الصين والأمم المتحدة < الرئيسية

الصين والأمم المتحدة: الوقوف جنبا إلى جنب من أجل التنمية السلمية والتعاون المنسجم

: مشاركة
2020-10-03 15:06:00 الصين اليوم:Source رن يوان تشه:Author

الأمم المتحدة هي المنظمة الدولية الأكثر شمولا وتمثيلا وموثوقية في العالم، وهي تلعب دورا رئيسيا في حفظ السلم والأمن الدوليين وتعزيز الازدهار الاقتصادي، وخاصة التنمية الاقتصادية للدول النامية. توفر الأمم المتحدة هيكلا وآلية موثوقين لمنع النزاعات الدولية ومعالجتها، وحل القضايا الإقليمية والعالمية الساخنة. منذ إنشائها قبل 75 عاما، لعبت الأمم المتحدة دورا لا غنى عنه في العديد من القضايا العالمية، مثل تغير المناخ والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان ونزع السلاح وعدم انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الإرهاب وحالات الطوارئ الإنسانية والصحية والمساواة بين الجنسين، إلخ. كما تعد الأمم المتحدة المكان الأكثر أهمية بالنسبة للدول الكبيرة لتعديل علاقاتها وللبلدان النامية لتكوين صداقات وحماية حقوقها ومصالحها وتبادل الآراء والعمل المشترك على تعزيز إقامة نظام دولي جديد سلمي ومستقر وعادل ومعقول. يشكل "ميثاق الأمم المتحدة"، القانون الأساسي للأمم المتحدة، وهو حجر الزاوية في القانون الدولي والعلاقات الدولية المعاصرة.

الصين هي أول دولة أتمت التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة، وعضو مؤسس للأمم المتحدة، والدولة النامية الوحيدة من بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. تدعم الصين أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بقوة، وتدعم التعددية بحزم، وتدعم الأمم المتحدة للقيام بدورها الهام. في عام 2015، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ المناقشة العامة للدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وألقى خطابا، حيث شدد على ضرورة توارث وتعميم أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وبناء نمط جديد للعلاقات الدولية يكون جوهره التعاون والفوز المشترك، وبناء رابطة المصير المشترك للبشرية. في عام 2017، ألقى الرئيس شي خطابا رئيسيا بعنوان "العمل معا لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية" في مقر الأمم المتحدة في جنيف، مشيرا إلى أن الصين تدعم بقوة النظام الدولي الذي تعد الأمم المتحدة جوهره، والتمسك بقوة بالمعايير الأساسية للعلاقات الدولية على أساس أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتمسك بقوة بموثوقية ومكانة الأمم المتحدة، والمحافظة بقوة على الدور الجوهري للأمم المتحدة في الشؤون الدولية. في اجتماع رفيع المستوى للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، أكد الرئيس شي مرة أخرى على دعم الصين القوي للأمم المتحدة وتعهد رسميا بأن تكون الصين دائما ممارسا للتعددية والمشاركة بنشاط في الإصلاح وبناء نظام الحوكمة العالمية.

في السنوات الأخيرة، واصلت الصين مشاركتها في أنشطة الأمم المتحدة بشكل عميق، وزادت دعمها المالي، ووضعت بنشاط خططا ومبادرات لتوفير دعم قوي للمحافظة على موثوقية ودور الأمم المتحدة في الشؤون الدولية. فيما

 يتعلق بالأمن الدولي، ظلت الصين مشاركة بنشاط في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وهي ثاني أكبر دولة ممولة لعمليات حفظ السلام وأكبر دولة مساهمة في إرسال قوات حفظ السلام من بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. على مدار الثلاثين عاما الماضية، شاركت الصين في 25 عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة وأرسلت أكثر من 40 ألف ضابط وجندي لحفظ السلام لأداء مهمات حفظ السلام. من أجل التنفيذ الكامل للالتزامات التي تم التعهد بها في قمة الأمم المتحدة لحفظ السلام لعام 2015، في السنوات الخمس الماضية، أتمت الصين تسجيل قوات احتياطية لحفظ السلام عددها ثمانية آلاف فرد وقوات شرطة حفظ السلام الدائمة من 300 فرد لدى الأمم المتحدة. أصبحت الصين الدولة التي بها أكبر عدد من قوات حفظ السلام الاحتياطية التابعة للأمم المتحدة وأكثر أنواع القوات اكتمالا. كما نفذ صندوق السلام والتنمية بين الصين والأمم المتحدة أكثر من ثمانين مشروعًا بتكلفة 7ر67 مليون دولار أمريكي لتقديم الدعم لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومكافحة الإرهاب والطاقة والزراعة والبنية التحتية والتعليم وغيرها من المجالات.

