بعد ظهر 6 مارس أقام وزير الخارجية الصيني تانغ جيا شيوان مؤتمرا صحفيا في قاعة الشعب الكبرى ببكين. حضره أكثر من 300 صحفي صيني أجنبي.

سأل صحفي من محطة التلفزيون المركزية قائلا: زار الرئيس بوش الصين قبل فترة وجيزة، ووجه دعوات لمسئولي الصين ليزوروا الولايات المتحدة، الأمر يدل على أن العلاقات الصينية الأمريكية قد تطورت إلى مرحلة جيدة نسبيا. لكن يرى بعض وسائل الإعلام أن زيارته لم تحقق أية نتيجة عملية. فما رأيكم في ذلك؟ وكيف تنظرون العلاقات الصينية الأمريكية حاليا ومستقبلا؟

قال تانغ جيا شيوان: الصين والولايات المتحدة كلاهما من الدول الكبيرة ذات التأثير الهام في العالم. تطور الصين والولايات المتحدة التعاون الودي بينهما لا يتفق فقط المصالح الأساسية للشعبين، بل مهم جدا للسلم والاستقرار العالمي. بعد فترة من التعرجات بدأت العلاقات الصينية الأمريكية تتحسن من نصف العام الماضي الثاني. وعلى هذا الأساس أقام الرئيس جيانغ تسه مين والرئيس بوش لقاي هاما جدا في شانغهاي وفي أكتوبر الماضي، واتفق الطرفان على السعي المشترك وراء تطوير علاقات التعاون البناءة، الأمر يعتبر مفهوما مشتركا مهما للغاية للطرفين.

بعد ذلك بـ4 اشهر قام الرئيس بوش بزيارة عمل للصين. كان اللقاء بين الرئيس جيانغ تسه مين والرئيس بوش في بكين موفقا جدا، بل بناءا، وحقق نتائج ملموسة في المجالات العديدة. وقد رأيت الأخبار المتشابهة الكثيرة حول هذا اللقاء في صحف وتلفزيون مختلف الدول. كما أن الرئيس بوش أكد ذلك أيضا في رسالة بعثها إلى الرئيس جيانغ تسه مين في الأيام الأخيرة معتقدا أن لقاءه مع الرئيس جيانغ تسه مين في بكين كان ناجحا ومثمرا بنتائج ملموسة كثيرة.

لا تزال مسألة تايوان المسألة المحورية الأهم والأكثر حساسية في العلاقات الصينية الأمريكية. منذ زيارة الرئيس نيكسون للصين قدم كل الرؤساء الأمريكيين من الحزبية تعهدا مهيبا ألا وهو أن يتمسك الطرف الأمريكي بالصين الواحدة ويلتزم بالبيانات الصينية الأمريكية المشتركة الثلاثة، كما قدم الرئيس بوش نفس التعهد في شانغهاي في العام الماضي وفي بكين في هذا العام. لذلك أن العمل الأكثر واقعية الذي يجب على الطرف الأمريكي أن يؤديه الآن هو أن يعمل حسب ما قاله، وعليه أن يلتزم بتعهده المهيب ويسجده في أعماله الواقعية.

يرى تانغ جيا شيوان أن العلاقات الصينية الأمريكية تواجه فرصا مهمة لتحقيق مزيد من التحسين والتطوير. سيزور الرئيس جيانغ تسه مين ونائبه هو جين تاو الولايات المتحدة في هذا العام تلبية للدعوة. نرغب أن نبدل جهودا مع الطرف الأمريكي سويا لتضييق الخلافات وتوسيع الآراء المشتركة وزيادة التبادل وتعزيز التعاون لدفع علاقات التعاون البناءة الصينية الأمريكية أن تتقدم إلى الأمام باستمرار. أرى أنه من الممكن أن تحل مسألة تايوان بأسلوب سليم ما دام يكون الطرف الأمريكي وفيا لتعهده وينفذه ويلتزم بالبيانات المشتركة الصينية الأمريكية الثلاث.

سأل صحفي من شبكة الأخبار للتلفزيون الأمريكي الكابلي: مثل ما أشرتم إليه قبل قليل أن الرئيس بوش قدا قال علنيا أنه سيلتزم بسياسة الصين الواحدة. لكن بعد ذلك أكد من جديد تعهد الولايات المتحدة لـ"القانون حول العلاقات مع تايوان" الذي يمكن الولايات المتحدة أن تبيع الأسلحة لتايوان. هل ترى أن الموقف الأمريكي هذا مناقض بعضه بعضا؟ هل يمكن للطرف الصيني أن يتحمل هذا الموقف المنقض بعضه بعضا؟ هل تفهمون لماذا يتخذ الطرف الأمريكي هذا الموقف الغامض تجاه هذه المسألة؟

فأجاب تانغ جيا شيوان قائلا إنني أجيب سؤالك بجملتين. الأولى هي أن "القانون حلو العلاقات مع تايوان" هو قانون أمريكي محلي محدد من الطرف الأمريكي وحده. الجملة الثانية أن الصين تعارض ما يسمى بالقانون حول العلاقات مع تايوان من بداية سنه.