أخبار متجددة < الرئيسية

"الحزام والطريق".. ست سنوات من النجاح

: مشاركة
2019-04-26 15:37:00 الصين اليوم:Source وانغ ماو هو:Author

يصادف انعقاد القمة الثانية لـ"منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي"، الذكرى السنوية السادسة لمبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في شهري سبتمبر وأكتوبر 2013 في زيارتين قام بهما إلى أندونيسيا وكازاخستان.

إن مبادرة "الحزام والطريق" تجسد روح طريق الحرير المتمثلة في "السلام والتعاون، والانفتاح والتسامح، والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة، والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك"، كما أنها تعمل على بناء "عالم نظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والازدهار المشترك وكذلك الانفتاح مع الشمول". وقد طرحت الصين مبادرة "الحزام والطريق" في ظل تعددية الأطراف العالمية والعولمة الاقتصادية والمعلوماتية وتسعى إلى دفع توجه السوق للعوامل الاقتصادية والترتيب الفعال للموارد والإصلاح العميق للسوق، الأمر الذي يدفع تعميق الإصلاح والانفتاح في الصين وتحويل الفرص الصينية إلى الفرص العالمية. وقد قال الرئيس شي جين بينغ، إن طريق الحرير القديم ليس طريقا تجاريا فحسب، وإنما أيضا طريق للصداقة. يرجع تاريخ طريق الحرير القديم الصيني إلى زمن بعيد ويحمل تاريخ التبادل بين الصين والدول الأخرى والصداقة بينها، ومع دخول العصر الجديد، يجسد "الحزام والطريق" ثقة الصين وعزمها وصدقها في التبادل الخارجي.

دعت الصين إلى مبادرة "الحزام والطريق" وإنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وغيرهما من الإجراءات الهامة، وإلى تعزيز التبادل الدولي في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيولوجية، والتعاون الدولي في مجالات الطرق العامة والسكك الحديدية والنقل البحري والجوي، والتعاون التكنولوجي والتعليمي والثقافي والصحي، والتبادلات الشعبية، وتساعد الدول الواقعة على "الحزام والطريق" لتحقيق المنافع المتبادلة. تشمل مبادرة "الحزام والطريق" تناسق السياسات وتواصل المنشآت وتيسّير التجارة وتداول الأموال والتفاهم بين الشعوب. إن "التفاهم بين الشعوب" يعد أساسا وجوهرا إنسانيين في التبادل الدولي.

"الصداقة بين الدول في أيدي الشعوب، ومحبة الشعوب أساس التفاهم بينهم." إن التبادل على أعمق مستوى بين الدول هو التفاهم بين شعوبها، إن رابطة المصير المشترك للبشرية تدعو إلى التفاهم بين الشعوب واهتمام الشعوب بالمصير المشترك وحرصهم على عالمنا. ينبغي للدول أن تقوم بالتبادل الدائم والمستقر والمنسجم على أساس الالتزام بمبادئ التشاور المشترك والبناء المشترك والتمتع المشترك وتعميق الصداقة بينها. ويدعو الصينيون إلى احترام الاختلافات بين الثقافات المتنوعة وقبولها. لذا، لا تعرض الصين إنجازاتها وتفوقاتها الذاتية ورسوخ ثقة أمتها بثقافتها فحسب، وإنما أيضا تهتم بدراسة منجزات الدول الأخرى، ثم تتقدم من دولة كبيرة إلى دولة قوية.

مبادرة "الحزام والطريق"، رابطة لتنسيق العدالة والمصلحة وتحقيق الازدهار المشترك بين كل الدول تحت إرشاد الرؤية الصائبة للعدالة والمصلحة. بعد الأزمة المالية العالمية، شهد الاقتصاد العالمي تعديلات عميقة وواجه اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء وظهور تيار مناهضة العولمة والشعبوية، واتخذت بعض الدول الكبرى سياسات غير مناسبة من أجل مصالحها الذاتية. يولي بناء "الحزام والطريق" اهتماما بسعي شعوب العالم إلى السلام والتنمية، لذا فإنها تعد مبادرة للتنمية والتعاون. ترغب الصين في تقديم حكمتها وخططها لحل معضلات التنمية العالمية وتقديم منتجات عامة قيمة لشعوب العالم.

