الذكرى السنوية العاشرة للبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" < الرئيسية

مبادرة "الحزام والطريق".. ما لها وما عليها

: مشاركة
2023-10-16 15:53:00 الصين اليوم:Source هو بي ليانغ:Author

مضت عشر سنوات على طرح مبادرة "الحزام والطريق"، تم خلالها تنفيذ هذه المبادرة، وتحققت الرؤية. لذلك، ينبغي لنا أن نحتفل ونحتفي بالذكرى السنوية العاشرة لطرح المبادرة، ولكنني أدعو إلى أن نتأمل فيها.

في الأيام الأخيرة، أتأمل في ما هو صواب في مبادرة "الحزام والطريق" التي حظيت بدعم دول ومنظمات دولية عديدة في العالم ومشاركتها في بنائها، وما هي النقائص التي تجعل بعض الدول والناس في العالم ما زالت تسيئ فهمها، بل وتشويهها واتهامها ومجابهتها ومحاولة إعاقتها.

ثمار المبادرة في عشر سنوات

حتى السادس من يناير عام 2023، وقعت الصين أكثر من مائتي اتفاقية تعاون بشأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع 151 دولة و32 منظمة دولية؛ وتم تنفيذ دفعة من مشروعات بناء مرافق البنية التحتية للنقل، وقد أنجز بناء كثير من هذه المشروعات، وبدأ تشغيلها، مثل السكة الحديدية بين الصين ولاوس والسكة الحديدية بين مومباسا ونيروبي (كينيا) والسكة الحديدية بين أديس أبابا وجيبوتي وطريق كالاكونلون العام السريع والطريق العام السريع بين فنوم بنه وميناء سيهانوكفيل (كمبوديا) وجسر مابوتو كاتيمبيو (موزمبيق) وجسر الصداقة بين الصين وماليزيا وجسر بيليساك (كرواتيا) وجسر بادما (بنغلاديش) وميناء غوادر (باكستان) وميناء هامبانتوتا (سريلانكا) وميناء كيوكو (ميانمار) وغيرها؛ وقد أنجز بناء دفعة من مشروعات محطات الطاقة وخاصة مشروعات محطات الطاقة الجديدة وبدأ توليد الطاقة الكهربائية، مثل محطة كراتشي للطاقة النووية (باكستان) ومحطة كاروت للطاقة الكهرومائية (باكستان) ومحطة الطاقة الكهرومائية لنهر نامأو (لاوس) ومحطة طاقة الرياح في بلدة دي آر (جنوب أفريقيا) ومحطة الطاقة الشمسية في أبو ظبي (الإمارات) ومحطة الطاقة الشمسية في المغرب وغيرها؛ ومع تطور التعاون الدولي في القدرة الإنتاجية في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، أنجز بناء عديد من الحدائق الصناعية في الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، مثل الحديقة الصناعية للصين وروسيا البيضاء وحديقة رايونغ الصناعية التايلاندية- الصينية والحديقة الصناعية الشرقية (أثيوبيا) والمنطقة الاقتصادية الخاصة في ميناء سيهانوكفيل (كمبوديا) وغيرها، وقد دخلت شركات صينية وشركات من دول أخرى إلى هذه الحدائق الصناعية؛ وتعاونت الصين والدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" في بناء دفعة من المختبرات للقيام بالتعاون في البحث العلمي والتكنولوجي في مكافحة التصحر والزراعة الحديثة والصحة والحيوانات البحرية والطاقة الجديدة وغيرها من المجالات، ودخل الأرز الهجين الصيني إلى أفريقيا عبر "الحزام والطريق"، مما رفع إنتاجية الحقول في الدول الأفريقية كثيرا، وقدمت تقنية زراعة نبات "جيويجيون" الصيني، وهي تقنية لزراعة الفطر الصالح للأكل، مساهمات جبارة في تخلص شعوب الدول الجزرية في جنوبي المحيط الهادئ من الفقر وتحقيق الثراء لهم؛ ووفر قطار البضائع بين الصين وأوروبا طاقة محركة جديدة لبناء سلسلة الإمداد وسلسلة الصناعة في أوراسيا؛ يربط الممر البري- البحري الدولي الجديد للتجارة في غربي الصين بين أكثر من ثلاثمائة ميناء في أكثر من مائة دولة.

في العشر سنوات الماضية، بلغت حجم استثمارات الشركات الصينية في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" تريليون دولار أمريكي تقريبا، مما يفيد بشكل مباشر وغير مباشر البلدان التي يمثل عدد سكانها 65% من إجمالي عدد سكان العالم، حيث يرتفع مستوى بناء المنشآت التحتية المادية مثل الماء والكهرباء والطرق والغاز الطبيعي في هذه الدول بسرعة، وتتحسن ظروف المنشآت التحتية الاجتماعية مثل التعليم والطب والصحة بشكل ملحوظ؛ وتنخفض تكلفة المواصلات والنقل في هذه الدول بشكل كبير؛ ويتطور التصنيع بقوة، مما يخلق كثيرا من فرص العمل؛ ويساعد على تعزيز التنمية الاقتصادية بشكل مباشر، بينما يقدم مساهمات إيجابية هامة في القضاء على الفقر في هذه الدول.

