أخبار متجددة < الرئيسية

الصين المنفتحة تقدم فرصا جديدة للمؤسسات الأجنبية

: مشاركة
2018-10-26 11:37:00 الصين اليوم:Source تشو لين:Author

مع اقتراب معرض الصين الدولي للاستيراد، استعد الكثير من الشركات متعددة الجنسيات والشركات العالمية الشهيرة للمشاركة في هذا الحدث الكبير. ماذا يعني التعرف على السوق الصينية بالنسبة لها حقا؟

منذ مطلع عام 2018، لم تتوقف الحكومة الصينية عن بث إشارة "المبادرة في توسيع الواردات"، بدأ ذلك بتخفيض التعريفات الجمركية على السيارات والأدوية والسلع الاستهلاكية اليومية. في إبريل عام 2018، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في مراسم افتتاح منتدى بوآو الآسيوي لعام 2018 بوضوح أن الصين ستأخذ زمام المبادرة لزيادة استيراد المنتجات المتميزة التي يحتاج إليها الصينيون بشدة. بعد ثلاثة أشهر، نشرت وزارة التجارة الصينية رسميا "الآراء حول توسيع الواردات لتعزيز التنمية المتوازنة للتجارة الخارجية". في أواخر أغسطس عام 2018، قام الدكتور ليام فوكس، وزير التجارة الدولية للمملكة المتحدة، بزيارة إلى بكين، حيث توصل إلى اتفاق مع الحكومة الصينية يسمح للصين بموجبه استيراد منتجات الألبان البريطانية المصنوعة من حليب من بلد ثالث، الأمر الذي سيقدم لصناعة الألبان البريطانية صفقات قيمتها 240 مليون جنيه إسترليني خلال السنوات الخمس المقبلة، كما تضمن الاتفاق موافقة الحكومة الصينية على استيراد بذور بطاطس عالية الجودة من أسكتلندا.

تصنيع سيارات تسلا في الصين

في العاشر من يوليو عام 2018، تم توقيع اتفاقية بين شركة تسلا وحكومة شانغهاي، حيث ستفتتح شركة تسلا الأمريكية لصناعة السيارات أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة لينقانغ بمدينة شانغهاي. ستبلغ الطاقه الإنتاجية السنوية للمصنع خمسمائة ألف سيارة كهربائية. في مراسم التوقيع، أعربت حكومة شانغهاي عن دعمها لشركة تسلا لإنشاء فرعها، الذي يجمع بين وظائف البحث والتطوير والتصنيع والتسويق، وإنشاء مركز بحث وتطوير للمركبات الكهربائية في شانغهاي.

بعد مراسم التوقيع، اجتمع لي تشيانغ، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في شانغهاي، مع إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا. قال لي إن مصنع تسلا في شانغهاي سيساعد شركة تسلا على توسيع سوقها في الصين حتى أسواق آسيا والمحيط الهادئ، وذلك يرجع إلى قاعدة سلسلة صناعة السيارات المتكاملة والمتطورة في شانغهاي. أضاف لي: "نحن نسعى لبناء بيئة ممارسة التجارة الدولية والقانونية في شانغهاي، وتوفير لكل من الشركات الأجنبية والصينية سياسات تفضيلية أكثر. ستقام الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد في شانغهاي في نوفمبر من هذا العام. الأمر الذي يعد بمثابة مبادرة من الصين لفتح سوقها للعالم ومنصة هامة للشركات الأجنبية لعرض منتجاتها الجديدة للعملاء الصينيين."

الجدير بالذكر أن هذا اتفاق تم التوصل إليه في ظل التوترات التجارية بين الصين الولايات المتحدة الأمريكية.

في السادس من يوليو عام 2018، أعلنت إدارة ترامب التعريفة الجمركية الإضافية بنسبة 25% على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار أمريكي. وفي رد سريع، أعلنت لجنة التعريفات الجمركية بمجلس الدولة الصينية فرض التعريفة الجمركية الإضافية بنسبة 25% على واردات أمريكية بقيمة 34 مليار دولار أمريكي، بما فيها السيارات المصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية، اعتبارا من السادس من يوليو عام 2018.

وهذا يعني أن سعر السيارة موديل S وموديل X في السوق الصينية سيزيد 22 ألف دولار أمريكي إلى 37 ألف دولار أمريكي. الصين هي ثاني أكبر سوق في العالم لشركة تسلا. في العام الماضي فقط، وصلت مبيعات تسلا في سوق الصين عشرين ألف سيارة، بمتوسط ​​سعر ثمانمائة ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 9ر6 يوانات) لكل سيارة. إذا تم فرض تعريفة إضافية بنسبة 25% على السيارات المستوردة من تسلا، فستضطر هذه الشركة إلى دفع جمارك إضافية قيمتها أربعة مليارات يوان سنويا، وهذا سيكون خبرا سيئا لكل من تسلا وعملائها داخل الصين.

سياسات مؤاتية للمستثمرين الأجانب

تسلا ستحصل على 100٪ من حقوق تشغيل مصنعه في شانغهاي. في الثامن والعشرين من يونيو عام 2018، أصدرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح ووزارة التجارة الصينية "الإجراءات الإدارية الخاصة بشأن دخول الاستثمار الأجنبي (القائمة السلبية) (نسخة 2018)"، حيث تم تخفيض عتبة الوصول إلى السوق بشكل ملحوظ، وشهد عدد الإجراءات في هذه القائمة انخفاضا من 63 إلى 48 بندا. الخدمات والصناعة التحويلية والزراعة وموارد الطاقة هي المجالات الرئيسية الثلاثة من بين اثنين وعشرين مجالا، ستفتح تجاه الاستثمار الأجنبي على نطاق أوسع. بالنسبة لصناعة السيارات، أن أكبر تغيير هو إلغاء القيود المفروضة على نسبة المساهمة الأجنبية ونطاق الأعمال التجارية لقطاع مركبات الطاقة الجديدة.

