الدورتان السنويتان لعام 2020 < الرئيسية

قضايا الصين أمام الدورتين

: مشاركة
2020-05-20 13:40:00 الصين اليوم:Source وانغ ماو هو:Author
 

يمثل انعقاد دورة المجلس الوطني لنواب الشعب ودورة المؤتمر الاستشاري السياسي في الصين (الدورتين) مناسبة هامة لمتابعة جهود الدولة في كافة المجالات وصياغة سياسات للتعامل مع مختلف القضايا التي تشغل المواطنين الصينيين. وبصفتي عضوا في المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، فإن قضايا الفقر والفلاحين والريف من الموضوعات التي تشغلني دائما، انطلاقا من الاهتمام الخاص بها من الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية، وباعتبار أن تجربة الصين في مكافحة الفقر تمثل مرجعا هاما ومثلا يحتذى لعدد كبير من الدول النامية.   

في كلمته بالمؤتمر المركزي لمساعدة الفقراء بأسلوب التنمية، في السابع والعشرين من نوفمبر سنة 2015، قال الرئيس شي جين بينغ، إن تخلص كل السكان الفقراء في المناطق الريفية من الفقر علامة مميزة لإنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل وتحقيق هدف المئوية الأولى، أي ذكرى مرور مائة سنة على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وأضاف: "إن إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل هو تعهدنا المهيب لأبناء الشعب في البلاد كلها، فلا بد أن نوفي به، بل نوفي به على نحو شامل، لا يوجد مجال للمساومة. لا يمكننا أن نقول إننا لا نستطيع تحقيق ذلك في الموعد المحدد، ونحتاج إلى عدة سنوات أخرى."

 ومن النقاط الهامة في مكافحة الفقر أن يتم التغلب على فكر الفقر، وكما قال الرئيس شي جين بينغ، في الدراسة الجماعية التاسعة والثلاثين للمكتب السياسي للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب، في الحادي والعشرين من فبراير 2017،  فإن لدى بعض الجماهير الفقيرة فكرة انتظار المساعدة والاعتماد على المساعدة وطلب المساعدة، و"أن يجلس الشخص الفقير عند أسوار البيت لتدفئة الجسم بأشعة الشمس، وينتظر من يقدم له الحياة الرغيدة". وأوضح الرئيس أهمية :"تعبئة حماسة الجماهير الفقيرة في التخلص من الفقر وتنشيط القوة المحركة المتأصلة. ينبغي الاهتمام بالجمع بين مساعدة الفقراء ومساعدتهم على ترسيخ العزيمة ومساعدتهم عقليا.. لتحويل "أنا مطلوب مني التخلص من الفقر" إلى "أنا عازم على التخلص من الفقر".

من بين مقترحاتي لدورة هذا العام للمؤتمر الاستشاري السيسي للشعب الصيني، تعزيز دور ما يسمى بالإعلام الشخصي في تحقيق التنمية الريفية والنهوض بالزراعة وسرد قصص تخلص الفلاحين من الفقر. لقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في نشاطات الإعلام الشخصي المتعلقة بالريف والفلاح والزراعة، إذ ارتفع عدد مستخدمي الإعلام الشخصي في المناطق الريفية، بشكل سريع، فانتشرت ملامح الفلاحين الجديدة وثقافة الأرياف التقليدية بالكلمات والصور ومقاطع الفيديو القصيرة، فأصبحت مواد حية لسرد القصص الصينية، وإثراء محتويات الإعلام الصيني الموجه للخارج. غير أنه مع الافتقار إلى الخبرات والتنظيم والإرشاد، وصل تطور الإعلام الشخصي المتعلق بالريف والفلاح والزراعة في الصين إلى نقطة فاصلة، بل إلى عنق الزجاجة، ذلك أن المحتويات صارت متشابهة والموضوعات مكررة وقديمة. من أجل دفع التنمية السليمة والمستدامة للإعلام الشخصي المتعلق بالريف والفلاح والزراعة، وتعزيز القوة الناعمة للثقافة الصينية، وتشجيع إبداع أعمال الإعلام الشخصي حول الريف والفلاح والزراعة، وتعزيز قدرة الصين في مكافحة الفقر، ينبغي القيام بما يلي:

