في العاشر من يناير عام 2020، منح الرئيس الصيني شي جين بينغ ميدالية وشهادة "الجائزة الوطنية العليا للعلوم والتكنولوجيا لعام 2019"، للسيد تسنغ تشينغ تسون الباحث في معهد فيزياء الغلاف الجوي في الأكاديمية الصينية للعلوم وعالم الغلاف الجوي المشهور عالميا.
تطلعات الشاب الفقير
ولد تسنغ تشينغ تسون عام 1935 في أسرة ريفية فقيرة بمقاطعة قوانغدونغ. ذات يوم، وبينما كان والده في طريقه إلى الحقل للقيام بأعمال الزراعة، قابل مدير مدرسة ابتدائية، فسأله المدير عن عدد أبنائه وأعمارهم، وقال له: "يجب أن ترسل أبناءك إلى المدرسة." وبالفعل، أرسل الأب ابنه تسنغ تشينغ فنغ، الشقيق الأكبر لتسنغ تشينغ تسون، إلى المدرسة الابتدائية. ونظرا لأن الوالدين كانا يعملان في حقلهما يوميا ولم يكن هناك أحد في المنزل ليعتني بالطفل تسنغ تشينغ تسون، كان شقيقه يصطحبه معه إلى المدرسة ليستمع إلى الدروس.
قال تسنغ تشينغ سون: "كنت أنا وأخي نذهب إلى المدرسة حفاة الأقدام ونرتدي ملابس بالية. كنا ننتقل يوميا بين الحقل والمدرسة." برغم أن الأخوين تسنغ كانا يعملان في الحقل ويدرسان في نفس الوقت، كانت نتائجهما من بين الأفضل دائما. قبل إنهاء الدراسة في المرحلة الابتدائية، شارك الشقيقان في "اختبار التخطي" لاختصار مدة الدراسة وانتقلا للدراسة في المرحلة الإعدادية، وبفضل نتائجهما المتميزة في الدراسة حصلا على منحتين من ست عشرة منحة دراسية حكومية على المستوى الوطني.
في السنوات الأولى لتأسيس الصين الجديدة، كانت البلاد في حاجة ماسة إلى الأكفاء المتميزين في مجال الأرصاد الجوية. في عام 1952، تم قبول تسنغ تشينغ تسون في قسم الفيزياء بجامعة بكين، وتم توجيهه للدراسة في تخصص الأرصاد الجوية. قال تسنغ تشينغ سون: "أكثر شيء ترك انطباعا عميقا في نفسي، هو أن الصقيع الأخير في عام 1954 أدى إلى تجميد 40% من محصول القمح بمقاطعة خنان، وأثر بشكل خطير على إنتاج الحبوب بها. لو كان بإمكاننا التنبؤ بالطقس مسبقا واتخاذ التدابير اللازمة، لاستطعنا بالتأكيد تقليل الخسائر إلى حد كبير. لقد نشأت منذ صغري في الحقل وعانيت من الجوع، ولهذا أعرف تماما هذا الشعور."
في خمسينات القرن العشرين، وبينما كان تسنغ تشينغ تسون قد أوشك على التخرج في الجامعة، تم إلحاقه بالمركز الوطني للأرصاد الجوية للتدريب، وهناك رأى خبراء الأرصاد الجوية أمام خريطة الطقس، يقومون بالتحليل وإصدار النشرة الجوية، أحيانا من دون راحة أو طعام. ولكن نظرا للافتقار إلى الحسابات الدقيقة، كان لا يمكنهم تحليل التنبؤات الجوية والحكم عليها إلا نوعيا، فكانت التنبؤات تعتمد على الخبرة وليست مؤكدة. قال: "في ذلك الوقت، قررت دراسة وبحث تنبؤات الطقس الرقمية الموضوعية، لتحسين دقة التنبؤات الجوية، وزيادة قدرة الناس على تجاوز الكوارث الطبيعية."
في أواخر عام 1957، بُعِث تسنغ تشينغ تسون للدراسة في أكاديمية العلوم الروسية في الاتحاد السوفيتي السابق كطالب دراسات عليا في البحوث الجيوفيزيائية التطبيقية. وهناك درس على يد باحث الأرصاد الجوية المشهور عالميا كيبير (Kibier)، الباحث في أكاديمية العلوم للاتحاد السوفيتي السابق. وخلال دراسته في الاتحاد السوفيتي السابق، طرح تسنغ "طريقة الفروق شبه الضمنية" للتنبؤ الفعلي المباشر بالطقس، التي تعد أول طريقة باستخدام المعادلات الأولية، وتستخدم في أعمال التنبؤ الفعلي بالطقس حتى الآن.
