أخبار متجددة < الرئيسية

تقرير عمل الحكومة.. إنجازات تحققت وأخرى في الطريق

: مشاركة
2019-03-14 11:12:00 الصين اليوم:Source حسن وانغ ماو هو:Author

"تقرير عمل الحكومة"، الذي قدمه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، أمام الدورة الثانية للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني، في الخامس من مارس 2019، يعد وثيقة شاملة للتنمية الصينية خلال العام المنصرم، وبرنامج عمل للعام الحالي.

من أهم إنجازات الصين خلال عام 2018، وفقا للتقرير، نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6,6%، حيث تجاوز حجمه الإجمالي تسعين تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 6,8 يوانات)، كما تم توفير فرص عمل جديدة لثلاثة عشر مليونا وستمائة وعشرة آلاف فرد في المناطق الحضرية والريفية. الأهم، أن الصين أعتقت خلال عام 2018، ثلاثة عشر مليونا وثمانمائة وستين ألف فرد في المناطق الريفية من ربقة الفقر.

وفي إطار جهودها لتحسين حياة المواطن، خفضت الحكومة الضرائب والرسوم المفروضة على المؤسسات والأفراد بحوالي تريليون وثلاثمائة مليار يوان، كما خفضت أسعار سبعة عشر نوعا من أدوية السرطان إلى حد كبير مع إدراجها ضمن قائمة التأمين الطبي الوطني. كما قللت الصين المستوى العام للرسوم الجمركية من 9,8% إلى 7,5%، مما يفتح باب الصين واسعا أمام صادرات الدول الأخرى.

وقد جاء في التقرير: "إلى جانب التأكيد التام على المنجزات، يجب الإدراك الواعي للمشكلات والتحديات التي تواجهها التنمية في الصين، ومنها تصاعد المخاطر الوافدة، وتزايد الضغوط الناجمة عن تباطؤ النمو الاقتصادي داخل البلاد، والصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الحقيقي، والمخاطر التي تمس العديد من المجالات، ومنها القطاع المالي، إلخ."

وحدد التقرير أعمال الحكومة ومهماتها في 2019، وعلى رأسها مواصلة ابتكار وإكمال وسائل التنسيق والسيطرة الكلية، وضمان بقاء الأداء الاقتصادي داخل الحيز المعقول. وفي هذا الإطار ينبغي حل المشكلات المستعصية التي تواجهها التنمية بالتفكير والأسلوب القائمين على الإصلاح الموجه نحو السوق. إضافة إلى تنفيذ خفض الضرائب على نطاق واسع، والخفض الملحوظ لعبء المؤسسات الناجم عن دفع أقساط التأمين الاجتماعي. وتركيز القوة على تخفيف مشكلات صعوبة تدبير الأموال وارتفاع تكاليفه للمؤسسات. وطالب التقرير بإظهار دور السندات الحكومية المحلية بفعالية، وقال: "نخطط في العام الحالي لإصدار سندات حكومية محلية للأغراض الخاصة بإجمالي تريليونين ومائة وخمسين مليار يوان، بزيادة ثمانمائة مليار يوان عن العام الماضي، وذلك لتقديم الدعم المالي لبناء المشروعات الهامة."

وأشار التقرير إلى الحفاظ على التوظيف المستقر وتوسيعه عبر طرق متعددة. وقال: "يتعين علينا إتقان عمل التوظيف لخريجي المدارس العليا والعسكريين المسرحين والعمال الريفيين بالمدن وغيرهم." وطالب التقرير بتسريع تطوير التعليم المهني الحديث الذي من شأنه ليس فقط تخفيف ضغط التوظيف، وإنما أيضا يعتبر من التدابير الإستراتيجية لحل مشكلة الافتقار إلى أكفاء مرتفعي المهارات. وفي هذا العام سيتم زيادة حجم القبول بالمدارس المهنية بنحو مليون طالب.

وطالب التقرير بإذكاء حيوية كيانات السوق وتركيز القوة على تحسين المناخ التجاري، ويتضمن ذلك توفير تسهيلات لتنشيط الأعمال والاستثمار فيها بفضل تبسيط إجراءات مراجعة وموافقة الحكومة وتحسين الخدمات المعنية. وأيضا المثابرة على ريادة التنمية بالابتكار، وتعظيم الزخم الجديد وتطويره، وذلك يقتضي توظيف مزايا التفوق الشاملة مثل الوفرة في الموارد البشرية والأكفاء والسوق المحلية الضخمة، والعمل على ابتكار آلية بحث وتطوير العلوم والتكنولوجيا وتطبيقهما في مجال التصنيع من خلال الإصلاح.

