البشرية المستدامة.


محور منطقة إكسبو شانغهاي المجاور للجناح الصيني هو أكبر مجمع إنشائي من بناية واحدة في منطقة العرض

نقاط لامعة في منطقة المعرض

نهر هوانغبو هو آخر محطة لنهر اليانغتسي قبل أن يصب مياهه في البحر. يخترق هوانغبو شانغهاي ويقسمها إلى جزئين؛ بوشي وبودونغ. تقع منطقة المعرض على ضفتي هوانغبو بقلب مدينة شانغهاي، وتبلغ مساحتها 28ر5 كيلومترات مربعة، وتضم خمس مناطق هي A, B,C,D,E.

تقع المناطق A,B,C في بودونغ وتغطي 92ر3 كيلومترات مربعة. حيث تقع المنطقة A في شرق محور منطقة إكسبو العالمي ببودونغ، ويوجد بها الجناح الصيني وأجنحة الدول الآسيوية الأخرى باستثناء دول جنوب شرقي آسيا. تقع المنطقة B شرق المنطقة A ويوجد بها جناح الموضوع الرئيسي للإكسبو وجناح دول أوقيانوسيا وأجنحة المنظمات الدولية ومركز النشاطات العامة والمركز الثقافي والبنايات الأخرى. تقع المنطقة C في نهاية منطقة المعرض ببودونغ من جهة الغرب، وتضم أجنحة الدول الأوروبية والأمريكية والأفريقية وأجنحة المنظمات الدولية إلى جانب ملعب عام تبلغ مساحته حوالي مائة ألف متر مربع.

محور منطقة الإكسبو العالمي بمنطقة بودونغ هو أكبر بناية منفردة في منطقة المعرض، ويتكون من طابقين فوق الأرض وطابقين تحت الأرض. طوله أكثر من ألف متر، ويعتبر المدخل الرئيسي للمعرض ومركز مواصلات مجسما للزوار، وسيستقبل 23% من زوار الإكسبو، ويمكن للزوار أن يذهبوا إلى الأجنحة المختلفة عبر ممرات أرضية مرتبطة بالمحور.

يقع جناح الموضوع الرئيسي في غرب محور معرض الإكسبو العالمي، تصل مساحته الإجمالية إلى 129 ألف متر مربع ويبلغ ارتفاعه نحو 7ر27 مترا. أبرز سمات هذا الجناح هو تكنولوجيا حماية البيئة الفائقة، فغرفه مزودة بمساحة ضخمة من الألواح الشمسية وجدار ايكولوجي عملاق.

تقع المنطقتان D,E في بوشي. يوجد في المنطقة D مقر المجموعة المعمارية التاريخية لترسانة جيانغنان للسفن، والتي تعتبر مهد الصناعة الوطنية المعاصرة في الصين. المقر تحول إلى جناح للشركات وأماكن مكشوفة للعروض العامة والنشاطات الثقافية. أما المنطقة E فأقيمت بها أجنحة فردية جديدة للشركات ومنطقة "أفضل ممارسة حضرية".

منطقة "أفضل ممارسة حضرية" التي تغطي 150 ألف متر مربع نقطة بارزة أخرى لإكسبو شانغهاي، إذ أن هذه المنطقة تجمع أفضل ما في خمسين مدينة ممتازة بالعالم. وهي تتألف من أربع مناطق للعرض— المسكن المناسب، التحول الحضري المستدام، حماية الآثار التاريخية، والمخترعات العلمية لاستغلال وبناء البيئة.

شانغهاي أكبر مدينة في الصين، وهي أيضا المركز الاقتصادي لبر الصين الرئيسي.

الزحام له حل

ستكون دورة شانغهاي هي الأكبر حجما والأوسع مشاركة في تاريخ دورات الإكسبو العالمي، حيث تتوقع الجهة المنظمة أن يبلغ عدد زوار إكسبو شانغهاي سبعين مليونا من داخل الصين وخارجها. ولذا فإن الزحام المروري وطوابير الانتظار تعتبر تحديا كبيرا للجهات المعنية.

