إحياء الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية < الرئيسية

التعاون التعليمي الصيني- العربي في سبعين عاما

: مشاركة
2019-09-29 16:10:00 الصين اليوم:Source هو يوي شيانغ وو سي كه:Author

في هذه السنة، يحتفل الشعب الصيني بجميع أطيافه بالذكرى السنوية السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. لا نبالغ إذا قلنا إن الصين قد شهدت تغيرات كبيرة وحققت إنجازات مرموقة على مدار العقود السبعة الماضية. وفي نفس الوقت، تعززت العلاقات بين الصين والعالم بصورة تدريجية وتقدم التعاون بينهما تقدما هاما.

يلعب التعاون التعليمي دورا خاصا في الأنشطة التعاونية، فالتعليم ضمان أساسي لتقدم الأمم، ومجال هام للتعاون والتواصل بين مختلف البلدان. إن تدويل التعليم هو نتاج عولمة المعلومات، وهو نتيجة حتمية للعولمة الاقتصادية أيضا. إن لكل من الصين والدول العربية تاريخا عريقا وحضارة رائعة، وقد أسهم الجانبان مساهمات متميزة في دفع تطور الحضارة الإنسانية. تنتمي الصين والدول العربية إلى البلدان النامية، لذا فإن المشاركة في تدويل التعليم وبناء منصة التعاون الدولي في مجال التعليم وتقاسم الموارد التعليمية والإدماج في التيار الرئيسي للتعليم على الصعيد الدولي وتضييق الفجوة مع البلدان المتقدمة، تعتبر مطلبا حتميا للجانبين. مع مرور السنين، اتسع نطاق التعاون الصيني- العربي في مجال التعليم وارتفعت مستوياته فأصبح التعاون التعليمي بين الصين والدول العربية عنصرا هاما للتعاون الصيني- العربي. وبمناسبة الذكرى السنوية السبعين لإنشاء الصين الجديدة، من الضروري أن نستعرض مسيرة تطور التعاون الصيني- العربي في مجال التعليم، ونستخلص الخبرات من أجل بناء مستقبل مشرق في هذا المجال.

مسيرة التعاون التعليمي الصيني- العربي في العقود السبعة الماضية

إن التعاون التعليمي بين الصين والدول العربية يعود إلى تاريخ طويل. منذ تحول نمط تعلم اللغة العربية في الصين في أواخر فترة أسرة تشينغ وأوائل فترة جمهورية الصين، بدأت الصين إرسال البعثات الطلابية إلى البلدان العربية. في عام 1931، سافرت أول دفعة من الطلاب الصينيين إلى العاصمة المصرية، القاهرة، للدراسة في جامعة الأزهر. وقد بعثت الصين، قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية، أكثر من عشرين طالبا في خمس دفعات إلى مصر. وخلال تلك الفترة، جاء أيضا عدد من العلماء المصريين الى الصين للتدريس وإلقاء المحاضرات.

وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، شرعت الصين بإقامة علاقات دبلوماسية مع الدول العربية تدريجيا. بسبب النقص الشديد في الأكفاء الناطقين باللغة العربية في الصين، أولت الحكومة الصينية اهتماما كبيرا بشأن تعلم اللغة العربية في الجامعات الصينية وعززت التعاون التعليمي مع الدول العربية في تلك الفترة. على سبيل المثال، أرسلت الصين بعض المعلمين إلى جامعة القاهرة بمصر في عام 1954. وفي مايو 1955، وقعت الصين والحكومة المصرية محضر اجتماع التبادل الثقافي الصيني- المصري، حيث وافق البلدان على تشجيع تبادل البعثات التعليمية للطلاب والباحثين. وتنفيذا لما تم الاتفاق عليه في ذلك المؤتمر، أرسلت الصين في يناير عام 1956 سبعة طلاب ومعلما واحدا إلى مصر، وفي المقابل، بعثت مصر أربعة علماء وأربعة طلاب إلى الصين. وفي إبريل من نفس العام، وقعت الحكومتان اتفاقية للتبادل الثقافي بشأن تبادل زيارات المعلمين لتدريس اللغة والطلاب والوفود التعليمية والأساتذة والعلماء، والاعتماد المتبادل للشهادات والدرجات العلمية. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر في عام 1956، بدأت مصر فتح تخصص اللغة الصينية في الجامعات المصرية، ولكن على نطاق صغير آنذاك. وقد افتتحت جامعة عين شمس تخصص اللغة الصينية في عام 1958. بيد أن تخصص اللغة الصينية توقف بسبب الأوضاع الدولية آنذاك. وفي الفترة بين عام 1958 وعام 1963، تخرّج 33 طالبا فقط في تخصص اللغة الصينية في مصر. في عام 1977، استأنفت جامعة عين شمس تخصص اللغة الصينية. وبالإضافة إلى مصر، كانت هناك أنشطة لتعليم اللغة الصينية في الكويت أيضا، لكن توقفت بعد فترة قصيرة. يمكننا أن نقول إن السبب في سير التبادلات التعليمية بواسطة اللغة الصينية بخطى بطيئة كان مرتبطا بالأوضاع الدولية في ذلك الوقت.

