عيون صحفية < الرئيسية

منطقة السويس للتعاون الاقتصادي نموذج لإنجازات مبادرة "الحزام والطريق"

: مشاركة
2019-04-24 13:16:00 الصين اليوم:Source لي جيون:Author

تقع منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني- المصري في منطقة ميناء العين السخنة، التي تبعد عن القاهرة، عاصمة مصر، أكثر من مائة وعشرين كيلومترا. وهذه المنطقة واحدة من الدفعة الثانية من مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري في الخارج على مستوى الدولة التي وافقت عليها الحكومة الصينية. داخل المنطقة، يمكننا مشاهدة لوحات إعلانية مكتوبة عليها "التعاون والفوز المشترك وتحقيق التنمية"، وهي عبارة تصف الغاية من إنشاء هذه المنطقة.

حققت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري، منذ إنشائها في عام 2008، تطورا كبيرا وأصبحت منطقة تجارية صناعية حديثة بمساحة 34ر7 كيلومترات. بفضل هذه المنطقة، شهدت مصر تطورا وارتقاء في الصناعة، وصارت المنطقة نموذجا حيا للتعاون بين الصين وأفريقيا في إطار مبادرة "الحزام والطريق".

التطور السريع للمنطقة

 قامت شركة تيدا القابضة للاستثمار بتيانجين و صندوق التنمية الصيني الأفريقي بإنشاء شركة تيدا للاستثمار الصينية- الأفريقية، التي بنت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري في عام 2008، وهي أول مشروع اقتصادي وتجاري في الخارج لصندوق التنمية الصيني الأفريقي.

بعد أكثر من عشر سنوات من الجهود والتطور، أصبحت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي منصة هامة للتعاون والاستثمار بين الشركات الصينية والمصرية وحققت منجزات وفوائد اقتصادية واجتماعية ضخمة. قالت تساو هوي مديرة الاستثمار للمنطقة، إن سبعا وسبعين شركة قد دخلت في المنطقة بحلول نهاية عام 2018، وتجاوز حجم الاستثمار الفعلي وحجم المبيعات مليار دولار أمريكي، كل على حدة. وقد دفعت الشركات في المنطقة ضرائب ورسوما للحكومة المصرية وصلت إلى أكثر من مليار جنيه مصري ووفرت فرص عمل لثلاثة آلاف وخمسمائة مصري.

يولي القادة في الصين ومصر اهتماما بالغا لمنطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري، منذ البداية. في عام 2009، حضر رئيسا وزراء الصين ومصر مراسم تدشين المرحلة الأولى للمنطقة على مساحة 34ر1 كيلومتر مربع. وقد تم استثمار 105 ملايين دولار أمريكي في أعمال التطوير والإنشاء للمرحلة الأولى.

تم بناء منطقة حاضنة للشركات الصينية الصغيرة مع اثني عشر مصنعا داخلها ومبنى للاستثمار وتقديم الخدمات المعنية ومركز الخدمات وغيرها من المرافق المعنية داخل منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري. أضافت تساو هوي: "صناعة إنتاج مواد البناء الجديدة النمط، والأجهزة النفطية، والمعدات العالية والمنخفضة الفولتية والآلات الهندسية هي الأربع صناعات الرئيسية في المنطقة. حققت شركة جيوشي مصر للألياف الزجاجية، وشركة فامسون مصر للصناعة، وشركة هونغهوا للأجهزة النفطية الصينية المصرية وشركة إجيماك مصر وغيرها من الشركات تطورا كبيرا وزيادة جيدة من حيث الفوائد الاقتصادية، مما يشكل سلسلة صناعية شاملة داخل المنطقة."