قال هونغ هاو، مدير مكتب تنسيق شؤون إكسبو شانغهاي: "ستتخذ الجهة المنظمة إجراءات متنوعة لحل هذه المشكلة. ومن ذلك إصدار أنواع مختلفة من تذاكر الدخول، للتحكم في أعداد الزوار من خلال تعويم أسعار التذاكر، ففي عطلتي العيد الوطني وعيد العمال وفي الأسبوع الأخير للمعرض ستقوم الجهة المنظمة برفع أسعار التذاكر وتقليل أعدادها للسيطرة على عدد الزوار؛ وكذلك طرح تذاكر للدخول بعد الساعة الخامسة مساء بأسعار منخفضة، وطرح تذاكر للمجموعات بأسعار أقل لتشجيع المجموعات السياحية على زيارة المعرض." وأضاف: "نقوم حاليا ببناء منظومة إنذار مبكر لعدد الزوار في منطقة المعرض ومنظومة للرصد المتزامن لبيانات مداخل ومخارج المعرض وعدد الزوار في منطقة المعرض وإجراءات المراقبة. فضلا على ذلك، سننشر معلومات عدد الزوار وإجراءات المراقبة من خلال الإذاعة والتلفزيون والرسائل القصيرة وشاشات العرض الإلكترونية ووسائل الإعلام الأخرى."

أجنحة الدول الآسيوية، في الصورة جناح اليابان (اليمين) وجناح كوريا الجنوبية (اليسار)

تيسير حركة المرور

يستمر إكسبو شانغهاي 184يوما، فكيف ستواجه المدينة مشكلة مرور وتنقلات زوار المعرض الذين يتوقع أن يكون عددهم 400 ألف يوميا. حسب خطة المواصلات خلال فترة الإكسبو، ستعتمد حركة المرور على شبكة المواصلات العامة التي ستكون السكك الحديدية العنصر الرئيسي لها، والمواصلات على سطح الأرض العنصر الأساسي فيها، ووسائل النقل الأخرى العناصر الإضافية.

وقد تم بالفعل، في نهاية شهر مارس هذه السنة، الانتهاء من إنجاز قاعدة بيانات المواصلات لإكسبو شانغهاي التي تتولى جمع البيانات المعنية للنقل والمواصلات مع تحليلها ومعالجتها إضافة إلى نشر المعلومات في فترة معرض الإكسبو. فضلا على ذلك، يتيح إكسبو شانغهاي سبع خدمات معلوماتية (شبكة إنترنت إكسبو شانغهاي ودليل المواصلات للمعرض ومحطة الإذاعة والتلفزيون والخط الساخن للخدمات المعلوماتية لمواصلات إكسبو شانغهاي والإشارات المعلوماتية المتغيرة والتليفون المحمول مع الملاحة المحمولة للسيارات والشاشات المتلامسة.

من أجل تسهيل حركة وانتقال الزوار، أطلق إكسبو شانغهاي شبكة ضخمة وميسرة للنقل العام في منطقة المعرض، تبلغ نسبة تغطية النقل العام في منطقة المعرض أكثر من 95%، حيث توجد محطة باص كل مائتي أو ثلاثمائة متر. وتتوفر في جميع وسائل النقل العام معايير الانبعاثات الكربونية المنخفضة. كما توجد ستة أرصفة عبور ورصيف للشخصيات المهمة و22 قارب عبور لتوصيل الزوار مجانا، بما يمكن الوفاء باحتياجات 550 ألف فرد يوميا.

محور إكسبو شانغهاي مساء

ضمانات الإقامة

استعدت الجهة المنظمة استعدادا كاملا لحل مشكلة الإقامة للعدد الهائل من الزوار والسياح الذين سيأتون من داخل الصين وخارجها في فترة معرض إكسبو شانغهاي.