أولا، استكمال السياسات المعنية، لتوفير آليات تضمن إبداع أعمال الإعلام الشخصي المتعلقة بالريف والفلاح والزراعة، وذلك عن طريق القيام بالدراسة الميدانية من الجهات الحكومية المعنية، لصياغة الأنظمة، وإنشاء بنك بيانات للإعلام الشخصي المتعلق بالريف والفلاح والزراعة، وتعزيز عملية حماية الحقوق الفكرية للقائمين بهذا النوع من الإعلام لتشجيعهم في الإنتاج والإبداع؛ 2- تعزيز المساعدات  التقنية وتوفير الدعم العقلي للقائمين بالإعلام الشخصي المتعلق بالريف والفلاحين والزراعة، وذلك من خلال تنسيق الموارد بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية المتخصصة، في تنفيذ خطة حضانة المشروعات والموارد البشرية للإعلام الشخصي المتعلق بالريف والفلاحين والزراعة، عن طريق إعداد الموهوبين المبدعين، وتقديم الاستشارات بشأن اختيار الموضوعات وعملية المونتاج والتحرير، وتقييم الأعمال وغيرها من الأعمال، لتحسين جودة أعمال الإعلام الشخصي المتعلق بالريف والفلاحين والزراعة؛ 3- توسيع منصات البث، لتقديم ضمان لأعمال الإعلام الشخصي المتعلق بالريف والفلاحين والزراعة عبر قنوات متعددة، وذلك عن طريق إدراج الأعمال المميزة في الإعلام الشخصي المتعلق بالريف والفلاحين والزراعة ضمن مشروع "الصين السمعية والبصرية"، لتعزيز الدعاية لهذه الأعمال خارج الصين، وتقديم منظور جديد للقراء الأجانب في معرفة جهود الصين في الخروج من الفقر، إضافة إلى إظهار الملامح الجديدة لأرياف الصين، وتقوية قدرتنا في النشر الدولي وقوتنا الثقافية الناعمة.

يلعب التعليم دورا بالغ الأهمية في تحقيق الارتقاء الاجتماعي والتخلص من الفقر. وقد أكد الرئيس شي جين بينغ غير مرة على الدور المحوري للتعليم بالنهوض بالأرياف. في كلمته بالمؤتمر المركزي لأعمال مساعدة الفقراء بالتنمية، في السابع والعشرين من نوفمبر سنة 2015، قال الرئيس شي: "تحتاج مكافحة الفقر إلى معالجة الجهل أولا، وتحتاج مساعدة الفقراء إلى حل مشكلة الجهل أولا. التعليم هو السياسة الأساسية لمنع انتقال الفقر بين الأجيال. في الوقت الحاضر." وقال أيضا، في كلمته بالندوة حول التعاون بين المنطقتين الشرقية والغربية في مساعدة الفقراء، في العشرين من يوليو سنة 2016: "أول شيء في مسألة التخلص من الفقر هو ليس التخلص من الفقر المادي، بل التخلص من فقر الوعي والتفكير. تتطلب مساعدة الفقراء مساعدتهم عقليا أولا، ويتطلب حل مشكلة الفقر معالجة مشكلة الجهل أولا. الفقر ليس مخيفا، الشيء المخيف هو القوة العقلية غير الكافية، وعدم وجود أي فكر والنقص في المعارف والتراخي في الروح. لا يتطلب التخلص من الفقر وتحقيق الثراء جعل الجيوب ممتلئة فقط، بل الاهتمام بتحقيق الثراء العقلي.".

الاقتراح الآخر الذي أطرحه على دورة هذا العام للمؤتمر الاستشاري السياسي يتعلق بتعزيز تربية الصحة النفسية للشباب في المناطق الوسطى والغربية، فإن "تقوية الإرادة من أولويات تخفيف حدة الفقر، وعلينا أن نمحو فقر الوعي على مستوى الأفكار"، وفقا للتوجيه الهام من الرئيس شي. ومن ثم فمن الأهمية بمكان أن نولي مزيدا من الرعاية للأحوال الصحة النفسية للشباب في منطقتي وسط وغربي الصين، عن طريق إعداد الكتب المدرسية وفتح الدروس الخاصة، وإنشاء برنامج لمتابعة الصحة النفسية للشباب، لكسر الدائرة المفرغة لتوارث الأفكار المتأخرة بين الأجيال، وتحقيق خروج هاتين المنطقتين من الفقر بشكل جذري.

سيواصل الشعب الصيني مسيرة تنمية بلاده والنهوض بها، ولن ينضب أبدا معين الأفكار الخلاقة المبدعة، من أجل رخاء وازدهار الصين والعالم. 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4