الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني < الرئيسية

الإنجازات التاريخية للحزب الشيوعي الصيني

: مشاركة
2021-06-28 10:39:00 الصين اليوم:Source ويليام جونز:Author

لدى الحزب الشيوعي الصيني كل الأسباب للاعتزاز بإنجازاته التاريخية بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه. ابتداء من عام 1921، على الرغم من قلة عدد الأفراد الذين كانوا عازمين على إخراج الصين من الفوضى التي أعقبت سقوط أسرة تشينغ (1644- 1911)، بينما في الوقت نفسه كانت السلطات تلاحقهم في ذلك الوقت والتي كانت تقمع كل من لديه ميول شيوعية، فإن قادة الحزب الشيوعي الصيني لم ينحرفوا عن مهمتهم، أي تحسين معيشة الشعب وتحقيق نهضة الأمة الصينية من "قرن الذل" السابق. عندما تم استبعاده من مواقع النفوذ من قبل الحزب الوطني الصيني، المعروف باسم الكومينتانغ في الصين، والذي كان متحالفا معه، وطرده من قاعدته السياسية في مقاطعة جيانغشي من قبل جيش تشيانغ كاي شيك التابع لحزب الكومينتانغ، في عام 1934، شرع الجيش الأحمر بقيادة الحزب الشيوعي الصيني في "المسيرة الطويلة" التي بلغ طولها 7800 ميل إلى منطقة جبلية آمنة في مقاطعة شنشي في شمال غربي الصين، وهو إنجاز غير مسبوق في التاريخ العسكري. من هناك، بدأ الحزب حرب المقاومة ضد العدوان الياباني قبل وقت طويل من إظهار حكومة حزب الكومينتانغ أي إرادة للمقاومة.

بالرغم من إمداداته المحدودة من الأسلحة الثقيلة وبفضل الدعم القوي من الشعب الصيني، قاد الحزب الشيوعي الصيني حملة ناجحة من حرب العصابات ضد القوات اليابانية. وقد شهد نجاحهم وبسالتهم العديد من الضيوف الزوار، بما في ذلك الأمريكيون مثل الصحفيين إدغار سنو وآنا لويز سترونغ، والضابط العام في مشاة البحرية الأمريكية إيفانز كارلسون، الذي زار المقاتلين الصينيين.

في وقت لاحق، وفقط تحت الإكراه والإجبار، قرر تشيانغ كاي شيك حمل السلاح ضد اليابان. يرجع نجاح القوات التي قادها الحزب الشيوعي الصيني في المقام الأول إلى التزام الحزب بتحسين أوضاع سكان الريف، وهي سمة مميزة للحزب. على عكس جيوش أمراء الحرب أو حتى جيش الكومينتانغ، حافظ جنود الجيش الأحمر للعمال والفلاحين الصينيين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني (الجيش الأحمر) على أعلى درجات الاحترام للناس في القرى، الأشخاص الفعليين الذين خاضوا من أجلهم القتال. ورد الناس هذا الجميل بالمثل بمساعدة المقاتلين في القتال.

مع الانتصار على قوات الكومينتانغ خلال الحرب الأهلية، وإنشاء جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، تولى الحزب الشيوعي الصيني المسؤولية عن بلد يبلغ عدد سكانه نصف مليار نسمة، آنذاك، وهي مهمة شاقة بالفعل. وهنا أيضا نالوا دعم الشعب في القيام بالمهمة الصعبة المتمثلة في توحيد البلاد وتنميتها بعد سنوات من الحروب ضد الغزاة الأجانب والحرب الأهلية.

بينما كان لجمهورية الصين الشعبية أصدقاء كثر منذ البداية، كان لديهم أيضا أعداء أقوياء. الولايات المتحدة الأمريكية، على وجه الخصوص، التي دعمت حزب الكومينتانغ خلال الحرب الأهلية، بدلا من قبول الواقع الجديد لقيادة الصين من قبل الحزب الشيوعي الصيني، شرعت في معاملة جمهورية الصين الشعبية كقوة معادية، وبدأت في إجراء عمليات تخريبية ضدها، والإصرار على أن تشيانغ كاي شيك، الذي كان موجودا في جزيرة تايوان، لا يزال الرئيس الرسمي للصين.