أولا، قامت مصلحة السياحة بشانغهاي بالترتيب مع مواطني المدينة لتكون بيوتهم فنادق عائلية. قبل ثلاث سنوات، بدأت شانغهاي تتحرى وتدرب الأسر التي تستطيع استقبال الزوار، باعتبار أن ذلك لا يساهم فقط في تيسير مسألة الإقامة وإنما أيضا يساعد زوار المدينة في التعرف على ثقافتها المحلية. من ناحية أخرى، سيتم توزيع عدد من الزوار على المدن المجاورة. المواصلات في منطقة دلتا نهر اليانغتسي متطورة وميسرة للغاية، مع ارتفاع سرعة السكة الحديدية وتشغيل الطريق السريع بين شانغهاي وهانغتشو، تم إدراج فنادق المدن المجاورة لشانغهاي، بما فيها ووشي وسوتشو ونانجينغ ونينغبو وهانغتشو وغيرها، ضمن أماكن استقبال وإقامة زوار إكسبو شانغهاي، وهو أمر لا يخفف فقط الضغط على المرافق السياحية في شانغهاي وإنما أيضا يساهم في جعل الزوار يتعرفون على تلك المدن.

حسب بيانات مركز حجز الفنادق بمكتب تنسيق شؤون إكسبو شانغهاي، حتى نهاية إبريل 2010، يوجد بالمدينة 500 ألف سرير فندقي، منها 380 ألف سرير صالحة للاستخدام لإكسبو شانغهاي؛ وفي المدن المجاورة لشانغهاي يوجد 980 ألف سرير، منها 390 ألف سرير يمكن استخدامها لإكسبو شانغهاي. وقد أعلن 80% من الفنادق بشانغهاي عن أسعار الغرف في فترة الإكسبو وبدء الحجز، والأسعار تزيد بنسبة 20% عن الأسعار في الأوقات العادية.

 

الإكسبو المحمول

معرض إكسبو شانغهاي 2010 هو أول إكسبو عالمي ينقل المعرض، الذي يمتد تاريخه 158 سنة، على شبكة الإنترنت. بدأ تشغيل معرض الإكسبو العالمي المحمول رسميا في 12 نوفمبر 2009، حيث تُعرض على الشبكة العنكبوتة معلومات وحقائق الجهات المشاركة في المعرض، وهي 242 دولة ومنظمة دولية و31 مقاطعة ومدينة صينة ومناطق هونغ كونغ وماكاو وتايوان و50 موضوعا لمنطقة "أفضل ممارسة حضرية" و18 جناحا للشركات.

على الصفحة الرئيسية لإكسبو شانغهاي ترى صورة بالأبعاد الثلاثية لمنطقة المعرض. أجنحة الإكسبو على الإنترنت تتوافق تماما مع الأجنحة الحقيقية، ويمكن للمتصفح دخول الأجنحة للاستمتاع بالمشروعات المعروضة، كما يمكنه "أخذ" المعروضات من الواجهات الزجاجية لملاحظة التفاصيل.

تنقسم الأجنحة على شبكة الإنترنت إلى "أجنحة التصفح والأجنحة التجريبية". في أجنحة التصفح، يمكن للزوار رؤية الأجنحة وما يُعرض بها بصورة حقيقية. أما الأجنحة التجريبية، فقامت بتطويرها وإنشائها الجهات المشاركة بنفسها.

فضلا على ذلك، توجد في معرض الإكسبو المحمول ألعاب صغيرة، عندما يشعر الزائر بالتعب، يستطيع أن يلعب مع تميمة إكسبو شانغهاي "هايباو"، كما يمكنه أن يتعرف على المزيد من معلومات معرض الإكسبو العالمي.

في مايو 2010، سيُفتتح معرض الإكسبو المحمول مع افتتاح معرض إكسبو الحقيقي، مما يتيح لمن لا يمكنهم زيارة إكسبو شانغهاي ميدانيا الاستمتاع بمحتوياته الرائعة. إضافة إلى ذلك، سوف تحفظ المحتويات المعروضة على شبكة الإنترنت إلى الأبد، بما يجعل إكسبو شانغهاي 2010 معرضا دائما.

 

(العدد 4-2010- مجلة الصين اليوم)

السياحة في شانغهاي
الأطعمة المحلية في شانغهاي
المساجد بشانغهاي