آراء النواب < الرئيسية

وانغ ماو هو، عضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي: لنتقن سرد القصص الصينية في العصر الجديد للخارج

: مشاركة
2018-03-09 10:31:00 الصين اليوم:Source لي يوان:Author

"الدورتان السنويتان (دورة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ودورة المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني) هذا العام لهما أهمية خاصة، بعد انعقاد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر 2017، إذ تم خلالهما انتخاب الهيئة القيادية الجديدة للمجلس الوطني لنواب الشعب والحكومة المركزية والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، فحظيتا باهتمام من الخارج." هذه هي رؤية السيد وانغ ماو هو، عضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي والمترجم الكبير للغة العربية بالمجموعة الصينية للنشر الدولي. وباعتباره "جنديا قديما" في جبهة أعمال النشر الدولي، يتابع السيد وانغ اهتمام القراء الأجانب بالإصدارات الصينية حول الدورتين السنويتين في الصين، ويطرح دائما المقترحات لدفع بناء القدرة على النشر الدولي وسرد قصص الصين في العصر الجديد للخارج بشكل جيد، مستفيدا من أعماله الواقعية وخبرات عمله الوافرة في الدول العربية.

قال وانغ ماو هو: "إننا نعتز بالسنوات الخمس الماضية، إذ لاحظنا، منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، المنجزات الرائعة التي حققتها الصين في شتى المجالات". وأضاف قائلا: "على سبيل المثال، حافظ الاقتصاد الصيني على النمو بمعدل بين متوسط ومرتفع، وازداد حجم الناتج المحلي الإجمالي من 54 تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 4ر6 يوانات) إلى 82 تريليون يوان، حيث تبوأ المركز الثاني عالميا بصورة ثابتة، وبلغت نسبة إسهام الصين في نمو الاقتصاد العالمي أكثر من 30%. وعمقت الصين الإصلاح الهيكلي لجانب العرض، وحسنت الهيكل الاقتصادي باستمرار، ودفعت، بشكل شامل، التخطيط العام "للبناءات الخمسة المتكاملة"، وتخطيط "الشوامل الأربعة" الإستراتيجي"، وأنجزت بنجاح الأهداف المحددة في الخطة الخمسية الثانية عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبدأت التنفيذ السلس للخطة الخمسية الثالثة عشرة. وأشار المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب بوضوح إلى أن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية دخلت العصر الجديد بفضل الجهود الطويلة الأمد، ويعتبر ذلك معلما تاريخيا جديدا لتطور الصين. حققت الصين تقدما حاسما في معركة التغلب على معضلة القضاء على الفقر، فتم تخليص أكثر من 60 مليونا من السكان الفقراء من الفقر بصورة مستقرة، وخفض نسبة من يعيشون تحت خط الفقر من 2ر10% إلى ما دون 4% من إجمالي عدد السكان، وازداد شعور الشعب بالسعادة بشكل ملحوظ.

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ السيد وانغ ماو هو أن الصين، باعتبارها دولة كبيرة تتحمل مسؤوليتها، شاركت بنشاط في إصلاح وبناء منظومة الحوكمة العالمية، مع الارتفاع الكبير لقوتها القوية الذاتية. منذ طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ لمبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013، أصبح الارتباط بين الصين والعالم أوثق، حيث حضر الرئيس شي جين بينغ حفل افتتاح الاجتماع السنوي لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي في يناير عام 2017، وطرح "بناء رابطة المصير المشترك للبشرية" لأول مرة في خطابه الهام بعنوان ((التحمل المشترك لمسؤولية العصر والدفع المشترك لتنمية العالم))؛ وفي مايو عام 2017، عقدت الدورة الأولى لمنتدى قمة "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، وتم تحقيق 270 اتفاقية تعاونية بين الحكومات والمؤسسات من دول العالم من خلال سلسلة من التشاورات والمناقشات؛ وفي سبتمبر عام 2017، عُقد لقاء شيامن بين قادة دول بريكس، وأعلت الصين صوتها المنادي بـ"المحافظة على سلام العالم ودفع التنمية المشتركة وتعميق شراكة بريكس على نحو شامل وبدء "العقد الذهبي الثاني" للتعاون بين دول بريكس".