وفي الوقت نفسه، نجد أن الشركات الصينية وسعت أسواقها الاستثمارية الخارجية من خلال البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، كما يمكن لبناء المشروعات الكبرى أن يعزز التعاون التجاري بين الصين والدول المشاركة في البناء إلى حد كبير. وباختصار، يحقق البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" المنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين الصين والبلدان التي تعمل على البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بشكل جيد.

أسباب تحقيق هذه الثمار

على أساس مراجعة التطورات خلال السنوات العشر الماضية، أعتقد أن نجاعة مبادرة "الحزام والطريق" تتمثل في الجوانب الثلاث التالية:

أولا، تحديد الموضوع الرئيسي الصحيح. هذا الموضوع الرئيسي هو تعزيز التنمية. يهدف البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" رئيسيا إلى التركيز على التنمية وتعزيز التنمية من خلال مختلف الطرق وعلى مختلف المستويات، ويشمل ذلك تعزيز تنمية المنشآت التحتية وتنمية الطاقة وتنمية التجارة وتنمية التصنيع وتنمية التحول الحضري وتنمية الزراعة والريف، فضلا عن التنمية الإقليمية والتنمية الوطنية والتنمية الإقليمية والتنمية العالمية. ويعد تعزيز التنمية الاقتصادية أساسا ونقطة مهمة للمبادرة، للإسراع في دفع مسيرة تحديث دول العالم (بما فيها الصين)، كما أن تعزيز التنمية الاجتماعية له مغزى مهم في دفع التنمية الشاملة للإنسان، فالمبادرة تساعد على دفع تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.

ثانيا، اختيار طريق التنفيذ الصائب. طريق التنفيذ الصحيح هذا هو البدء ببناء المنشآت التحتية، والعمل على إقامة منظومة شبكة ترابط وتواصل إقليمية وعالمية أفضل، لجعل مختلف العناصر تتداول بحرية أكثر وتخفيض التكاليف وتحقيق نمو مترابط أكثر فعالية إقليميا وعالميا، مما يعزز التنمية الإقليمية والعالمية.

ثالثا، إقامة منظومة الأنظمة الصائبة. تتضمن هذه المنظومة تحديد هدف الكفاح النهائي المتمثل في دفع إقامة رابطة المصير المشترك للبشرية، والتمسك بالخصائص الأساسية المتمثلة في الانفتاح والشمول، والالتزام بالمبادئ الأساسية المتمثلة في التشاور المشترك والبناء المشترك والاستفادة المشتركة، وممارسة إرشاد الحكومة وقيادة السوق واعتبار الشركات كالقوام الرئيسي للاقتصاد وتنفيذ المشروعات والتعاون الفعال وتطبيق المعايير الدولية وغيرها من الطرق الصائبة.

أصوات معارضة "الحزام والطريق"

طالما أن مبادرة "الحزام والطريق" صائبة في هذه الجوانب المهمة، لماذا يعارضها بعض الدول والناس؟

أولا، سوء الفهم. على سبيل المثال، ذكرنا أن الموضوع الرئيسي للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق" هو تعزيز التنمية، ولكن بعض الدول والناس يعتقدون خطأ أن الصين تريد ممارسة الهيمنة على العالم من خلال "الحزام والطريق". كما ذكرنا، فإن طريق التنفيذ للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق" هو البدء ببناء المنشآت التحتية لتعزيز تداول العناصر وتعزيز التنمية المشتركة للعالم؛ ولكن بعض الدول والناس يعتقدون خطأ أن الصين تنفذ إستراتيجية "دبلوماسية فخ الديون" بحجة "الحزام والطريق"، للسيطرة على الدول الأخرى سياسيا، وسلب الدول الأخرى اقتصاديا، وممارسة الاستعمار الجديد. ولأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" لم يمر عليه وقت طويل، فلم ننجز أعمال دراسة التعاون الدولي حول "الحزام والطريق" والنشر الدولي له بشكل كامل، فيمكن فهم حدوث سوء الفهم هذا، ويجب علينا أن نعزز ونحسن أعمال النشر الدولي ودراسة التعاون الدولي في المستقبل، وسرد القصص الحقيقية الرائعة لـ"الحزام والطريق".

ثانيا، يعتقد بعض الناس أن بعض مشروعات "الحزام والطريق" ليست جيدة في بعض المجالات. على سبيل المثال، يعتقد بعض الناس أن معلومات مشروعات بناء "الحزام والطريق" ليست شفافة، ويعتقد بعض الناس أن بعض مشروعات بناء "الحزام والطريق" قد تؤدي إلى مشكلة تلويث البيئة الإيكولوجية، وأن بعض مشروعات البناء لا تستخدم عددا كبيرا من الأيدي العاملة المحلية وتوفر فرص عمل قليلة للنساء العاملات، ولا تقوم بأعمال حماية العمال بشكل جيد، ويعتقد بعض الناس أن عملية بناء بعض المشروعات تكتنفها مشكلة الفساد، إلخ. ومن زاوية موضوعية، هناك آراء مختلفة في هذه المشكلات.

