حرب الصين ضد وباء فيروس كورونا الجديد < الرئيسية

جسر جوي بين الصين والمكسيك لمكافحة كوفيد- 19

: مشاركة
2020-07-02 16:28:00 الصين اليوم:Source خوان كارلوس أغويلار:Author

منذ الثامن من إبريل 2020، انطلقت ست عشرة طائرة محملة بمستلزمات الوقاية من وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) من شانغهاي إلى مكسيكو سيتي لدعم جهود الوقاية من الوباء في المكسيك. وقد تم توزيع كل هذه المستلزمات الطبية البالغ وزنها أكثر من 170 طنا على الهيئات الصحية العامة في أنحاء المكسيك.

تُسمى هذه العملية غير المسبوقة بـ"الجسر الجوي بين الصين والمكسيك"، وهدفها هو توفير المستلزمات والأجهزة الطبية لمواجهة وباء كوفيد- 19. وقد تم تشغيل رحلتين بين البلدين كل أسبوع، تشحن كل منهما حوالي عشرة أطنان من المستلزمات والأجهزة الطبية. ومن المخطط أن تنقل العشرون طائرة لمشروع "الجسر الجوي" مائتي طن من المستلزمات والأجهزة الطبية مثل الكمامات من نوع KN95 والكمامات الطبية وأقنعة الوجه الطبية والنظارات الواقية والكواشف السريعة لإجراء الاختبار للكشف عن فيروس كوفيد- 19 وأنابيب جمع عينة الفيروس وأجهزة التنفس الاصطناعي، وغيرها.

ستسافر العشرون طائرة لشركة الطيران المكسيكية ذهابا وإيابا لأربعين مرة خلال عشرة أسابيع فوق المحيط الهادئ، وسيتجاوز وقت الطيران ستمائة ساعة، ولا يحتاج ذلك إلى تبسيط الإجراءات الدبلوماسية المعقدة فحسب، وإنما أيضا يتطلب حل مشكلات تقنية عديدة. يبلغ عدد أفراد أطقم عملية "الجسر الجوي بين الصين والمكسيك" 100 فرد، منهم الطيارون والفنيون.

قال ريكاردو كارديناس أوروزكو، منسق الإشراف الصحي للجنة الوقاية من المخاطر الصحية لاتحاد المكسيك، إن هذه المستلزمات الطبية من الصين لا تتفق جودتها مع المقياس الأعلى فحسب، وإنما أيضا تتفق مع كل القوانين التجارية.

التضامن قوة

في الرابع عشر من فبراير 1972، استؤنفت العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمكسيك خلال فترة حكم الرئيس المكسيكي الأسبق لويس إتشيفيريا ألفاريز. وقد تعززت الصداقة العميقة بين الشعبين منذ ذلك الوقت، مما وضع أساسا ثابتا لهذه العملية.

قال مارسيلو إيبرارد وزير خارجية المكسيك: "يرجع الفضل في إقامة هذا الجسر الجوي إلى العلاقات الطيبة بين المكسيك والصين. فقد قدمت الصين للمكسيك مساعدات غير مشروطة في وقت يواجه فيه العالم هذه الأزمة، مما يثبت متانة العلاقات الودية بين البلدين." وأضاف: "ساعدت المكسيك الصين في بداية تفشي الوباء، وعندما نحتاج إلى المساعدة الآن، جاءت الصين إلينا، ولن ننسى ذلك."

أثنى السيد تشو تشينغ تشياو، سفير الصين لدى المكسيك، ثناء عاليا على التضامن بين البلدين في اللحظة الحاسمة، إذ قال: "الصين والمكسيك دولتان صديقتان وشريكتان، لن ننسى أبدا المساعدات السخية التي قدمتها حكومة ومجتمع المكسيك. الآن، تواجه المكسيك تهديد الوباء، ونشعر بنفس الشيء، فنقدم لهم المساعدات قدر استطاعتنا. لن يوقف الجانبان الصيني والمكسيكي خطواتهما للتغلب على هذه الصعوبات. ومن أجل تنفيذ الاتفاق الهام بين الرئيس شي جين بينغ والرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بشأن تعزيز التعاون في مكافحة الوباء بين الصين والمكسيك ورفع مستوى العلاقات الثنائية، تعمل الإدارات والشركات المعنية في البلدين بانسجام دقيق استفادة من كل دقيقة وثانية." وأشار السفير تشو إلى أن الصين ستظل تتمسك بمفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية، وتعزز التعاون مع المكسيك وغيرها من دول العالم لحشد الطاقات لمكافحة الوباء والمحافظة على الموطن المشترك للبشرية.