عاد تسنغ تشينغ تسون إلى الصين في عام 1961 عقب حصوله على درجة الدكتوراه من أكاديمية العلوم الروسية. قال: "عندما وطأت قدماي أرض الوطن، كان قلبي ينبض بشدة، وأردت أن أظهر حبي العميق لوطني الذي اشتقت إليه، وأن لا أخيب أمله أو أنكر فضل تدريبه لي، وقررت أن أصعد أعلى قمة في مجال علوم الأرصاد الجوية في العالم."
بعد عودته، تم تعيين تسنغ في مصلحة بحوث الأرصاد الجوية التابعة لمعهد الجيوفيزياء والأرصاد الجوية بالأكاديمية الصينية للعلوم. كان قلبه مفعما بالشعور بالمسؤولية، وبدأ منذ ذلك الحين مسيرة البحث العلمي والسعي لتسلق القمة في العلوم، لخدمة الوطن والشعب.
مواجهة المشكلات الصعبة بثبات
منذ عودته إلى الوطن، انكب تسنغ تشينغ تسون على البحث في القضايا النظرية الأساسية لعلوم الغلاف الجوي وميكانيكا الموائع والتنبؤ الرقمي للطقس. قال: "كان يبدو ذلك مجرد فكرة خيالية ومنفصلة عن الواقع في ذلك الوقت، ولكن ثبت لاحقا أنها هامة للغاية لمواصلة تطوير التنبؤ الرقمي للطقس."
قدم تسنغ تشينغ تسون إسهامات رائدة ومنهجية في البحوث النظرية الأساسية في الفيزياء الرياضية للتنبؤ الرقمي للطقس وميكانيكا الموائع، كما قدم أبحاثا رائدة في تطوير نموذج التنبؤ الرقمي للطقس وحسابات ميكانيكا الموائع.
في عام 1970، لبى تسنغ تشينغ تسون نداء الوطن مرة أخرى، فقد كلفته هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصيني برئاسة فريق الأرصاد الجوية للأقمار الاصطناعية. قال: "كانت الحياة صعبة في ذلك الوقت، كنت مريضا واضطر للسفر بشكل متكرر. كما كان شقيقي مريضا بشدة، يحتاج لإجراء عملية كبيرة. أما زوجتي وابني الصغير فكانا في مسقط رأسي في منطقة ريفية فقيرة للغاية. ومن أجل أن أركز اهتمامي على البحث العلمي، لم يكن لدي الوقت حقا لأهتم بكل ذلك."
في كل مرة يُسأل هذا العالم المسن عما يأسف عليه خلال مسيرته العلمية التي استمرت ستين عاما، يذكر دائما عدم قدرته على رعاية أسرته، ويغمر وجهه الصمت المؤثر. قال إنه على الرغم من أسفه على ذلك، لا يندم أبدا على اختياراته في الحياة والبحوث. أضاف: "لا يجب أن ننظر إلى الماضي. لقد ولدت في عائلة ريفية شديدة الفقر، وكان عليّ العمل كشخص بالغ منذ الطفولة. لولا تأسيس الصين الجديدة، لم أكن أجرؤ على التفكير في الالتحاق بالجامعة أبدا. أنا ممتن من كل قلبي لفضل الحزب الشيوعي والوطن، ودائما ما سيكون اختياري الأول هو تلبية احتياجات الحزب والوطن."
أخيرا استطاع تسنغ تشينغ تسون حل المشكلة النظرية الأساسية للاستشعار عن بعد بالأشعة تحت الحمراء في الغلاف الجوي، وألف كتاب "مبادىء الاستشعار عن بعد بالأشعة تحت الحمراء في الغلاف الجوي" في عام واحد، ونشر الكتاب في عام 1974. هذا الكتاب هو أول دراسة في العالم تشرح بشكل منهجي النظرية الكمية للاستشعار عن بعد بالأشعة تحت الحمراء في الغلاف الجوي للأقمار الاصطناعية. وأصبحت "خوارزمية الانعكاس" التي اقترحها لحل "معادلة الاستشعار عن بعد" الطريقة الحسابية الأساسية لمراكز معالجة البيانات وخدمات الأقمار الاصطناعية الرئيسية في العالم.
إن نماذج النظام الأرضي هي ذروة الأبحاث حول المناخ العالمي والتغيرات البيئة. وكان تسنغ تشينغ تسون هو المدافع الرئيسي ورائد إنشاء نماذج النظام الأرضي في الصين، كما شارك في تصميمها وتطويرها. في عام 2011، اقترحت الأكاديمية الصينية للعلوم بناء "جهاز المحاكاة الرقمية للنظام الأرضي"، وهي بنية تحتية وطنية للعلوم والتكنولوجيا تتخذ من تطوير نماذج النظام الأرضي في الصين المهمة الأساسية لها وبدء الدراسات التي تعمل على المحاكاة الرقمية لعلوم الأرض، وفي عام 2016، وافقت الدولة على اعتبار تسنغ تشينغ تسون هو المؤسس لهذا للمشروع والمدير العلمي العام له.