فيما يتعلق بالتنمية العالمية، تدعم الصين بنشاط عمل اتحاد الأمم المتحدة للقضاء على الفقر وتتعاون مع الدول الأخرى لتعزيز التعاون الدولي في الحد من الفقر. على مدى السنوات الأربعين الماضية من الإصلاح والانفتاح، حلت الصين مشكلة المأكل والملبس لمليار وأربعمائة مليون شخص. وفي عام 2020، سيتم تخليص جميع الفقراء بالمناطق الريفية من براثن الفقر بموجب المعايير الحالية وسيتم بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، مما يحقق حلما راود الصينيين منذ آلاف السنين، ويعد أيضا مساهمة عظيمة في التنمية البشرية. تتمسك الصين بالمفهوم الجديد للتنمية الاقتصادية المتمثل في الابتكار والتنسيق والتنمية الخضراء والانفتاح والمشاركة"، وتعزز تنفيذ خطة الأمم المتحدة لعام 2030 داخل الصين بشكل شامل، والتشجيع على وضع التنمية في صميم إطار السياسة الكلية العالمية، والاستمرار في تعميق مواءمة مبادرة "الحزام والطريق" مع خطة عام 2030. في إطار التعاون بين بلدان الجنوب، وتقديم المساعدة بنشاط للبلدان النامية الأخرى لتنفيذ خطة عام 2030 في حدود قدراتها. في السنوات الخمس الماضية، زودت الصين البلدان النامية بمائة وثمانين مشروعا للحد من الفقر و118 مشروعًا للتعاون الزراعي و178 مشروعا للمساعدة في تعزيز التجارة و103 مشروعات لحماية البيئة وتغير المناخ و134 مستشفى وعيادة و123 مدرسة ومركز تدريب مهني. نفذ صندوق المساعدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب أكثر من 80 مشروعا في أكثر من 30 دولة نامية، مما أعطى دفعة للتنمية المستدامة العالمية. تبرعت الصين بعشرة ملايين دولار أمريكي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة؛ وأكملت 133 مشروعا لصحة الأمومة والطفولة ودعت أكثر من ثلاثين ألف امرأة من البلدان النامية إلى الصين للتدريب، وقدمت مساهمات هامة لقضية المرأة في العالم.

في مواجهة وباء مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) المفاجئ، استجابت الصين بنشاط لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية التي أطلقتها الأمم المتحدة، حيث قدمت 50 مليون دولار أمريكي كمساعدات نقدية لمنظمة الصحة العالمية، وقدمت مساعدات مادية لأكثر من 150 دولة ومنظمة دولية، وصدرت إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة مواد الوقاية من الوباء. في حفل افتتاح الدورة الثالثة والسبعين لجمعية الصحة العالمية، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن تقديم ملياري دولار أمريكي كمساعدات دولية في غضون عامين، وإنشاء مستودع عالمي للطوارئ الإنسانية ومركز في الصين بالتعاون مع الأمم المتحدة، وإنشاء 30 آلية تعاون بين المستشفيات الصينية والأفريقية، واستكمال أبحاث وتطوير لقاح كوفيد- 19 الصيني الجديد. وبعد طرحه للاستخدام، سيكون منتجا عاما عالميا، وستعمل الصين مع أعضاء مجموعة العشرين لتنفيذ تدابير هامة مثل "مبادرة سداد ديون البلدان الأشد فقرا".

--

 

رن يوان تشه-  أستاذ مساعد في جامعة الشؤون الخارجية الصينية ببكين

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4