وأشار التقرير إلى دفع إصلاح الصناعات التقليدية والارتقاء بمستواها. وقال: "من أجل دفع التنمية العالية الجودة لقطاع التصنيع، لا بد لنا من تقوية الأساس الصناعي والقدرة الابتكارية الفنية وحفز التنمية الاندماجية بين قطاع التصنيع المتقدم وقطاع الخدمات الحديثة، وتسريع بناء بلادنا لتحويلها إلى دولة قوية في التصينع." وطالب التقرير بتشجيع التنمية المتسارعة للصناعات الناشئة، وقال: "سنعزز بحث واستخدام البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي وغيرهما من التقنيات، وننمي تجمعات صناعية ناشئة في مجالات مثل الجيل الجديد من تكنولوجيا المعلومات والتجهيزات الراقية والأدوية الحيوية والسيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة والمواد الجديدة، ونقوى الاقتصاد الرقمي."

وأكد التقرير على مواصلة الصين تعميق عملية إشراك الجماهير في ريادة الأعمال وتشجيع ملايين الناس على ممارسة الأنشطة الابتكارية. وقال: "سوف ننشط المزيد من الكيانات الاجتماعية للمشاركة في الابتكار وريادة الأعمال وتوسيع حيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ونعزز الخدمات الشاملة الاتجاهات، ونؤدي الدور الحافز للقواعد النموذجية لريادة الأعمال والابتكار."

وتحدث التقرير عن دفع تشكيل سوق محلية جبارة، ومواصلة إطلاق العنان للطاقة الكامنة للطلب المحلي، إذ يجب إظهار الدور الأساسي للاستهلاك والدور الحاسم للاستثمار بصورة مستفيضة، والحفاظ على استقرار الطلب المحلي الفعال، وتوفير دعم قوي للأداء الاقتصادي. وأشار التقرير إلى أن الصين بها 250 مليون فرد تتجاوز أعمارهم ستين عاما، وينبغي بذل أقصى الجهود لتطوير قطاع رعاية المسنين، خاصة خدمة المسنين في التجمعات السكنية، وتوفير دعم لما يتعلق بتخفيض الضرائب والرسوم أو إلغائها وتوفير دعم مالي وتحديد أسعار تفضيلية في استخدام الماء والكهرباء والغاز والتدفئة للهيئات التي تقدم خدمات الرعاية النهارية وإعادة التأهيل والتمريض والمساعدة في توفير الطعام والعون خلال التنقل في المجمعات السكنية.

وركز التقرير على ضرورة توجيه الجهود إلى مهمة إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، والدفع بكفاءة لعمليات التغلب على مشكلات القضاء على الفقر المستعصية والنهوض بالأرياف. وقال التقرير: "كسب معركة التغلب على المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر من خلال تدابير محكمة وهادفة، سنولي اهتماما لحل المشكلات البارزة التي نواجهها أثناء عملية تحقيق الاكتفاء من الغذاء والكساء وضمان التعليم والخدمات الطبية الأساسية وسلامة المساكن." وأشار التقرير إلى تركيز الجهود على الزراعة، وخاصة إنتاج الحبوب، إذ لا بد للصينيين البالغ عددهم زهاء 1,4 مليار نسمة من الإمساك جيدا بمورد رزق في أيديهم. وحث التقرير على دفع بناء القرى بكفاءة، قائلا: "يجب علينا إعداد خطة البناء بشكل علمي، وتركيز القوة على تحسين الظروف الإنتاجية والمعيشية. سنسرع في تنفيذ مشروع ضمان سلامة مياه الشرب ورفع جودتها في المناطق الريفية. وفي السنة الجارية والسنة المقبلة، يلزمنا إيجاد حل لمشكلة سلامة مياه الشرب لمن يواجهون صعوبة في الحصول على مياه شرب نقية، ورفع مستوى إمدادات مياه الشرب لصالح ستين مليون فرد من سكان الريف."