"المساعدات من السماء"

رغم تزايد الطلب على المستلزمات والمعدات الطبية محليا وعالميا، سعت الصين لسد حاجات المكسيك الملحة إلى المستلزمات الطبية بسرعة قياسية. تلبية لطلب وزارة الخارجية المكسيكية، حددت الصين في الخامس والعشرين من مارس 2020 المجموعة الوطنية الصينية للأدوية كأحد الموردين للمكسيك، وفي اليوم التالي، تلقت وزارة الخارجية المكسيكية قائمة الأسعار المعلنة لمستلزمات الوقاية التي تتفق مع متطلبات الهيئات الصحية. وقد استوردت حكومة المكسيك من الصين مستلزمات الوقاية من الوباء بقيمة 48ر56 مليون دولار أمريكي.

في الثامن من إبريل، وصلت الدفعة الأولى من المواد الطبية لمشروع "الجسر الجوي بين الصين والمكسيك" إلى مكسيكو سيتي على متن طائرة بوينغ 787 باسم "بشير السلام"، وهي الطائرة التي سافر على متنها البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى روما في عام 2016.

حتى الآن، عبر ست عشرة رحلة، تم نقل أكثر من 18 مليون قطعة من المستلزمات تشتمل على 37ر16 مليون كمامة طبية و49ر1 مليون كمامة من نوع KN95 و22ر1 مليون زوج قفازات واقية و523 ألف قناع وجه طبي و411 ألف نظارة واقية و466 جهاز للتنفس الاصطناعي و300 ألف كاشف سريع لفيروس كوفيد- 19 و4 آلاف أنبوب لجمع عينة الفيروس و9 أمتار مكعبة من لفائف القماش المصنوع من الأقمشة غير المنسوجة التي تستخدم في تصنيع أقنعة KN95.

يرى السيد ألبرتو فيلا فيليغاس، رئيس مجموعة الصداقة المكسيكية- الصينية للبرلمان المكسيكي وعضو حزب حركة التجديد الوطنية في المكسيك أن "الجسر الجوي بين الصين والمكسيك" يلعب دورا هاما لمواجهة الطوارئ الصحية العامة. بحلول الخامس من يونيو، بلغ عدد المصابين بكوفيد- 19 أكثر من مائة وعشرة آلاف فرد وبلغ عدد الوفيات أكثر من ألف وثلاثمائة فرد في المكسيك. وقال، "جاءت المساعدة الصينية من السماء في هذا الوقت الحرج، مما يثبت متانة الصداقة العميقة بين الشعبين الصيني والمكسيكي." كما أشار إلى التبرعات الشعبية من المغتربين الصينيين في المكسيك بالإضافة إلى المساعدات من الحكومة الصينية، حيث قال: "تبرعوا بالكمامات للبرلمان المكسيكي، حتى لا نعرف كيف نعبر عن شكرنا لهم." وقال نيابة عن مجموعة الصداقة المكسيكية- الصينية، إن المجموعة ستعمل على تعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وتحقيق المنفعة المتبادلة بعد انتهاء الوباء.

وأعرب السفير تشو تشينغ تشياو عن رغبة الصين في التعاون مع المكسيك لدفع انتعاش اقتصادها، وقال: "إننا شريكان، وسيساعد التعاون بين الجانبين في التغلب على الأزمة الاقتصادية وتحقيق تنمية الاقتصاد. نعتقد أن العلاقات الصينية- المكسيكية سترتقي إلى مستوى جديد بعد انتهاء الوباء. ويرغب الجانب الصيني في بذل الجهود لذلك مع الجانب المكسيكي."

لقد جلب الوباء لحظات عصيبة، ولكنه جلب أيضا العناية والصداقة من الصين، مثلما يقول المثل المكسيكي القديم: "لا تعرف من هو الصديق الحقيقي إلا في الوقت الذي تصاب فيه بالمرض".

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4