وما يسمى بـ"أيدي الصين" السابقة في وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، والتي حثت على سياسة مختلفة، فقد تم تكميمها أو إبعادها، في جو الهستيريا الذي أوجده السناتور جوزيف مكارثي وأتباعه.

في خضم محاولة زيادة إنتاج الحبوب لإطعام العدد المتزايد من السكان، دعم الحزب الشيوعي الصيني تطوير العمل العلمي، الذي لم يكن حيويا فقط للدفاع الوطني، وإنما أيضا للتنمية الاقتصادية الطويلة الأجل. عندما عاد عالم الصواريخ الصيني تشيان شيويه سن إلى الصين من الولايات المتحدة الأمريكية خلال حقبة مكارثي، ذهب للعمل للمساعدة في تطوير تكنولوجيا الفضاء الصينية. لقد عمل مع علماء آخرين في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية لتنفيذ برنامج "قنبلتين، قمر صناعي واحد"، والذي من خلاله ستصبح الصين قوة نووية والذي من شأنه أن يضع الأساس للصين لتصبح قوة فضائية.

مع بدء الإصلاح والانفتاح في البلاد في عام 1978، كان هناك تركيز متجدد على العلوم والتكنولوجيا. نتيجة للإصلاح والانفتاح، أصبحت الصين مركز التصنيع في العالم. في الوقت نفسه، كانت تستعد أيضا لـ"قفزة الضفدع" للتحول إلى مرحلة الإنتاج "العالي القيمة". وكان مفتاح ذلك بالطبع التطور السريع للعلوم والتكنولوجيا.

مع التطور السريع للمناطق الساحلية في الصين، أعطى الحزب أولوية لمئات الملايين من الناس الذين كانوا ما زالوا يعيشون في فقر في الأجزاء الوسطى والغربية من البلاد. مثلت سياسة تنمية المنطقة الغربية للبلاد في أواخر التسعينات من القرن الماضي التزاما واضحا من قبل الحزب لتحقيق الرخاء في المناطق النائية، ومعالجة مشكلة الفقر المدقع التي كانت لا تزال موجودة بقوة في تلك المناطق.

مع تقدم سياسة التنمية الغربية في الصين، أصبح من الواضح أيضا أن لها بعدا دوليا. مع تفكك الاتحاد السوفيتي السابق في نهاية عام 1991، وجدت الصين نفسها مع دول جديدة على حدودها، دول غير ساحلية ومعزولة عن التيار الرئيسي للتجارة الدولية. ولكن مع توسع خطوط السكك الحديدية في قانسو وشينجيانغ، أصبح من الواضح أن هذه الدول يمكن ربطها بسهولة بمواصلات السكك الحديدية في آسيا الوسطى وروسيا. وتم بالفعل إنشاء خط واحد لما كان يسمى الجسر الجديد الأوراسي، وهو الخط الذي يمتد من روتردام في هولندا إلى ليانيونقانغ على الساحل الشرقي للصين. مع مرور العالم بأزمتين ماليتين رئيسيتين، الأزمة المالية الآسيوية عام 1997 والانهيار المالي العالمي في عام 2008، حيث لعبت الصين خلالهما دورا رئيسيا في استقرار الاقتصاد العالمي، ظل هذا الطريق إنجازا فريدا في الربط بين الشرق والغرب. ولكن مع تحسن الاقتصاد وبداية العصر الجديد، شهد الوضع تغيرات ملحوظة. في سبتمبر 2013، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، في كازاخستان، عن مفهوم التطوير المشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير عبر آسيا الوسطى. ثم في أكتوبر من نفس العام في إندونيسيا، أعلن عن خطط لتطوير طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين. لقد غيرت مبادرة "الحزام والطريق"، كما سُميت لاحقا، اتجاه التنمية الاقتصادية العالمية.