صورة الدولة الجيدة لا تعتمد على قوتها ومساعيها الحميدة فقط، بل تحتاج أيضا إلى قدرة عالية على النشر الدولي. قال السيد وانغ: "الصين تقترب من قلب المسرح الدولي يوما بعد يوم اعتمادا على قوتها الذاتية، وتلقى المفاهيم الصينية والحكمة الصينية والحلول الصينية والفرص الصينية اهتماما واسعا من العالم. ولكن بناء قدرة الصين على النشر الدولي ما زال أمامه مساحة كبيرة، وما زال هناك عدد كبير من القصص الجيدة لتنمية الصين والأصوات الصينية الجيدة حول حوكمة العالم لم تُسرد وتُبث بعد بشكل صحيح وشامل."

يعزو السيد وانغ ذلك إلى ثلاثة جوانب، وهي:

أولا، أن الرأي العام الدولي عن "الغرب القوي والصين الضعيفة " لم يتغير بشكل أساسي. منذ وقت طويل، تحتكر بعض وسائل الإعلام الغربية مصادر المعلومات، وتسيطر على حق النشر، وتواصل استخدام عقلية الحرب الباردة في تغطية أحوال الصين، وتبالغ عن عمد في الأخبار السلبية بشأن الصين، وتشوه حقائق الأحداث وصورة الصين، الأمر الذي يجعل من الصعب على الرأي العام في الغرب أن يعرف الصين على نحو شامل وموضوعي. وتؤثر هذه الوسائل الإعلامية الغربية، اعتمادا على قوتها الذاتية، على آراء شعوب الدول النامية حول الصين. هذا الوضع غير المتوازن وغير المعقول يؤثر إلى حد كبير على النتائج التي يمكن أن تحققها الصين في بث أصواتها إلى الخارج وسرد قصصها وشرح طريقها.

ثانيا، أن القدرة الذاتية على النشر تحتاج إلى التعزيز. لفترة طويلة في الماضي، ظلت محتويات إصداراتنا في النشر الدولي هي الأحداث الكبيرة على مستوى الحكومة، مثل الإستراتيجيات ومجالات التعاون والاتفاقيات وغيرها، وهي موضوعات ليست قريبة من عامة الشعب، كما أن قدرتنا على سرد القصص ليست مرتفعة، بالإضافة إلى التغطية المشوهة من وسائل الإعلام الغربية، الأمر الذي يجعل من الصعب على الأجانب معرفة الصين الحقيقية. علاوة على ذلك، خلال عملية النشر الدولي، تنقص الصين معرفة متطلبات المتلقي الأجنبي، ولم تطبق مبدأ "الاقترابات الثلاثة" للنشر الدولي بشكل ملموس. (الاقتراب من وقائع تنمية الصين والاقتراب من متطلبات المتلقي الأجنبي للمعلومات حول الصين والاقتراب من عادات المتلقي الأجنبي في التفكير)، مما أدى إلى ظاهرة توزيع طبعة واحدة من منشورات النشر الدولي على القراء من مختلف الدول، رغم اختلاف ثقافاتهم واهتماماتهم. وبالنظر إلى أننا نخاطب أشخاصا من دول تختلف في نظمها السياسية وخلفياتها الثقافية ومراحل تنميتها، فإنهم قد يشعرون بالارتباك تجاه ما ننشره، فلا نحقق النتائج المرجوة من النشر الدولي على خير وجه.

ثالثا، مستوى الترجمة يؤثر على نتيجة النشر الدولي. تعتبر اللغة الأداة وحجر الأساس للنشر الدولي، وعندما يكون حجر الأساس غير ثابت، فلا بد أن يؤثر على نتيجة النشر. ومن المعروف أن الأجانب يصعب عليهم أن يفهموا المعاني الأصلية من خلال الترجمة بالأسلوب الصيني. على هذا، يكون الاقتراب من عادات التفكير للمخاطَبين الأجانب هو العتبة التي ينبغي اجتيازها في عمل النشر الدولي.

