الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني < الرئيسية

تحت قيادة الحزب الشيوعي.. الصين تحقق معجزات تنموية

: مشاركة
2021-06-28 10:44:00 الصين اليوم:Source أحمد بهاء الدين شعبان:Author

الإنجازات التي حققها الحزب الشيوعي الصيني إنجازات غير مسبوقة على مستوى التجربة الإنسانية بشكل عام. نحن نعرف أن الصين هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وكانت قبل أربعة عقود دولة نامية، لكن خلال الأربعين عاما الماضية منذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح حققت إنجازات هائلة. إن هذا التقدم الكبير لم يكن محض مصادفة، وإنما كان بتدابير وتخطيط وتوجيه الحزب الشيوعي الصيني الذي يخوض هذه التجربة العظيمة والذي قدم للعالم نموذجا مغايرا للرأسمالية النيوليبرالية المتوحشة التي أدت إلى كوارث كبرى في العالم كله.

وكمواطن من الشرق الأوسط والمنطقة العربية، أجد أن هناك العديد من الدروس المستفادة من تجربة الحزب الشيوعي الصيني الرائدة، لعل أهمها درس التنمية المستقلة بالاعتماد على الذات. اعتمدت الصين على تفعيل قدرات الشعب وعلى تنميه الاقتصاد اعتمادا على القدرة الذاتية وعلى الموارد الخاصة للدولة. ونحن نعلم أن الصين بنت كل هذه الأمجاد الحضارية العظيمة دون أن تتورط في ممارسة استعمارية أو نهب لشعوب العالم الثالث، كما فعلت الدول الغربية.

لقد حققت الصين إنجازات مبهرة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، فتحولت من دولة إقطاعية شبه مستعمَرة ومتخلفة يعاني شعبها من الفقر والجهل والمرض، إلى دولة حديثة وصل ترتيبها إلى مستوى ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ما تحقق في الصين لم يتحقق فجأة، ولكنه واجه صعوبات وتحديات هائلة. استطاع الحزب الشيوعي تأسيس جمهورية الصين الشعبية والنهوض بالصين اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعلميا. حقق نهضة شاملة بكل معنى الكلمة. لقد استطاعت الصين انتشال 850 مليون فرد من الفقر وتنمية مختلف مناطقها. ومؤخرا، قدمت الصين نموذجا ملهما في مكافحة ومواجهة وباء كوفيد- 19، وصارت أول دولة في العالم تتخلص من الوباء في وقت سريع كما قدمت مساعدات هائلة إلى 160 دولة ومنطقة في العالم. نحن في مصر نشكر الشعب الصيني ونشكر القيادة الصينية والرئيس شي جين بينغ على تقديم دفعات مجانية من اللقاح الصيني لمصر والاتفاق مع الحكومة المصرية على تصنيع لقاح سينوفاك محليا في مصر.

لقد تعززت، في السنوات الأخيرة، المكانة الدولية للحزب الشيوعي الصيني. الحزب الشيوعي الصيني كان دائما مناصرا لقضايا التحرر الوطني ولشعوب العالم التي تناضل ضد الاستعمار والتي تسعى إلى تحقيق التنمية. يسعى الحزب الشيوعي الصيني إلى تنمية العالم من دون هيمنة ومن دون فرض شروط مجحفة كتلك التي تفرضها الدول الإمبريالية الكبرى. تسعى الصين لحل كل مشكلات العالم الساخنة من خلال حلول سلمية تؤكد على دعم استقلال الدول الوطنية وعدم فرض أي شروط عليها وعدم التدخل في شؤونها، من أجل المحافظة على السلم العالمي وتعزيز روح التعاون والصداقة بين الشعوب. ومن هنا جاءت مبادرة المصير المشترك للبشرية التي طرحها الرفيق شي جين بينغ، وهي مبادرة هامة لجعل العالم بيتا متسعا للجميع ولقيام علاقات متكافئة ومتعادلة ومتوازنة بين الدول ولتعزيز حماية البيئة في العالم. مبادرة المصير المشترك للبشرية التي أطلقها الرئيس شي، كانت بشيرا لسياسة ولأهداف كبيرة تتبناها أحزاب العالم وتسعى لتطبيقها، فالأحزاب كما قال الرئيس شي هي القوى الدافعة للشعوب وعليها أن تعمل على تعزيز التعاون والصداقة بين الشعوب على أساس المنفعة والاحترام المتبادل والتوازن في كل مناحي التعاون العالمي.