بحلول بداية هذا القرن، لم يكن هناك زخم كبير لأي سياسة إنمائية رئيسية على المستوى العالمي. لقد تخلت المؤسسات المالية الدولية عن أي فكرة عن مشروعات اقتصادية كبيرة يمكن أن تدفع بالبلدان النامية إلى مستوى جديد من التنمية. لذا، كان أفضل ما يمكنها فعله هو محاولة إبقاء كل شيء على قدم وساق، والعمل على السماح للبلدان النامية بمواصلة سداد ديونها السابقة، وتقليل الفقر إلى الحد الأدنى لمنع الناس من التفكير في أن تلك المؤسسات غافلة تماما عن المشكلة الأساسية. وبنفس الطريقة، لم يجد المقرضون الدوليون ببساطة "مشروعات تنمية" مربحة كما توقعوا، مع عدم القدرة على تحقيق أرباح سريعة.

كان هذا هو السبب في الانهيار الاقتصادي لعام 2008. بينما كان الاستثمار في الإنتاج الحقيقي في حالة انخفاض، كانت المضاربة المالية تزدهر؛ مما أدى إلى انهيار السوق. لقد غيرت مبادرة "الحزام والطريق" كل شيء بسرعة؛ وأصبح الاستثمار الكبير في السكك الحديدية في جنوب شرقي آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية فجأة مصدر قلق مستمر. بفضل قوتها الاقتصادية الجديدة، كانت الصين في وضع يمكنها من إجراء مشروعات استثمارية كبرى وكانت ملتزمة بتنفيذها. إن ما أنجزته الصين في انتشال نفسها من دولة فقيرة أصبح نموذجا تتبعه الدول الأخرى. أعادت مبادرة "الحزام والطريق" الاستثمار في البنية التحتية والتنمية العالمية بقوة إلى الطاولة. كان هذا بحد ذاته إنجازا تاريخيا. لقد عاد تيار التاريخ في اتجاه التنمية العالمية، بفضل التزام الحزب الشيوعي الصيني بإطلاق مثل هذا المشروع الضخم العظيم.

لكن هذه لم تكن نهاية الإنجازات التاريخية التي حققها الحزب الشيوعي الصيني. كان نجاح برنامج الصين للحد من الفقر والقضاء على الفقر المدقع في جميع أنحاء البلاد بلا شك إنجازا تاريخيا غير مسبوق في أي بلد بالعالم، وقد تحقق هذا الهدف مع عدد سكان يبلغ 4ر1 مليار نسمة. لقد تجاوزت نتائج هذه الخطوة أقصى أحلام الجميع، ورسمت خطا في الرمال لبلدان أخرى. فإذا تمكنت الصين، مع عدد سكانها الضخم من تحقيق مثل هذه النتيجة، فإن البلدان الأخرى ذات عدد السكان الأقل بكثير يمكن بل وينبغي أن تفعل الشيء نفسه.

ليس من المؤكد أن الدول الأخرى ستحذو حذو الصين حقا في هذا الاتجاه. هناك قدر معين من الاستياء بين البعض في الغرب بشأن حقيقة أن الصين تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني قد أنجزت ما كانت الدول الغربية مجتمعة، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غير قادرة على القيام به، وبالتأكيد، ليس بسبب الافتقار إلى وسائل التقنية، ولكن بصورة أكثر وأدق الافتقار إلى الإرادة السياسية. لم يكن الكثير من ردود الفعل على نجاح الصين من بعض الدول الغربية سوى أنه عنب حامض، وخطير للغاية.

من ناحية أخرى، رأت ولمست بقية دول العالم، ولا سيما البلدان النامية، فوائد هذه المشروعات وتجمعت حول الصين. حتى أن العديد من الدول الغربية بدأت ترى أن محاولة الإدارة الأمريكية نشر فكرة استعداء الصين لنجاحها تافهة للغاية وتؤدي إلى نتائج عكسية.

في حين أن القرارات لا تزال معلقة بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية والصين ستجدان علاقة عمل تفيد البشرية، فإن إنجازات الحزب الشيوعي الصيني تقف بمفردها، وتستحق الاحتفال الكبير خلال الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني، ليس في الصين فحسب، وإنما أيضا في بقية أنحاء العالم.

--

ويليام جونز، محلل سياسي في واشنطن وزميل غير مقيم في معهد تشونغيانغ للدراسات المالية التابع لجامعة رنمين (الشعب) الصينية

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4