قمت بالاستطلاع الميداني لأكثر من عشرين مشروعا في الدول التي تشارك في بناء "الحزام والطريق"، ووجدت أن بناء "الحزام والطريق" يلعب دورا إيجابيا في تحسين ظروف المواصلات المحلية وتوفير إمداد الطاقة الكهربائية الكافية وتعزيز التنمية التجارية ودفع عملية التصنيع وضمان الأمن الغذائي وخلق فرص عمل جديدة والحد من الفقر وزيادة الدخل من العملات الأجنبية من التصدير ورفع مستوى التعليم والطب لشعوب الدول المعنية. وبالطبع وجدت أيضا بعض المشكلات في الاستطلاع الميداني. مثلا، وجدت أن بعض المشروعات تتعرض لضغوط مالية كبيرة، ودخلها أقل من النفقات بعد إنجاز بنائها وتشغيلها؛ ولم تكن نتائج جذب الاستثمارات في بعض الحدائق الصناعية جيدة بعد إنجاز بنائها؛ ولم يتم بناء المرافق لبعض المشروعات بعد إنجاز بنائها، مما أثّر على نتيجة تشغيلها. في البداية، تكمن في بعض المشروعات مشكلات بيئية أثارت معارضة المحليين؛ ولم يتم بناء بعض المشروعات بسبب الوضع السياسي المضطرب والسياسات المتغيرة كثيرا في الدول المعنية، وتوقفت بعض المشروعات عن العمل والإنتاج اضطراريا، الأمر الذي نجم عنه بعض الخسائر الاقتصادية.

ثالثا، تشوه بعض الدول الأجنبية والقوى الكبرى مبادرة "الحزام والطريق" وتتهمها وتجابهها وتحاول إعاقتها، انطلاقا من الأهداف الإستراتيجية الذاتية. ولا داعي للدخول في التفاصيل، لأن هناك حقيقة بديهية من قبل مختلف أطراف التعاون المستفيدة من المبادرة.

مجالات التحسين

علينا أن نصدر حكما موضوعيا على بناء "الحزام والطريق"، وعلى أساس ذلك، نحسن عمل البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" في جانبين بشكل رئيسي في المستقبل.

أولا، يجب على حكومة الصين والشركات المعنية أن تعزز التعاون الأوثق مع حكومات وشركات الدول المضيفة، وتواصل لعب الدور الإيجابي لمشروعات بناء "الحزام والطريق" في تعزيز التنمية الاقتصادية للدول المضيفة، بينما تولي مزيدا من الاهتمام لتعزيز التنمية الاجتماعية للدول المضيفة من خلال البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" في المستقبل، وخاصة تحسين وضع حقوق الإنسان في البلدان التي تقع فيها المشروعات من خلال البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، (ويضمن ذلك تحسين حق التوظيف وحق تلقي التعليم وحق الأمن وحق البيئة وحق النساء وحق الأطفال وغيرها، لشعوب الدول المعنية)، وتعزيز قدرة الدول المعنية على تنمية حقوق الإنسان من خلال بناء "الحزام والطريق"، لتقديم مساهمات إيجابية في رفع مستوى تنمية حقوق الإنسان في الدول المعنية.

وفي ناحية أخرى، يجب على الشركات المستثمرة الصينية أن تعزز وعيها بالوقاية من المخاطر، وتركز قوتها على أعمال الوقاية، لأن حجم الاستثمار في مشروعات بناء المنشآت التحتية كبير، وفترة بنائها طويلة، وعائد استثماراتها منخفض، كما أنها حساسة للتأثيرات الجيوسياسيّة والسياسات الكلية، حيث لا ينبغي تعزيز الوقاية من المخاطر في بناء "الحزام والطريق" في السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة والقانون وغيرها فحسب، وإنما أيضا يجب تعزيز الوقاية من مخاطر الدول ومخاطر المشروعات ومخاطر القطاعات في بناء "الحزام والطريق"، لضمان أمن الاستثمار في بناء "الحزام والطريق"، والاستدامة المالية للمشروعات المستثمرة، ودفع التطور والمستقر للبناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" وتحقيق التنمية المستدامة.

باختصار، يجب على الصين والدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" وشركاتها أن تعزز التعاون وتواصل بذل الجهود المشتركة، لإنجاز القضايا المشتركة التي نعتقد أنها صحيحة على أساس تلخيص التجارب والدروس في السنوات العشر الماضية، وتثبت أن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" تدفع التنمية العالمية المشتركة حقا، وتحسن معيشة ورفاه شعوب العالم حقا، وتجلب فوائد ملموسة لمختلف الأطراف المشاركة في البناء المشترك حقا، وترفع مستوى حقوق الإنسان لشعوب الدول المعنية حقا، وتلعب دورا إيجابيا في دفع إقامة رابطة المصير المشترك للبشرية حقا، من خلال الأعمال الحقيقية.

--

 

هو بي ليانغ، العميد التنفيذي وأستاذ الاقتصاد في كلية "الحزام والطريق" بجامعة المعلمين في بكين.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4