هناك دروس كثيرة من تجربة الحزب الشيوعي الصيني العظيم على مدار مائة عام، ويمكن الاستفادة من هذه الخبرات والدروس دون العمل على استنساخها، وهذا أيضا ما تطالب به الصين. ينبغي لكل الدول أن تستفيد من هذه الدروس والخبرات في ضوء ظروفها الخاصة وفي ضوء تقاليدها ومستوى تطورها. هناك نماذج مختلفة للاشتراكية ولتحقيق الاشتراكية في بلدان العالم، وليس فقط نموذج واحد وهو النموذج الصيني. ولذلك، نحن في مصر وفي الدول النامية علينا استلهام هذه التجربة العظيمة ودروسها. وفي اعتقادي أن أهم تجارب ودروس الحزب الشيوعي الصيني وتجربة التنمية الصين، هي، أولا: أنها تجربة فريدة في العالم، فمن خلال تطبيق نموذج الجمع بين السوق وتدخل الدولة والجمع بين مزايا التعاون مع الخارج والمحافظة على الاستقلال وعدم التدخل في شؤون الدول، استطاعت الصين فتح المجال أمام الاستثمار الأجنبي والقطاع الخاص من أجل المساهمة في تطوير وتنمية تجربة التنمية في الصين، في ظل الالتزام بالخطط والقوانين الصينية وتدريب الأكفاء والكوادر الصينية والاستفادة من المزايا في نفس الوقت. واتبعت الصين نموذج التدرج في التنمية والتجريب ثم التعميم وليس فرض أنماط مباشرة من دون أي تجربة؛ ثانيا: التمسك بالنظرية الماركسية، وفي نفس الوقت المحافظة على التقاليد الثرية العريقة للشعب الصيني، فالصين صاحبة أقدم الحضارات في العالم، ولذلك فهي تجمع ما بين المحافظة على هذا التراث والمحافظة على المبادئ الأساسية للماركسية؛ ثالثا: استطاعت الصين، من خلال أهم مبدأ وهو الانطلاق من الواقع الصيني منذ ماو تسي تونغ، أن تنطلق من الواقع الصيني ولا تعتبر النظرية الماركسية في تطبيق الاشتراكية نموذجا جامدا ومفروضا على كل البلدان. استطاعت الصين تصيين الماركسية لبناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

إن مفتاح الحزب الشيوعي الصيني للمحافظة على حيويته تتمثل في عده نقاط. أولا: أن يتمسك الحزب بالقيادة الموحدة القوية للدولة الصينية والشعب الصيني، قيادة لها نواة، ونواتها الآن هو الرئيس شي؛ ثانيا: أن يتمسك الحزب بالنظرية الماركسية بشكل ينطلق من الواقع الصيني ويحافظ على معدلات التنمية العالية التي حققها؛ ثالثا: أن يستمر الحزب الشيوعي الصيني في سياسته القوية لمكافحة الفساد في الدولة وداخل الحزب، حيث حقق نجاحات هائلة في هذا الإطار واكتسب ثقة كبرى من الشعب الصيني لقيادته؛ رابعا: أن يستمر الحزب في سياسته الدولية التي تسعى لمزيد من التعاون وإلى عولمة إنسانية بديلة عن العولمة الإمبريالية المتوحشة التي تعاني منها شعوب العالم. إن سر نجاح الحزب هو الجمع بين القيادة الجماعية للحزب الشيوعي الصيني والتمسك بالنظرية والمحافظة على حكمة الشعب الصيني وتراثه العريق.

إن الصين تتمسك بتعاملها بشكل إنساني وديمقراطي غير مسبوق بين قوميات الشعب الصيني التي يصل عددها إلى 56 قومية. استطاعت الصين أن تتعامل على أساس المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات بين كل قوميات الشعب الصيني. في الفترة الأخيرة لاحظنا الهجوم على الصين من جانب الدول الإمبريالية والقوى العدوانية التي تستهدف الصين والناقمة على التقدم الذي تحققه الصين في منافستها مع الرأسمالية. استطاعت الصين أن تواجه كل هذه المؤامرات ومحاولات التدخل في شؤونها الداخلية والتي تسعى لتشجيع النزعات الانفصالية لقوى متطرفة ومنظمات إرهابية في قومية الويغور. لقد نجحت الصين، من خلال سياسة شاملة في مواجهة الإرهاب؛ سياسة أمنية وسياسة تعليمية وسياسة ثقافية وسياسة اقتصادية اجتماعية، ومن خلال تطبيق الحكم الذاتي الإقليمي بشكل صحيح، أن تعطي الحقوق الكاملة للمواطنين مع التزامهم بقوانين الدولة المركزية وسياستها. الصين أيضا تطبق سياسة "دولة واحدة ونظامان" في هونغ كونغ. ومن خلال هذه السياسات والمبادرات الرائعة للصين وللحزب الشيوعي الصيني، تمت المحافظة على وحدة الدولة وقوة الشعب الصيني في مواجهة أي مؤامرات خارجية.

أتمنى لرفاقنا في الحزب الشيوعي الصيني أن يستمروا في نفس المسار العظيم الذي بناه الحزب وسار فيه، وأن تتحقق الاشتراكية العالية الرفيعة في الصين عام 2050، وفقا للخطط الموضوعة من الرفيق شي جين بينغ، وأن تصبح الصين الدولة الأولى في العالم اقتصاديا والدولة التي تفرض نمطا جديدا على السياسة الدولية العالمية من خلال مكانتها ووضعها وحجم سكانها، فالصين تحت سياسة الحزب الشيوعي الصيني مؤهلة لأن تلعب دورا عظيما في هذا المجال.

-

أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام لـ "الحزب الاشتراكي المصري".

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4