منذ تنفيذ الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، ومع تزايد الاتصالات الصينية مع العالم، شهد التعاون التعليمي الصيني- العربي تطورا مزدهرا، وتم تشكيل آلية تبادلات رفيعة المستوى. على سبيل المثال، في عام 1996، أقامت الصين ومصر أول ندوة تعليمية رفيعة المستوى في بكين. بعد ذلك، أصبحت هذه الندوة تقام كل سنة. وفضلا عن ذلك، يتبادل وزيرا التعليم الصيني والمصري الزيارة كل سنة أيضا. تعكس كل هذه الأنشطة مدى اهتمام الحكومتين الصينية والمصرية بتعزيز التعاون التعليمي. بالإضافة إلى ذلك، قامت الحكومة الصينية بتقديم معونات تعليمية إلى الدول العربية. على سبيل المثال، قدمت الصين برامج تدريبية حول إدارة التعليم الأساسي وإدارة التعليم العالي والتعليم عن البعد والتعليم المهني وإنتاج المنتجات الزراعية وتطبيقات تكنولوجيا الحاسوب، في المغرب وجيبوتي وموريتانيا وغيرها من الدول العربية.

في أوائل تسعينات القرن العشرين، تعزز التعاون بين الجامعات الصينية والجامعات العربية. فقد أنشأت كل من جامعة شرقي الصين وجامعة نانجينغ وجامعة اللغات والثقافة ببكين وجامعة بكين، علاقات تعاون عميقة مع الجامعات العربية. تعتبر التبادلات والأنشطة التعاونية الدولية مكونات هامة لتعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية، تخدم أعمال التدريس والبحث العلمي في الجامعات. تحرص الجامعات الصينية والجامعات العربية أو أجهزة التعليم والبحوث الأخرى للجانبين، على إقامة علاقات التعاون من خلال توقيع اتفاقيات التعاون عموما. وفقا لهذا الإطار، بإمكان تبادل الطلاب لمدة أربعة أشهر أو ثمانية أشهر وحتى سنة كاملة وتبادل المعلمين للتدريب والمشاركة في المؤتمرات الأكاديمية.

في الوقت الحاضر، يزداد عدد العرب الذين يدرسون اللغة الصينية. مصر دولة هامة في نشر وتعليم اللغة الصينية في العالم العربي. وقسم اللغة الصينية بجامعة عيش شمس هو قاعدة رئيسية لتعليم اللغة الصينية في مصر، بل وأصبح أفضل قاعدة لتدريس اللغة الصينية في العالم العربي وأفريقيا من حيث حجم الطلاب وقوة مستوى المعلمين وأجهزة التدريس. وكذلك افتتح معهد بورقيبة للغات الحديثة بتونس تخصص اللغة الصينية في عام 1977. بعد ذلك، اعتمدت جامعة الجزائر تخصص اللغة الصينية في معهد الآداب. وفي عام 1993، أنشأ معهد الآداب بجامعة الخرطوم في السودان، قسم اللغة الصينية وتقبل الطلاب الجدد كل سنتين. وفي سبتمبر عام 2004، أنشأت جامعة القاهرة قسم اللغة الصينية. فأصبح تدريس اللغة الصينية جزءا هاما في التعاون التعليمي الصيني- العربي.

بالإضافة إلى ما ذكر آنفا، تأسس أول معهد كونفوشيوس في العالم العربي في لبنان عام 2006. وبحلول عام 2019، بلغ عدد معاهد كونفوشيوس في العالم العربي 16 معهدا، تقدم هذه المعاهد مساهمات عظيمة في نشر الثقافة الصينية في العالم العربي. والجدير بالذكر أن السعودية والإمارات قررتا إدخال اللغة الصينية ضمن مناهج التعليم بالمدارس. قررت الإمارات إدخال تدريس وتدريبات اللغة الصينية في مائة مدرسة اعتبارا من عام 2019؛ حيث يدرس الطلاب اللغة الصينية منذ الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثاني عشر. هكذا، يمكن لهؤلاء الطلاب الإماراتيين أن يتقنوا ثاني أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وأن يسهموا في تعزيز العلاقات التجارية والثقافية مع الصينيين. من المتوقع أن يدرس الطلاب السعوديون والإماراتيون اللغتين العربية والصينية معا في المدارس في المستقبل القريب.

