أقيم مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية في الفترة من الخامس عشر إلى السابع عشر من مايو عام 2019 ببكين، بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ. شارك في هذا المؤتمر الهام آلاف أشخاص من سبع وأربعين دولة آسيوية ونحو خمسين دولة خارج المنطقة لإجراء الحوار الحضاري المفيد.

الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي زار الصين مرتين سابقا أكد على أهمية التبادلات والاستفادة الثقافية بين الحضارات المختلفة قائلا:  "أود أن أشير إلى الارتباط الوثيق في وعينا بين الحضارة والتاريخ، عندما نتحدث عن الحضارة تقفز إلى الذهن الدورات الحضارية عبر التاريخ والتي يسلم كل منها إلى الآخر راية الحركة الإنسانية عبر تقدم الزمان. هذا الارتباط بين الحضارة والتاريخ يجعلنا ننظر بالضرورة إلى الخلف باحثين عن جذورنا وهويتنا، وهو الأمر الذي وإن بدا إيجابيا من ناحية محاسبة النفس عما قدمت للبشرية فإنه من ناحية أخرى يعد داعيا للتنافس بين الرؤى الحضارية المختلفة. إنه الأمر الذي يطرح نفسه للوهلة الأولى عندما تثار فكرة حوار الحضارات."

يرى د. هيثم الحاج علي الأمر من زاوية المستقبل لا من زاوية التاريخ، حيث أضاف: "إذا كان المهد الأصلي للحضارات شرقيا، حيث بداية التاريخ، فقد كانت هذه الحضارات تقدم للبشرية نموذجا للتسامح والعطاء حيث خرجت جميعها من بوتقة واحدة تعلي من قيمة الإنسانية وهو الأمر الذي يبدو من الواجب التركيز عليه الآن ليخرج الأمر، وإن كان محددا لجذور وهويات حضارية مختلفة فيما بينها، غير أنها من الواجب أن تبحث عن تلك الأرضية المشتركة التي خرجت منها جذورها القديمة لتبدأ حضاراتنا الشرقية في تقديم مرحلة جديدة من عطائها للبشرية."

يعتقد الحاج علي أن مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية، طريق حقيقي من أجل البحث عن مسقبل أفضل، انطلاقا من رؤية تحافظ على التنوع التاريخي والحضاري، وتنتج منه في الوقت نفسه رؤى خلاقة قائمة على الحوار والتعاون.