إن مبادرة "الحزام والطريق" تندرج في إطار "دبلوماسية التنمية" التي تنهجها الصين، وتتفق مع المبادئ التي تؤمن بها الصين في العلاقات السياسية الدولية، ومنها مبدأ "المنفعة المتبادلة"، وتتمحور حول التواصل والتعاون بين كافة دول العالم. وتعد مبادرة "الحزام والطريق" أهم المبادرات التنمية العالمية فى القرن الحادي والعشرين، كما أنها تهدف إلى بناء شبكة من التجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا على طول مسارات طريق الحرير التجاري القديم، بشقيه البري والبحري. وقد وقعت أكثر من مائة دولة ومنظمة دولية على وثائق تعاون مع الصين في إطار مبادرة "الحزام والطريق" حتى يوليو 2018.

وقد حققت المبادرة نجاحا ملحوظا وحصادا مبكرا خلال السنوات المنصرمة، فقد أنشأت الصين اثنتين وثمانين منطقة تعاون اقتصادي وتجاري في الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق"، واستثمرت فيها نحو ثلاثين مليار دولار أمريكي وخلقت نحو 244 ألف وظيفة محلية، ووقعت على ست عشرة اتفاقية تجارة حرة مع أربع وعشرين دولة ومنطقة يقع نصفها على طول "الحزام والطريق". وخلال الفترة من عام 2013 حتى عام 2018، تجاوز حجم التجارة السلعية للصين مع الدول على طول "الحزام والطريق" خمسة تريليونات وخمسمائة مليار دولار أمريكي، ووصل الاستثمار الصيني المباشر في القطاعات غير المالية في تلك الدول إلى أكثر من ثمانين مليار دولار أمريكي. وفي إطار المبادرة، أقامت الصين إحدى وثمانين مؤسسة تعليمية ومشروعا تعليميا إضافة إلى خمسة وثلاثين مركزا ثقافيا في الدول على طول "الحزام والطريق". وفي النصف الأول من عام 2018، أنفقت الصين نحو أربعين مليون دولار أمريكي على منح طريق الحرير الدراسية. وفي الشهور السبعة الأولى من 2018، زادت الشركات الصينية من استثماراتها في أربع وخمسين دولة على طول "الحزام والطريق"، فالاستثمارات الجديدة المضافة التي بلغت 8,55 مليار دولار أمريكي مثلت زيادة قدرها 11,8% على أساس سنوي، وتقدر قيمة عقود البناء الجديدة على طول "الحزام والطريق" بأكثر من سبعة وخمسين مليار دولار أمريكي.

تختلف مبادرة "الحزام والطريق" عن مناطق التجارة الحرة التقليدية والاتحادات الجمركية وغيرها من آليات التعاون، من حيث أنها تتسم بالشمول والانفتاح وتهتم بربط الآليات الدولية بإستراتيجيات التنمية للبلدان المختلفة بشكل مرن. وهي لا تفرض شروطا مسبقة على الدول الأخرى ولا تسعى إلى تحقيق مكاسب أنانية، بل تؤكد على تنوع وتكامل التعاون بين الدول المختلفة وضمان مصالح جميع الأطراف ومشاركتها في المبادرة.

وقد أثبتت الممارسات على مدى السنوات الست المنقضية أن مبادرة "الحزام والطريق" ليست "إستراتيجية جيو- سياسية" كما تدعي بعض مراكز الفكر الغربية، كما أن الهدف منها ليس توسيع "مجال النفوذ" الصيني أو تعميم "النموذج الصيني"، بل تعمل الصين من خلال هذه المبادرة على تعزيز تنمية الاقتصاد العالمي بشكل مستدام إلى أعلى المستويات من خلال تجربتها وممارساتها.

 

 

 

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4