وأكد التقرير على تشجيع التنمية الإقليمية المتناسقة، ورفع جودة التحول الحضري الجديد الطراز. وبشأن مشكلة عدم توازن وعدم كفاية التنمية، قال إنه من الضروري إصلاح وإكمال الآليات والسياسات المعنية، ودفع تكامل المزايا الإقليمية والتنمية الاندماجية بين الحضر والريف. وأضاف: "سوف نضع سياسات وإجراءات لتنمية المناطق الغربية وانفتاحها، ونواصل تنفيذ السياسات التفضيلية المتعلقة بتقليل جباية ضريبة الدخل للمؤسسات في المناطق الغربية بعد انتهاء مفعولها، وسننفذ ونحسن التدابير الإصلاحية والابتكارية المشجعة للنهوض بشمال شرقي البلاد، وإنهاض منطقة وسط البلاد، ودعم منطقة الشرق كرائدة للمناطق الأخرى في التنمية. وستركز التنمية التعاونية بين بكين وتيانجين وخبي على تخليص بكين من الوظائف غير الجوهرية للعاصمة، وبناء منطقة شيونغآن الجديدة حسب معايير راقية." 

وفي مجال تعزيز مكافحة التلوث ومسبباته والبناء الإيكولوجي ورفع التنمية الخضراء بجهود كبيرة، قال التقرير إن التنمية الخضراء تعد مطلبا حتميا لإقامة منظومة اقتصادية حديثة والحل الأساسي لمشكلة التلوث. وطالب التقرير بمواصلة دفع مكافحة التلوث ومسبباته، وتوطيد وتوسيع منجزات معركة الدفاع عن السماء الزرقاء. وقال: "سنخفض في هذا العام انبعاثات كل من ثاني أكسد الكبريت وأكسيد النتروجين بنسبة 3%، وسوف نقلل تركيز الجسيمات الدقيقة العالقة (PM2.5) في المناطق الرئيسية باستمرار. وسنواصل الجهود من أجل التغلب على المشكلات المعقدة في معالجة تلوث الهواء في مناطق بكين وتيانجين وخبي وما حولها، ومنطقة دلتا نهر اليانغتسي، وسهول نهري فنخه وويخه، وتعزيز معالجة مصادر التلوث الثلاثة الرئيسية وهي الصناعة وفحم الوقود والمركبات الآلية." وشدد التقرير على تقوية الصناعة الخضراء والصديقة للبيئة، وتعزيز حماية النظام الإيكولوجي وترميمه.

وأكد التقرير على تعميق الإصلاح في المجالات الرئيسية والإسراع بإكمال آلية السوق، وتعجيل الإصلاح المتعلق بالأصول المملوكة للدولة والمؤسسات الحكومية، ودفع العمل التجريبي لإصلاح شركات استثمار وتشغيل الرأسمال الحكومي، دعما للحفاظ على قيمة الأصول المملوكة للدولة وحمايتها. وأيضا العمل بقوة على تحسين بنية تنمية الاقتصاد غير الحكومي. وقال التقرير: "سنتبع مبدأ التمسك بالأمرين بثبات دون تردد"، والمقصود هنا هو التمسك بتوطيد وتطوير القطاع الاقتصادي العام بثبات ومن دون تردد، والتمسك بتشجيع ودعم وإرشاد تنمية القطاعات الاقتصادية غير العامة بثبات ومن دون تردد. وقال أيضا: "سنعامل المؤسسات المختلفة الملكيات على قدم المساواة في مجالات الحصول على عناصر الإنتاج الأساسية، والنفاذ إلى السوق، والإدارة والتشغيل، والمشتريات الحكومية، وإعلان المناقصات والاشتراك فيها وغيرها، وذلك بموجب مبدأ الحياد التنافسي."

وأكد التقرير على دفع الانفتاح الشامل الاتجاهات على العالم الخارجي، وتشكيل مزايا تفوق جديدة في كل من التعاون الاقتصادي الدولي والمنافسة الدولية. وقال: "يتعين علينا المضي قدما في توسيع مجالات الانفتاح وتحسين تنظيمه، ومواصلة دفع الانفتاح القائم على تداول السلع وعناصر الإنتاج الأساسية، وإيلاء المزيد من الاهتمام للانفتاح المؤسسي القائم على القواعد وغيرها، لحفز تعميق الإصلاح على نحو شامل بالانفتاح العالي المستوى." 