في اللحظة التي أعلنت فيها تسلا عن إقامة مصنعها في شانغهاي، أصدرت حكومة شانغهاي مائة إجراء جديد لتوسيع الانفتاح في شانغهاي، بهدف تسريع فتح قطاعات السيارات والطائرات وبناء السفن، وذلك عقب قرار الدولة بتسريع إلغاء القيود الأخرى على الاستثمار الأجنبي في صناعة السيارات. في الحقيقة، إن نجاح إنشاء شركة تسلا المملوكة بالكامل في شانغهاي يرجع إلى توطيد هذه السياسة المؤاتية لتوسيع نطاق الانفتاح في الصين.

قال إيلون ماسك: "قررت تسلا إنشاء أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة الأمريكية في شانغهاي لأن هذه المدينة مفعمة بالحيوية والكفاءة العالية، وفيها أكفاء في كافة المجالات". إذا نقول إن الأسعار التنافسية وسياسة الانفتاح هي السبب المباشر لقرار تسلا بإنشاء مصنعها في شانغهاي، فإن العامل الجوهري لقرار تسلا هو الإمكانات الهائلة للسوق الصينية.

الصين هي السوق الأكبر والأسرع نموا للسيارات الكهربائية في العالم. حسب بيانات الجمعية الصينية لصناعة السيارات، اشترى المستهلكون الصينيون حوالي 777 ألف مركبة تعمل بالطاقة الجديدة في عام 2017، بزيادة بلغت نسبتها 3ر53% عن عام 2016.

في السنوات الأخيرة، شهدت الصين وألمانيا تفاعلات متكررة في مجالات السيارات الكهربائية ومركبات الطاقة الجديدة وتكنولوجيا القيادة الآلية. خلال زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لألمانيا، حضر مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل معرضا للسيارات الذاتية القيادة. وأشار لي إلى أن "الجولة الجديدة من ثورة التكنولوجيا والإصلاح الصناعي قد اجتاحت العالم، وإن السيارات الذاتية القيادة لها مستقبل واعد. الصين تنفتح الآن أوسع على العالم الخارجي، وسوف تتيح المزيد من النفاذ إلى السوق في قطاع السيارات. ندعو المستثمرين الألمان إلى أخذ زمام المبادرة لاغتنام فرصة السوق وتعزيز مصالحنا المشتركة."

تعزيز التكنولوجيا والابتكار وترقية الاستهلاك

السوق الصينية لا تجذب المنتجات الزراعية من المملكة المتحدة فقط، بل تجذب أيضا شركة تسلا من الولايات المتحدة الأمريكية ومصنعي السيارات الألمان. في أواخر سبتمبر 2018، عقدت غرفة التجارة الأمريكية لدى الصين قمة الابتكار التكنولوجي 2018 في بكين، حيث اتفق حوالي مائتين من كبار رجال الأعمال من الشركات متعددة الجنسيات والشركات الصينية على أن التكنولوجيا والابتكار ساهمت بشكل كبير في تعزيز التنمية في الصين، وستستمر في دعم تنمية التعاون التجاري فيما بعد. قال شيوي مينغ تشيانغ، المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت الصين الكبرى: "التحول الرقمي في الصين سوف يجلب العديد من الفرص للشركات متعددة الجنسيات، وعلينا أن نسعي بنشاط  للتعاون مع الشركات الصينية."

وقالت سيلينا تشيو، رئيسة مجموعة باير الصين الكبرى، إنه مع شعار "العلم لحياة أفضل"، ركزت مؤسسة باير الألمانية، التي يبلغ عمرها أكثر من 150 عاما، على تحسين الصحة للبشر والحيوانات والنباتات. في مواجهة التحول الرقمي في الصين، تعاونت باير مع شركة علي بابا لتكنولوجيا المعلومات الصحية لاستخدام مفهوم البيع بالتجزئة الجديد لتلبية طلب المستهلكين الصينيين على منتجات الرعاية الصحية عالية الجودة.

قالت تشيو: "اقترحت الحكومة الصينية خطة "الصين الصحية 2030"، التي تغطي مجالات مثل خدمات الصحة العامة والصناعة الطبية وسلامة الغذاء والدواء بهدف توفير خدمات الرعاية الصحية المتساوية لشعبها. إن الرعاية الصحية الذاتية هي عامل أساسي لتحقيق هذا الهدف في النظام الطبي بأكمله". أوضحت تشيو "أن باير تعزز الرعاية الذاتية وقالت: "سنعمل مع جميع قطاعات المجتمع لترقية تعليم المستهلكين فيما يتعلق بالرعاية الصحية الذاتية."

تأمل شركة علي بابا لتكنولوجيا المعلومات الصحية في استخدام البيانات الكبيرة والإنترنت لتحسين الرعاية الصحية للأشخاص، الأمر الذي يتفق مع مفهوم شركة باير في الرعاية الصحية الذاتية. يتمثل جوهر تعاونها في تقديم خبرات شركة باير في مجال الرعاية الصحية إلى المستهلكين في كل مكان، مما يوفر للمستهلكين الصينيين خدمات صحية طبية متساوية وشاملة ومتاحة بسهولة من خلال البيانات الكبيرة للشركة.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4