طرح السيد وانغ جملة من المقترحات التي قد تساهم في تذليل تلك العقبات، وهي:

أولا، القيام بالنشر الدولي من زاوية الوضع العام. منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، أولت اللجنة المركزية للحزب التي يمثل الرفيق شي جين بينغ نواتها اهتماما عاليا بأعمال النشر الدولي، وقامت بسلسلة من الترتيبات الهامة وشرح النظريات، حيث طرح الرئيس شي جين بينغ بوضوح في الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني وندوة أعمال الإعلام والرأي العام، تعزيز بناء القدرة على النشر الدولي وحق التعبير الدولي؛ وأشار التقرير المقدم للمؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني إلى أن "تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والدول الأجنبية بالاحتفاظ بزمام المبادرة في أيدينا، وضم كل ما يفيد من الأفكار. وقال الرئيس إنه يتعين علينا تقوية بناء قدرة النشر الدولي، وسرد القصص الصينية بشكل جيد، وعرض صورة الصين الحقيقية والثلاثية الأبعاد والشاملة، ورفع القوة الناعمة الثقافية الوطنية". تلك هي المطالب الجديدة لأعمال النشر الدولي منذ دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد.

قال السيد وانغ: "لا يمكن أن نقوم بالنشر الدولي من خلال المحتويات المناسبة وعبر طرق صائبة ونراقبه بقوة ونعد الأكفاء بشكل منتظم ونتمسك بموقفنا ونعرف العالم بالقصص والأصوات الصينية الجيدة بهدوء والثقة الذاتية، إلا عندما ننظر إلى أعمال النشر الدولي من زاوية الوضع العام."

ثانيا، الإمساك بزمام المبادرة لنشر المعلومات والتخطيط بدقة وتعزيز توجه النشر الدولي للقراء. قال السيد وانغ إن وضع الرأي العام الدولي عن "الغرب القوي والصين الضعيفة " لم يتحطم في الوقت الحالي، يجب علينا أن نغتنم الفرصة الجميلة لتنمية الصين المستقرة السليمة لتعريف القراء بالصين وشرح تنمية الصين لهم من خلال تغطية الأحداث الطارئة والقضايا الهامة وسرد القصص الحقيقية. أضاف: "هذا العام يصادف الذكرى السنوية الأربعين للإصلاح والانفتاح، فيمكن أن نغتنم هذه الفرصة ونسرد التغيرات التفصيلية لعمل وحياة الشعب الصيني خلال الأربعين سنة الماضية وفقا لمطالب القراء الأجانب، سعيا إلى عرض مشاهد تنمية الصين خلال الأربعين سنة، ونثير أصداء بينهم عبر القصص الحيوية." وأشار السيد وانغ إلى أن اختيار مختلف زوايا السرد وأساليب التعبير وفقا لمستوى معرفة القراء من مختلف الدول وعادات قراءتهم يعتبر حلقة حاسمة لتحسين نتيجة النشر في وقت الخطاب بالمبادرة الذاتية.

ثالثا، أن تضخ  كل قوى الإعلام دماء جديدة في النشر الدولي. في تيار العولمة، قوة العلوم والتكنولوجيا التي تتطور يوميا تغير حياتنا، وشهدنا التنمية المندمجة بين وسائل الإعلام التقليدية والناشئة. يعتقد السيد وانغ أن تحسين نتيجة النشر الدولي في عصر وسائل الإعلام الشاملة لا ينبغي أن يكتفي بالتغطية الشاملة بقنوات الوسائل الإعلامية، بل ينبغي توفير النشر المناسب للقراء الأجانب وفقا لأحوال قبولهم وميولهم لتحقيق نتيجة النشر الدولي الجيدة النافعة. وفي الوقت نفسه، أشار السيد وانغ إلى أن تطوير وسائل الإعلام التقليدية للنشر الدولي قد تجاوزت نطاق الإدارة التقليدية مع التطور المستمر لشبكة الإنترنت، فأصبح تعزيز المراقبة وإعداد الأكفاء المتخصصين والممتازين موضوعا هاما آخر لتطوير قضية النشر الدولي.

قال السيد وانغ: "إن سرد القصص الصينية وبث الأصوات الصينية بشكل جيد هما الشغل الشاغل لقضية النشر الدولي الصينية في المرحلة الحالية، وكيفية إنجازهما سؤال يجب على العاملين في مجال النشر الدولي أن يجيبوا عنه أولا. لا بد أن نرفع قدرة الصين على النشر الدولي، وبذلك فقط يمكننا تثبيت مكانة الصين في المسرح الدولي، وسرد القصص الصينية بشكل أفضل وبث الأصوات الصينية بشكل أكثر صدقا، وتمكين الصين من تقديم الحكمة الصينية والحلول الصينية لحوكمة العالم، وتحقيق رابطة المصير المشترك للبشرية التي تنفع جميع الأطراف في أسرع وقت ممكن."

 

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4