خبرات هامة في التعاون التعليمي الصيني- العربي على مدار سبعة عقود

وقعت الصين اتفاقيات التعاون الثقافي مع كل الدول العربية واتفاقيات التعاون والتبادلات التعليمية مع معظم الدول العربية، الأمر الذي يقدم تسهيلات لتبادل الوفود التعليمية والطلاب والعلماء والمواد.

ترتبط إنجازات التعاون الصيني- العربي في مجال التعليم ارتباطا وثيقا بالتطور المستمر للعلاقات الشاملة بين الجانبين. في 21 ديسمبر عام 2001، تأسست جمعية الصداقة الصينية- العربية رسميا التي تهدف إلى دفع تطور العلاقات بين الصين والدول العربية وتوسيع نطاق التعاون الدولي والمحافظة على السلام العالمي وإجراء التبادلات والأنشطة الشعبية الشاملة، بما في ذلك تعزيز التعاون المتبادل المنفعة في مجال التعليم بين الجانبين. وقبل ذلك أقيمت مثل هذه الجمعية بين الصين والعديد من الدول العربية، مثل جمعية الصداقة المصرية- الصينية، التي تنظم تدريبات اللغة الصينية منذ نوفمبر 1996، بالتعاون مع السفارة الصينية لدى مصر، والتي حصلت على إقبال كبير في مصر. وفي عام 2004، أُنشئ منتدى التعاون الصيني- العربي، الذي يوفر منصة جديدة للحوار والتعاون بين الجانبين على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، ويعزز ويوسع نطاق العلاقات بين الصين والدول العربية، ويتيح فرصة فريدة للارتقاء الشامل بمستوى التعاون التعليمي بين الجانبين. لقد أشارت المادة الثالثة لـ"إعلان منتدى التعاون الصيني- العربي" إلى هدف هام للمنتدى وهو "السعي إلى تعزيز العلاقات بين الصين والدول العربية في كافة المجالات وتعميق التعاون في شؤون التعليم والثقافة وتطوير الموارد البشرية على وجه الخصوص". فيما أوضح "برنامج عمل منتدى التعاون الصيني- العربي" الأسباب والطرق لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالي الموارد البشرية والتعليم كما يلي: أولا، تربية الأكفاء ورفع قدرة الموارد البشرية لتحقيق التنمية المستدامة؛ إذ يكمّل كل من الجانبين الصيني والعربي منهما الآخر في تنمية الموارد البشرية والتعليم؛ ثانيا، اتخاذ إجراءات ملموسة لرفع نتائج التعاون، ومنها زيادة فرص الأكفاء العرب للمشاركة في التدريبات المقامة في الصين كل سنة، والاستمرار في تنظيم حلقات تدريبية للموظفين من الحكومات العربية وتوفير مزيد من قنوات الاتصال بين الجامعات الصينية والعربية؛ ثالثا، تعزيز التبادل والتعاون في مجال البحوث العلمية، ومواصلة تبادل الطلاب مع الجانب الآخر وإنشاء منح جديدة على أساس المنح القديمة؛ رابعا، دفع تطور تعليم اللغة العربية في الصين وتعليم اللغة الصينية في الدول العربية وتقديم التأييد والدعم إلى الجانب الآخر من حيث المعلمين والمواد التعليمية ومعدات التدريس فضلا عن تقديم الدعم لمشروع الترجمة المتبادلة ودعم الأجهزة الخاصة بهذا المجال.

 مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس شي جين بينغ في عام 2013، تضخ قوة جديدة للتعاون التعليمي بين الجانبين. تسلط هذه المبادرة الضوء على أهمية التبادلات الشعبية بين الصين والدول العربية، ذلك أن تفاهم الشعوب أساس وضمان هامان للثقة السياسية المتبادلة والتعاون والفوز المشترك، الأمر الذي يحظى بترحيب واسع من الجانب العربي. الدول العربية، بوصفها شريكا طبيعيا في بناء "الحزام والطريق"، تشارك بنشاط في الأنشطة المتعلقة بها، حيث تتعزز التبادلات التجارية بين الجانبين، وتتكثف الزيارات المتبادلة مما يؤدي إلى تعميق التعاون في مجالات التدريب على اللغة، والتدريب المهني والتقني، والبحث العلمي.

