في مقابلة خاصة مع ((الصين اليوم))، أعرب سفير دولة الكويت لدى جمهورية الصين الشعبية صادق معرفي، ثقته بنجاح الدورة المقبلة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بالدفع قدما باتجاه التعاون المشترك في مبادرة الحزام والطريق. وقال إن علاقات التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط تدخل عصرا جديدا من التنمية الشاملة والمنفعة المشتركة. وإلى تفاصيل المقابلة..
((الصين اليوم)): ستعقد الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي هذا العام، فكيف ترون إنجازات البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"؟
السفير صادق معرفي: لا شك بأن دولة الكويت كانت وما زالت تدعم مبادرة الحزام والطريق، التي تتلاقى مع خطتها الإستراتيجية المستقبلية في جعل دولة الكويت ممرا إستراتيجيا هاما وملتقى تجاريا كبيرا لتبدأ من الصين وتنتهي بآسيا الوسطى مرورا بدولة الكويت. والجدير بالذكر أن دولة الكويت تعد أول دولة في العالم تبادر بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون مع الصين في مبادرة "الحزام والطريق" بعد انطلاق المبادرة عام 2013. هذا وتولي دولة الكويت أيضا اهتماما بالغا بهذا المنتدى بنسخته الثالثة والتي ستعقد في شهر إبريل 2023، حيث تعتبر هذه المبادرة ابتكارا صينيا خلاقا تنظر إليه مختلف الدول على أنه منتج فعال لتبادل المنافع قائم على مبادئ الفوز المشترك، وقد شكلت المبادرة منذ انطلاقها في عام 2013 تجمعا دوليا له تأثير بعيد المدى ويخدم البشرية جمعاء. وقد سبق لنا المشاركة في النسختين الأولى والثانية في عام 2017 وعام 2019، وسط مشاركة فاعلة من رؤساء الدول والحكومات ووزراء وأكاديميين من أكثر من 160 دولة واقعة على طول طريق الحرير.
كما أعرب عن ثقتي بنجاح الدورة المقبلة للمنتدى في الدفع قدما باتجاه التعاون المشترك في مبادرة الحزام والطريق، مما سيساهم بلا شك في ربط المجتمعات على مختلف أديانها وثقافتها، بهدف تقوية التبادلات التجارية والاستثمارية.
وبتوجيه من القيادة السياسية العليا، نعمل على توطيد علاقات دولة الكويت الغستراتيجية المتميزة مع الجانب الصيني في كافة المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والسياسية والثقافية والأكاديمية والامنية.
((الصين اليوم)): ما تعليقكم على تصريحات وزير خارجية الصين تشين قانغ خلال الدورتين بشأن سياسة الصين تجاه الشرق الأوسط؟
السفير صادق معرفي: أدلى معالي وزير الخارجية الصيني تشين قانغ بتصريحات هامة، على هامش الدورة الأولى للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني، تتعلق بمحور تركيز سياسة الصين المستقبلية تجاه الشرق الأوسط، حيث ذكر أن الصين ودول الشرق الأوسط تتمتع بتاريخ طويل من الصداقة والشراكة، وأضاف بأنه في القمة الصينية- العربية الأولى التي عُقدت نهاية العام الماضي، اتفقت الصين والدول العربية على بذل جهود شاملة لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد، ما دفع التعاون الودي بين الصين والدول العربية قدما.
ولا شك أن الصين تدعم دول الشرق الأوسط وسيادتها، وخاصة فيما يتعلق بتقوية علاقات الشراكة الإستراتيجية. إن علاقات التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط تشهد دخول عصر جديد من التنمية الشاملة والمنفعة المشتركة، علاوة على مساعي الصين الحميدة لإيجاد تسويات سياسية لمختلف القضايا المحورية في منطقتنا، وهو الأمر الذي يلقى ترحيبا كبيرا من دولنا، لا سيما وأن الصين تسعى من خلال سياستها الخارجية للمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وقد شهدنا في القمة الصينية- الخليجية والقمة الصينية- العرية مشاركة رفيعة المستوى من قبل قادة الجانبين، وهو الأمر الذي يدلل على المستوى الرفيع الذي وصلت إليه علاقات التعاون المشتركة بين الجانبين. وقد أسفرت تلك القمم الثلاث التوقيع على العديد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة الجديدة والبنية التحتية الجديدة والتكنولوجيا والصناعات.