في عام 2016، خلال زيارته إلى مصر، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ مراسم تدشين المرحلة الثانية لمنطقة السويس للتعاون الاقتصادي التجاري مع نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي. تصل مساحة المنطقة في هذه المرحلة إلى ستة كيلومترات مربعة. قالت تساو هوي: "بعد ثلاث سنوات من الدراسة والتخطيط والإنشاء وأعمال الاستثمار، دخلت ثماني شركات إلى المنطقة، منها شركة دايون للدراجات النارية وشركة تايشان للجبس، اللتان تشكلان رمزين لصناعة إنتاج عربات الركاب وصناعة إنتاج مواد البناء الجديدة النمط. بفضل هذه الشركات، يشهد التعاون بين الصين ومصر تعزيزا كبيرا."

قالت تشاو هوي إنه من المتوقع أن يصل حجم الاستثمار الإجمالي للمرحلة الثانية لمنطقة السويس للتعاون التجاري والاقتصادي إلى 230 مليون دولار أمريكي. لذا، يمكن للمنطقة أن تجذب من مائة وخمسين إلى مائة وثمانين شركة في المستقبل. ومن المتوقع أن تجذب استثمارات تصل إلى ملياري دولار أمريكي وتحقق مبيعات من ثمانية مليارات إلى عشرة مليارات دولار أمريكي وتوفر أربعين ألف وظيفة.

تعميق التعاون بين الصين ومصر في إطار مبادرة الحزام والطريق

طرحت الصين مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013، الأمر الذي يدفع التعاون والانفتاح بين الدول على طول "الحزام والطريق" على أساس فكرة "التشاور المشترك والبناء المشترك والمنفعة المشتركة". في عام 2015، طرحت مصر إستراتيجية تطوير قناة السويس لتسريع عملية التصنيع في مصر، مما يقدم فرصة تاريخية لتعميق التعاون بين الدولتين في إطار مبادرة "الحزام والطريق".

استجابة لمبادرة "الحزام والطريق"، كانت مصر من أوائل الدول التي شاركت في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. وخلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى مصر في يناير عام 2016، وقعت الصين ومصر على ((مذكرة التفاهم بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة جمهورية مصر العربية للتشارك في دفع بناء الحزام الطريق)) ووثائق تعاونية ثنائية في مجالات الكهرباء، البنية التحتية، الاقتصاد والتجارة، الطاقة، المال، الفضاء والطيران، التكنولوجيا وتغير المناخ.

باعتبارها مشروعا هاما لإستراتيجية تطوير قناة السويس لتسريع عملية التصنيع في مصر، تلعب منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري دورا مميزا لدفع التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر. قال محفوظ طه، نائب رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس في مقابلة صحفية، إن منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري نموذج ناجح لتعزيز العلاقة الاقتصادية بين الصين ومصر. بفضل هذه المنطقة، تدخل كثير من الاتفاقيات التعاونية بين الدولتين إلى مرحلة التنفيذ.

حققت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري فوائد اقتصادية ضخمة بفضل دخول كثير من الشركات للعمل هناك. وإضافة إلى ذلك، كسبت المنطقة فوائد اجتماعية إذ أنها تساعد على رفع مستوى التكنولوجيا في مصر وإثراء الصناعات في الشرق الأوسط وحتى أفريقيا. على سبيل المثال، شركة جيوشي مصر للألياف الزجاجية، هي  شركة حديثة في التكنولوجيا العالية، تقدم مساهمات كبيرة في رفع نسة التوظيف ودفع الضرائب والرسوم ونجحت في جعل مصر ثالث أكبر دولة بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية من حيث إنتاج الألياف الزجاجية.

شركة فامسون مصر للصناعة، شركة صينية تعمل في منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري. منذ عام 2013، قامت الشركة بالتعاون مع صندوق التنمية الصيني الأفريقي، واستثمرت 74 مليون دولار أمريكي  لبناء قاعدة إنتاج في مصر للتخزين، النقل، وإنتاج العلف وتربية المواشي. قال يه شي بوه، نائب رئيس شركة فامسون مصر للصناعة، إن حجم التخزين السنوي لشركته سيصل إلى 9ر4 ملايين طن، والمبيعات السنوية ستتجاوز 250 مليون جنيه مصري، وسوف تساعد مصر ودولا أفريقية أخرى على حل مشكلة الإهدار الكبير الناجم عن عدم كفاية أنظمة تخزين الغذاء، مع توفير نحو خمسمائة فرص عمل للمحليين.