وفي آن واحد، يعبر مزيد من العرب عن اهتمامهم الشديد بالثقافة الصينية، الأمر الذي يعزز علاقات التعاون التعليمي بين الصين والدول العربية إلى حد كبير. ومع نمو الاقتصاد الصيني وارتقاء مكانة الصين في المجتمع الدولي، يزداد تأثير الصين الدولي بصورة تدريجية. ومع تعاظم اهتمام العلماء والخبراء العرب بالثقافة الصينية والأفكار الكونفوشية، بدأ كثير من العرب تعلم اللغة الصينية، مما يرسي أساسا متينا للقيام بالبحوث العلمية حول الصين في المستقبل.

صفحة جديدة للتعاون الصيني- العربي في المستقبل

يمر العالم اليوم بتغيرات كبيرة غير مسبوقة، وتواجه الصين والدول العربية فرص تنمية هامة وتحديات خطيرة في نفس الوقت، وبالتالي فإن تعميق التعاون الصيني- العربي في مختلف المجالات هو اختيار إستراتيجي لكلا الجانبين لمواجهة التحديات. يحتاج العصر الجديد، الذي نعيش فيه، إلى التكنولوجيا المتقدمة، والأكفاء بالنمط الجديد. في هذا السياق، يلعب التعليم دورا أساسيا. مع توسيع نطاق الانفتاح على العالم الخارجي، وتعميق الإصلاحات التعليمية، يزداد حجم المدارس والجامعات ويرتفع مستوى التعليم، وتتنوع النماذج التعليمية. في 24 إبريل عام 2005، تأسست الجامعة المصرية- الصينية بالتعاون بين واحدة من الجامعات المصرية وجامعة لياونينغ في الصين، مما فتح صفحة جديدة للتعاون بين الصين والدول العربية في مجال إنشاء الجامعات. فضلا عن تعزيز التعاون والتبادلات بين الجامعات الصينية والعربية، يجب تجريب وتطبيق نماذج إنشاء الجامعات الجديدة واكتشاف أنماط متعددة من التعاون بين الجامعات، مثل التعاون بين جامعتين، التعاون بين جامعة واحدة وجامعات عديدة، التعاون بين الجامعات، التعاون بين جامعة وشركة، والتعاون بالاستثمار من جانب واحد أو الاستثمار المشترك، والتعاون الجزئي أو التعاون الكامل، كل هذه من أجل رفع قوة التنافس للتعليم الصيني.

ولا شك أن هناك الكثير مما يجب ممارسته في مجال التعاون التعليمي بين الصين والدول العربية. مثلا، حتى الآن، لم يوقع سوى دولتين عربيتين وهما الجزائر ومصر على "اتفاق بشأن الاعتماد المتبادل للشهادات والدرجات الأكاديمية" مع الصين. لذا، ينبغي للجانبين الصيني والعربي في المستقبل أن يدفعا الأعمال المتعلقة بالاعتماد المتبادل للدرجات الأكاديمية من أجل تشجيع مزيد من الطلاب الصينيين على الدراسة في الجامعات العربية للحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه وتقديم مساهمات أكبر لتعزيز الصداقة بين الصين والدول العربية. فضلا عن ذلك، يجب زيادة عدد الطلاب الصينيين الذين يدرسون في الجامعات العربية، وتعزيز دعم الدول العربية لقضية تعليم اللغة العربية في الصين. هكذا، يمكن لهؤلاء الطلاب الصينيين أن يعرفوا العالم العربي والثقافة العربية بشكل متكامل وعميق.

مع تطور العلاقات التعاونية الإستراتيحية الشاملة والموجهة إلى المستقبل بين الصين والدول العربية ودفع المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، من المتوقع أن تستفيد الدول العربية من الذكاء الصيني والمشروع الصيني والطريق الصيني، مما يساعد على تنميتها في المستقبل. تتمسك الحضارتان الصينية والعربية بالانفتاح والتسامح، وتشجع كلاهما على التبادلات والاستفادة المتبادلة والاهتمام بالابتكار العلمي. لذلك، التعاون التعليمي في العصر الجديد بين الصين والدول العربية سيكون جزءا هاما لإظهار خصائص الحضارتين، ودفع التبادلات الشعبية وتعزيز التفاهم بين الشعبين الصيني والعربي. بمناسبة الذكرى السنوية السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، نتمنى أن يسهم التعاون التعليمي بين الجانبين في فتح صفحة جديدة وتحقيق إنجازات أكبر.

--

هو يوي شيانغ، رئيس معهد الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية ببكين.

وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص الأسبق للشرق الأوسط ودبلوماسي مخضرم.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4