وفيما يتعلق بتعزيز رفع نوعية التجارة الخارجية من خلال الحفاظ على الاستقرار، قال التقرير: "سندفع سوق الصادرات قدما إلى اتجاه تعددية العناصر. وسوف نوسع نطاق تغطية التأمين على اعتمادات التصدير. وسنصلح ونحسن سياسات الدعم المتعلقة بالتجارة الإلكترونية العابرة للحدود وغيرها من الأشكال التجارية الجديدة. وندفع التنمية الابتكارية لتجارة الخدمات، ونوجه تجارة المعالجة لتحويل نمطها والارتقاء بمستواها ونقلها إلى الأقاليم الوسطى والغربية، ونُفعل دور المستودعات الجمركية الشاملة على نحو جيد. وسوف نعمل على تحسين هيكل الواردات وتوسيعها بنشاط، وإتقان استضافة الدورة الثانية من معرض الصين الدولي للاستيراد. سنسرع خطواتنا للارتقاء بمستوى تسهيل التخليص الجمركي."

وتعهد رئيس مجلس الدولة بمضاعفة الجهود في جذب الاستثمارات الأجنبية، قائلا: "سوف نخفف المزيد من القيود للسماح بالنفاذ إلى السوق، ونقلص القائمة السلبية للسماح للاستثمارات الأجنبية بالنفاذ إلى السوق، ونسمح للتمويل الأجنبي المستقل بدخول مزيد من المجالات. وسننفذ الإجراءات المتعلقة بالإصلاح والإنفتاح في قطاع المال وغيره، ونكمل سياسة انفتاح سوق السندات." وطالب بتسريع الالتحام مع القواعد الاقتصادية والتجارية المتبعة دوليا، وزيادة شفافية السياسات وتوحيد معايير تطبيقها، في سبيل تهيئة بيئة سوق عادلة مستندة إلى معاملة المؤسسات الاقتصادية المحلية والأجنبية التمويل على قدم المساواة دون تمييز والمنافسة العادلة بينها. وقال التقرير: "سوف نمنح استقلالية أكبر في الإصلاح والابتكار للمناطق التجريبية للتجارة الحرة، ونضيف مناطق فرعية لمنطقة شانغهاي التجريبية للتجارة الحرة، وسندفع بناء منطقة هاينان التجريبية للتجارة الحرة واستكشاف إمكانية بناء موانئ تجارة حرة ذات خصائص صينية. وندعم مناطق التنمية الاقتصادية والتكنولوجية ومناطق تنمية التكنولوجيا العالية الجديدة والمناطق الجديدة على المستوى الوطني في إجراء التجارب الإصلاحية المتعلقة بالمناطق التجريبية للتجارة الحرة، وتعزيز دورها الإشعاعي والحافز وإنشاء مناطق رائدة جديدة للإصلاح والانفتاح على الخارج. وستصبح البيئة الاستثمارية في الصين أفضل حتما، وسوف تتزايد الفرص التنموية للمؤسسات الأجنبية في الصين بكل تأكيد."

وحول دفع البناء المشترك "الحزام والطريق"، أكد التقرير أنه ينبغي التمسك بمبادئ التشاور والتشارك والتنافع، واتباع مبدأ السوق والقواعد المعمول بها دوليا، لإظهار دور المؤسسات كقوام، ودفع التواصل والترابط بين منشآت البنية الأساسية وتعزيز التعاون الدولي في الطاقة الإنتاجية وتوسيع نطاق التعاون في سوق طرف ثالث. وقال: "سنتقن استضافة الدورة الثانية لمنتدى قمة "الحزام والطريق" للتعاون الدولي. وندفع التنمية السليمة والمنتظمة للاستثمار في الخارج والتعاون معه.

وأكد التقرير في النهاية على تسريع تطوير المشروعات الاجتماعية، وضمان وتحسين معيشة الشعب بصورة أفضل، مشيرا إلى أنه ورغم اشتداد الضغوط الناتجة عن إبقاء الإيرادات والمصروفات المالية متوازنة في هذا العام، فإن الحكومة تضمن زيادة الإنفاق على كفالة معيشة الشعب الأساسية دون تخفيض، وتشجع قوى المجتمع على زيادة عرض الخدمات العامة غير الأساسية لتلبية الاحتياجات المتنوعة والمتعددة المستويات لجماهير الشعب.


--

حسن وانغ ماو هو- نائب رئيس تحرير مجلة ((الصين اليوم))

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4