أضاف يه شي بوه، أن منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري تتميز بمزايا في الموقع، والسياسات التفضيلية والمرافق المعنية، لذا، دخلت شركته هذه المنطقة للعمل فيها. وتحت تطور مبادرة "الحزام والطريق"، تشجع الحكومة الصينية الشركات على إجراء التعاون مع الدول الأجنبية في القدرات الإنتاجية. يمكن للشركات أن تتمتع بالسياسات التفضيلية من الحكومة المحلية ومن الحكومة الصينية في نفس الوقت. وفضلا عن ذلك، فإن منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري قريبة من ميناء السويس، مما يخفض تكلفة النقل البري. في هذا السياق، يمكن للشركة أن تتمتع بالسياسات التفضيلية الكثيرة ومنها الإعفاء من الرسوم الجمركية وضريبة البيع. فضلا عن ذلك، يمكن لها أن تتمتع بالخدمات من حيث الموارد البشرية والخدمات الحكومية واللوجستيات والتمويل واتفاقيات التجارة الخارجية، إلخ.

أشار يه شي بوه إلى أن شركته شركة رائدة في إنتاج أجهزة الزراعة وتربية الماشية على المستوى العالمي. وبعد سنوات من الجهود في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، باتت الشركة تتمتع بآفاق واسعة. تسعى الشركة إلى تطبيق سياسة التوطين في الدول الأجنبية حيث يعمل في شركاتنا الفرعية في مصر والدول الأفريقية والشرق الأوسط ستون إلى سبعين موظفا صينيا فقط. لذا، يمكننا أن نقول إن شركة فامسون مصر للصناعة تعمل على دفع التنمية المشتركة في مختلف الدول وتحقيق الاستفادة للشعوب في كافة الدول، من خلال إنتاج الأجهزة العالية المستوى وتحت إرشاد مبادرة "الحزام والطريق".

تجارب منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري تتطور خارج مصر

على غرار نمط التوطين في شركة فامسون مصر للصناعة، تنفذ منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري نفس الفكرة في إعداد الأكفاء المحليين. قالت تساو هوي إن منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري احتفظت بعدد من المواهب المتميزة في تطوير وإدارة الحدائق الصناعية في مصر، كما دربت الشركات في المنطقة مجموعة من العاملين الفنيين المحترفين وموظفي إدارة الشركات في مصر. على سبيل المثال، تنظم المنطقة حلقات تدريب مختلفة وترسل العاملين والموظفين المصريين الممتازين إلى الصين للزيارة والدراسة لرفع مستواهم في العمل.

مع تطور مبادرة "الحزام والطريق"، تولي كثير من الدول والشركات على طول "الحزام والطريق" اهتماما كبيرا بتجارب منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري. في السنوات الأخيرة، قامت شركة تيدا القابضة للاستثمار الصينية- الأفريقية بتقديم المعلومات لبناء منطقة التجارة الحرة في مومباسا بكينيا التابعة لشركة الطرق والجسور الصينية، ومنطقة التجارة الحرة الدولية في جيبوتي، ومشروع بوانت نوار في جمهورية الكونغو ومشوروع كوماسي في غانا.

وفقا لما قالت تساو هوي، تجري شركة تيدا مناقشات مع الشركات المعنية لبناء مشروعات عديدة جديدة في دول مختلفة، وتستعد لتقديم معلومات لها، مثل مشروع مدينة محمد السادس الذكية في المغرب، مشروع مدينة كلاك الجديدة الصناعية بالفلبين، مشروع منطقة سمي بودجي الصناعية في بنين، مشروع الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني في باكستان، سعيا إلى تقديم  مزيد من المساهمات لبناء مبادرة "الحزام الطريق".

--

لي جيون، من صندوق التنمية الصيني- الأفريقي.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4