كانت أبحاث تسنغ تشينغ تسون العلمية مثمرة ورائعة. وقد حصل على جائزتين من جوائز المؤتمر الوطني للعلوم، وجائزتين من المرتبة الثانية للجائزة الوطنية للعلوم الطبيعية، وجائزة خه ليانغ خه لي للتقدم العلمي، وخمس جوائز من المرتبة الأولى وجائزة الإنجاز المتميز لجائزة العلوم الطبيعية للأكاديمية الصينية للعلوم، وحصل على أعلى جائزة فخرية (جائزة العضو الفخري) من قبل جمعية الأرصاد الجوية الأمريكية عام 2014، وحصل على جائزة IMO، أعلى جائزة للمنظمة الدولية للأرصاد الجوية (WMO) عام 2016.
الوحدة للتغلب على المصاعب
في عام 1984، تولى تسنغ تشينغ تسون وهو في التاسعة والأربعين من عمره، منصب مدير معهد فيزياء الغلاف الجوي بالأكاديمية الصينية للعلوم. في ذلك الوقت كانت الأبحاث الأساسية في الصين في وضع صعب للغاية. كان المعهد يفتقر إلى تمويل البحث العلمي، ولا توجد بناية للبحوث العلمية، وكانت المختبرات بدائية للغاية، ولم يكن هناك غرف للدراسة الذاتية لطلاب الدراسات العليا، والمكاتب مزدحمة وكأنها فصول في مدرسة ابتدائية، ولم يكن يتوفر المال الكافي لشراء مواد البحث وتجديد المعدات، ناهيك عن الظروف المعيشية، بالإضافة إلى التغيرات الهائلة الناتجة عن إصلاح النظام وتشتت أذهان العاملين في المعهد. عن تلك الفترة، قال تسنغ تشينغ تسون: "كانت حقا فترة صعبة جدا على معهد فيزياء الغلاف الجوي."
"ما هي روح العلماء؟ "ما هو دافع العلماء؟ من أجل الوطن، والشعب، والعلم". في هذا المأزق، طرح تسنغ تشينغ تسون سؤالا، وجعل من نفسه نموذجا للإجابة ومثالا عليها. في نوفمبر عام 1984، وبعد بضعة شهور من توليه منصبه، قدم تسنغ تشينغ تسون "سياسة المعهد وأفكار الإصلاح" لمعهد فيزياء الغلاف الجوي، واقترح هدفا طويل المدى، وهو تحويل معهد فيزياء الغلاف الجوي إلى "معهد اشتراكي حديث"، وأن يصبح "مركزا صينيا لعلوم الغلاف الجوي عالي المستوى ومفتوحا للمناطق المحلية والدول الأجنبية، ويساهم في تطوير علوم الغلاف الجوي عالميا." قال: "معهد فيزياء الغلاف الجوي هو معهد أبحاث تابع للأكاديمية الصينية للعلوم، وهو فريق وطني، يجب أن يكون على طراز عال ورفيع المستوى ويقبل على حل المشكلات بشجاعة، ويجب أن يكون دائما واسع البصيرة ودائم الاستعداد." شجع تسنغ تشينغ تسون المعهد بأكمله على الاتحاد والتعاون من أجل العمل لمصلحة الدولة والشعب، والتوافق مع وضع الإصلاح واتجاه تطور علوم الغلاف الجوي في العالم. وتحت قيادته، واجه معهد فيزياء الغلاف الجوي صعوبات كثيرة، وشهد تغيرات جمة في نظام أعمال العلوم والتكنولوجيا، ومضت خطاه على طريق التطور والازدهار العظيم.
شغل تسنغ تشينغ تسون منصب مدير معهد فيزياء الغلاف الجوي لمدة تسع سنوات، وخلال هذه الفترة، كان هناك مختبران من الدفعة الأولى من المختبرات الرئيسية الحكومية التي أنشأتها الأكاديمية الصينية العلوم ويتبعان مجال علوم الغلاف الجوي، وهما: "المختبر الوطني للنمذجة الرقمية لعلوم الغلاف الجوي وميكانيكا الموائع"، و"المختبر الوطني لفيزياء طبقة حدود الغلاف الجوي وكيمياء الغلاف الجوي". قال السيد تسنغ: "في ثمانينات القرن الماضي، لم يكن البحث الصيني النظري في علوم الغلاف الجوي أضعف بكثير من البلدان الأجنبية، فقط كانت الصين تتخلف عن تلك البلدان في أجهزة الحاسب الآلي، حيث كانت أجهزة الكمبيوتر الأكثر تقدما في العالم تستخدم بشكل أساسي في الأرصاد الجوية، فكان علينا أن نشتري أجهزة كمبيوتر كبيرة، حتى ولو قمنا ببيع جميع ملابسنا لشرائها." وفي ظل جهود تسنغ تشينغ تسون الدؤوبة، استطاع معهد فيزياء الغلاف الجوي إدخال أكبر كمبيوتر في البلاد في ذلك الوقت واستخدامه في أعمال البحث في مجال علوم الغلاف الجوي.
في عام 1987، تقدم معهد علوم الغلاف الجوي بطلب إنشاء المركز الدولي لعلوم المناخ والبيئة، لأكاديمية العالم الثالث للعلوم (الأكاديمية العالمية للعلوم والتقدم العلمي في البلدان النامية حاليا)، وتأسس المركز في عام 1991، وبدأ في قبول طلاب الدكتوراه الأجانب رسميا.
قاد تسنغ تشينغ تسون معهد فيزياء الغلاف الجوي لإبداع طريق متألق جديد، وأصبح "المختبر الوطني للنمذجة الرقمية لعلوم الغلاف الجوي وميكانيكا الموائع"، و"المختبر الوطني لفيزياء طبقة حدود الغلاف الجوي وكيمياء الغلاف الجوي" و"المركز العلمي للمناخ العالمي وعلوم البيئة" التي أسسها وقادها مشهورة عالميا في غضون سنوات قليلة فقط، وأصبحت العمود الفقري الأساسي لعلوم الغلاف الجوي في الصين. قال السيد تسنغ: ""أنا محظوظ جدا لوجود العديد من العلماء والزملاء الجيدين في رحلتي الدراسية، ووجود الكثير من القادة والرفاق والزملاء والأصدقاء والطلاب في رحلتي العملية، فكل هذا ضمن لي تقديم بعض الأعمال المفيدة." يمتلئ قلب الخبير المشهور عالميا تسنغ تشينغ تسون بالامتنان والاحترام لمعلميه ولمن سبقوه الذين علموه وأرشدوه وساعدوه. تسنغ تشينغ تسون المتواضع، يعزو فضل ما وصل إليه من إنجازات اليوم إلى الآخرين. قال: "أنا محارب قديم في مجال أبحاث الأرصاد الجوية، وأنا على استعداد لتكريس كل شيء للحقيقة والشعب والوطن والحزب. وأتمنى أن يفعل الجيل القادم ذلك أيضا."
تسنغ تشينغ تسون في سطور:
تسنغ تشينغ تسون، ولد في مدينة يانغجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ في مايو عام 1935. وهو باحث في معهد فيزياء الغلاف الجوي بالأكاديمية الصينية للعلوم، وهو عالم مشهور عالميا في مجال علوم الغلاف الجوي. تخرج في قسم الفيزياء بجامعة بكين عام 1956 وانضم للحزب الشيوعي الصيني في نفس العام. حصل على درجة الدكتوراه من معهد الجيوفيزياء التطبيقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية بالاتحاد السوفيتي السابق عام 1961. بعد عوتده إلى الصين عمل على التوالي في معهد الجيوفيزياء ومعهد فيزياء الغلاف الجوي التابعين للأكاديمية الصينية للعلوم، وسبق أن شغل منصب مدير معهد فيزياء الغلاف الجوي، ورئيس الجمعية الصينية للأرصاد الجوية، ورئيس الجمعية الصينية للرياضيات الصناعية والتطبيقية. انتخب كعضو أكاديمي في الأكاديمية الصينية للعلوم عام 1980، وانتخب كعضو أكاديمي أجنبي في الأكاديمية الروسية للعلوم عام 1994، وانتخب كعضو أكاديمي في الأكاديمية العالمية للعلوم والتقدم العلمي في البلدان النامية عام 1995، وأصبح عضوا فخريا في الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية عام 2014 (أعلى وسام شرف لهذه الجمعية)، وحصل على جائزتي أفضل عامل نموذجي وأفضل عامل متقدم على مستوى البلاد، وكان عضوا مرشحا في اللجنة المركزية الثالثة عشرة والرابعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني. قدم الأكاديمي تسنغ تشينغ تسون إسهامات كبيرة ورائدة في مجالي علوم الغلاف الجوي وعلوم الأرصاد الجوية الحديثة. وأسهم بشكل أساسي في مجال التنبؤ الرقمي للطقس والاستشعار عن بعد بواسطة الأقمار الاصطناعية، كما قدم إسهامات رئيسية في تقدم علوم الغلاف الجوي وميكانيكا الموائع عالميا، وحقق إنجازات بارزة في حل المشكلات الرئيسية لخدمات الأرصاد الجوية العسكرية والمدنية.
©China Today. All Rights Reserved.
24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037